ولاية كُنر والنيران الصديقة
بقلم - طارق صالح بن هساوي
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين، ما يحصل الآن من حرب من ينتسب للسلفية على الهيئة العامة للأوقاف
يُذَكِّرُني بما حصل في ولاية كُنر الأفغانية .
كُنر ولاية تابعة لدولة أفغانستان؛ تحررت من الشيوعيين
الروس بفضل الله ثم رجالها وأهاليها قبل تدخل الأمريكان بعد ذلك.
فاستقلت
من حكمهم وبطشهم ، وحَكمها أهلُها ونَصَّبوا عليهم سلطانا وشكلوا شرطا وطبقوا حدود
الله، وأقاموا السجون وقضوا على الجريمة، وأحرقوا مزارع الحشيش.
وأسسوا
لهم مدارس الحديث امتدادا لمدارس الهند القوية ، ففرح أهل السنة بها وعم الخيرُ هذه الولاية.
فَقَرَّتْ
بها أعينُ أهل الخير والصلاح وكل مَنْ يناصر السنةَ وأهلها في كل مكان، فدعموها
وحثوا الناس على الأخذ بأيدي أهلها حتى يصلوا إلى بر الأمان .
وكان
على رأس هؤلاء الأخيار الذين أيدوها شيخُ الإسلامِ في هذا الزمان الشيخُ
عبدُالعزيز بنُ باز رحمه الله وسماحة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله والعلامة مقبل
الوادعي رحمه الله والشيخ العلامة ربيع المدخلي حفظه الله وكثير من أهل السنة
الداعمين لها.
فأصبحت
النعم تتوالى على هذه الولاية ، والخير يعم أرجاءها ،والعلم ينير دروبها حتى غاض
ذلك أهل الشطط والتشغيب من بني جلدتها ((وكل ذي نعمة محسود)) .
فأصبحوا يكيدون لها ليل نهار، ويحيكون لها الدوائر
وانشغلوا عن حرب الشرك والبدع وبقايا الشيوعية وناصبوها العداء، وأجمعت جميع قوى
الشر في أفغانستان على عداء هذه الولاية، وضيقوا عليها وقتلوا الشيخ السلفي
المجاهد جميل الرحمن وقوضوا هذه الولاية الفتية في مهدها، فأطفؤوا الفانوس الذي
أنار لهم في ظلام البدع والخرافات والشركيات وكما قيل :-
كل العداوة قد ترجى مودتها
إلا
عداوة من عاداك في الدين
وما فعلوا ذلك عبثا، ولكن :
لأن
هذه الولاية قضت على الشرك، وهدمت القبور والأضرحة التي كانت تعبد من دون الله
وحذرت من التمائم التي انتشرت بين المجاهدين آنذاك .
نشرت التوحيد والسنة وأصبحت تصدره للقرى المجاورة .
أقامت حدود الله وأمرت بالمعروف ونهت عن المنكر .
أحرقت مزارع الحشيش وقضت على مروجيه؛ لأن الغاية عندهم لا تبرر
الوسيلة، فالتنظيمات التكفيرية تروجه للحصول على الأموال الطائلة .
أسسوا مدارس تنشر السنة الصحيحة، وتعلم علم الحديث .
اقرأ المزيد
إن ما يشهد به ويشاهده شعب المملكة العربية السعودية والعالم أجمع من جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز
تبذل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة في المملكة العربية السعودية بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، جهودًا كبيرة لنشر العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي الأصيل
رسالة ود ومحبة وإخاء لمن يستشعر هذه الأيام بشيئ من الملل ويشعر بالضيق من الجلوس في منزله بسبب فيروس "كورونا" .
قبل أن نتعرف على الأبعاد الفكرية لهذه الحركة التي تنشط مؤخرًا بشكل ملفت عالميًا على جميع الأصعدة سياسيًا وإعلاميًا وسينمائيًا
فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا