أثر نظرية الإمامة في فساد فقه الملالي والآيات (1)
كان لنظرية الإمامة عند الرافضة أكبر الأثر في استنباطاتهم الفقهية، وعليها كان مدار الأحكام الشرعية، فلقد أدى هذا التأثير الكبير إلى فسادٍ عظيمٍ شمل جميع أبواب الفقه الجعفري، فلم يستطع علماء الشيعة وملاليهم الخروج من رقبة نظرية الإمامة والغلو في الأئمة إلى حد صرف العديد من أوجه العبادات إلى أئمتهم وأصحاب ما تعرف بالعتبات المقدسة، وإلى حد وضع العديد من المؤلفات في أحكام وآداب الزيارة ومناسكها كمناسك الحج لدى أهل السنة.
ولقد اعتمد فقهاء الاثنى عشرية على العديد من كتب الحديث عندهم في القديم والحديث، والتي من أهمها كتاب "الكافي، التهذيب، الاستبصار، ومن لا يحضره الفقيه"، وغيرها.. وتركوا صحاح أهل السنة والجماعة كالبخاري ومسلم تكفيرًا منهم إلى الصحابة الذين رووا هذه الأحاديث.
ويعتبر "الكليني" مؤلف أعظم كتب الشيعة – من وجهة نظرهم- ومصادر أصولهم وفروعهم، ويعتقدون أنه أوثق من صحيح البخاري، وكتابه هو "الكافي"، ولقد قال "الكليني" نفسه في مدح كتابه: "وقلت أنك تحب أن يكون عندك كتاب كاف يجمع فنون علم الدين، ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين".
وقال علي بن أكبر الغفاري محقق كتاب الكافي: "اتفقت الإمامية على صحة ما في الكافي"، وقال عبد الحسين شرف الدين: "وأحسن ما جمع منها: "الكتب الأربعة التي هي مرجع الإمامية في أصولهم وفروعهم من الصدر الأول إلى هذا الزمان وهي الكافي والتهذيب والاستبصار ومن لا يحضره الفقيه، وهي متواترة ومضامينها مقطوع بصحتها والكافي أقدمها وأعظمها وأحسنها وأتقنها".
وقال الطبرسي أيضًا: "الكافي بين الكتب الأربعة كالشمس بين النجوم.."، وقال محمد صادق الصدر: "يحكى أن الكافي عرض على المهدي فقال: "هذا كافٍ لشيعتنا"، وقال الفيض الكاشاني بعد الثناء على الكتب الأربعة: "والكافي أشرفها وأعظمها وأوثقها وأتمها".
ومع وصلة المديح والثناء هذه نرى أن مقدمة المحقق للكافي صـ 9 اعترف فيها بأن المجلسي وصف كتاب الكافي بأن أكثر أحاديثه غير صحيحة، وهو اعتراف بأن كتاب الكافي ليس صحيحًا بالكلية وهو أهم مصادرهم، على حد زعمهم.
ويظهر من تتبع نصوص الكتاب أن "الكليني" يجهل الإسناد، فإن غالب رواياته تبدأ بقوله: (عن عدة من أصحابنا)، فهذا إسناد فيه مجاهيل والأصل تسمية الرواة حتى يتسنى لنا فحص السند وتتبع حال الرواة، ولا يوجد عند الشيعة ضابط مستقيم في تتبع الروايات والحكم عليها، بل هم يخبطون خبط عشواء، ومن أمثلة ذلك:
"زرارة بن أعين" أبرز الرواة عند جعفر الصادق، نجد عبد الحسين شرف الدين يدافع عنه في كتابه المراجعات، فيقول: "لم نجد شيئًا مما نسبه إليه الخصم وما ذاك منهم إلا البغي والعدوان"، غير أن كتبًا شيعيةً أخرى قالت عن زرارة على لسان جعفر نفسه: "كذب عليّ زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة، لعن الله زرارة"، وقال: "إن الله نكّس على قلب زرارة".
وإذا كان هذا حال أحد أكثر الرواة عن جعفر الصادق – باعتراف كتب الشيعة – والكثير من الأحكام الفقهية لدى الشيعة تنسب إلى الصادق حتى سمى الفقه الإمامي بالفقه "الجعفري" فكيف تطمئن النفس لنقولهم عن باقي آل البيت أو غيرهم؟، خاصة وأن الشيعة لا علم ولا دراية لهم بعلوم الإسناد وأصول الحديث.
وأيضًا من الكتب المعتمدة لدى الشيعة في الحديث "الوسائل" للعاملي المتوفى عام 1104هـ، وبحار الأنوار للمجلسي المتوفى 1111هـ، ومستدرك الوسائل للطبرسي المتوفى 1320هـ، وجميعها متأخرة، وإذا كانوا قد جمعوا تلك الأحاديث عن طريق السند والرواية فكيف يثق عاقل بروايةٍ لم تُسجّل طيلة أحد عشر قرنًا أو ثلاثة عشر قرنًا؟!!
وهذا يؤكد أن مصادر التلقي لدى الشيعة مشكوك تمامًا في صحة نقولها، وما يتطرق إليه الشك والاحتمال يسقط به الاستدلال.
ويدّعي الشيعة أنهم يعتمدون في الأحاديث "على ما صح من طريق أهل البيت"، وهذا تمويه وخداع، ذلك أنهم لا يعتمدون إلا على أحاديث أئمتهم فقط، لأنهم يعتبرونهم كالرسول صلى الله عليه وسلم وقول الواحد منهم كقول الله تعالى ورسوله، لذا يندر وجود قول للنبي صلى الله عليه وسلم في كتبهم وأحكامهم، وإذا استندوا لقول النبي صلى الله عليه وسلم فلربما كان من باب التقيّة لخداع أهل السنة.
وهم يردون أقوال بقيّة أهل البيت غير أئمتهم فلا يقبلون أقوال أولاد الحسن، وباقي أولاد وأحفاد الحسين من غير أولاد عليّ زين العابدين، ولا يعترفون بأقوال "جعفر الكذاب" كما يسمونه وهو عم مهديهم المنتظر، وهو أيضًا من أحفاد آل البيت.
ويتناقض الشيعة فيحكمون لمن زعم أنه رأى مهديهم بأنه عدل وصادق، يقول المامقانيفي تنقيح المقال الجزء الأول: "تشرف الرجل برؤية الحجة عجل الله فرجه، بعد غيبته فنشهد بذلك على كونه في مرتبة أعلى من مرتبة العدالة ضرورةً"، وهم مع ذلك يطعنون في الصحابة الذين عاشوا وعاينوا خاتم النبيين وجدُّ المهدي المنتظر.
ويعترفون في كتبهم أنهم لم يبلغهم علم الحلال والحرام ومناسك الحج إلا عن طريق "أبي جعفر الباقر"، وعلى ذلك لم يبلغهم من النبي صلى الله عليه وسلم وعليّ والحسن والحسين وعلي زين العابدين، وفاطمة الزهراء شيئًا، فكيف كانوا أئمةً، ولما تركوا الشيعة في جهلٍ عميق؟
فتقول كتبهم "كانت الشيعة قبل أن يكون أبو جعفر، وهم لا يعرفون مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم، حتى كان أبو جعفر ففتح لهم وبيّن لهم مناسك حجهم وحلالهم وحرامهم حتى صار الناس يحتاجون إليه بعدما كانوا يحتاجون إلى الناس".
وهذا يناقض ويهدم فقه الإمامية، وهذا التضارب لا يفسره سوى قوله تعالى: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا) سورة النساء: 82.
وتتضارب الأقوال المنقولة عن جعفر الصادق فيمسائل عديدة فلا تكاد تجد مسألة فقهية إلا وله فيها قولان أو أكثر متناقضة، وعلى سبيل المثال لا الحصر: البئر الذي وقعت فيه نجاسة، قال مرةً: هي بحر لا ينجسه شيئ، وقال مرةً: تنزح كلها، ومرةٍ تنزح منها 7 دلاء أو 6، ولما سئُل أحد علماء الشيعة عن كيفية المخرج في مثل هذا التناقض والتضارب قال: "يجتهد المجتهد بين هذه الأقوال ويرجح واحدًا، أما الأقوال الأخرى فيحملها على أنها "تقيّة"، فقيل له: ولو اجتهد مجتهد آخر ورجح قولًا غير الذي رجحه المجتهد الأول، فماذا يقول في الأقوال الأخرى؟، قال: نفس الشيئ يقول بأنها تقيّة، فقيل له: إذًا ضاع مذهب جعفر الصادق، لأنه ما من مسألة تنسب له إلا ويحتمل أن تكون تقيّةً إذ لا علامة تميّز بين ما هو للتقية وما هو لغيره"، فالإمام عند الشيعة لا يقول: ما قلته تقيّة أو ما قاله الإمام في موقف كذا تقيّة، بل تركوا الأمر في الاستنباط للسادة والملالي وهم ليسوا معصومين في استنباطاتهم، بحسب زعمهم.
يتبع بإذن الله...
اقرأ المزيد
أكدت صحيفة "جهان صنعت" أن أسعار الدواجن سجلت ارتفاعًا غير مسبوق في الأسواق الإيرانية
كشفت صحيفة "خانه ملت" انهيار قطاع السيارات في إيران، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والحلفاء على النظام الإيراني
نقلت صحيفة "جهان صنعت" عن ممثل وعضو المجلس الأعلى للعمال، علي خدايي، قوله أن الخلاف بين العمال وأرباب العمل على الأجور مازال مستمرًا
تصاعدت أزمة الغاز والوقود والطاقة في إيران، وزادت الطوابير الطويلة من السيارات أمام محطات الوقود في مدن
كشفت نقابة المعلمين اليمنيين، عن اجتماعات مكثفة تجريها ميليشيات الحوثي الانقلابية
أقدمت شابة آذرية، لا تتجاوز العشرينات من عمرها، على الانتحار بإلقاء نفسها من أعلى أحد الجسور في مدينة أرومية