بالتواريخ.. العلاقات الوثيقة بين "الإخوان" وملالي إيران من الألف إلى الياء


إعداد – عبدالهادي السلمي

 

ما علاقة الإخوان المسلمين بالنظام الإيراني في مرحلة ما قبل الثورة الخمينية في إيران وما بعدها؟ وما دورهم  فيها؟، وإلى أي مدى استمر التعاون؟، أسئلة كثيرة أجوبتها تخفى على الكثيرين بسبب طبيعة العمل السري الذي تنتهجه الجماعة.

سنجاوب على هذه الأسئلة من خلال سرد تاريخي لمجريات أهم اللقاءات والتعاون الذي جرى بين رموز جماعة الإخوان وقيادات الملالي الصفويين في إيران ..وكذلك من خلال شهادات وكتابات بعض المهتمين في هذا الشأن سواء كانوا من الإيرانيين أنفسهم أو من جماعة الإخوان.

نبدأ أولاً من حيث بدأت ونشأت جماعة الاخوان المسلمين في مصر ومن خلال فكر مؤسسها حسن البنا، حيث تأسست جماعة الإخوان المسلمين عام 1928م على يد حسن البنا بعد أربع اعوام من سقوط الحكم التركي .

يعد "البنا" أهم رموز الجماعة ويقام في ذكرى مقتله احتفال سنوي تلقى فيه الخطب والكلمات.

لم يكن حسن البنا يرى أية غضاضة في العمل الحركي مع أي طائفة مخالفة عقديًا لمنهج أهل السنة بل لم يكن يرى أنه هناك أية فروقات عقائدية بين السنة وغيرهم  وأن الذي هناك هو مجرد اختلاف مذهبي!! يشبهه باختلاف المذاهب الفقهية السنية

ويؤكد ذلك ما ذكره مرشد الجماعة عمر التلمساني: (كان الإمام "حسن البنا" شديد الحرص على قيام الوحدة الإسلامية ولا يزال الإخوان المسلمون وسيظلون يعملون لقيام هذه الوحدة مهما لاقوا في سبيل هذا المطلب الجليل.. وفي الأربعينيات على ما أذكر كان السيد القمى وهو شيعي المذهب ينزل ضيفًا على الإخوان في المركز العام).

ويقول سالم البهنساوي - وهو أحد قيادات الإخوان وممن عاصر حسن البنا-: (منذ أن تكونت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التي ساهم فيها الإمام البنا والإمام القمي والتعاون قائم بين الإخوان المسلمين والشيعة، وقد أدى ذلك إلى زيارة نواب صفوي سنة 1954 للقاهرة).

يذكر أحمد يوسف بكتابه "الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران": (على الجانب الشيعي كان لأفكار ومواقف محمد القمي وآية الله الكاشاني ونواب صفوي دور كبير فى تجاوز الحساسيات المذهبية وقد نقل عن نواب صفوي قوله: لنعمل متحدين للإسلام ولنترك كل ما عدا جهادنا في سبيل عز الإسلام).

الجماعة منذ تأسيسها كونت علاقات مع الحركات الراديكالية كالحركة الشيعية الإيرانية ومن قبل قيام الثورة الإسلامية في إيران وكان هناك زيارات لرموز تلك الحركة الشيعية إلى مصر ومن هؤلاء "نواب صفوي"الذي زار القاهرة عام 1954 وبناء على دعوة من سيد قطب عندما التقيا في القدس عام 1953.


من هو نواب صفوي؟

هو المؤسس الأول وحجر الأساس لما سمي لاحقًا بالثورة الإسلامية في إيران وهو معمم اثنى عشري التوجه ولد بطهران عام 1924م درس بمدينة قم والتحق بحوزة النجف بجنوب العراق وهو مؤسس جماعة "فدائيان إسلام" ولقد ارتبط بعلاقات وثيقة مع الإخوان المسلمين.

جماعة "فدائيان إسلام" منظمة دعت لقيام ثورة إسلامية وتأسيس دولة تقوم على فكرة ولاية الفقيه واتخذت العمل المسلح  لتحقيق أهدافها كما اعتمدت على نهج الاغتيالات للتخلص من خصومها وكل ما يعيق تحقيق أهدافها ونذكر على سبيل المثال عملية أغتيال الأستاذ أحمد الكسروي.

"الكسروي" شغل عدة مناصب في إيران منها رئيس محكمة طهران فمفتشا قضائيا وأخيرًا عين في منصب المدعي العام لطهران، وكان قد الف كتاب "الشيعة والتشيع" الذي نقض فيه الكثير من خرافات المذهب الاثنى عشري؛ هذا الكتاب اغضب الكثير من ملالي إيران وواجه الكسروي هجومًا عنيفًا منهم.

من هؤلاء الغاضبين نواب صفوي فقام بنفسه باطلاق النار على الكسروي وهو في احدى شوارع طهران إلا أن الكسروي نجا من محاولة الاغتيال وتم القبض على نواب صفوي واودع السجن فترة الا انه اطلق سراحه بوساطة وفد من علماء النجف لدى الشاه، ولقد نجحت المنظمة بأغتيال الكسروي عام 1945م

نتيجة للعلاقات الوطيدة بين الإخوان المسلمين والحركة الإسلامية قام نواب بزيارة إلى القاهرة عام 1954 حيث قابله المرشد عمر التلمساني وكان المتحدث في لقاء جماهيري إخواني بجامعة القاهرة حيث أعلن من خلاله مسؤولية منظمته عن اغتيال رئيس الوزراء الإيراني السابق (رزم آرا).

ولقد كتب عدد من رموز الإخوان عن زيارة نواب للقاهرة فيقول حسن دوح: (عقدت سلسلة من الاجتماعات في دار الإخوان المسلمين بالحلمية.. وكانت كلها تعد للاحتفال الذي سيعقد في جامعة القاهرة.. وتصادف وجود نواب صفوي زعيم الشباب المسلم في إيران وكان الشاب بالغ الحماسة والشجاعة)!!

يقول سالم البهنساوي "قيادي إخواني" (منذ أن تكونت جماعة التقريب التي ساهم فيها الامام البنا والامام القمي والتعاون قائم بين الاخوان والشيعة وقد أدى ذلك إلى زيارة الامام نواب صفوي سنة 1954م للقاهرة).. ويضيف: ( ولاغرو في ذلك فمناهج الجماعتين تؤدي الى هذا التعاون)!

مجلة " المسلمون" الناطقة باسم الإخوان المسلمين في ذلك الوقت فقد كتبت مقالة بعنوان "مع نواب صفوي" جاء فيها: (والشهيد العزيز "نواب" وثيق الصلة بالإخوان المسلمين وقد نزل ضيفًا في دارها في مصر يناير سنة 1954 ثم تنقل المجلة رأي نواب صفوي في اعتقال كوادر الإخوان بمصر).

مما سبق يظهر لنا مدى التقارب والتعاون التاريخي بين جماعة الاخوان وملالي إيران ومدى التوافق السياسي والحركي الكبير بينهما والرؤية الوحدوية بين الحركتين.

ومما يجدر ذكره فلقد تم أستقبال نواب صفوي من قبل الرئيس محمد نجيب وجمال عبدالناصر في مقر الرئاسة المصرية !!


تنظيم "الإخوان" الدولي

جماعة الاخوان تتبع النهج السياسي والتنظيمي وترى انها حركة عالمية لذا فتحت افرع لها في البلدان الإسلامية وجعلت على كل بلد مراقب عام يتبع تنظيميا للمرشد العام وللتنسيق بينها أنشأوا (المجلس التنفيذي) يضم أفرع الجماعة في الدول الإسلامية .

ومع توسع الجماعة تم إنشاء تنظيم جديد وتمت تسميته بـ (التنظيم العالمي للإخوان المسلمين) وجعل له مفوض للعلاقات الخارجية للإخوان نذكر منهم الملياردير المصري يوسف ندا والذي سنتطرق لدوره في دعم الثورة الإسلامية في إيران وعلاقته بالخميني.

فكرة الدولة ما بين حكم المرشد وولاية الفقيه؟

منذ تأسيس جماعة الاخوان وهم ينظرون لدولة الخلافة ومع مرور الوقت واشتداد المنافسة مع الاحزاب السياسية الأخرى تغيرت هذه الفكرة إلى إقامة دولة قطرية يحكمها حزبهم السياسي وفق تصورهم للإسلام وصدروا لهذا شعارهم (الإسلام هو الحل).

يعتبر حسن البنا واضع أصول جماعة الإخوان سواء (الدينية) أو (السياسية) على الرغم من انه لم تكن له مؤلفات لكنه كتب مذكرات أسماها ب ( مذكرات الدعوة والداعية ) وكذلك مجموعة رسائل أصطلح عليها لدى الجماعة باسم (رسائل البنا) وهي محل اهتمام لدى مفكري ومنظري الجماعة.

عقيدة "البنا" الصوفية الحصافية

يقول البنا في مذكراته: (وفي المسجد الصغير رأيت ”الإخوان الحصافية ” يذكرون الله عقب صلاة العشاء وكنت مواظبا على حضور درس الشيخ زهران بعد المغرب فاجتذبني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل.. فواظبت عليها وتوطدت الصلات بيني وبين شباب الإخوان الحصافية) والحصافية فرقة صوفية ضالة.

ويضيف البنا: (وهذا القسم من علوم التصوف واسمه "علوم التربية والسلوك" لا شك أنه من لب الإسلام وصميمه ولا شك أن الصوفية قد بلغوا به مرتبة من علاج النفوس ودوائها والطب لها والرقي بها لم يبلغ إليها غيرهم من المربين).

يقول محمد الصياد في كتابه الإخوان المسلمون والمنهجية العقدية: (كان حسن البنا أشعريا كبقية علماء الأمة الكبا ؛ كان أشعريا في عقيدته وأشعريا في منهجه وثقافته وفهمه للواقع ونظرته للنص).

يتضح لنا أن عقيدة حسن البنا أشعرية في الصفات وصوفية المنهج على الطريقة الحصافية.

اقرأ المزيد

في "دولة الملالي".. السيول تخلف خسائر جسيمة

ألحقت السيول والفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة خلال الأيام الماضية، خسائر مادية في عدة بلدات بمحافظة مازندران شمال إيران

خبير في العلاقات الدولية: النظام الإيراني لم يتوقع قسوة العقوبات الأمريكية

قال الدكتور أحمد الأنصاري، الخبير في العلاقات الدولية، إن النظام الإيراني لم يتوقع قسوة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليه من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

النظام الإيراني يفشل في خفض أسعار الدواجن ويدعي صعود القمر

أكدت صحيفة "جهان صنعت" أن أسعار الدواجن سجلت ارتفاعًا غير مسبوق في الأسواق الإيرانية

22% ارتفاعًا بأسعار تذاكر القطارات في دولة الملالي

ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن حكومة النظام الإيراني، رفعت أسعار تذاكر القطارات، بنسبة بلغت 22 بالمئة

اندلاع حريق بطائرة إيرانية على متنها 100 راكب في طهران

اندلع حريق بطائرة في مطار مهر أباد في طهران، وما زال الركاب على متنها، حسبما ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية

داعية: عجزوا عن تنظيم جنازة "سليماني" وينتقدون السعودية في إدارة الحج

سخر الشيخ أحمد موسى، الداعية الإماراتي، من عجز نظام الملالي في إيران عن تنظيم جنازة قاسم سليماني

تعليقات


آخر الأخبار