أبطالنا المرابطين في الحد الجنوبي.. التقصير منّا!


بقلم – آراء اجتماعية

 

القليل من الناس يدرك تمام الإدراك مدى التضحيات الجسام التي يقدمها أبناء هذا الوطن في القطاعات العسكرية المختلفة للذب عن حياض هذا الدين العظيم دين الإسلام، وعن دولة الإسلام المملكة العربية السعودية، الدولة السلفية الوحيدة في عالم اليوم، وخاصة رجالنا في الحد الجنوبي الذين يخوضون حربًا طاحنة، ومعركة ضروس، حرب بقاء أو فناء ضد عدو متربص حاملاً سلاحه لإسقاط هذا الدين العظيم، والدول السنية التي تحمل رايته منذ سقوط دولته الشركية على يد سلفنا الصالح في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحتى اليوم.

 

هذه الحرب لضراوتها لم تنطفئ لحظة في نفوس المجوس منذ مؤتمرهم في المدائن بعد سقوط كسرى، يتفننون في أساليبها، ويحبكون خطط المواجهات فيها، ويستخدمون كل قواهم المادية والمعنوية في أتونها، حتى أنهم يقصرون في بناء دولهم بناءًا عصريًا في سبيل أن ينتصروا في المواجهات، كما هو ماثل اليوم في دولة الملالي والتي تعتبر دولة في ذيل الحضارة ماديًا، وشعبها الأفقر، والأكثر أمية، والمنهمك في المخدرات والفساد الأخلاقي لدرجة تفوق الوصف، هذا الشعب والذي بسبب أحقاده قادته؛ يخوض حربًا داخلية من أجل الخبز للبقاء.

 

حربنا في اليمن ضد الرافضة اليوم ليست حربًا عابرة، بل هي حرب وجود، يقدم فيها جنودنا ما لا يمكن وصفه من التضحيات لنستمر نحن حملة لهذا الدين، ونستمر على قيد الحياة نحظى بالأمن والأمان ، فقد فقدنا منهم الرجال الأوفياء، والذين ضحوا بمهجهم لنعيش نحن في رخاء ورغد، وكأننا ولله الحمد لله والمنة لا نعيش حربًا بهذه الخطورة العقدية، فالكلمات في مقال لا تفي أبدًا بحقيقة ما يقدمه رجالنا في الحد الجنوبي، وأنا أمتثل أمر رسولنا صلى الله عليه وسلم  لمن يقدم لي معروفًا أن أقول له "جزاك الله خيرًا"؛ فجزاهم الله عنا خير ما جزى مجاهد عن الإسلام، وتقبل الله منهم الشهداء، وشافي منهم المصابين، وفك أسراهم، وانصرهم الله نصرًا عزيزًا عاجلاً .

 

ألحظ والله التقصير تجاههم وقلبي يتفطر.. أين إعلامنا عن مسانتدهم، وبث الحماسة فيهم، وإظهار بطولاتهم، وتقدير شهدائهم ومصابيهم، والتعريف باحتياجاتهم واحتياجات ذراريهم؟ أتمنى من وسائل الإعلام المختلفة تغطية هذه الانتصارات والملاحم العظيمة والكبيرة التي سطرها جنودنا الأبطال في الحد الجنوبي.

 

لماذا منابرنا لا تدعو لهم؟، لماذا تعليمنا لا يبرز حربهم لأجيالنا؟؛ فهي والله حق وعقيدة، وحربًا لابد منها، وليست حربًا عابرة؟، أين شعرائنا في الإشادة بأمجادهم؟، أين رواد التواصل الاجتماعي عن إبراز بطولاتهم؟، أين...؟

 

تقصيرنا لا يوجد ما يبرره؛ خاصة أن منهم من يطالبنا بالدعاء الدائم يؤكد ذلك، ولا يجب أبدًا أن ننسى أن منهم من استغنى عن العيد ولباسه الجديد؛ لنلبس نحن الجديد، ومنهم من فقد لذة الأكل والشرب لنهنأ نحن بين أسرنا بالأكل والشرب والمبيت، ومنهم من يعجز تعبيري عن وصف ظروفه، وهو يقابل عدونا بثبات وعزة وشموخ تحت أصوات المدافع والرشاشات والطائرات والمزنجرات صيفًا وشتاءً لنعيش ونستمتع بنسمات التكييف المنعشة، والرحلات السياحية والطلعات والخرجات مع الأصدقاء والعائلات .

 

فهم لله درهم مرابطون في أقسى الظروف فهنيئًا لهم رباطهم في سبيل الله والذود عن الوطن وحقٌّ علينا الدعاء لهم بالنصر والتمكين على أعداء الدين، فـيستحق كُلَّ واحدٍ منهم قبلة على الجبين، فقد ترك اﻷهل والولد من أجل المقدسات والوطن.

 

اللهم احفظ جنودنا البواسل في الحد الجنوبي وأعطهم من الخير فوق ما يتمنون، اللهم أنزل نصرك على الجنود المرابطين المتواجدين في الحد الجنوبي، اللهم أنصرهم على عدوهم وأحفظهم، وسدد رميهم وردهم سالمين غانمين.

 

وكما قال الشاعر سعيد آل عباس:

 

كثروا مشاهير... الصور والسنابات

صاروا بعين البعض ذولا مشاهير

**

نسيوا  مشاهير الوطن.. والبطولات

اللي على الحد الجنوبي .. مغاوير

 

رسالتي الأخيرة:

إلى كل أم غالية وأب كريم أنتم من ربيتم لنا جنود الوطن الأقوياء.

أنتم من علمتم جنودنا الصبر والشجاعة.

أنتم من علمتم جنودنا كيف يضحون بأنفسهم

لأجل الدين والوطن.

نحن ندين لكم ولأبنائكم بالأمن والاطمئنان الذي نعيش فيه، وندين لكم بالأمان والهدوء.. فلكم جزيل الشكر.

اقرأ المزيد

الملك "سلمان".. ربان السفينة

لن أزيد ثناءً على رجل المرحلة الحاسمة في تاريخنا المعاصر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله تعالى - أكثر من تدوين القليل مما تميز به

أوهام أزاحها "حزم سلمان"

إن مما يسعى له الأعداء سعيًا حثيثًا واضحًا؛ إخفاء الحقيقة وإظهار ما هو ضدها بأساليب كثيرة أخطرها نشر الشائعات والأكاذيب والصورة المخادعة

تعليقات


آخر الأخبار