قطر والهاربون من حضارتهم


كتبه - عبدالله بن محمد الشبانات

 

إنّ احتضان قطر لمجموعة الإتجاه الإخواني وخصوصًا الاتجاه القطبي السروري الثوري يدل على أنّها تعيش في حالة ضياع وطني ودولي ناتج عن ضياع الهوية والذي هو أساس أي دولة وقطر لا تملك مشروعا وطنياً تنموياً  بل لديها مشروع مُستعار مُستعمل جاهز للإستخدام ألا وهو المشروع اليساري الثوري التوسعي والذي يتمثل في الإتجاه السروري باسم الخلافة وكذبوا، لكن الملاحظ في هذه المجموعة التي في قطر أنّهم هاربون مطلبون لدى أوطانهم ومن أهمهم أصحاب الشنط وسكان المزارع القطرية.

فهذا محمد سرور يلفظ أنفاسه الأخيرة عندهم وهو من هو في إحداث شرخ في جسم الأمة الإسلامية ومحاولاته المتكررة لضرب نواتها الصلبة وهي السلفية التي هي الإسلام الوسطي الصحيح وليست وسطية السرورية الإرهابية التي أدّت إلى إنتاج القاعدة والنصرة والدواعش و التي يستغلها الليبرالي والصوفي لضرب السلفية الحقيقية، وهذا عباسي مدني الذي راح بسببه أكثر من مليون جزائري يصلي على جنازته أمير قطر تميم الدميه ويحتضنه ترابها فإلى أين تذهب قطر يا ترى!؟

هل ستحقق مشروعها التوسعي الذي يدور في ذهن حمد منذ صغره! -والذي لم يجد سبيلا لتحقيقه إلّا عن طريق الفتنة متمثلة في بوق قناة الجزيرة والمؤامرات الرخيصة- كلا لن يحققه ولن يكون بإذن الله فلا شك أنّ قطر تذهب إلى هاوية الأُمميةالحزبية وضياع الهويّة لأنّ المشروع الذي تستخدمه قطر مشروع مستهلك فاشل استخدمه من قبل القوميون واستخدمه الشيوعيون والبعثيون ثم الإخوانيون أو الإسلاميون كما يحلو لكثير من التيارات تسميته والتي تريد إلصاق أي فشل في الإسلام الصحيح ألا وهو الاسلام الوسطي المعتمد على الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.

 إنّ هذا التجمع الإخواني (الإسلاموي) الملحوظ تواجده في قطر لم يأت عبثا بل إنّ ورآئه أيدي غربيّة قذرة تريد إشعال المنطقة العربية خصوصًا البترولية لكي تأتي وتملي شروطها على دول المنطقة لكن هذا (البو) القطري المسمى حمد وصاحبه حمد الآخر لايفقهون إلّا أهدافهم الشخصية إنّ توجه القوى الغربية لحشد الأيقونات الإخوانية في قطر إبتداء من القرضاوي ومحمد سرور وخالد شيخ والزرقاوي مرورًا بأصحاب الشنط من السعودية والكويت وانتهاء إلى أصغر إرهابي وخدمة قطر لهم وانشاؤها لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية في الدوحة وتسخير قناة الجزيرة لهذا الغرض لدليل على قاطع على أنّ الغرب علم أنّ المنطقة العربية؛ بل هو على يقين أنّ المنطقة العربية وخصوصا الخليجية ستكون رأس التنمية والإنطلاقة العظمى للأمة وللمنطقة عمومًا بقيادة السعودية لأنها الوحيدة التي لازالت محتفظة بأُسس المشروع الحضاري للمسلمين.

 فالسعودية تملك كل المقومات للنهوض الحضاري وقيادته و الذي سيكسر نظرية النموذج الغربي الأخير أو النموذج الحضاري الاخير والذي زعموا انه سيكون النموذج الغربي الأوروبي أو ما يسمى بنظرية فرانسيس فوجي ياما وهذا ما يخشاه الغرب، لذلك عندما أدرك الغرب هذا الأمر وغيره عمل على ضرب الإسفين لتفريق الصف عن طريق قطر ليقف هذا الإسفين الثوري الإخواني أمام السعودية في أخذها زمام المبادرة للنهوض الحضاري والذي هو قادم لا محالة والذي لن يكون إلّا في أيدي رجال أساس دولتهم توحيد الله وليس صوفية سلفية كما قال حسن البنا أو أساسه فلسفة مؤسسات المجتمع المدني هذه الفلسفة اليونانية الملحدة البائسة والتي أخر من رفع شعارها الإتجاه الإخواني السروري كسلمان العودة وغيره وما مؤتمر النهضة عنا ببعيد حيث قررت فيه العلمانية بشكل صريح وقررت فيه المبادئ الثورية اليسارية بشكل واضح .

والذي يؤيده الليبراليون في السعودية على استحياء، وبالإضافة إلى دعم الغرب لهذا التجمّع فإنّ هذا التجمع اليساري الثوري في قطر مدعوم أيضا من القوى الاقليمية كإيران وتركيا وذلك لحرب السعودية.

لأنها الوحيدة التي تملك مشروعا تنمويا حقيقيا لا يتبع فلسفات الغرب الفردية الليبرالية يسارية كانت او يمينية بل مشروعها متميز ناجح ولا يتبع النموذج الغربي المزعوم.

فكلهم فلذلك هم متفقون على حربها لانها تهدد مشاريعهم المتهالكة المستهلكة ولكن هذا التهديد الذي تمتلكه السعودية ضد أعدائها ليس تهديدا تقليديا بل هو تهديد لديه القدرة على النقض والتنمية في آن واحد وهذا لا يكون إلّا في دولة تحمل مشروعًا سماويًا صافيًا متوحدًا متماسك لا يؤمن إلّا بالحق و للحق فهو ينقض عدوه وينفع من يتبنّاه ولا ينطبق هذا الامر إلّا على من تمسك بأعلى و أقوى قيمة في الوجود ألا وهي توحيد الله وترجم هذه العقيدة باتباع أصول السنة ورفع راية التوحيد علما وعملا ولا ينطبق هذا الأمر إلّا على السعودية حفظها الله ورعاها.

إن اصطفاف قطر مع إيران وتركيا وهذا التواجد الصهيوني السافر على أرضها متمثلا في عزمي بشاره وغيره ما هو إلّا انسياق قطري في تيار أيدلوجي القاسم المشترك فيه بين هذه الدول هي الأُممية الحزبية أو سمها التوسعية الحزبية.

فقطر بموقفها هذا مع هذه الدول والكيانات لاتقف خصما للسعودية؛ بل تقف خصمًا ضد الحضارة الإسلامية بعبارة أدقّ تقف خصما ضد أعظم مشروع للأمة بل للبشر ألا وهو التوحيد بكليته أي بجميع أُصوله وهي أُصول السنة ومن أهمّها نبذ ورفض البدعة والإنحراف الفكري.

فقطر وتركيا وإيران بكل مكوناتهم المعنوية والمادية يخوضون حرب حضارية بالوكالة ضد هوية الإسلام وأصالته ليجعلوه تابعا للنموذج الغربي سواءً علموا أم لم يعلموا.

إنّ خلافنا مع قطر ليس خلافا بين أشقاء بل خلافنا معها هو نفس خلافنا مع إيران وتركيا مع الفارق في الحجم والثقل فخلافنا معها خلاف أساسي مدام انهارضيت أن تكون أداة في يد الإخوانيين والأتراك والإيرانيين.

نخلص مما سبق إلى:

أوّلاً: أنّ القوى العالمية سعت إلى حشد رؤوس القوى الثورية في قطر منذ أن أعلن عن قيام النظام العالمي الجديد وذلك سعيا منهم للسيطرة على المنطقة ولتأمين الوجود والتمدد الصهيوني والذي يمثل العقلية الأُممية الحزبية وتخدمه جميع الأيدلوجيات التي تتخذ من الأممية الحزبية عقيدة لها مثل نظام الملالي والتنظيم الإخواني والنظام الصوفي وغيرها والتي هي خلاف مفهوم الحضارة الإسلامية الأصيلة والذي يؤمن بالتعددية الإقليمية وينبذ تعدد جهات البيعة في الوطن الواحد ويرفض غموض البيعات وغير ذلك من الابجديات التي تجدها عند الفرق الباطنية سواء انتمت للإسلام أو للنصرانية مثل الكثوليكية أو لليهودية مثل الصهيونية أو الكابالا وغيرها.

ثانيًا: محاولة الغرب التقليل من شأن الدولة التي تشكل الثقل الحقيقي لوجود الحضارة الاسلامية في العالم وتحمل قيمه الحقيقية والمهمة والتي تبين عوار النموذج الغربي المزعوم ولا ينطبق هذا الوصف واقعيا في عصرنا إلّا على المملكة العربية السعودية

حفظ الله بلاد التوحيد والسنة والعزة والكرامة المملكة العربية السعودية.

اقرأ المزيد

الشيخ "الشهري" يوضح استراتيجيات الجماعات الضالة في التغرير بالشباب

استعرض الشيخ محمد بن حسن الشهري، مدير إدارة الدعوة بفرع الوزارة بمنطقة عسير، استراتيجيات الجماعات الضالة في التغرير بالشباب

فضل قتال الخوارج

من شر المذاهب وأخبثها مذهب الخوارج، وهم الذين يكفرون المسلمين بالكبائر، ويستحلون دماءهم، والذين ينكرون على ولاة الأمر بالسلاح

الإعلام الأسود.. حان الوقت لمُحاسبة الجزيرة وأبواقها (1)

أول خبر فتحت عيني عليه اليوم كان تعريفًا بضابط مصري قُتل أمس في مواجهات مع مسلحين

الدكتور عبدالسلام السحيمي يوضح أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية

استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك

مجالات استخدام الجماعات المُتطرفة للقوة الناعمة.. "الإخوان" أنموذجًا

تكلمت في مقالٍ سابق عن أساليب هذه الجماعات المُتطرفة في استخدام القوة الناعمة

خلل عقدي عند الإخوان المفلسين قليل من تنبه له

فإنّ مَعرفةُ المرضِ العقديِّ وسبَبُه يُعينُ عَلى علاجِهِ؛ قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عند كلامه على وقوع الخلط بين معنى الاستغاثة والتوسل

تعليقات


آخر الأخبار