ما لم يُذكر عن الصحوة في الليوان!


إعداد - عبدالله بن محمد الشبانات

 

الصحوة المراد محاربتها أو التي يسميها الإخوانيين "صحوة" ليست مرتبطة بتحريم ما حرمه الله من التبرج والسفور ومظاهر الفجور عند الرجال والنساء؛ فإن رموز الإخونج في السعودية قد ارتكبوا كثيرًا من هذه المحرمات ولم يعودوا ينكروا على أحد هذه المنكرات التي ربطها بالصحوة كثير من المُلبّس عليهم من الأتباع.

بل إن رموز الإخونج في السعودية أصبحوا يرحبون ويحضرون المحافل التي بها الاختلاط وكشف الوجه ويقابلون المتبرجات ويضاحكونهن وسيأتي شخص ممن يربط الصحوة بالامتناع عن المحرمات ويقول هؤلاء رموز الصحوة وما علم المسكين أن هؤلاء الرموز هم أوّل من نقض وخالف وشكك الناس في حرمة هذه الأمور التي ربطوها بالصحوة وجعلوها هي الصحوة في بداية الأمر، تهيئة للحشد الجماهري المؤيد لهم .

وهذه الحالة من الفصام هي حالة يصاب بها كثير من أتباع رؤساء الفرق الباطنية حيث يجعلون أتباعهم من غير شعور لا يناقشونهم في تناقضتهم التي ينتبه لها صغير السن الجاهل ويستهجنها وينكرها صاحب المنهج السلفي والفطرة السليمة،

إن ما يسمى بالصحوة المرادِ محاربتها هي المرتبطة بالحراك السياسي الثوري اليساري الذي ظهر إبّان ثورة الخميني وكانوا يريدون أن تتوالى الثورات بعد ثورة الخميني والحراك السياسيح فظهرت ودفعت حركة جهيمان دفعًا غير مباشر بأيدي استخباراتية أجنبية لكي تصطدم بثورة الخميني وتفسد المنطقة العربية وتتحول المنطقة إلى مليشيات.

 إنّ ما فعلته إيران وما فعله الإخونج في الربيع العربي كان مخططًا له أن يحدث منذ ظهور الثورة المجوسية الخمينية لكن فشل حركة جهيمان بسبب الرفض الاجتماعي لها لوجود الأساس السلفي لهذه الدولة الرشيدة ولحضور وظهور التكاتف بين ولاة أمرنا وعلمائنا في الصورة و المشهد أحبطها فكريا قبل أن تُحبط عسكريا ولله الحمد والمنة.

إنّ ما يسمى بالصحوة والمراد من العلماء والعقلاء محاربتها هي الصحوة المرتبطة بالحزبية وبالحراك السياسي وبدعه المنكرة المُعتَمِد على أيقونات مهمة أوّلها الثورات والمظاهرات والمكاتب الحقوقية بمعنى آخر وأوضح محاربة البعد عن منهج السلف والتعلق بِفِرق ومذاهب فكرية هدامة من غربية أو محلية لا فرق أبدًا بينهما؛ لكن كثيرًا من مَرِيضي النفوس استغل الأمر من طرفين الطرف الأول ربط مصطلح ما يُسمى بالصحوة بالمحرمات التي تعود على الفرد والمجتمع بالوبال لكي يتحرر من الدين كما يزعم.

وأمّا الطرف الثاني فقد استغل هجوم الطرف الأوّل ليصف الذين لا يقفون معه في حزبيته وانحرافه بأنهم يحاربون الدين ويحاربون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؛ بل إنّه ادخل في صَفّه علماء السنة الحقيقين أمثال ابن باز وابن عثيمين رحمهم الله إمعانا في التضليل وحشد جماهير الأمة وعامتهم في صَفّه مع أنه لا يرضى بل يخالف نهجهم في التعامل مع الحاكم بل هناك طرف صحوي يتهم هؤلاء العلماء بالعمالة والمداهنة!!؟ وهذا التناقض الحاصل هنا من أشد العجائب في تاريخ الأديان والمذاهب الفكرية أن تدعي أن شخصًا معك ثم تقول أنت لست معي في نفس الوقت، ولكن الأمر أبعد من ذلك وأمكر فعند إضافة ابن باز وابن عثيمين كأسمين لامعين إلى مشروع الصحوة.

والمشاريع عند الإخونج تتبدل وتتغير فمن السهل أن يقول رموزهم اليوم أن ابن باز وابن عثيمين عندهم تشدد فيضرب الصحويون عصفورين بحجر الأول ضرب السلفية في علمائها وإيهام القيادة والناس عمومًا أنّ السلفية متشددة والثاني الظهور بمظهر المتسامح المتزن الوسطي لكي يضع أجندته في المرحلة الإخوانية الجديدة القادمة.

كذلك لم نجد من الطرف الأوّل الليبرالي وأشباههم نقدًا حقيقيًا لما يسمى بالصحوة ألا وهو حراكها السياسي بمختلف أصعدته.. لماذا!؟ لأن هذا الحراك السياسي هو ما يجمع الليبرالي مع الصحويين وهو القاسم المشترك بينه وبين الصحويين، وهو المراد الحقيقي بمسمى الصحوة.

 فإن كان الليبرالي صادقًا في محاربته لما يسمى بالصحوة زعموا، ليحارب الاتجاه الصحوي الإخواني الحقيقي والمتمثل في تبنّي الديمقراطية الخبيثة بأيقوناتها الكبيره وأولها الثورات والمظاهرات والمكاتب الحقوقية والاتصال بالسفارات والخروج عن طاعة ولي الأمر، فليحارب الليبرالي النكوص عن البيعة لولي الأمر ووجوب طاعته.… الخ.

كذلك لم نجد من الطرف الثاني وأقصد بهم أتباع رموز الصحوة وكذلك المتغابين من رموز الصحوة إن كان يُقصَد بالصحوة النهي عن المحرمات أقول لم نجد من هذا الطرف الصحوي نقدًا يتوجه به إلى من يسميهم هو رموز الصحوة وأعلامها وذلك عندما ارتكب هؤلاء الرموز كثيرًا من هذه المحرمات التي ربطت تعسفًا بمسمى الصحوة فلم يُنتقد سعى هؤلاء الرموز الصحويين في حضور نوادي ومحافل تنتهك وترتكب فيها هذه المحرمات من (تبرج وسفور) بل إن المنظم لها تجده من طرف هذا الرمز الصحوي كما يقال.

إذًا الصحوة على الحقيقة لا يقصد بها النهي عن المحرمات والبعد عنها إنّما المراد بها البُعد السياسي المخالف لمنهج السلف في الحكم.

والعجيب أنّه بعد ذلك يأتي أحد هؤلاء الرموز الصحويين!!؟؟ بكل وقاحة وجهل في لِيوان أحدهم ويعتذر للأمة باسم الصحوة عن التشدد مُبتَعِداً ومُبعِدا نظر غيره عن مكمن الداء في (الصحوة) ألا وهو الحراك السياسي المنحرف والضلال في أصل مهم من أصول العقيدة ألا وهو أصل الولاية العامة أو الحكم بمعنى آخر صرف النظر عن الحراك السياسي والحزبي فهو عين الداء الذي يريد ولاة أمرنا وعلماؤنا محاربته فيما يسمى بالقضاء على الصحوة أي القضاء على الحراك الثوري الحزبي اليساري الذي خرج عام 1400هـ  1979م سواء كان من الشيعة أو من غير الشيعة من المبتدعة الاخوانيين أو غيرهم.

لقد حصر هذا الشخص المغرض ضيف الليوان والذي يوصف بأنّه رمزٌ من رموز الصحوةِ، الصحوةَ في التشدد في منع المحرمات وعبثًا يفعل فالأمر مفضوح وأعجب من ذلك أن يأتي الممثل (الأراقوز) و المهرج الليبرالي صاحب (طاش) ليؤكد نفس المفهوم الخبيث الذي يريده رموز الصحوة وهو حصر الصحوة ظاهرياً بالتشدد في منع المحرمات مع أنّ هذا المهرج.

الليبرالي لم ينتقد ما يسمى بالصحوة في حراكها السياسي الديمقراطي الثوري الحقوقي والذي هو لُبّها لأنّ هذا الجزء يمثّل القاسم المشترك بينه وبين الصحويين أو بين تيّاره الليبرالي وبين الصحويين وهو لُب ما يسمى بالصحوة ألا وهو الحِراك السياسي والإخلال بأصل مهم من أصول السنة ألا وهو أصل الحكم.

إنّ ربط النهي عن المحرمات بالصحوة والتي جاء الإسلام بتحريمها في نصوصه منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة ما هو إلّا حشد جماهري وتجيير للأمة يقوم به الإخونج لصالحهم لكي يتم تأييد هذه المسماة بالصحوة من قِبل الجماهير دون أن يشعر الجماهير بأنّهم يناصرون مفهومها الحقيقي وهو الحراك السياسي المنحرف المخالف لمنهج السلف في علاقة الحاكم بالمحكوم والذي تطور وقفز أكثر وأكثر إبّان أزمة الخليج في غزو الكويت .

إنّ مسمى الصحوة للمدقق تاريخياً وفكرياً يجد أنّه مرتبط بالسياسية ومحاربة الحكومة الملكية صراحة وإقامة الخمينية الإخوانية كما قامت الخمينية الصفوية لكن كثير من الشباب سواء من التيار الإخواني أو الليبرالي للأسف يعيشون حالة فصام وضياع وحالة الفصام التي يعيشها المثقف العربي راجعة إلى أمرين:

الأوّل: عدم نظره إلى الأمور في أصلها فكريًا وتاريخيًا فيأخذ المُخْرَجَ الثقافي بعاطفته لا بعقله.

الثاني: عدم الاسترشاد بنصوص الوحي من الكتاب والسنة في نقد الأمور.

 هذا إن أحسنا الظن وإلا فكثير منهم همه إن كان جادا تحقيق طموحاته الشخصية عن طريق هذه الأفكار سواء شرّقت أو غرّبت وإن كان شهوانيا فالسعي وراء ملذاته.

والذي يؤكد أن الصحوة عند الصحويين المراد بها على الحقيقة دعم الحراك السياسي الحزبي بإسم الدين وبالثوب الديمقراطي اليساري وليس منع حدوث المنكرات والمحرمات هو تأييدهم لحكومة أردوغان الإخواني وعدم نقد تركيا في منكراتها مع تأييد أردوغان لما هو أعظم من المحرمات والمنكرات التي كان يتشدق بالنهي عنها رموز الصحوة الدَعيّه في بلدهم ومجتمعهم.

وهذا خلل عظيم في المنهج وفصام في النقد سببه الحزبية البغيضة التي تورث الكيل بمكيالين.

لذلك فإنك تجد في الجهة المقابلة النقد السلفي ناجحا لانه يُفصّل ولا يَفصِل ويُجَزِّؤ ولا يجتزئ فعندما ينقد الديمقراطية مثلا يبحث عن أصلها تاريخيا واصلها فكريا ويأخذ بالتفصيل في النقد ولا يَفصِل الديمقراطية عن أساسها الفكري ويجتزؤها كما يفعل الإخواني ويربطها بأمر كالإسلام أساسه مغاير مناقض لأساس الديمقراطية هذا على سبيل الإلماحة فقط.

إذًا نخلص إلى أن مصطلح الصحوة من الأساس لا وجود له ككل متكاملح بل له مفهوم ظاهري يحشدون به الجماهير ومفهوم باطني يؤسسون به مرحلة وهمية خارجة عن اي المفهوم الديني الحقيقي أما المفهوم اللغوي للصحوة فهو حاضر في الأمة منذ مبعث النبي صلى الله عليه وسلم ولم يغب ابداً حتى تنتهي هذه الأمة.

إذًا نقول تنزّلا ما هي الصحوة الحقيقة! والتي هي خارجة عن المفهوم الحزبي الإخواني؛ الصحوة هي التمسك بأصول السنة أي العقيدة والتأكيد على الأصل المُحارب في عهدك وللصحوة عدة وجوه من أهمها:

أن ترجع للتوحيد ولا تطبطب على ظهور أهل البدع والخرافة وتجعلهم من أهل السنة جهلاً وظلمًا.

الصحوة الحقيقة أن تترك أي فكر يخالف منهج السلف فلا الإخوانية صحوة ولا التبليغية صحوة ولا أي تيار آخر سواء خرج من تحت عبأة هذه الفرق والاحزاب انفة الذكر أو غيرها.

الصحوة ليست الذهاب بشباب الأمة إلى المنحى الليبرالي المدني الديمقراطي كما فعل العوده صراحة والعمر وغيره باسم الأسلمة ظلمًا وجهلاً وليست الصحوة تغذية الخروج بطريق مباشر او غير مباشر كما يفعل الطريفي والسكران.

الصحوة الحقيقة ليست بدعم أيقونات الديمقراطية الخبيثة وأوّلها الثورات والمظاهرات والمكاتب الحقوقية التي تقوم على عقيدة فرديّة إبليسية.

الحاصل أنّ غبش مصطلح الصحوة جعلت الطرفين الليبرالي والإخواني يصطاد في ماء عكر ليحقق مصالحه واهدافه لكن من كان خارج هذا الماء يرى الأمور بوضوح من مبدئها حتى منتهاها ويستشرف والعلم عند الله مآلها.ا.هـ

اقرأ المزيد

جماعة المستتركين الجدد

منذ ستة قرون تقريبًا كان يوجد جماعة المستتركين، والتي مهدت الطريق للأتراك لكي يجتاحوا العالم الإسلامي بحجة تطبيق الشريعة

مع كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب

فقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بجرد كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب، أحد أشهر رموز الإخوان المفلسين بعد حسن البنا،

"داعش" و"البيتكوين".. كيف استغلت الجماعات المتطرفة العملات الافتراضية لنقل أموالها؟

كشفت دراسة حديثة عن أسباب حرص الجماعات الإرهابية المتطرفة على استخدام العملات الافتراضية، أهمها إخفاء هوية مستخدمي هذه العملات.

مستشار في شؤون الجماعات: توبة قيادات الصف الأول بالإخوان خدعة قديمة

كشف الشيخ نايف العساكر، مستشار في شؤون الجماعات والأحزاب المتطرفة، عن خقيقة توبة القيادات الإخوانية

خلل عقدي عند الإخوان المفلسين قليل من تنبه له

فإنّ مَعرفةُ المرضِ العقديِّ وسبَبُه يُعينُ عَلى علاجِهِ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عند كلامه على وقوع الخلط بين معنى الاستغاثة والتوسل

"داعش".. من "أرض التمكين" إلى "غياهب الشتات"

أعلنت خلال الأيام الماضية الولايات المتحدة الأمريكية، القضاء نهائيا على تنظيم داعش في آخر معاقله بمدينة الباغوز شرق سوريا

تعليقات


آخر الأخبار