"التحريف" و"النقص".. هذا ما يعتقده الشيعة في القرآن الكريم؟
القرآن الكريم كلام الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تكفل الله بحفظه وحمايته من أيدي العابثين وتأويلات المبطلين؛ فقال عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، وقال تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}.
هذا ما يعتقده المسلمون في القرآن الكريم، لكن الشيعة يرون أن في القرآن تحريفًا ونقصًا، ولم يكن هؤلاء من عامة الشيعة أو علمائهم غير المشاهير، بل هم من علمائهم الكبار عندهم كالقمي والكليني وأبي القاسم الكوفي والمفيد والأردبيلي والطبرسي والكاشي والمجلسي والجزائري والكازراني وغيرهم.
قال شيخ الشيعة الإمامية الإثني عشرية "المفيد ": إنَّ الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد باختلاف القرآن، وما أحدثه بعض الطاعنين فيه من الحذف والنقصان.
وقال أيضًا: (واتفقوا - أي الإمامية - على أنَّ أئمة الضلال - أي كبار الصحابة-، خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبيِّ، وأجمعت المعتزلة، والخوارج، والزيدية، والمرجئة، وأصحاب الحديث على خلاف الإمامية في جميع ما عددناه )، أوائل المقالات صـ "13، 46، 54، 80".
وقال أبو الحسن العاملي في "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" صـ 36، مقدمة البرهان صـ 49، الفصل الرابع: "وعندي في وضوح صحة هذا القول - أي التحريف - بعد تتبع الأخبار وتفحُّص الآثار، بحيث عليه الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة".
وقال المجلسي : (ولكنَّ أصحابه عملوا عمل قوم موسى، فاتبعوا عجل هذه الأمة وسامريها أعني أبا بكر وعمر فغصب المنافقون خلافته، خلافة رسول الله ص من خليفته، وتجاوزا إلى خليفة الله، أي الكتاب الذي أنزله فحرَّفوه، وغيروه، وعملوا به ما أرادوا"، حياة القلوب للمجلسي جـ (2/541).
وقال مفسِّرُ الشيعة هاشم البحراني :(وقد وردت في زيارات عديدة، كزيارة الغدير وغيرها، وفي الدعوات الكثيرة، كدعاء صنمي قريش وغيره، عبارات صريحة في تحريف القرآن وتغييره بعد النبيِّ )، وذكر إحدى وعشرين رواية في إثبات معتقده في التحريف، تفسير البرهان، المقدمة صـ 36-39.
وقال الطبرسي عن الأخبار في الطعن في القرآن :"وهي كثيرة جدًا"، حتى قال السيد نعمة الله الجزائري في بعض مؤلفاته كما حُكي عنه :إنَّ الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث "، فصل الخطاب صـ 125 لحسين النوري الطبرسي المتوفى سنة 1320هـ.
وقال عالمهم الجزائري :"إنَّ القول بصيانة القرآن وحفظه، يُفضي إلى طرح الأخبار المستفيضة، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن .. مع أنَّ أصحابنا رضوان الله عليهم , قد أطبقوا على صحتها والتصديق بها "، الأنوار النعمانية للجزائري جـ 2/357 .
وقال زعيم حوزتهم العلمية أبو القاسم الموسوي الخوئي :"إنَّ النقص أو الزيادة في الحروف أو في الحركات، واقعٌ في القرآن قطعًا"، البيان في تفسير القرآن جـ 1/136.
والفيض الكيشاني يقول - لم يبق لنا اعتماد على شيء من القرآن إذ على هذا يحتمل كل آية منه أن يكون محرفًا ومغيرًا، ويكون على خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجة أصلاً، فتنتفي فائدته وفائدة الأمر باتباعه والوصية بالتمسك به إلى غير ذلك، تفسير الصافي للفيض الكاشاني الجزء الأول صـ 51.
ونتيجة ذلك يتمسك في تحصيل أصول الدين بعقله، وفي الفروع بالمرجع- فهو بين المرجعية البشرية أصولاً وفروعًا، فدعوة التمسك بالعترة والقرآن والسنة يكذبه الواقع العملي للشيعي، وكل يدعي الوصلا بالعترة، والعترة لا تقر لهم بذلك.
والسـؤال: كيف يمكن لأناسٍ نسوا التعاليم السماوية واتخذوا القرآن ظهريًا، وافتروا بحقه آلاف الافتراءات إذ يدَّعون أن لا أحد يمكنه فهم القرآن، وهو محرفٌ، وهو غير قابل للفهم، وله سبعون معنى، وإن القرآن ليس بحجة إلا بقيم، وحصر علم القرآن ومعرفته بالأئمة، وزعمهم بأن قول الإمام يخصص عام القرآن، ويقيد مطلقه.. إلخ.
فكيف فهموا الآيات التي يستدلون بها على إمامة شخص معين أو أشخاص محددين؟!، وكيف سيهتدون إلى الحق.
اقرأ المزيد
أقدمت شابة آذرية، لا تتجاوز العشرينات من عمرها، على الانتحار بإلقاء نفسها من أعلى أحد الجسور في مدينة أرومية
كشفت صحيفة "خانه ملت" انهيار قطاع السيارات في إيران، نتيجة العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة والحلفاء على النظام الإيراني
ذكرت صحيفة "أرمان أمروز"، أن إيران شهدت ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية بشكل مطرد على مدار العام
أعلن النظام الإيراني الموافقة على قرار حذف 4 أصفار من عملتها المتدهورة واستبدال الريال بالتومان في التعاملات.
في تدخل سافر، يؤكد الاتهامات الموجهة إلى النظام الإيراني بإذكاء تيار التطرف في البحرين
قال رئيس منظمة الإنقاذ، مرتضى سالمي، إن تساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية في إيران تسبب في مقتل وإصابة العديد من الإيرانيين بسبب الحوادث الجوية