"داعش" و"البيتكوين".. كيف استغلت الجماعات المتطرفة العملات الافتراضية لنقل أموالها؟


كشفت دراسة حديثة عن أسباب حرص الجماعات الإرهابية المتطرفة على استخدام العملات الافتراضية، أهمها إخفاء هوية مستخدمي هذه العملات.

 

الدراسة التي أعدتها مدرسة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتورة رغدة البهي، تحت عنوان "حدود توظيف العملات الافتراضية في تمويل تنظيمات الإرهاب"، تؤكد أن القفزة التي شهدتها أسعار العملات الإلكترونية خلال العام الماضي لم تكن من فراغ أو بسبب الاستثمار، ولكنها تعود إلى مضاربة واستخدام الجماعات المتطرفة لهذه العملات في نقل أموالها.

 

وأوضحت الدراسة أن العملات الإفتراضية تمتاز بعدة خصائص أولها إخفاء هوية مستخدميها، أي القدرة على إخفاء وحماية هوية المستخدم.

 

ويمكن للمستخدمين التخفيف من بعض التهديدات التقنية التي قد يترتب عليها الكشف عن هويتهم- من خلال استخدام التقنيات المدمجة في بعض تطبيقات البيتكوين الجديدة، أو عن طريق تشويش عناوين الـ IP.

 

ثاني هذه الأسباب هو سهولة استخدام هذه العملات، ما يُمكّن التنظيمات الإرهابية من استخدامها بسهولة؛ فاستخدامها لا يقتصر على المتخصصين فحسب. وتُشير الاتجاهات العامة إلى أن التطور التقني لكلٍّ من المستخدمين والجمهور آخذ في الازدياد.

 

ويأتي الأمان كسبب ثالث، حيث تُعاني العملات الافتراضية من عدد من نقاط الضعف المحتملة، التي قد تسفر عن اختراق التعاملات بها؛ ففي عام 2011 -وفي وقت مبكر من تاريخ العملات الافتراضية- تمت سرقة البيتكوين من قبل بعض فيروسات الكمبيوتر.

 

ولكن من المتوقع تراجع تلك المخاوف بمرور الوقت، إلا أن ذلك لا تصاحبه بالضرورة ثقة التنظيمات الإرهابية في استخدامها، خاصةً في ظل ارتباطها ارتباطًا جذريًّا بالدول الغربية.

 

أما السبب الرابع فيتمثل في أن أجهزة الصراف الآلي للبيتكوين لم تنتشر في العديد من المناطق الجغرافية حول العالم على النحو المطلوب، غير أن التقرير يتوقع تزايد انتشار تلك الأجهزة، بل واستخدام تلك العملات مستقبلًا من قبل المستهلكين والإرهابيين على حد سواء.

 

خامس هذه الأسباب تتمثل في تراجع مصداقية العملات الافتراضية نسبيًّا بفعل حداثتها، وعدم استقرارها، وتذبذب أسعار صرفها. ولتلك الأسباب، لا يمكن الجزم باستمرارية العملات الافتراضية الجديدة.

 

أما السبب السادس والأخير فإنه يتمثل في حجم المعاملات، حيث يؤدي انخفاض حجم المعاملات إلى ارتفاع تكلفة نقل المبالغ الكبيرة. وفي المقابل، تؤثر المعاملات الكبيرة في السعر. وبالإضافة إلى ذلك، لا يمكن إخفاء المعاملات الفردية عالية القيمة. وبالتالي، فالارتفاع المفاجئ في حجم المعاملات من شأنه أن يجذب الانتباه.

 

وعلى الرغم من الخصائص السابقة، تتخوف التنظيمات الإرهابية من قدرة الدول الكبرى ذات التقنيات المتطورة على اكتشاف مواطن ضعف أنظمة العملات الافتراضية، بل واستغلالها واعتراض مبادلاتها المالية.

 

كما تتعرض العملات الافتراضية لعدد من الهجمات المتطورة، مثل: الهجمات النظامية، وهجمات سلسلة التوريد البرمجية، وهجمات التشفير. وقد تتعرض كذلك للسرقة من خلال اختراق أجهزة المستخدمين، للوصول إلى مفاتيح التشفير لنقل العملة إلى حسابات مغايرة.

 

وتطرقت الدراسة إلى صعوبة الجزم بفوائد العملات الافتراضية مستقبلًا مع تطور تلك العملات من ناحية، والتكتيكات والأساليب الإرهابية من ناحية أخرى. ومع ذلك، فإن التطورات الحديثة في تلك العملات ستدفع باتجاه استخدامها من قبل أكثر التنظيمات الإرهابية تطورًا، والتي تستهدف الدول الغربية بالأساس.

 

وذكرت أنه إذا ظهرت عملةٌ مشفرة آمنة واسعة الانتشار تخفي الهوية بشكل أفضل، فمن المتوقع تزايد استخدامها من قبل التنظيمات الإرهابية. وإن لم تظهر تلك العملة، فستستخدم تلك التنظيمات العملات الافتراضية الحالية.

 

بيد أن مدى هذا الاستخدام يعتمد على عدة عوامل مثل عدم الاستقرار، والاقتتال الداخلي، والقانون الدولي، وأجهزة الاستخبارات، وغيرها. ونظرًا لحالة عدم اليقين، ستتطور آليات تمويل التنظيمات الإرهابية بطرق لا يمكن التنبؤ بها في الوقت الراهن، لكن يمكن ملاحظتها جزئيًّا مع مرور الوقت، وهو ما يتطلب تغييرًا في جهود مكافحة تمويل الإرهاب.

اقرأ المزيد

الإعلام الأسود.. حان الوقت لمُحاسبة الجزيرة وأبواقها (1)

أول خبر فتحت عيني عليه اليوم كان تعريفًا بضابط مصري قُتل أمس في مواجهات مع مسلحين

خلل عقدي عند الإخوان المفلسين قليل من تنبه له

فإنّ مَعرفةُ المرضِ العقديِّ وسبَبُه يُعينُ عَلى علاجِهِ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عند كلامه على وقوع الخلط بين معنى الاستغاثة والتوسل

داعية يحذر من أساليب الخوارج في تجنيد الشباب خلال شهر رمضان

حذر الشيخ عبدالمحسن باقيس، الداعية البارز، من الأساليب التي تنتهجها التنظيمات الخارجية وعلى رأسها تنظيم "الإخوان" الإرهابي لتجنيد الشباب في رمضان.

مجالات استخدام الجماعات المُتطرفة للقوة الناعمة.. "الإخوان" أنموذجًا

تكلمت في مقالٍ سابق عن أساليب هذه الجماعات المُتطرفة في استخدام القوة الناعمة

سبل مواجهة استخدام جماعة الإخوان لـ"القوة الناعمة"

تكلمت في مقالات سابقة عن أساليب هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في استخدام القوة الناعمة، والتي منها: القدرة السياسية والمعنوية والتقنية والاقتصادية

قطر والهاربون من حضارتهم

إنّ احتضان قطر لمجموعة الإتجاه الإخواني وخصوصًا الاتجاه القطبي السروري الثوري يدل على أنّها تعيش في حالة ضياع وطني ودولي ناتج عن ضياع الهوية

تعليقات


آخر الأخبار