الحدادية الخطر القادم.. البداية والنشأة والسمات (1)
إعداد – حسين مطاوع
فى هذه السطور التي قمت بتجميع مادتها وترتيبها من كلام أهل العلم نتكلم بشيء من الإيضاح عن فرقة ضالة أساءت كثيرا لعلماء المسلمين بل أساءت للدعوة بما تحمله من تنطع وغلو وسوء خلق وانحراف منهجى وذلك نصحا للمسلمين لله وفى الله وتحذيرا من شر مستطير قد يلحق بك وأنت لا تدرى كما لحق بغيرك وأورده المهالك .
البداية والنشأة
يرجع تسمية هذه الفرقة إلى شخص مصري كان مقيمًا بالمملكة العربية السعودية (قبل أن يتم طرده منها بسبب انحرافه) اسمه محمود الحداد .
لم يلتق هذا المتعالم محمود الحداد بعالم من علماء العصر كالشيخ الألباني والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ النجمي والشيخ محمد آمان جامي والشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان وغيرهم من كبار المشايخ، بل انطوى على نفسه وتظاهر بالسلفية والعلم والتفَّ حوله بعض الأغمار من الشباب، ومن أكثر المسائل التي كان الحداد يثيرها أخطاء الشيخ الألباني رحمه الله في العقيدة وغيرها، وألَّف كتابًا ضخمًا في ذلك سماه "الخميس" أي الجيش العرمرم الزاحف!، وزعم في بعض كتبه أنَّ (عامة المسلمين من زمن على الإرجاء)، واتهم الإمام البربهاري رحمه الله بتهمة الإرجاء صريحًا، واتهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بتهوين شأن الإرجاء لأنه عد الخلاف مع مرجئة الفقهاء أكثره لفظي .
وبالغ "الحداد" فى اتهامه لأئمة الإسلام فطعن في الطحاوية وشارحها ابن أبي العز الحنفى ومن يوصي بها من العلماء المعاصرين بدعوى أنَّ فيها بلايا عظيمة وإرجاء وتجهمًا وعلم الكلام ولينًا، علمًا أنَّ شرح الطحاوية أغلبه مأخوذ من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله كما لا يخفى على طالب علم!.
وقد تكلَّم "الحداد" في مشايخ المدينة ولم يُعلم عنه الكلام في القطبية والسرورية ولا في زعيمهم سيد قطب، بل بلغ به الأمر أن يطعن بعلماء بلاد الحرمين في وقت أزمة الخليج ويصفهم بعلماء السوء وعبيد السلطة، وكان مما يقرره "الحداد" أيضًا عدم التفريق بين المبتدع الداعي إلى بدعته وبين غير الداعي كما لا يفرِّق بين المبتدع كسيد قطب وأمثاله وبين من وقع في بدعة من العلماء المشهود لهم بالخير ولهم جهود كبيرة في الانتصار للسنة والرد على البدع ونشر العلم الموروث عن السلف الصالح كالشوكاني وابن حجر وأمثالهم، وكان لا يجيز الترحم على هؤلاء العلماء الذين وقعوا في شيء من البدع ويحذِّر منهم ومن كتبهم.
أهم صفات الحدادية
إن "الحدادية" فرقة ضالة لبست الكثير على الناس، فرقة زاد خطرها وكثر خبثها، لا يعلم الكثير من الناس عنها شيئًا فوجب التعريف بهم والتنكيل بهم ليحذرهم الناس وليزول عنهم هذا الالتباس، وقد سئل العلامة الشيخ محمد بن هادي المدخلى حفظه الله في شريط له بعنوان (تحذير السلفيين من ألاعيب المتلونين) ما يأتي:
السؤال الثالث: يقول السائل ما علامات الحداديين الذين ظهروا في الآونة الأخيرة ؟
فأجاب الشيخ: الحدادية - هذا السؤال قد جائنا البارحة وتكلمنا عليه - الحدادية معروفة ونسبتها إلى الحداد وكثير من إخواننا الحاضرين يعرف مشكلة الحداد ومسألته ، أما الحداديون فمن أشهر سماتهم :
أولًا: الغلظة والفظاظة وهي التي نهى الله عنها وامتنّ على رسوله صلى الله عليه وسلم بضدها (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).
فإذا أخطأ أخوك خطئًا فالواجب عليك أن تكون به رحيمًا، فتأخذه بلطف وتبين له بلطف وتبين له بعلم وتبين له بشفقه وتظهر له الود والمحبة وأنك إنما تقول ذلك من باب المحبة له لا من باب الاستعلاء عليه ولا من باب التشفي ولا من باب التعالم ولا من باب التقريع والتأنيب لا !، وإنما من باب التوجيه ومن باب النصح ومن باب اللطف ومن باب محبة الخير له ونحو ذلك، فمن الغلظة هذا .
ثانيًا: الحداديون بالغوا في تعظيم الآثار إلى أن تركوا الأخبار الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بالغوا في هذا، فوقعوا في هجر وترك الأحاديث الواردة عن سيد الأنبياء عليه الصلاة والسلام، فأنت تقول له: قال النبي، يقول: قال فلان ! سبحان الله!!، قول فلان إنما هو تبع لقول النبي صلى الله عليه وسلم.
ثالثًا: أن الحدادية - وهذا من أشهر ما عندهم - أنهم لا يعتدون بعالم! تمامًا علماء السنة؛ الألباني عندهم مرجئ، والشيخ ابن باز جاهل ما يعرف كتب السنة، وشيخ الإسلام نقض الإجماع وخالف مذهب السلف وهكذا قس خذ من هذه الأمور، هذه كلها أنا سمعتها من رؤوسهم سواء من فريد ولا من الحداد ولا مِن مَن هو دون الحداد من رؤوس هؤلاء في ذلك الحين، فالشاهد لا يعترفون بعالم أبدًا، شيخهم الحداد و متكلمه فريد و موزعه عبد اللطيف باشميل في الدنيا كلها، هذا هو .
رابعًا: ثم من علاماتهم الهجر على كل شيء صغيرة وكبيرة، من غير ضبط للهجر بضوابط علماء أهل السنة، علماء السنة الهجر عندهم مضبوط ليس كلمة تقال لا زمام لها ولا خطام لا ! كلمة لها مدلولها الشرعي ولها أدلتها الشرعية ولها ضوابطها الشرعية ما هو الهجر وما دليله وما ضوابطه، فهي كلمة لها معناها ومدلولها الشرعي ولها دليلها الشرعي ولها ضوابطها الشرعية، فهؤلاء لا زمام ولا خطام، هذا من أشهر علاماتهم .
خامسًا: من أشهر علاماتهم أيضًا أنك تجدهم يوالون أهل البدع على أهل السنة، هذا من أشهر علاماتهم أيضاً ، فانضووا إلى أهل البدعة و صاروا معهم على أهل السنة فمنهم وأعرف ذلك بأسمائهم منهم من رجع إلى السرورين ومنهم من رجع إلى الإخوان البنائين الخط العام، ومنهم من رجع إلى التبليغ ، ومنهم من ترك الدعوة كلها ، ومنهم من فارق الدعوة و التمسك بالسنة مفارقة كلية فحلق لحيته وأرخى ثوبه وصار أعجوبة بعد أن كان علامة عندهم يوالى ويعادى عليه ! ، فنسأل الله الثبات، وهذا يا معشر الإخوان مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق ) يا معشر أهل السنة (إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، وإنه لن يشاد الدين أحد إلا غلبه) (المنبت لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى)، فالواجب على أهل السنة أن يكونوا على حذر من هؤلاء و أمثالهم، نعم. اهـ
وفقني الله وإياكم والله ولي التوفيق .
اقرأ المزيد
يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،
فمع تداول صور المطاف وهو خال من الطائفين بسبب عمليات التعقيم والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا
فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين رضي الله عنهم أجمعين
الكلمة التي ألقاها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله