ابنك قبل أن يُحتضن!


بقلم - يوسف بن عيد العنزي

باحث مهتم بالأمن الفكري

 

إذا ما عرف السبب سهل العلاج بإذن الله

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيداً إلى يوم الدين، أما بعد :

 

أصبحنا كثيرًا ما نسمع أن المنتحر والمفجر شاب في مقتبل عمره، والذي لم يعرف عنه أي توجه سابق مشبوه، فجر وحمل السلاح، واعتدى على الآمينين، فذهل المقربون منه وذويه عندما سمعوا خبره!..

 

فما تلك الأسباب التي دفعته لهذا؟، وكيف تمت السيطرة على عقله فأصبح كالدمية يقاد ويتحكم به؟، أسئلة كثيرة ترد على كل مطلع على أفعال كل من غرر به ولتحق بتلك الجماعات.

 

فهل هناك طرق وأساليب تستخدمها تلك الجماعات فانطلت حيلهم على المتلقي - الامن عصم الله - وما تلك المراحل التي من خلالها  يتم تمرير منهجهم وأفكارهم بالتأثير ثم الاستقطاب؟

 

نعم.. إن لتلك الجماعات الإرهابية والتكفيرية من خوارج وأفراخهم ومن على شاكلتهم ووسطائهم من شيوخ الفتنة طرق وأساليب للاصطياد ونفث سمومهم، والتغرير بالمتلقي وخاصة الشباب والذين يسهل توجيههم مستغلين بذلك حماسهم غير المنضبط واندفاعهم، بطرق وأساليب ملتوية تطرق لها علمائنا بيانًا وتحذيرًا، وكل مخلص غيور على دينة ووطنه بإسهاب أو اختصار كلاً في مجاله بالتصدي، وبيان حال كل مرجف وفتان وفضح مخططاته وخاصة في حساباتهم في سائل التواصل لكثرة مستخدميها وسهولة نشر باطلهم .

 

ونقف هنا على أهم تلك الأساليب ومراحل استقطاب تلك الجماعات، مستعينا بالله أولاً ثم بالاستفادة ممن سبقني فأقول وبالله التوفيق، عادة ما يستخدم دعاة الشر والفتن من حزبيين وتكفيريين وانحلاليين على اختلاف مسمياتهم واتحاد أهدافهم أساليب وطرق تتلخص بأهمها:

 

1) تشويه صورة ولاة الامر وزعزعة الثقة بهم والجرأة عليهم وعلى أجهزة الدولة وخاصة الأمنية، كجهاز المباحث والتقليل من مكانة رجال الأمن وجنودنا البواسل،  فيكثر منهم استخدام: حكام طغاة.. ظلمة أو الاستئثار بالمال أو عدم اهتمامهم بقضايا الأمة، وكذا المشاركة بالهاشتاقات المغرضة، ووسوم الفتنة، وكثرة استخدامهم لكلمة: معتقل وأسير بحق المسجونين بقضايا أمنية لإيهام المتلقي بأن سجنهم كان ظلمًا والمطالبة بإطلاق سراحهم وتلفيق الأكاذيب ونسج القصص ضد رجال الأمن لتهيج العواطف.... وغيرها من الأساليب التي تكون مادة دسمة لمواضيعهم ولقاءاتهم السرية ومعرفاتهم التويترية .

 

2) تشويه صورة العلماء الكبار والقدح في فتاويهم، وطلبة العلم والدعاة السلفيين، ومحاولة إبعاد العامة عنهم ونبزهم ووصفهم: بعلماء حيض ونفاس، ويجهلون فقه الواقع، وعلماء السلطان، وغلاة الطاعة، وجامي ومدخلي، ومطبل وظلامي، ومتشدد وقس عليها من ألفاظ التهكم والسخرية والاستهزاء؛ فإذا ما اهتزت الثقة بأهل العلم وضعف التفاف العامة حولهم وخاصة الشباب.. سهل لهم ما بعدها .

 

3) العزف على وتر صعوبة العيش وإقناع الشباب بغياب المستقبل، وقلة الوظائف، فتتكون لدى الشاب حالة من الذعر والقلق والارتباك والإحباط والفشل؛ فيصبح همه البحث عن مخرج؛ فيسهل حينئذ استقطابه والتأثير عليه وتوجيهه، وبأن المخرج من ذلك كله وراحة باله.. هو بعملية يصافح فيها الحور العين زعموا – أخزاهم الله-.

 

أما عن مراحل الاستقطاب لدى تلك الجماعات.. فهي كالتالي :

 

1) نشر المواد: وهي مرحلة تعتمد على الخبراء المنتسبين لهم، بنشر الإشاعات وفبركة المواد الأخرى، وذلك وفق ما تتطلبه المرحلة أو الحدث، ومتابعة ذلك ورصد مدى تأثيرها، حتى وإن كانت تلك المواد مفبركة او مجتزأة فالأهم عندهم التأثير وأدلجة العقول .

2) التصيد: وهي استقطاب المتأثرين بتلك المواد والتركيز عليهم .

3) التنفيذ: وهي المرحلة الأشنع والتي ينتج عنها إزهاق الأنفس وتدمير الممتلكات ونشر الذعر والخوف في أوساط المجتمعات، وتقديم خدمة للأعداء والمتربصين بنا، وتشويه صورة الإسلام والإساءة له ولأهله .

 

فهذه بعض من طرق وأساليب احتواء تلك الجماعات التكفيرية الإرهابية للمتلقي وخاصة في وسائل التواصل والتي أصبحت مرتعًا خصبًا لهم، في ظل ضعف الرقابة الأسرية على الأبناء والذي ساهم كثيرًا في سهولة زرع بذور التكفير لدى الناشئة وتجنيدهم وهم في بيوتهم في ظل غياب الوعي والإدراك بعظم المسؤولية .

 

فهذا ما أتيت على ذكره باختصار وأجملته دون الإطالة وإلا فالأمر خطير ولا يكفي فيها سطور، فإن أحسنت وأصبت فمن الله، فله الفضل والحمد  .

 

وأخيرًا.. نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن ويكفينا شر دعاة الباطل، وأن يحفظ لنا ولاة أمرنا ويسددهم لما فيه خير البلاد والعباد .

اقرأ المزيد

المخاطر المترتبة على استخدام الجماعات المتطرفة لـ"القوة الناعمة"

تكلمت في مقالات سابقة عن أساليب هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في استخدام القوة الناعمة

ما لم يُذكر عن الصحوة في الليوان!

الصحوة المراد محاربتها أو التي يسميها الإخوانيين "صحوة" ليست مرتبطة بتحريم ما حرمه الله من التبرج والسفور ومظاهر الفجور عند الرجال والنساء

حِمَارٌ فِيْ الميْدَانِ..!

جلسَ الحمارُ حزيناً منكساً بالذلِّ ويكأنَّـه يعاتبُ نفسه عَلَى أمرٍ ما، وكانَ قريباً من أحد الأنهارِ، فاقْـتربَ من شاطئ النَّهْـرِ

الدكتور عبدالسلام السحيمي يوضح أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية

استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك

بالصور.. حركة عزم ذراع تنظيم الإخوان الخفي لنشر الفوضى في الجزائر

احتفاء كبير لقنوات وإعلام تنظيم الإخوان الإرهابي مع أول ظهور لحركة عزم، بالتزامن مع تقارير إخبارية أعدتها قناة الفتنة "الجزيرة القطرية"

تحديات الثورة وسفاهة الثُوّار

أي ثورة في التاريخ لابد وأن تمر بثلاث تحديات

تعليقات


آخر الأخبار