أثر نظرية الإمامة في فساد فقه الملالي والآيات (2)
استعرضنا في الفصل الأول أثر نظرية الإمامة في فساد فقه الملالي والآيات عند الرافضة، وكيف كان لها أكبر الأثر في بطلان استنباطاتهم الفقهية، وكيف خلت الروايات الشيعية من أية أسانيد، وفي هذا الجزء نستكمل ما بدأناه...
وللشيعة أمر عجيب في استنباط أحكامهم، وهو ما يفتي به علماؤهم قديمًا وحديثًا، حيث يقولون بوجوب الأخذ بما يخالف أهل السنة والجماعة؟
وذكر محسن الأمين في كتاب أعيان الشيعة الجزء الأول ما نصه: "الخاصة وهذا يطلقه أصحابنا على أنفسنا، مقابل العامة الذين يسمونهم بأهل السنة"، ويقول الخميني في كتابه الرسائل الجزء الثاني: "وعلى أي حال لا إشكال في مخالفة العامة من مرجحات باب التعارض"؟!.
ويقول المتباكي على الوحدة، مرتضى العسكري في كتابه معالم المدرستين ما نصه: "وعلى ما ذكرنا في هذه البحوث من الصحيح أن نترك من الحديثين المتعارضين ما وافق اتجاه مدرسة الخلفاء".
ولقد وردت روايات كثيرة عند الشيعة تحثهم على الأخذ بما يخالف أهل السنة، ويقول الحر العاملي في الفصول المهمة في معرفة فصول الأئمة: "والأحاديث في ذلك متواترة ذكرنا جملة منها في كتاب وسائل الشيعة".
وإذا كان مخالفة أهل السنة من أهم قواعد الترجيح لدى الشيعة عند التعارض، فكيف يتسنى لعلماء السنة المعاصرين النقل عن الشيعة وعن فقهائهم واعتبارهم مذهبًا فقهيًا من المذاهب المعتبرة لدى المسلمين؟!
ولقد سئل آيتهم العظمى الحائري: "سمعنا عن قريب من بعض الشيعة أن شخصًا ممن يدعّي العلم وهو شيعي يقول: "بجواز التعبّد بالمذاهب السُنيّة الأخرى، فماذا تقولون؟، وما هو ردكم لهذا المدّعي للعلم والفضل؟، فأجاب: "هذا كلام باطل".
وهذه رسالة تقدم إلى المخدوعين من علماء أهل السنة وعوامهم، الذين ينخدعون بدعاوى التقريب الخبيثة، فعلماء الشيعة يفتون بعدم جواز التعبد بمذهب أهل السنة والجماعة ولا يعتبرونه من المذاهب الشرعية للمسلمين، وليس هذه وحسب بل تواترت أحكامهم الفقهية على اعتبار السُنّي نجس العين، ولا يجوز إعطاء أموال الزكاة للسنّي.
ويقول "الخميني" في تحرير الوسيلة: "وأما النواصب والخوارج لعنهم الله تعالى، نجسان من غير توقف".
وقد ذكر أحد علمائهم في كتاب له اسمه "النصب والنواصب"... في المسألة الثانية في الطهارة بند طهارة الناصبي ونجاسته، قائلًا: "وقد استدلوا بما رواه ابن أبي يعفور في الموثق، عن أبي عبد الله (ع) في حديث قال: "وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام ففيها غسالة اليهودي، والنصراني والمجوسي، والناصب لنا أهل البيت فهو شرهم، فإن الله تعالى لم يخلق خلقًا أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت لأنجس منه"...
فالشيعة يرون أن السّني نجس ولا ينكرون ذلك إلا تقية، بل إن بعض علمائهم يرى أن وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة كفر، لاتفاقه مع مذهب أهل السنة والجماعة، حيث يرى آيتهم الخميني أن "التكفير هو وضع إحدى اليدين على الأخرى نحو ما يضعه غيرنا، وهو مبطل عمدًا لا بأ به حال التقية".
ولقد غالى الشيعة في ولاية الأئمة حتى جعلوها شرطًا لقبول كل العبادات وأحيانًا جعلوها تغني عن كل العبادات، ويقول الخميني: "... الإيمان لا يحصل إلا بواسطة ولاية علي وأوصيائه من المعصومين.. إن ولاية أهل البيت ومعرفتهم شرط قبول الأعمال...، بل تكون من ضروريات مذهب التشيع المقدس".
ولقد عطّل الشيعة الجهاد في سبيل الله لحين خروج مهديهم من سردابه لأنه إمام الزمان "الغائب" فلن تعقد ألوية الجهاد حتى يخرج..، ولذا حاول أعداء الأمة نشر التشيع في بلاد الإسلام جميعًا.
وذكر "الكاشاني" في جواهر الكلام رواية شيعية عن عبد الله بن سنان، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك ما تقول في هؤلاء الذين يقتلون في هذه الثغور؟، قال: الويل يتعجلون، قتلة في الدنيا وقتلة في الآخرة، والله ما الشهيد إلا شيعتنا ولو ماتوا على فرشهم.
وعلى هذا فشهداء أهل السنة في حروبهم ودفاعهم عن ثغور الأمة يتعجلون بذلك الويل وليسوا شهداء.
ويرى الشيعة عدم جواز مقاتلة الكفار والمشركين – فقط – حتى يخرج المهدي، فرووا عن عليّ بن الحسن (ع)، قال: "والله لا يخرج أحد منا قبل خروج القائم إلا كان مثله مثل فرخ طار من وكره قبل أن يستوي جناحاه فأخذ الصبيان فعبثوا به".
وقال الخميني: "في عصر غيبة ولي الأمر وسلطان العصر الشريف يقوم نوابه العامة وهم الفقهاء الجامعون لشرائط الفتوى والقضاء مقامه في إجراء السياسات، وسائر ما للإمام (ع) إلا البدأة بالجهاد".
وقد خص الإمامية أنفسهم بمبادئ وتعاليم أهمها:
1 – أنهم لا يأخذون "بالإجماع" كأصل من أصول التشريع، لأن الأخذ به يستلزم الاعتراف ضمنًا بأقوال غير الشيعة من الصحابة والتابعين، وهم لا يعتدون باولئك في الدين.
2 – لا يقولون "بالقياس" لأنه رأي والدين لا يؤخذ بالرأي، وإنما يؤخذ عن الله ورسوله، وعن أئمتهم المعصومين، ولا يقبلون من الأحاديث شيئًا من أهل السنة مهما كان درجتها من الصحة، وذلك لتكفيرهم الصحابة جميعًا – وهم نقلة الحديث – مع سبّهم لأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.
3 – أنهم يفسرون القرآن تفسيرًا يتفق مع مبادئهم ولا يرضون بتفسير غيرهم.
ولقد كان لمسألة الإمامة أكبر الأثر في الفقه الشيعي، حتى بنوا عليها كافة أحكامهم ومعاملاتهم، حتى أصبح لهم آراء خاصة بهم في الميراث مثلًا منها: تقديم ابن العم الشقيق على العم الأب، ويجعلون المال كله للقريب ذي الفرض، ويمنعون العاصب من أخذ ما زاد على فرض هذا القريب، فلو كان المتوفى قد ترك بنتًا وأخًا، أخذت البنت كل التركة ولا شيئ للأخ.
ويظهر أن الذي دفع الشيعة إلى هذه الآراء هو رأيهم في الخلافة وذلك لأنهم يرون أن عليًا أولى بالخلافة من عباس، فعليّ ابن عم شقيق، والعباس عم لأب، وفاطمة وأولادها مقدمون على غيرهم من العصبات، كما أن عندهم الأنبياء يورثون.
وإذا كان استنباط الأحكام الشرعية من الأدلة التفصيلية، يحتاج بداهة إلى إلى إجادة الفقيه او المفتي للغة العربية تحديدًا، ذلك أن القرآن عربي والأئمة الاثنى عشر عرب أقحاح... ومع هذا فإن كثيرًا من علماء الشيعة في الماضي والحاضر، لاسيما في إيران لا يجيدون اللغة العربية لعجمة ألسنتهم، ومع هذا نراهم يستنبطون الكثير من الأحكام، لذا ضلت فتاويهم وعقولهم.
وقد اعترف محمد رضا المظفر – وهو أحد شيوخهم المعاصرين – بأن جُل رواتهم قد ورد فيهم الذم من الأئمة ونقلت ذلك كتب الشيعة نفسها، حيث قال وهو يتحدث عما جاء في "هشام بن سالم الجواليقي" من ذم: (وجاءت فيه مطاعن، كما جاءت في غيره من أجلّة أنصار أهل البيت وأصحابهم الثقات، والجواب عنها عامة مفهموم".
فكيف تستقيم الأحكام الفقهية الشيعية إذا كان نقلة الأحاديث عن الأئمة، من الكذبة الملعونين بلسان الأئمة وعموم علمائهم وآياتهم عُجم الألسنة لا يفقهون من اللغة العربية إلا النذر اليسير.
اقرأ المزيد
فيما يعد دليلًا جديدًا على خيانة تنظيم الإخوان لـ"الأمة الإسلامية" وفي سبيل تحقيق أهداف التنظيم الخبيثة، كشف مسئول إيراني وأحد القيادات المقربة
قال رئيس منظمة الإنقاذ، مرتضى سالمي، إن تساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية في إيران تسبب في مقتل وإصابة العديد من الإيرانيين بسبب الحوادث الجوية
أشار مسح حكومي إيراني أن أكثر من 58% من السكان لا يستطيعون شراء جميع السلع الأساسية والمواد الغذائية التي يحتاجونها
اعترف هادي خامنئي، شقيق مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، بالأوضاع السيئة التي تعيشها البلاد، مشيرًا إلى أن "إيران تعيش اليوم حوادث وتشهد جرائم
ذكرت صحيفة "أرمان أمروز"، أن إيران شهدت ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية بشكل مطرد على مدار العام
قضت محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة، اليوم الأحد، بقبول الدعوى المقامة التي طالب بإغلاق ووقف بث المواقع والقنوات الشيعية بصفة عامة