شبهات إلحادية (4).. زواج القاصرات
بقلم - حسين مطاوع
زواج القاصرات إحدى الشبهات التي لا تزال تردد على ألسنة أهل العلمنة والإلحاد شبهة زواج القاصرات، فيقولون أن الإسلام يبيح الزواج من الصغيرة غير البالغة؛ وفي هذا إهانة لها وقتل لبراءتها وطفولتها !
والرد على هذه الشبهة كالتالي:
النبى صلى الله عليه وسلم تزوج بعائشة رضى الله عنها، وهي بنت ست أو سبع سنوات، ودخل بها وهي بنت تسع سنوات، ففي الصحيحين واللفظ لمسلم-: عن الأسود عن عائشة قالت: "تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهي بنت ست، وبنى بها، وهي بنت تسع، ومات عنها وهي بنت ثمان عشرة"؛ فلماذا انتظر ثلاث سنوات كاملة ليدخل بها؟؟
بداية يجب أن نفرق بين الزواج – و هو عقد – و بين الدخول، قال الإمام النووي رحمه الله :وأما وقت زفاف الصغيرة المزوجة والدخول بها: فإن اتفق الزوج والولي على شيء لا ضرر فيه على الصغيرة: عُمل به، وإن اختلفا: فقال أحمد وأبو عبيد: تجبر على ذلك بنت تسع سنين دون غيرها، وقال مالك والشافعي وأبو حنيفة: حدُّ ذلك أن تطيق الجماع، ويختلف ذلك باختلافهن، ولا يضبط بسنٍّ، وهذا هو الصحيح، وليس في حديث عائشة تحديد ولا المنع من ذلك فيمن أطاقته قبل تسع ولا الإذن فيمن لم تطقه وقد بلغت تسعًا، قال الداودي: وكانت عائشة قد شبَّت شباباً حسناً رضى الله عنها. شرح مسلم" (9 / 206)
لذا فكلام الملحد عن زواج النبي صلي الله عليه و سلم من السيدة عائشة و هي في سن السادسة و أنه بني عليها في التاسعة و أخذه علي أنه شبهة هو محض تدليس فالفتاة عادة تبدأ سن البلوغ في سن الثامنة أو التاسعة بظهور علامات البلوغ المعتبرة عند أهل الطب و في هذا السن يمكن الدخول بها بلا مشاكل طبية أو نفسية من أي نوع .
إذًا فمن وجهة نظر الطب ليس هناك مشكلة في زواج الفتاة في هذا السن الذي هو حسب الظروف المعيشية تكون ناضجة بما فيه الكفاية لمتطلبات الزواج.
ولأنه من التجني في الأحكام أن يوزن الحدث منفصلاً عن زمانه ومكانه؛ وظروف بيئته .
أما من الناحية العلمية، فهذه السيدة الجليلة ـ السيدة عائشة رضى الله عنها ـ روت عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم ألفي حديث ومئتين وعشرة أحاديث، وحفظت القرآن الكريم كلَّه في حياة النبي.
إذًا فمن يقول: إن هناك فارقًا في السن؛ هذا الفارق في السن كان مألوفاً في عصر النبي، ولو كان هناك مطعنٌ في هذا الموضوع لما سكت أعداء النبي، ولجعلوا من هذه القضية قضيةً كبيرةً جداً؛ فعلى سبيل المثال:
لماذا لم تتألم السيدة عائشة رضوان الله عليها أو تشتكي في أي رواية علي الإطلاق؛ بل كانت من أسعد نساء النبي صلي الله عليه وسلم به صلوات ربي وسلامه عليه فلماذا؟
لماذا لم يأخذ الكفار سواء كفار قريش أو قبائل العرب أو الفرس والروم أو اليهود أو نصاري نجران الذين ناظرهم النبي صلي الله عليه وسلم، لماذا لم يذكر أي أحد منهم هذا الأمر وأخذه كدليل على النبي صلي الله عليه وسلم أبدًا؛ ولم يذكر أي منهم في أي من كتب التاريخ سواء صحيحة أو ضعيفة أنهم اتخذوا هذا الأمر حجة علي النبي صلي الله عليه وسلم مطلقًا.. فلماذا؟
يقولون: "ولو لم تكن السيدة عائشة رضي الله عنها في تلك السن التي صحبت بها رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وهي السن التي يكون فيه الإنسان أفرغ بالاً، وأشد استعدادًا لتلقي العلم، لما تهيَّأ لها ذلك".
فالعلم شيءٌ أساسيٌ في حياة المؤمن، والنبي عليه الصلاة والسلام كل شيءٍ يقوله ينبغي أن ينقل عنه، وأفضل امرأةٍ تنقل عنه زوجته، إذاً فلنطمئن أنّ الله سبحانه وتعالى اختارها على علمٍ لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم.
قال الإمام الزُهري: "لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين ، وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل".
والحقيقة أن الشيء الذي يدهش العقول، أو الشيء الذي يلفت النظر أن تكون المرأة على درجة عالية جداً من الفهم والعلم والفقه، فالمرأة عند الناس امرأة، لكن المرأة التي تتمتَّع بعقلٍ راجح، وإدراكٍ عميق، وفهمٍ دقيق، وحفظٍ شديد؛ هذه امرأةٌ نادرةٌ جداً، وامرأةٌ مؤهَّلةٌ لأن تكون زوجة لرسول الله صلى الله عليه وسلَّم .
ويقول العلماء أنهم: "ما رأوا أحدًا أعلم بمعاني القرآن وأحكام الحلال والحرام من السيدة عائشة، وما رأي العلماء أحدًا أعلم بالفرائض والطب والشعر والنسب من السيدة عائشة".
عطاء بن أبي رباح يقول: "كانت عائشة أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأيًا في العامة".
وقال أبو موسى الأشعري: "ما أشكل علينا أمرٌ فسألنا عنه عائشة، إلا وجدنا عندها فيه علمًا".
وقال مسروق: "رأيت مشيخة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلَّم الأكابر يسألونها عن الفرائض".
وقال عروة: "ما رأيت أحداً أعلم بفقهٍ ولا طبٍ ولا بشعرٍ من عائشة".
أمر أخير وجب بيانه والرد عليه: إذ أن البعض قد يعترض أنها كانت مكرهة؛ كيف تعذب طفلة مكرهة علي الزواج؟
تقول السيده عائشة: تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال، وبنى بي في شوال، فأي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحظى عنده مني؟
قال: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال .صحيح مسلم - برقم: 1423
السيدة عائشة تفتخر على النساء جميعا لأن الرسول بنى بها في شوال فهل هذا الحب والغيرة والاعتزاز برسول الله ينم انها كانت مكرهة أو متعبة؟
أيها العلماني أو الملحد :
لماذا تعترض علي زواج نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة ولا تعير اهتمامًا في أن السيدة العذراء التي يركع أمام أصنامها وصورها النصارى ويسألونها الستر والعافية و السماح والرزق والشفاعة من دون الله كانت متزوجة في سن الثانية عشر، وكان زوجها يوسف النجار قد تجاوز التسعين من عمره أي أكبر منها بحوالي 78 سنة؟
وهذا الكلام موجود عند الكاثوليك بل إن إنجيل متى اتهم يوسف النجار أنه جامع مريم عليها السلام؟.. (متى 1:25)
الحاصل والمعلوم أن :طعن هؤلاء في الإسلام فقط مهما ادعوا غير ذلك ومهما زعموا أنهم يقفون على مسافة واحدة من جميع الديانات؛ لكن ما يظهر منهم هو حقدهم على الإسلام فقط.
فالله نسأل أن يرد كيد هؤلاء في نحورهم وأن يحفظ الإسلام والمسلمين من شرورهم.
اقرأ المزيد
دحض الدكتور صالح عبدالكريم، الأكاديمي الإماراتي، الشبهة التي أطلقها محمد شحرور عبر برنامجه لعلهم يعقلون، بأن التدين ظاهرة فردية.
كشفت دراسة علمية حديثة، أن كل البشر ينحدرون من "زوجين اثنين" دون غيرهما، عاشا ما بين 100 إلى 200 ألف سنة حسب تقديرات الدراسة
دحض الدكتور صالح عبدالكريم، الأكاديمي الإماراتي، الشبهة التي أطلقها محمد شحرور عبر برنامجه لعلهم يعقلون، بترك التفسير المأثور والاعتماد على الواقع والعقل.
منذ رأت دعوة الإسلام النور وشقت طريقها في مواجهة مقومات الجاهلية وحتى يوم الناس هذا، وهي لا تزال تلقى الكيد والعداء والتربص من أعدائها
أعلن مركز يقين لنقد الإلحاد واللادينية عن بدأ التسجيل في برنامج يقين التدريبي -الدفعة الثانية- حيث تبدأ الدراسة
لا يزال التنويريون يرمون كتب السنة بشبهات المستشرقين، ومن ضعيف شبههم قولهم: "داعش والقاعدة تستدلان بأحاديث كثيرة في البخاري".