شبهات إلحادية (3).. رد شبهة التداوي بأبوال الإبل وألبانها
بقلم – حسين مطاوع
من الشبهات التى يرددها الإلحاديون ويدندنون حولها شبهة التداوي بألبان الإبل وأبوالها والتي ذكرها البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه في كِتَاب (الطِّبِّ) بَاب (الدَّوَاءِ بِأَبْوَالِ الْإِبِلِ) برقم 5254 عَنْ أَنَسٍ أَنَّ نَاسًا اجْتَوَوْا فِي الْمَدِينَةِ فَأَمَرَهُمْ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَلْحَقُوا بِرَاعِيهِ يَعْنِي الْإِبِلَ فَيَشْرَبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا فَلَحِقُوا بِرَاعِيهِ فَشَرِبُوا مِنْ أَلْبَانِهَا وَأَبْوَالِهَا حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَسَاقُوا الْإِبِلَ فَبَلَغَ النَّبِيَّ، فَبَعَثَ فِي طَلَبِهِمْ فَجِيءَ بِهِمْ فَقَطَعَ أَيْدِيَهُمْ وَأَرْجُلَهُمْ وَسَمَرَ أَعْيُنَهُمْ. قَالَ قَتَادَةُ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْحُدُودُ.
قالوا: إن هذا الكلام يخالف الطب الحديث وفيه اشمئزاز ونحن الآن في القرنِ الواحدِ والعشرين فكيف يأمر النبى بأمر لا يقبله عقل وتعافه النفس؟!
والرد على الشبهة في عدة نقاط كالتالي:
أولًا: إن هذا الحديثَ فيه دلالة واضحة على صدقِ نبوةِ النَّبِيِّ محمد صلى الله عليه وسلم، فقد نصح الأعراب بشربِ ألبانِ الإبلِ وأبوالِها، ولم يبدوا اعتراضًا للوصفة، وقد تم شفاؤهم بالفعل ..فالحديث يقول: "حَتَّى صَلَحَتْ أَبْدَانُهُمْ"، وفي راوية في صحيحِ البخاري برقم 226 "فلمّا صحوا".
وعليه: فإن الحديثَ فيه وصفة علاجية زمنية مكانية لأهل البدو والترحال.
ثانيًا: إن هذا الحديثَ ليس فيه إلزام للمسلمين، أو أمر من النبي صلى الله عليه وسلم لهم أن يشربوا من ألبانِ الإبلِ وأبوالِها حال مرضهم؛ بل وليس فيه أمر للأعراب المرضى؛ فكان قوله لهم نصح وتخير.
إنّ كل ما جاء في الحديث أن النبيَّ نصح أعرابًا مرضوا بشربها فشفيوا، ولم يأمر كل المسلمين إذا مرضوا بالتداوي بها.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أباح أكل الضبِ ولم يأكله هو لان نفسه تعفه.... كما صح ذلك في صحيحِ البخاري برقم 4981 عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِضَبٍّ مَشْوِيٍّ فَأَهْوَى إِلَيْهِ لِيَأْكُلَ فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ ضَبٌّ فَأَمْسَكَ يَدَهُ فَقَالَ خَالِدٌ: أَحَرَامٌ هُوَ قَالَ: "لَا وَلَكِنَّهُ لَا يَكُونُ بِأَرْضِ قَوْمِي فَأَجِدُنِي أَعَافُهُ"، فَأَكَلَ خَالِدٌ وَرَسُولُ اللَّه ِ يَنْظُرُ .
كما أن الاشمئزاز من شيء ما متفاوت من بيئة إلى أخرى، ومن شخص إلى آخر ، ومن زمان إلى زمان فهو أمر نسبي، ونحن هنا بصدد علاج وقتي، لا أكل مذاقه سيئ أم شهي.
ثالثًا: إن الطبَ الحديث لم يكذب الحديث كما زعم المعترضون؛ فأطباء العالم لا ينفون صحة مضمون الحديث.
كما أن زماننا مختلف عن ذاك الزمان ؛فقد تطورت العقاقير الطبية ؛بدءًا من التركيبات الطبيعية، والكيمائية، فلا حاجة لنا اليوم مع تطور الأمراض لهذه الوصفة غير العصرية .
والجدير بالذكر أن بعض الشركات الدوائية بعد الأبحاث العلمية قد صنعت أبوال الإبل بعد تجفيفها في كبسولات علاجية لمرضى السرطان.
ولا زالت الأبحاث العالمية تميل إلى أن أبوال الإبل قد تعالج الأمراض السرطانية، وأن ألبانها مفيدة وصحية .
كما أن هذه الوصفة مازالت علاجًا يُعمل بها إلى اليوم في بعض المناطق العربية، وتأتي بنتائج مُرضية.
وأيضًا هناك أبحاث عربية كثيرة تؤكد علاج مرض الاستسقاء بالإفراز البولي للإبل، وفوائد صحية من ألبانها.
كما أن معظم المضادات الحيوية، وبعض الأدوية تحتوي على بعض العفن، وإلى هذه اللحظة هناك علاجات عالمية (مقززة) ولكنها ضرورة علاجية !
نسأل الله أن يثبتنا على دينه ويستعملنا لنصرة سنة نبيه صلى الله عليه وسلم .
اقرأ المزيد
فلا زال العلمانيون والملحدون يلقون بشبهاتهم حول دين الإسلام العظيم بزعم مناقضة هذه الشبهات للعقل وعدم موافقتها له
انكب الغرب على أمتنا الإسلامية على مر العصور حاملًا بين يديه في كل مرة أداة جديدة يحارب بها تراثنا ويتلاعب بمقدراته كيفما شاء
زواج القاصرات إحدى الشبهات التي لا تزال تردد على ألسنة أهل العلمنة والإلحاد شبهة زواج القاصرات
أعلن مركز يقين لنقد الإلحاد واللادينية عن بدأ التسجيل في برنامج يقين التدريبي -الدفعة الثانية- حيث تبدأ الدراسة
الإبر الصينية ليست أكثر من ممارسة آسيوية نابعة من فلسفات الطاوية والتصورات الوثنية في جنوب شرق آسيا
لا يزال التنويريون يرمون كتب السنة بشبهات المستشرقين، ومن ضعيف شبههم قولهم: "داعش والقاعدة تستدلان بأحاديث كثيرة في البخاري".