فضيحة المقاتلة كوثر تكشف هشاشة سلاح الجو الإيراني


في أواخر شهر أغسطس من العام الجاري، أعلنت السلطات الإيرانية عما أسمته "كشف الستار عن مقاتلة جديدة محلية الصنع"، فيما أشادت الصحف الإيرانية بالتقدم التكنولوجي في صناعة الأسلحة رغم العقوبات المفروضة عليها.

 

وزعمت قناة الميادين الإيرانية أن الطائرة تتميز باستعمال حسابات السلاح الباليستية ومنظومة تصويب متطورة أمام الطيار (HUD) بهدف زيادة الدقة للسلاح والمعدات واستخدام رادار متطور ومتعدد الأغراض للسيطرة على النيران؛ من أجل رفع مستوى الدقة في كشف الأهداف والتهديدات ونظام ملاحة دقيق بصورة راديوية ومستقلة، والاستفادة من منظومة خارطة ذكية متحركة.

 

إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلًا حيث فند فريق التواصل التابع للخارجية الأمريكية، الأكاذيب الإيرانية حول المقاتلة "كوثر"، مؤكدًا أن طائرتهم تشبه إلى حد كبير مقاتلة أنتجتها أمريكا قبل عقود.

 

وقال فريق التواصل على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "كشف النظام الإيراني عن طائرة مقاتلة جديدة قال إنها متطورة وصناعة محلية، يبدو أن مسئولي النظام ليسوا على دراية كافية بمدى تطور صناعة الطيران؛ فطائرتهم تشبه الى حد كبير مقاتلة أنتجتها الولايات المتحدة قبل عقود، ولدى إيران أسطول قديم منها، لكن الخداع هي وسيلتهم المفضلة".

 

ولم يمض على الإعلان الإيراني يومان حتى أعلنت وكالة "إرنا" الرسمية الإيرانية عن تحطم مقاتلة إيرانية جنوبي البلاد؛ مما أسفر عن مقتل الطيار ونجاة مساعده ونقله إلى المستشفى.

 

المقاتلات الإيرانية لا يمكن الاعتماد عليها في أي حرب نظامية

 

وأكد مراقبون دوليون وخبراء عسكريون أن الواقعة كشفت عن الضعف الذي يعاني منه سلاح الجو الإيراني، وأن المقاتلات من طراز "إف-5" التي تمتلكها إيران اشترتها من الولايات المتحدة قبل اندلاع الثورة الخمينية في 1979.

 

ويتضح من استعراض المنظومة الجوية العسكرية التي تعتمد عليها إيران، أن الطائرات التي تعتمد عليها غير صالحة للدخول في أي معارك نظامية حيث تمتلك أعدادًا قليلة جدًا من طائرات الميغ-29 والسوخوي-24 وهي طائرة قاذفة فقط متوسطة المدى لا تصلح لمهام الاعتراض الجوي أو القصف الأرضي.

 

كما أن كافة الطائرات التي تمتلكها يعود إنتاجها إلى ستينيات القرن وقدراتها القتالية ضعيفة جدًا، ولا يمكن أن تقارن بالمقاتلات الحديثة الحالية، فإيران لا تمتلك طائرات الحرب الإلكترونية والتشويش والاستطلاع الجوي الإلكتروني.

 

ويقول الخبراء العسكريون أن منظمة الصناعات الجوية التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية كانت قد أعلنت عن طائرة شبيهة لكوثر 88 وادعت آنذاك أنها طائرة تدريب وعرضتها في معرض ماكس الروسي في 17 يونيو 2017.

 

وحول الصناعات العسكرية الإيرانية والتجارب الصاروخية مختلفة القدرات التي تقوم بها، يؤكد الخبراء أن ثمة شكوك تدور حول القدرة والكفاءة الحقيقية لهذه الصواريخ خاصة أنها لم تدخل في تجربة عملية وحرب حقيقية، إلا تجربتها الفاشلة التي نفذها الحوثيون ضد المملكة العربية السعودية، التجربة التي أثبتت فشل قدرات الصواريخ الإيرانية بالرغم من بلوغ ما أطلق على الأراضي السعودية حتى الآن أكثر من ١٨٠ صاروخًا، ولم تنجح في إلحاق أي ضرر يحسب في السعودية.

 

عمليًا طهران عاجزة عن صنع حفاضات الأطفال

 

هناك ثمة مواضيع كثيرة يمكن الإشارة إليها فيما يخص إيران وقدراتها الصناعية بغض النظر عن الصناعة النووية التي أوجدتها الظروف التي مرت بها روسيا ودفعت الأخيرة أن تقوم بكل الأنشطة النورية الإيرانية باسم إيران وعلى الأراضي الإيرانية.

 

الشارع الإيراني حتى الآن يشكو من غزو أبسط البضائع المستوردة من الصين منخفضة الكفاءة، ومؤخرًا هناك شكاوى وتذمر واسع من المواطن في ايران ضد سياسات الحكومة التي تدعي الصناعة المتطورة لكنها عمليًا عاجزة حتى عن صنع حفاضات الأطفال.

 

وإن صح خبر صناعة الطائرة ينبغي أن نعلم أن طائرة كوثر الحربية سقطت في أول أيام تجربتها في مطار معسكر دزفول الحربي الواقع بالقرب من مدينة دزفول في شمال الأحواز المحتلة.

 

والادعاءات الإيرانية الكاذبة ليست جديدة على نظام الكلالي وهذا يذكرنا بالطائرة المقاتلة "القاهر أف- 313"، وهي لم تكن أكثر من مجرد "مجسم" بتصميم سيئ لا يمكن أن يطير، حيث كانت عبارة عن طائرة صغيرة للغاية لدرجة أن قمرة القيادة الخاصة بها لا يمكن أن تناسب الإنسان العادي.

 

من هنا فإن الادعاءات الإيرانية حول "طائرات الجيل الرابع المتقدمة الجديدة" لا تعتمد على طائرة حقيقية، وإنما هي دعاية ترويجية كاذبة، فالصور واللقطات التي تم بثها للطائرة الحربية الإيرانية "كوثر"، لم تكن بالحقيقية للطائرة الجديدة التي قيل إنها من "الجيل الرابع"؛ بل هي لطائرة أمريكية من طراز قديم، أعيد تصميمها لتكون مجهزة ببعض إلكترونيات الطيران الرقمية الجديدة، من نوع "أف-5 أف تايجر"، وليست الطائرة "كوثر" التي قالت إيران أنها محلية الصنع بنسبة 100 بالمئة.

اقرأ المزيد

مسئول إيراني يؤكد استحالة زيادة الأجور في ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة

نقلت صحيفة "جهان صنعت" عن ممثل وعضو المجلس الأعلى للعمال، علي خدايي، قوله أن الخلاف بين العمال وأرباب العمل على الأجور مازال مستمرًا

الميليشيات تحاول "حوثنة التعليم" عبر فرض "قَسَم الولاية" في اليمن

كشفت نقابة المعلمين اليمنيين، عن اجتماعات مكثفة تجريها ميليشيات الحوثي الانقلابية

إيران.. ارتفاع أسعار المواد الغذائية يطحن الشعب الإيراني

ذكرت صحيفة "أرمان أمروز"، أن إيران شهدت ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية بشكل مطرد على مدار العام

داعية: عجزوا عن تنظيم جنازة "سليماني" وينتقدون السعودية في إدارة الحج

سخر الشيخ أحمد موسى، الداعية الإماراتي، من عجز نظام الملالي في إيران عن تنظيم جنازة قاسم سليماني

صحيفة إيرانية تكشف انهيار قطاع السيارات في دولة الملالي

كشفت صحيفة "خانه ملت" انهيار قطاع السيارات في إيران، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والحلفاء على النظام الإيراني

برلماني إيراني: صناعة الطيران الإيرانية بلا جودة وكميتها تنخفض يوميًا

برلماني إيراني: صناعة الطيران الإيرانية بلا جودة وكميتها تنخفض يوميًا

تعليقات


آخر الأخبار