تساؤلات إلى الشيعة.. هل يوجد "مخلص" في الإسلام؟


إعداد – عواد حسن الشناوي


خيالات الإنسان وأفكاره الحالمة، وضغوطات الحياة وتكرر الإخفاقات أضفى على هذا (الأصل) كثيرًا من الظلال والامتدادات، وتوسعت فيه حتى خرجت به، وزحزحته بعيداً عنه!، قوله تعالى: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (آل عمران:81).

 

والمسيح الذي خاطب قومه فقال: (يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ) (الصف:6).

 

وكان اليهود يبشرون به أنفسهم، ويوعدون به عدوهم، وينتظرون به يوم الخلاص، فكانوا كلما غلبهم العرب توعدوهم به: (يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ) (البقرة:89).

 

ولقد صدق الله وعده فبعث النبي الخاتم محمدًا، فمن آمن به نجا وحاز على الخلاص، ومن كفر به ضل فكان من الهالكين، لقد تصور اليهود أن النبي الخاتم (المخلص) سيبعث من بينهم، واعتقدوا أن خلاصهم على يده سيكون على طريقة: (اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ) (المائدة:24فلما جاء (المخلص) على غير ما يتخيلون ويشتهون كفروا به، فلعنة الله على الكافرين.

 

وعادوا يمنون النفس بـ(مخلص) آخر كما يتخيلون ويشتهون، أطلقوا عليه اسم (ملك السلام)!، وها قد مر بهم أكثر من أربعة عشر قرناً ولم يسعفهم القادم الموعود (عج!أما النصارى فاعتقدوا بمجيء المسيح مرة أخرى، فهم ينتظرونه إلى اليوم. لانه صلب علي الصليب فداءا لهم من الذنوب والمعاصي والتقت العقيدتان اليهودية والنصرانية على أصل فكرة القادم المخلص عندهم -خصوصًا بعد مجيء مارتن لوثر منذ أربعة قرون - وتركوا تحديد شخصيته للزمن. وقالوا: يكفينا الآن الاتفاق على أصل المبدأ، فلنعمل على تهيئة الظروف لمجيئه، ونترك التفاصيل إلى حينها.

 

وهكذا التقى اليهود والنصارى - أو الصهاينة من الطرفين - على حرب المسلمين، واتفقت جهودهم على سلب فلسطين.

 

ولقد تسلل أصل هذه الفكرة قديمًا - بفعل دخول بعض اليهود وكثير من النصارى في الإسلام، وتواجد الكثيرين منهم في أوساط المسلمين - إلى الشيعه وظهرت بأشكال تتوافق – بصورة أو أخرى -وتلقفت الفكرة رؤوس الشيعة، وقامـوا بنشرها وإشاعتها بين العوام، ودعموها بروايات منسوبة إلى النبي لتظهر في أوساطهم باسم (المهدي) أو (المهدي المنتظر) أو (الغائب!)، من أجل تحقيق مآرب سياسية في مقابل السلطة الحاكمة.

 

فالسبأية ادعت مهدوية علي بن أبي طالب وقالت بغيبته، والكيسانية ادعت ذلك في محمد بن علي. وعبد الله بن الحسن ادعى المهدوية لولده محمد، ولقبه بـ(النفس الزكيةوهكذا..! وقد جرت بسبب هذه العقيدة حروب وويلات.. وفتن وانشقاقات لا يعلم آثارها ومدى ما جلبته على الأمة من أضرار إلا الله!

 

وتنازعت فرق الشيعة المختلفة (المهدي) فيما بينها، حتى العباسيون زعموا أن (المهدي) منهم!، ووضع أشياعهم الروايات فيه، ويبدو أنهم - من هذا الباب - لقبوا بعض خلفائهم بـ(المهدي) و(الهادي) و(الرشيد)، ولم يستغل فكرة (المهدي) أحد أو طائفة كما استغلها الفرس!، وهو عندهم رجل من آل كسرى ينتقم لهم فيقتل العرب، ويعيد إمبراطورية فارس، ويتخذ من العراق عاصمة لملكه، ويلحقه بإيران ويعيده كما كان من قبل ولاية تابعة لها.

 

وحتى تروج هذه الخزعبلات اخترعوا لها روايات كثيرة نسبوها إلى كبار أئمة البيت العلوي، ونشروها باسمهم بين عوام الناس، وقد اجتاحت فيه هذه الفكرة أغلب الفرق الشيعية، فأطلقوا لقب (المهدي) على الكثير من رموزهم، حتى إذا مات الحسن العسكري دون ولد ظاهر يخلفه ادعت الفرقة التي كانت تقول بـ(إمامته) أن له ولدًا اسمه محمد، وقد اختفى خوفًا على نفسه، وسيظهر قريباً فانتظروه.

 

ولما طال به العهد، وامتدت فترة غيبته أكثر من ثمانين عامًا، وأيسوا من مجيئه تحير أكثرهم ونكص عن الإيمان به. وقد سميت هذه الفترة المضطربة في كتبهم بـ(عصر الحيرةلكن قسمًا منهم قال بـ(مهدويته) و(غيبته) ووجوب انتظاره، وأطلقوا عليه لقب (المهدي المنتظر).

 

إن الآثار الباقية عن الأديان المنسوخة الي المذهب الشيعي وروح الغرور والبحث عن الذرائع لدى الفسّاق ولدى الأشخاص الذين يخافون من إنذارات القرآن من جهة ومن الجهة الأخرى يبحثون عن ذريعة تنقذهم من التقيد بتلك الأحكام وتحررهم من وطأتها كي يسترسلوا فيما ترغبه نفوسهم البهيمية وغرائزهم الحيوانية، فقد دفعت أصحابها إلى الترحيب بالسوق التي افتتحها لهم بائعو الجنة تحت عناوين مختلفة، وقد أدى اعتقاد العامة بشفاعة من تصوَّروا أنهم أصحاب الصلاحية المطلقة بالشفاعة يوم المحشر، إلى عدم إبقاء أي تأثير لإنذارات القرآن، وإلى أن يشعر كل فاسق وفاجر ممن يعتبر نفسه مؤمنًا بالقيامة براحة الضمير وعدم القلق من جراء استرساله بشهواته وأهوائه بفضل ما يقدمه هؤلاء الجاهلون من أكاذيب.

 

ومن هذه الأكاذيب، هو المخلص لهم، وهو الخرافة الذي لا وجود له والمسمي المهدي (ع. ج).

 

وهنا نطرح عدة تساؤلات إلى الشيعة:

 

1 - ما هو تفسير المخلص في دينك؟ ومن هو؟ وياسي شريعه سيخلصك من عذاب الله يوم الحساب؟

 

2 - في الإسلام حدد دَّد الحقّ تعالى أصول الدين التي يكفر من أنكرها ولم يذكر من ضمنها الإمام أو المهدي فلم يقل مثلاً: "ومن يكفر بالمهدي، فاإذا كان الأمر كذلك فلنا أن نسأل: هل يملك أولئك العوام الجاهلون بالقرآن الحقَّ بإضافة أمور جديدة إلى معيار الإيمان والكفر؟!

 

3 - لماذا يقوم الشيعة بنشر هذه العقيدة "عقيدة المخلص"؟ وما الهدف منها؟ وما أدلتها من كتاب الله وسنة رسوله؟

اقرأ المزيد

خبير في العلاقات الدولية: النظام الإيراني لم يتوقع قسوة العقوبات الأمريكية

قال الدكتور أحمد الأنصاري، الخبير في العلاقات الدولية، إن النظام الإيراني لم يتوقع قسوة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

برلماني إيراني: صناعة الطيران الإيرانية بلا جودة وكميتها تنخفض يوميًا

برلماني إيراني: صناعة الطيران الإيرانية بلا جودة وكميتها تنخفض يوميًا

مسئول إيراني يؤكد استحالة زيادة الأجور في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة

نقلت صحيفة "جهان صنعت" عن ممثل وعضو المجلس الأعلى للعمال، علي خدايي، قوله أن الخلاف بين العمال وأرباب العمل على الأجور مازال مستمرًا

في تدخل سافر.. "خامنئي" يحرض ضد البحرين

في تدخل سافر، يؤكد الاتهامات الموجهة إلى النظام الإيراني بإذكاء تيار التطرف في البحرين

صحيفة إيرانية تكشف انهيار قطاع السيارات في دولة الملالي

كشفت صحيفة "خانه ملت" انهيار قطاع السيارات في إيران، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والحلفاء على النظام الإيراني

ارتفاع أسعار تذاكر الحافلات والنقل الجوي في إيران

شهدت أسعار تذاكر الحافلات والنقل الجوي في إيران ارتفاعًا كبيرًا قبيل ما يسمى عيد النيروز

تعليقات


آخر الأخبار