عين على إيران.. ماذا يحدث في السنغال؟ (1)
يكثف النظام الإيراني من تحركاته الدولية في سبيل تشكيل جبهة دولية لمواجهة العقوبات الأميركية المفروضة بموجب إلغاء الاتفاق النووي.
وفي سبيل ذلك، نظمت وزارة الخارجية الإيرانية جولات مكثفة عبر مكاتبها الخارجية والسفارات والبعثات الدبلوماسية ولقنصلية والمراكز التابعة لها من أجل تمرير وجهة النظر الإيرانية والسعيي للحفاظ على الاتفاق النووي.
خطة صانعو القرار في السياسة الإيرانية ركزت على جني ثمار شراء الولاءات في دول جنوب إفريقيا؛ وهو ما كشف عنه اللقاء الأخير الذي جمع بين وزير خارجية السنغال "صديقي كابا" وسفير إيران في داكار "عين الله قشقاوي" لبحث سبل دعم بلاده للاتفاق النووي.
هذا بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إلى السنغال التي أجراها في التاسع من أبريل المنقضي ضمن جولة قارية شملت كلا من السنغال، نامبيبا، البرازيل، أوروجواي بهدف توسيع خارطة تحالفاتها الدولية.
ولم تخل الزيارة من الإغراءات حيث بحث الوفد الاقتصادي رفيع المستوي المرافق لظريف سبل تعزيز الصادرات الإيرانية وفرص تطوير التعاون الثنائي في مجالات النفط والغاز وصناعة السيارات والسجاد الإيراني وقطع الغيار.
وقد حظى الجنوب الإفريقي بالنصيب الأكبر من جولات ظريف الأربع خلال العامين الماضيين والتي شملت مالي ونيجيريا وغينيا كوناكري وغانا والسنغال.
في الحقيقة فإن التوغل الإيراني في جنوب إفريقيا ليس بالجديد فمنذ قيام الثورة الخمينية عام 1979 في إيران اتجهت أنظار النظام الإيراني الجديد الرامي إلى تصدير الثورة، نحو إفريقيا لأسباب عديدة من أهمها الطبيعة الجغرافية للقارة السمراء، وتركيبة الشخصية الإفريقية التي تتميز بالطيبة والسهولة.
كما يطمع النظام الإيراني في السيطرة على المخزون الإفريقي من اليورانيوم اللازم لتطوير القدرات النووية الإيرانية، وقد سبق أن أمدت دولة جنوب أفريقيا طهران بمخزونها من اليورانيوم في السبعينيات.
هذا إلى جانب الثقل التصويتي الأفريقي في المنظمات الدولية، إذ تعد أفريقيا ثاني أكبر الكتل التصويتية بعد الآسيوية داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة فضلا عن الحضور الأفريقي في أوبك ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرهما.
ويُعتبر شرق القارة الأهم في وجهة النظر الإيرانية لوجود الممرات البحرية، والمكانة الاستراتيجية في التجارة الدولية، ومحاولة إيجاد موطئ قدم على الممرات المائية كمضيق باب المندب.
واتخذ نظام دولة الملالي العديد من الأساليب الناعمة من أجل التوغل في الجنوب الإفريقي، تحت غطاء السفارات والبعثات الدبلوماسية التس سهلت عمل ناشري التشيع وخاصة من العراقيين واللبنانيين.
وانتهجت طهران عدةَ وسائل في غزوه الناعم أبرزها الإغراء بالأموال وإقامة المشاريع الخيرية، بالإضافة إلى استغلال التعليم حيث افتتح العديد من المدارس وقدم العديد من المنح الدراسية وأرسل الشباب إلى إيران ولبنان لمواصلة دراستهم.
وينشط النظام الإيراني بقوة في السنغال خصوصًا حيث دشن قسمًا فارسيًا داخل جامعة داكار بدعوى تدريس اللغة الفارسية، وأسس حوزة الرسول الأكرم وهي مركز يضم مدرسة تابعة للحوزات القمّية الإيرانية، وكلية فاطمة الزهراء.
وأنشأ العديد من المؤسسات الإيرانية العاملة على نشر التشيع تحت مسميات عديدة تعمل في مجالات مختلفة من بينها المؤسسة الإسلامية الاجتماعية، ومؤسسة المزدهر الدولية في داكار والتي تنشط في مجال بناء المدارس والمساجد الشيعية، وكفالة الدعاة، وحفر الآبار.
وفي العام 2016 لجأ إلى إقامة مؤتمرات دعائية كبرى الغرض منها الترويج إلى كثافة عدد الشيعة في إفريقيا، ففي 12 مايو 2016 جمعت إيران طلابًا أفارقة من 30 دولة في مؤتمر تحت شعار الأطروحة المهدَوية، وواقع أتباع أهل البيت في إفريقيا.
وفي 10 أغسطس 2016 أعلنت تأسيس "رابطة عموم إفريقيا لآل البيت"، وبعدها بأيام عقدت مؤتمرًا صحافيًا في العاصمة السنغالية (داكار) ضم زعماء الحوزات الشيعية في إفريقيا ليعلنوا بدء نشاطها الفعلي.
اقرأ المزيد
برلماني إيراني: صناعة الطيران الإيرانية بلا جودة وكميتها تنخفض يوميًا
اندلع حريق بطائرة في مطار مهر أباد في طهران، وما زال الركاب على متنها، حسبما ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية
أشار مسح حكومي إيراني أن أكثر من 58% من السكان لا يستطيعون شراء جميع السلع الأساسية والمواد الغذائية التي يحتاجونها
أعلنت وزارة الصحة العراقية، الثلاثاء، عن سقوط عشرات القتلى والمصابين نتيجة انهيار جزء من ممشى
قال رئيس منظمة الإنقاذ، مرتضى سالمي، إن تساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية في إيران تسبب في مقتل وإصابة العديد من الإيرانيين بسبب الحوادث الجوية
فيما يعد دليلًا جديدًا على خيانة تنظيم الإخوان لـ"الأمة الإسلامية" وفي سبيل تحقيق أهداف التنظيم الخبيثة، كشف مسئول إيراني وأحد القيادات المقربة