جماعة المستتركين الجدد


كتبه – د. مهدى مراد

 

منذ ستة قرون تقريبًا كان يوجد جماعة المستتركين، والتي مهدت الطريق للأتراك لكي يجتاحوا العالم الإسلامي بحجة تطبيق الشريعة، ومنذ مائة عام تقريبًا ظهرت على الساحة مرة أخرى جماعة المستتركين الجدد .

 

من هم المستتركين الجدد؟

مجموعة من الأشخاص تجد عندهم حنين دائم إلى زمن العثمانيين يريدون استرجاعه بأي طريقة؛ فمرة يريدون استرجاعه باسم "النموذج الإسلامي" والذي يتوهمون أنه قائم الآن في تركيا!، ومرة عن طريق كسب تعاطف المسلمين عن طريق التوظيف التركي للقضية الفلسطينية.


كيف نكتشف المستتركين الجدد؟

هناك صفة لازمة لأي مستترك وهي صفة "كراهية السعودية"، وذلك لأنه مستحيل أن تقوم تركيا باجتياح العالم الإسلامي وتشويه العقيدة الإسلامية ونشر البدع والخرافات وتقديس الأضرحة والمنامات؛ طالما هناك دولة اسمها السعودية تقوم على منهج السلف الصالح، ولذلك تجد المستتركون لا يطيقون ذكر اسم السعودية، ويعادون ويشوهون أي عمل تقوم به السعودية، فتجدهم :

إذا احتفلت السعودية بيوم الوحدة، قالوا: مجتمع منحل .

وإذا احتفلت تركيا بيوم حق الشواذ، قالوا: مجتمع حر .

 

نماذج لبعض المستتركين

يأتي على رأس القائمة كبير المستتركين وهو "يوسف القرضاوي" الذي بلغ به الأمر إلى القول في فيديو شهير: (إن الأتراك رجال بينما العرب ليسوا كذلك).

وطبعًا لا ننسى معظم الإعلاميين العاملين في القنوات الإخوانية والقطرية، لدرجة أن أحد المستتركين في هذه القنوات يقول: (أن دعم الليرة التركية فرض عين على كل مسلم! لأن تقاعسهم عن هذا سيؤدي إلى اغتصاب نسائهم!)؛ هل رأيتم جنون أكبر من هذا !

وبمناسبة ذكر الليرة التركية؛ فقد صنفت هذا العام كأسوأ عملة في العالم من حيث الأداء بعد البيزو الأرجنتين وخسرت 11% من قيمتها منذ بداية العام "بلومبرغ"؛ ومع ذلك المستتركون يتحدثون عن قوة الاقتصاد التركي .

باختصار! جماعة الإخوان وأذنابها وأشياعها هي جماعة "المستتركين الجدد".

 

شبهات المستتركين

تجد المستترك مقتنع أن وجود الإمبراطورية العثمانية قد حمى العالم العربي من طمع الغرب !

ونرد على هذا المستترك ونقول له: أنت لو راجعت التاريخ ستجد أن مصر تحت قيادة المماليك كانت لديها قوة بحرية قادرة على صد أي عدوان .

وكانت التكوينات السياسية في بلدان المغرب العربي لديها ما يمكنها من مقاومة الاحتلال .

كما أن احتلال العثمانيين لأرض العرب جاء بسبب خدعة جماعة "المستتركين القدماء" الذين خدعوا العرب والمسلمين بأن هذا فتح وليس احتلال وخدعة أن الأتراك جاءوا لكي يطبقوا الشريعة وذلك حتى لا يدافع العرب عن بلادهم ضد الإحتلال العثماني .

كما أن وجود الإحتلال العثماني لم يمنع الغرب من إحتلال بلاد المسلمين، ففي سنة 1882 إحتلت بريطانيا مصر وتمددت في اليمن وشبه الجزيرة العربية والعراق واحتلت فرنسا الجزائر سنة 1830 وتمددت في تونس والمغرب وبلاد الشام واحتلت إيطاليا ليبيا.

وبدأت نواة دولة الصهاينة على أرض فلسطين وكل هذا حدث بينما كان السلطان العثماني موجوداً في الأستانة يلهو مع المخصيين ويقدم القرابين للأضرحة .

 

وقد يقول مستترك مستتر بيننا: الخلافة العثمانية كانت خلافة إسلامية .

ونرد عليه بأن الواقع والتاريخ يثبت أن الأتراك -كانوا ومازالوا- أجهل الناس بالإسلام؛ فالإسلام لم يكن لديهم سوى شعار فضفاض شوهوه بالتأويلات الفاسدة ووظفوا معانيه وأحكامه لخدمة السلطان العثماني .

 

المطالع لكتب التاريخ يجد أن أسوء احتلال مر على المسلمين هو الإحتلال العثماني، فالاحتلال العثماني عمل على ضرب العقيدة الصحيحة وذلك بنشر الشرك والبدع في كل بلاد المسلمين، وعمل على إعاقة تقدم العرب والمسلمين، ولم يكن يشغل الأتراك إلا جباية الأموال؛ بل تعمد العثمانيون تفريغ بلاد العرب من عناصر قوتها الصلبة من موارد وجند وأموال وقوتها الناعمة ممثلة في العمال والحرفيين الذين تم أخذهم عنوة إلى بلاد الأتراك  ليبنوا للأتراك مجدًا؛ بينما تُركت البلدان العربية تتهاوى إلى غياهب التخلف؛ ولذا لم يكن من المستغرب أن يكون أحد الأهداف الأساسية للعرب والمسلمين في القرن الماضي هو التخلص من الإحتلال العثماني .

 

قوة العثمانيين العسكرية -كانت ومازالت- تتكون من "الشواذ والمخصيين والهمج والغجر" الذين كانوا يمثلون العمود الفقري للدولة العثمانية، فلما اشتد ساعدهم عاثوا في الأرض فسادًا ولم يكن تفوقهم العسكري نابعًا من تعاليم الإسلام أو نابع من تفوق علمي؛ بل كانوا يعتمدون على الطابور الخامس من المستتركين القدماء لكي يفتحوا لهم أبواب البلاد، فكانوا يعتمدون على الخيانة ولا يعتمدون على الحرب الصريحة .

 

جماعة الإخوان ما هي إلا ذراعاً للأتراك أو "حصان طروادة"الذي يركبه الأتراك لكي يصلوا منه إلينا؛ فجماعة الإخوان ما هي إلا جماعة تؤدي وظيفة لتخدم بها مشروع تركيا الاستعماري.

 

جماعة "المستتركين الجدد" جماعة يركبها الأغوات ليصلوا إلى أرض العرب.

اقرأ المزيد

سبل مواجهة استخدام جماعة الإخوان لـ"القوة الناعمة"

تكلمت في مقالات سابقة عن أساليب هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في استخدام القوة الناعمة، والتي منها: القدرة السياسية والمعنوية والتقنية والاقتصادية

الدكتور عبدالسلام السحيمي يوضح أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية

استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك

الإعلام الأسود.. حان الوقت لمُحاسبة الجزيرة وأبواقها (1)

أول خبر فتحت عيني عليه اليوم كان تعريفًا بضابط مصري قُتل أمس في مواجهات مع مسلحين

"دهاليز التطرف".. "الشهري" يكشف خبايا التنظيم السروري في تجنيد الشباب المتحمِّس

سرد الشيخ محمد بن حسن الشهري، ‏‏‏‏‏‏‏‏مدير إدارة الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير، عن واقعة حقيقية تكشف أساليب التنظيم السروري

الأربعون الإخوانية.. أبرز الصفات التي تكشف الجماعة الفاسدة

بعد صدور بيان هيئة كبار العلماء في التحذير من جماعة الإخوان المسلمين - الإرهابية - ، نضع بين أيديكم هذه النبذة المختصرة التي تكشف لكل محب وأخ تربطنا به أخوة

مكافحة التطرف على شبكات التواصل

عملت التنظيمات المتطرفة عبر العصور، على استغلال الإعلام وأدواته المتاحة في كل زمان، للترويج لأجنداتها داخل المجتمعات، فاستغل الإرهابيون

تعليقات


آخر الأخبار