العلامة "الفوزان" يحذر من خطورة الحط من قدر العلماء


حذر فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبدالله الفوزان، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، من خطورة الحط من قدر العلماء ووصفهم بالعمالة والمداهنة وغيرها من الأوصاف الذميمة.

 

وقال الشيخ "الفوزان" في تسجيل صوتي له نشر على موقعه الرسمي: "الذين يتنقصون العلماء، ويحطون من قدرهم، ويزهدون الناس فيهم، ويصفونهم بالأوصاف الذميمة، كـ (العمالة والمداهنة مع السلاطين) بزعمهم؛ يريدون أن يحولوا بين العلماء وبين الناس حتى تسنح لهم الفرصة بنشر الأفكار الخبيثة، ولا يقبل من العلماء بيان لهذه الأفكار وهذه الشبهات، وهذا ما يريده أعداء الله ورسوله".

 

واستشهد بما حدث في عهد النبي صلة الله عليه وسلم قائلًا: "كان النبي صلى الله عليه وسلم في مرجعه من غزوة تبوك نزل في منزل للراحة، نزل المسلمون معه، اجتمع نفر من جملة العسكر الذين مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانوا أهل دين وأهل إيمان، جلسوا يتحدثون فقال رجل منهم: "ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنا، وأرغب بطونا، وأجبن عند اللقاء" - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه - والبقية سكتوا ولم ينكروا عليه، إلا شابًا أنكر عليه، وقال له كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال له عوف بن مالك رضي الله عنه، فذهب الشاب يخبر الرسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقه الوحي، ونزل على الرسول صلى الله عليه وسلم خبرهم، وقال الله جل وعلا: (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)".

 

وأضاف: "انظروا كانوا مؤمنين في الأصل، لكنهم كفروا بعد إيمانهم، ليسوا منافقين من الأول، هؤلاء من المؤمنين، ولما قالوا هذه المقالة، من المؤمنين ومع رسول الله ومع الغزو، لما قالوا هذه المقالة أنزل الله فيهم هذه الآية، جاؤوا يعتذرون إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وقالوا يا رسول الله: "إنما هو حديث الركب نقطع به الطريق"، وكان كبيرهم ممسكًا بناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبلها، يقول يا رسول الله: "إنما كنا نخوض ونلعب، حديث الركب نقطع به عنا الطريق"، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إليه، بل يقرأ عليه هذه الآية: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)".

 

وتابع: "والرسول متجه وركب راحلته حتى إن الحجارة لتنكب أقدام هذا الرجل الذي يعتذر والرسول لا يلتفت إليه؛ لأن الله أمره أن يقول لهم: (قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم)".

 

وأوضح عضو اللجنة الدائمة للإفتاء، إلى أن هذه الآية تتناول كل من استهزأ بالعلماء، واستهزأ بالعلم الشرعي، فهو واقع في هذا الوعيد الشديد، ومتصف بهذا الوصف القبيح، مؤكدًا أن الذي يستهزئ بالرسول، يستهزئ بالقرآن، يستهزئ بالعلم، يستهزئ بالعلماء واقع في هذا الخطر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ولفت إلى أن انتقاص العلماء ليس لأجل أشخاصهم، وإنما يسبهم من أجل العلم الذي يحملونه، يسبهم من أجل وصفهم لا من أجل أشخاصهم، فلذلك ناله هذا الحكم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم".

 

وشدد الشيخ "الفوزان" على ضرورة توقير العلماء واحترامهم، والتلقي عنهم؛ لأن هذا العلم أمانة يجب على العالم أن يؤديها وأن ينشرها، وأن يدرس هذا العلم ويبينه للناس، يحمله لمن بعده؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله) لا بد له من حملة، لابد له من حملة، ولا بد من محمول عنهم وهم العلماء، لا يؤخذ العلم من الكتب، إنما يؤخذ عن أهل العلم، يقول بعض السلف: "إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"، أي: عمن تأخذون علمكم، هو مثل النسب، هذا العلم مثل النسب، لا بد أن يكون هذا له نسب، هذا الذي يدعي العلم عمن أخذه؟ مثل ما تقول: فلان من هو أبوه؟ من هو جده؟  تقول هذا من هو شيخه؟ ممن تعلم؟ ممن تلقى العلم؟ هكذا يكون العلم خلفا بعد سلف.

 

وأكد ضرورة الرجوع إلى أهل العلم في التعلم، الفتوى، القضاء، وفي كل شؤون المسلمين، فهم الذين يحملون حل هذه الأمور وهذه المشاكل فيرجع إليهم، فإذا شككنا فيهم؛ زهدنا الناس في طلب العلم، وزهدناهم في أهل العلم، وحينئذ من الذي يتولاهم؟ يتولاهم أهل الضلال، يوجهونهم على رغبتهم؛ ليكونوا سلاحًا يطعنون به الإسلام والمسلمين.

 

واختتم قائلًا: "أهل العلم الله شرفهم، ومدحهم، الرسول صلى الله عليه وسلم شرفهم ومدحهم، يأتي من ينقصهم، ويزهد فيهم، ويصفهم بالأوصاف الذميمة، هذا مخالف لله ولرسوله، محادٌّ لله ولرسوله، غاشٌّ للمسلمين، فيجب التنبه لمثل هذه الأمور".

اقرأ المزيد

مركز الملك سلمان للإغاثة يدعم مراكز غسيل الكلى في اليمن

سلّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في محافظة عدن وزارة الصحة اليمنية 4 شاحنات تحمل

اختراق قناة دروس الإمارات على اليوتيوب والإدارة تصدر بيانًا هامًا

أعلنت إدارة قناة دروس الإمارات تعرضها للاختراق واستيلاء المخترق على حساب القناة على منصة اليوتيوب.

الخائن .. هجوم واسع على أكاذيب هروب عماد المبيض من السعودية

شن علماء ودعاة وباحثين في الأمن الفكري وإعلاميين هجومًا واسعًا على ما بثه الخائن عماد المبيض

مكافحة المخدرات تقبض على مقيم بمنطقة نجران لترويجه مادة الحشيش المخدر

قبضت المديرية العامه لمكافحة المخدرات على مقيم من الجنسية المصرية بمنطقة نجران لترويجه مادة الحشيش المخدر

بالفيديو.. رحلة صحفية توثق الجهود السعودية والمصرية لإغاثة غزة

وثق الصحفي محمد الراشد مدير مكتب قناة RT Arabic في الرياض ومراسلها في المملكة العربية السعودية، الجهود السعودية والمصرية لإغاثة الشعب الفلسطيني في غزة.

"آل الشيخ": مشروع ترميم المساجد التاريخية لبنة من لبنات الخير والعطاء

تفقد معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، مسجدي العجلان والمقبل الأثريين

تعليقات


آخر الأخبار