الإخوان وإيران (2)
بقلم – الشيخ حمد عيسى بودويرة عضو اللجنة العليا للإفتاء بدولة ليبيا
قال ابن كثير - رحمه الله - في البداية والنهاية، أحداث سنة أربع وأربعين وسبعمئة (16/321) ط دار ابن كثير "دمشق - بيروت": "وفي صبيحة يوم الإثنين الحادي والعشرين منه – أي جمادى الأولى – قُتِل حسن بن الشيخ السَّكَاكيني على ما ظهر منه من الرفض الدّالّ على الكفر المحض، شُهِد عليه عند القاضي شرف الدين المالكي بشهادات كثيرة تدلّ على كفره، وأنّه رافضيّ جَلْدٌ، فمِن ذلك تكفيره الشيخين – يعني أبابكرٍ وعُمر – رضيَ الله عنهما، وقذْفه أُمّي المؤمنين عائشة وحفصة رضيَ الله عنهما، وزَعَمَ أنّ جبريل غلط فأوحى إلى محمدٍ وإنّما كان مُرْسلاً إلى عليٍّ، وغير ذلك من الأقوال الباطلة القبيحة قبّحه الله، وقد فعل.
وكان والده الشيخ محمد السَّكَاكيني يعرف مذهب الرافضة جيّداً، وكانت له أسئلة على مذهب أهل الخير، ونَظَمَ في ذلك قصيدة أجابه فيها شيخنا الإمام العلاّمة شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله، وذكر غير واحد من أصحاب الشيخ السَّكَاكيني ما مات حتى رجع عن مذهبه، وصار إلى قول أهل السُنّة فالله أعلم، وأُخبِرتُ أنّ وَلَدَهُ حسناً هذا القبيح كان قد أراد قتل أبيه لمّا أظهر السُنّة" انتهى.
هذا حُكم الله وهذا شرع الله في مَن هذه حاله، وهذا موقف علماء الإسلام منه، وهذه أحكام قُضاة الإسلام، فما موقف الإخوان المسلمين؟ هذه الجماعة المستنيرة! التي شعارها تحكيم شرع الله – زعموا -، وأربابها ما تركوا حاكماً إلاّ وكفّروه لعدم تحكيمه شرع الله – زعموا -، وما موقف مرشديها ومُفكريها وغيرهم؟ اقرأ واعجب!!
من أين أبدأ؟! من الإخوان في مصر أم الكويت أم ألمانيا أم الأردن أم النمسا أم من فلسطين، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون
تكاثرت الضباء على خراش فما يدري خراش ما يصيد
موقف التنظيم الدولي للإخوان المسلمين من الثورة الإيرانية الرافضية
سأقدّم للقراء بياناً عاماً أصدروه، غير أني لن أسرده بأكمله، لكن سأقتطع منه فقرات يموت منها المسلم كمداً ، فيا أمّة ضحكت من جهلها الأمم.
بيان:
"دعا التنظيم الدولي للإخوان المسلمين قيادات الحركة الإسلامية في كلّ من: تركيا، باكستان، الهند، أندونيسيا، أفغانستان، ماليزيا، الفلبين... بالإضافة إلى تنظيمات الإخوان المحلية في العالم العربي، وأوروبا وأمريكا إلى اجتماعٍ أَسفرَ عن تكوين وَفدٍ توجه إلى طهران على طائرة خاصة وقابل الإمام آية الله الخميني".
"وقد كان اللقاء مشهداً من مشاهد عظمة الإسلام وقدرته في الوقت اللازم على إذابة الفوارق العنصرية والقومية والمذهبية".
"وقد أكّد الوفد من جانبه للإمام الخميني إنّ الحركات الإسلامية ستظلّ على عهدها في خدمة الثورة الإسلامية في إيران، وفي كلّ مكان بكلّ طاقتها البشرية والعلمية والمادية".
"وبعد أن أدّى الوفد صلاة الغائب على الشُهداء!!، عقد سلسلة من اجتماعات مع الدكتور إبراهيم يزدي، نائب رئيس الوزراء والمساعد الشخصي للإمام الخميني...وقد ركّزت هذه الاجتماعات على التنسيق والتعاون القادمين، ثمّ زار الوفد رئيس الحكومة الدكتور مهدي بازركان في مقابلة خاصة".
"ثمّ أعلن الوفد في مقابلة تلفزيونية مؤثّرة الدعوة إلى يوم تضامن مع الثورة الإيرانية في جميع أنحاء العالم الإسلامي وخارجه حيثما توجد الجاليات والتجمّعات الإسلامية وتُقام صلاة الغائب على شُهداء!! الثورة الإيرانية بعد صلاة الجمعة يوم 16/3/1979...إلخ". (مجلة المجتمع الكويتية 25/2/1979 العدد434).
موقف الإخوان المسلمين في الأردن من الثورة الإيرانية الرافضية
قالوا في بيانهم الذي أصدروه هم أيضاً:
"إنّ قرار الإخوان المسلمين بتأييد الثورة في إيران كان قراراً ينسجم تماماً مع شعارات الجماعة وتصورها الإسلامي الصافي! ومرتكزاتها الحركية والتنظيمية".(العلاقة المُريبة لأبي عبد الأعلى خالد بن عثمان المصري).
وقالوا أيضاً: "وكان من أولويات طموحات إمامنا الشهيد حسن البنّا رحمه الله أن يتجاوز المسلمون خلافاتهم الفقهية والمذهبية، ولقد بذل رحمه الله جهوداً دؤوبة للتقريب بين السُنّة والشيعة تمهيداً لإلغاء! جميع مظاهر الاختلاف بينهما". (العلاقة المُريبة لأبي عبد الأعلى خالد بن عثمان المصري).
وقالوا أيضاً في بيانهم هذا: "ولقد رأى الإخوان المسلمون أنّ قيام الثورة الإسلامية في إيران يفتح الباب مُجدداً لاستكمال ما بدأه الإمام الشهيد حسن البنّا رضي الله عنه في محاولة تحقيق تغيير جذري! في العلاقة بين السُنّة والشيعة".(العلاقة المُريبة لأبي عبد الأعلى خالد بن عثمان المصري).
موقف اتحاد الطلبة في جامعة الكويت الذي يقوم عليه الإخوان المسلمون من الثورة الإيرانية
قالوا في افتتاحية مجلّة الاتحاد العدد الرابع: "إنّ على شعوب العالم الثالث وبالأخص الشعوب الإسلامية واجب الوقوف مع الثورة في جمهورية إيران الإسلامية في مواجهتها – زعموا - مع الولايات المتحدة الأمريكية...ولهذا نؤكّد الوقوف مع جمهورية إيران الإسلامية بداية التحرر من الاستعمار الأمريكي في أثوابه الجديدة... ونُطالب الحكومة – يعنوا الكويتية – بالاستعداد رسميّاً وشعبياً للوقوف بجانب إيران في حالة تعرّضها لحصار اقتصادي أو غزو عسكري، فإنّ انتصار إيران هو انتصارٌ للكويت! وانهزامها هو انهزام للكويت!". (العلاقة المُريبة لأبي عبد الأعلى خالد بن عثمان المصري).
سبحان الله، وهل الإخوان يعادون الولايات المتحدة أصلاً؟ أو أنّ إيران والولايات المتحدة بينهما عداء أصلاً!!
وقد ألّف أحدهم - مُتمدّحاً - وهو د. عزالدين إبراهيم كتاباً سمّاه: "موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية"، هذا الكتاب في الحقيقة كان ينبغي أن يُسمّى: "موقف الإخوان المسلمين من الشيعة وثورتهم".
موقف الإخوان المسلمين في النمسا من الثورة الإيرانية الرافضية
قال د. عزالدين! في كتابه هذا: "وجاء في مجلّة الدعوة المهاجرة التي يصدرها الإخوان المسلمون في النمسا العدد 72 مايو أيار 1982 ص: 20":
"وفي هذا اليوم اليقظة الإسلامية التي كان من آثارها الثورة الإسلامية في إيران التي استطاعت ورغم عثراتها..أن تقوّض أكبر الامبراطوريات عراقة وأشدّها عتوّاً وعداء للإسلام والمسلمين".
موقف الإخوان المسلمين في ألمانيا من الثورة الإيرانية الرافضية
قال د. عزالدين الإخواني في نفس الكتاب: "في ألمانيا الغربية كان الأستاذ عصام العطّار – أحد الزعماء التاريخيين لحركة الإخوان المسلمين – يكتب كتاباً كاملاً يتناول تاريخ الثورة وجذورها ويقف بجانبها مؤيّداً، ويُبرِق أكثر من مرّة للإمام الخميني مُهنئاً ومُباركاً، وانتشرت أحاديثه المسجلة على أشرطة الكاسيت المؤيدة للثورة بين الشباب المسلم، وشرح موقفها".
موقف الإخوان المسلمين في السودان من الثورة الإيرانية الرافضية
قال د. عزالدين أيضاً: "وفي السودان كان موقف الإخوان المسلمين وموقف شباب جامعة الخرطوم الإسلاميين من أروع المواقف التي شهدتها العواصم الإسلامية؛ حيث خرجوا بمُظاهرات التأييد وسافر الدكتور الترابي زعيم الإخوان إلى إيران، حيث قابل الإمام مُعلناً تأييده، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا الموقف مستمر حتى الآن".
موقف الإخوان المسلمين في تونس من الثورة الإيرانية الرافضية
قال د. عزالدين أيضاً: "وفي تونس كانت المجلة الإسلامية (المعرفة) تقف بجانب الثورة، تباركها، وتدعو المسلمين إلى مناصرتها، ووصل الأمر أن كتب زعيم الحركة الإسلامية الغنّوشي – والذي هو عضو التنظيم الدولي للإخوان المسلمين – كَتَبَ مُرشِحاً الإمام الخميني لإمامة المسلمين!!".
إنّ (إمامكم!!) الخميني الذي ترشحونه لإمامة المسلمين، والله لو ترشّح لترشّح لإماتة المسلمين، هذا الخميني لإن جاءكم لزنى ببناتكم الصغيرات الرضيعات الوليدات وأنتم تنظرون، ثمّ ليُقتّلنّكم قتل عادٍ وإرَم لعلكم عندها تندمون.
قال حسين موسوي – وكان رفيقاً للخميني مُقرّباً منه قبل ثورته: "قال الخميني: يجوز التمتّع بالوليدة"، وقد ذكَرَ قصةً للخميني وهو شاهدٌ عليها لولا أن أخدش حياء القرّاء لذكرتها، وإن شئتم فانظروها في كتاب الموسوي (لله ثمّ للتاريخ).
موقف الإخوان المسلمين في باكستان من الثورة الإيرانية الرافضية
قال د. عزالدين أيضاً: "أمّا موقف الجماعة الإسلاميّة في باكستان فقد تمثّل في فتوى العلاّمة أبي الأعلى المودودي التي نُشرت في مجلّة الدعوة في القاهرة العدد 39 أغسطس آب 1979 رداً على سؤال وجهته إليه المجلة حول الثورة الإسلامية في إيران، فقال: ثورة الخُميني ثورة إسلامية، والقائمون عليها هم جماعة إسلامية، وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية، وعلى جميع المسلمين عامة والحركات الإسلامية خاصة أن تؤيّد هذه الثورة وتتعاون معها في جميع المجالات!".
موقف حركة حماس الإخوانية في فلسطين من الثورة الإيرانية الرافضية
قد يقول قائل: ما شأن حماس والإخوان؟ فكثيراً ما نسمع من يردد أن حماساً ليست إخوانية، وخصوصاً من بعض إخواننا الفلسطينيين المغرر بهم!! فإليكم الآتي:
قال المؤسس لحركة حماس عبدالله عزّام الفلسطيني الإخواني ذاكراً ميثاق حركة حماس: "المادة الثانية "صلة حركة المقاومة الإسلامية بجماعة الإخوان المسلمين": "حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي، وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث".أهـ. (حماس الجذور التاريخية والميثاق لعبدالله عزام ص: 7).
وهذا خبرٌ أذاعته وكالة الأنباء الفلسطينية: "معاً"، وكذلك وكالة الأنباء الإيرانية: "مُهْر":
"اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية: "حماس" - نفسه - الابن الروحي للإمام الخميني، وذلك لدى لقائه حسن الخميني حفيد الإمام الراحل.
وأفادت وكالة "مُهْر" للأنباء أنّ "خالد مشعل" رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أكّد في هذا اللقاء الذي تمّ يوم الإربعاء بعد وضعه إكليلاً من الزهور على مرْقد الخميني، على الدور الذي أدّاه مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية في يقظة وصحوة الشعوب الإسلامية!".
وفي لقاء مطول أجراه المكتب الإعلامي للأمانة العامة لمجلس الوزراء السبت 24/11/2007 قال د. أحمد يوسف – المستشار السياسي لإسماعيل هنية – قال مُتسائلاً: "ما العيب أن تكون شيعيّاً؟ فالشيعة اليوم هم عزّ هذا الزمان، تحدوا الاستكبار العالمي الذي تمثله أمريكا و إسرائيل – زعموا -، ووقفوا إلى جانب المستضعفين من أبناء فلسطين.. إلى أن قال: ولن تغيب عن عيوني تلك الرسومات الجدارية للشيخ أحمد ياسين والدكتور فتحي الشقاقي وأطفال الحجارة وهي تزيّن حوائط المباني والساحات في أشهر شوارع العاصمة طهران.. كنتُ أشعر بأنّ فلسطين تسكن كلّ بيت في إيران".
هذا ما قاله المستشار، أمّا نحنُ أهل سنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلن تغيب عن أعيننا تلك الرسومات الجدارية والتماثيل والتصاوير التي صُوّرت لأبي لؤلؤة المجوسي (بابا شجاع الدين) قاتل أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وأرضاه والتي سيئت بها وسُمّيت أشهر شوارع إيران، ونحن نشعر بأنّ أُمّة المجوس تسكن إيران.
وقال المستشار أيضاً: "لن تغيب عن مسامعنا تلك التصريحات للإمام الخميني عن إسرائيل! باعتبارها غدّة سرطانية لابُدّ من استئصالها!!".
واستمرّ قائلاً: "إذا تعاطينا بصدق وتجرّد وإخلاص مع مواقف إخواننا الشيعة في لبنان، لاستوجب الأمر كلّ معاني الحب والتقدير لهم.. إلى أن قال: لقد وقف الشيعة في لبنان خلف القضية وحملوها، وعلى رأسهم سماحة الأمين العام حسن نصر الله الرجل الذي يمثّل بمواقفه وزن أُمّة!!".
هكذا يقول دعاة فقه الواقع المغيبون عنه، أو المغيبين له، فخذوا هذه يادعاة فقه الواقع، يامن تدّعون معرفة المكائد التي تُكاد للمسلمين وترمون غيركم بجهلها وأنّهم قابعون في العصور الأولى، خذوها وتأملوا جهلكم بما ادّعيتم معرفته، ففي وثيقة إيرانية رافضية سرّية تتعلّق بما بعد سقوط العراق أُصدِرت بناء على توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي قالوا فيها:
"3/ ولأجل توفير جو مناسب لنا عربياً؛ للقيام بعملية السيطرة على بغداد وعدم توفير الفرصة للتركيز على أحداث العراق القادمة، أصدر المرشد الأعلى السيّد علي خامنئي أوامره للسيّد حسن نصرالله؛ لجعل لبنان ساحةَ جلبِ الأنظار عن طريق الاشتباك مع الكيان الصهيوني الغاصب للقدس الشريف، لضمان حشد الرأي العام العربي مع إيران، ومنع مهاجمتها بسبب العراق". (قراءة في الخطة السرّية الإعلامية الإيرانية. موقع الراصد).
أليست هذه مهزلة يا دعاة التقريب؟! والله إنّ أطفال أهل السُنّة السلفيين وعجائزهم ليعلمون مكر الروافض وأحزابهم بأهل السُنّة، هل نسيتم أفعال الروافض في العراق وقتلهم الآف أهل السنة، بل قتلهم الرجل أو الطفل لمجرّد أنّه يحمل اسماً سنّياً سلفياً كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية وسفيان؟! أم هل نسيتم تآمر حلف الشمال الرافضي على أفغانستان؟! أم نسيتم مجازر الحوثيين في صعدة اليمن ودخولهم المملكة السعودية؟! أم نسيتم مقتل الحريري وتآمر حزب الله على حكومة السنيورة المسلمة السُنية في لبنان؟! أم نسيتم الجُزر الإماراتية المغتصبة؟! أم نسيتم ابن العلقمي ودوره في سقوط الدولة العبّاسية؟! يا من تتبجحون بقراءة التاريخ والسير ثمّ لا تخرجون من قراءتكم إلاّ بالتهوين من مسألة سب الصحابة، ومالي أذهب بعيداً فما مؤآمرتهم الخبيثة الآن على أهل السنّة في سوريا منكم ببعيد، كلّهم؛ إيران وحزب الله والنصيرية الكفّار، أليس منكم رجل رشيد؟!
قال أحد شيوخ العشائر في العراق: "كل الأحزاب التي استضافتها إيران أثناء سنوات النظام، مثل: المجلس الأعلى، وبدر، والدعوة، وحزب الله، تعمل اليوم جنباً إلى جنب مع المخابرات الإيرانية". (صراع المصالح ص: 313).
حتى عندما استيقظ القرضاوي من رقدته، وفاء من غفلته، ونَدِم من فعلته، وحذّر من المد الشيعي بعد أن كان من أكبر دعاة التقريب منتقداً لمن ينتقد الشيعة ويصفهم بأهل الصيد في الماء العكر، حتى بعد أن فاء أحدهم لم يتركوه، بل هبّوا يخطّئونه، فخطّأه د. محمد حبيب – نائب المرشد العام للإخوان -، وطارق البشري في مقال له بعنوان "الفاشيّة السنيّة"، وكذا فهمي هويدي في مقال بعنوان "أخطأت يامولانا!"، ومحمد سليم العوّا، وأحمد كمال أبوالمجد، كلّهم يخطّئونه، وخطأه من الضفة الأخرى وكالة "مُهر" الإيرانية، فانظر إلى التوافق.
قال الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك: "الشيعة في العالم يُعطون ولاءهم لإيران".
ولا أُفشي سرّاً إن قلت لكم: إنّ هذا هو سبب حقد الروافض على الرئيس محمد حسني مبارك، فبينما الناس في ميدان التحرير إذ بمرشد الثورة الإيرانية "علي خامنئي" يخطب جمعة ولأول مرة في تاريخ إيران باللغة العربية!!، ويؤكّد ضرورة رد الجميل للإخوان المسلمين الذين نصروهم في ثورة الخميني، ثمّ سبّ ولعن الرئيس مبارك الذي قطع علاقة مصر بإيران، وأنّه هدد إيران أكثر من مرّة خاصة عند تدخل في أمن دول الخليج، وذكر دور الرئيس مبارك والمشير أبوغزالة في إفشال مخططاتهم في معركة الفاو.
وقد حفظ سلاطين وأمراء وملوك الخليج والسعودية هذا الموقف للرئيس مبارك، وقالوا: إنّه كان سبباً في استقرار الدول الإسلامية السُنّية لزمن طويل..." وقال – قبّحه الله -:" أما الشيعة فإنهم يكفّرون حكّام أهل السنّة جميعاً، ويرون الانقلابات عليهم وإثارة الفوضى في بلادهم تمهيداً لمجيء المهدي، فكلّ إمام قبل المهدي عند الشيعة فهو طاغوت".
فانظر إلى حقدهم الدفين على الخليج السنّي وخصوصاً السعودية لا لشيء إلاّ لأنّها بلد التوحيد الذي هو ضدّ الشرك الإيراني، لا لشيء إلاّ لأنّها بلد حِفْظِ أعراضِ أمّهات المؤمنين ضدّ قذفهنّ في إيران بما برّأهُنّ الله منه من فوق سبع سماوات، لا لشيء إلاّ لأنها بلد توقير أصحابِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلّم ضدّ تكفيرهم وسبّهم في إيران، لا لشيء إلاّ لأنّها بلد الصدق ضدّ الكذب والتقيّة الرافضية الإيرانية، لا لشيء إلاّ لأنها بلد العفّة وصون الأعرأض ضدّ المتعة الشيعيّة الإيرانية، واليوم يأتي من أبناء أهل السُنّة ومن عُملاء إيران ومن الجهلة الأغمار من يتشدّق ويقول: نحيّي ثوّار القطيف!! ظُلم ثوار القطيف!! ألا تعلمون مَن هم ثوّار القطيف يا فقهاء الواقع؟ إنّهم الروافض الذين أُصدِر لهم الأمر من الإيراني خامنئي.
جاء في وثيقة إيرانية أصدِرت بعد سقوط الرئيس مبارك: "إنّ واجبنا الأول في السعودية هو التخويف من أمريكا وزيادة مشاعر القلق منها لدى الأسرة الحاكمة، واستغلال دعم أمريكا للمظاهرات ومنع قمعها في مصر وتونس واليمن والجزائر وغيرها...إلى أن قالوا: ولذلك يجب على إخواننا في شرق السعودية!! تنظيم مُظاهرات تزداد قوّة يوماً بعد آخر وجرّ الحكومة جرّاً؛ لضربها بقوة تُسيل الدماء، والقيام بحملات إعلاميّة ضخمة تُركّز الأضواء على ما يجري في السعودية، وعلينا تجنّب أيّ شعارات طائفية..؛ لأجل إقناع السُنّة بأنّ المظاهرات هي ضدّ النظام وليس ضدّ السُنّة...". (أنا المسلم 9/4/2011).
وقد أوعزت إيران إلى رافضة القطيف بتأسيس حزبٍ سمّوه "منظمة الثورة الإسلاميّة لتحرير الجزيرة العربية"؛ للقيام با لأعمال الإجرامية في المملكة،. (قناة وِصال الفضائية بعنوان "السعوديّة والدوائر الشيعيّة").
حفظ الله الخليج السُنّي ومملكة التوحيد والسُنة من هؤلاء الروافض الكفرة الفجرة، (يُريدونَ لُيطفِئوا نورَ اللهِ بأفواهِهِم واللهُ مُتمٌّ نورَه ولو كَرِهَ الكَافِرونَ).
ولا أفشي سرّاً أيضاً إن قلت للإخوان المسلمين - دعاة فقه الواقع المستنيرين عصريي المواجهة -: أنّ الروافض يكفرونكم أنتم أيضاً ويسمّونكم "النواصب" لكن يلتمسون منكم قُرباً؛ فاتّخذوكم – من حيث تعلمون أو لا تعلمون - مطيّة لتنفيذ مخططاتهم لضرب السُنّة وأهلها، وقد ذكرتُ هذا من قبل وسأُعيده لكم الآن؛ ففي الإعادة إفادة كما يقولون، فقد ذكروا – أعني الروافض - في وثيقة سرية لهم أُصدرت بناء على تعليمات المرشد الأعلى "علي خامنئي" بعد سقوط بغداد – حرسها الله - فقالوا:
"8/ إنّ التنظيمات الناصبية المعادية لنا بالأصل كالإخوان المسلمين، نجد أنهم أقرب إلينا من العفالقة العلمانيين؛ لذلك فإنّ تمتين العلاقة معهم ضرورة؛ لأجل تحقيق اختراقات تاريخية في مصر بشكل خاص..." .(قراءة في الخطة السرّية الإعلامية الإيرانية ص 14 موقع الراصد).
وقد شهد شاهد من أهلها - أعني حماساً -، فقد كتب عبدالمنعم مصطفى حليمة أبو بصير الطرطوسي - وهو منهم - مقالاً بعنوان: "حماس ومؤسسها..ما لهما وما عليهما" بتاريخ (2/4/2004)، قال فيه:
"العلاقة المشبوهة والزائدة بين حماس وبين الشيعة الروافض في إيران ولبنان..وكأنّهما على طريق ومنهج واحد..والتي تركت آثارها السلبية على عقائد الناس في فلسطين وخارج فلسطين..إلى درجة أن مِن المسلمين الفلسطينيين مَن تشيّع وأخذ بالطعنِ بالصحابة الكرام..وهدم الأصول!".أهـ
ومما يؤكّد ولاء الإخوان المسلمين للشيعة أن عبد الرحمن البنّا شقيق المؤسس حسن البنّا الصوفي كان شيعيّاً غالياً في التشيّع، ولم يعاتبه حسن البنّا ولا أنكر عليه.
قال محمود عبدالحليم: "وأمّا الأستاذ عبدالرحمن الساعاتي بما كان يغلب عليه من تشيّع لأهل البيت رضوان الله عليهم ومن مُغالاة في هذا التشيّع، فإنه رأى نفسه وأشقاؤه وبعض أهله وعشيرته أحق النّاس بمكان أخيه وشقيقه في الدعوة". (أحداث صنعت التاريخ 2/446).
ولم تكن لقاءات مرشد الإخوان الصوفيُّ حسن البنّا بزعماء الشيعة لقاءات دعوة ومُناظرة، وإنما كانت لقاءات تقريب وتلبيس.
قال التلمساني – مرشد الإخوان -: "ولم تفتُر علاقة الإخوان بزعماء الشيعة، فاتصلوا بآية الله الكاشاني، واستضافوا في مصر نواب صفوي، كل هذا فعله الإخوان لا ليحملوا الشيعة على ترك مذهبهم! ولكنّهم فعلوه لغرض نبيل يعدوا إليه إسلامهم وهو التقريب بين المذاهب الإسلامية!". (مجلة الدعوة. العدد 105 يوليو 1985).
قال محمد عاكف – مرشد الإخوان -: "الإخوان يتفقون مع الطوائف الرئيسة للشيعة "الجعفرية والإثنا عشرية والزيدية" في العقيدة، أما الاختلاف فلا يكون إلاّ في الفروع فقط!". (جريدة الوفد المصرية إخوان أون لاين نت: 9/8/2006).
وقال أيضاً: "فالمذاهب السنّية والمذاهب الشيعية كلّها مذاهب معتبرة تقود إلى الجنّة إن شاء الله حينما يحترمها الإنسان". (الجزيرة. نت: 3/10/2004).
سبحان الله! هل الطعن في الملائكة من الفروع؟! وهل سبّ الصحابة من الفروع؟! وهل تحريف القرآن من الفروع؟! وهل عبادة القبور من الفروع؟! وهل قذف أمهات المؤمنين ورميهنّ بما برّأهنّ الله منه من الفروع؟! وهل غلوّهم في أئمتهم وطعنهم في رسالة نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم من الفروع؟! وهل التقيّة والمُتعة من الفروع؟! أين الأصول إذاً يا مرشد الإخوان المسلمين؟!!
قال حامد أبو النصر - مرشد الإخوان -: "الإخوان المسلمون يحتسبون عند الله فقيد الإسلام الخميني!، القائد الذي فجر الثورة الإسلامية ضد الطغاة، ويسألون الله له المغفرة والرحمة!، ويقدّمون خالص العزاء لحكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والشعب الإيراني الكريم، إنّا لله وإنّا إليه راجعون!". (مجلة الغرباء العدد 7 سنة 1989).
قال فتحي يكن الإخواني: "وفي التاريخ الإسلامي القريب شاهدٌ على ما نقول ألا وهو تجربة الثورة الإسلامية في إيران، هذه التجربة التي هبّت لمحاربتها وإجهاضها كل قوى الأرض الكافرة!! ولا تزال، بسبب أنّها إسلامية وأنّها لا شرقية ولا غربية". (أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي. ص: 148).
قال محمدّ الغزالي الإخواني: "إنّ المدى بين الشيعة والسُنّة كالمدى بين المذهب الفقهي لإبي حنيفة، والمذهب الفقهي لمالك والشافعي، ونحن نرى الجميع سواء! في نشدان الحقيقة، وإن اختلفت الأساليب". (دفاع عن العقيدة!! ص: 22).
وقال أيضاً: "جاءني رجلٌ من العوام مُغضباً يتسائل: كيف أصدر شيخ الأزهر فتواه بأنّ الشيعة مذهب إسلامي كسائر المذاهب المعروفة؟ فقلت للرجل: ماذا تعرف عن الشيعة؟ فسَكَتَ قليلاً، ثُمّ أجاب: ناسٌ على غير ديننا، فقلت له: لكنّي رأيتهم يصلّون ويصومون كما نصلّي ونصوم!! فعجِب الرجل وقال: كيف هذا؟! قلت له: والأغرب أنّهم يقرأون القرآن مثلنا! ويُعَظِّمون الرسول! ويحجون إلى البيت الحرام، قال: لقد بلغني أنّ لهم قرآناً آخر، وأنّهم يذهبون إلى الكعبة ليحقّرونها، فنظرتُ إلى الرجل راثياً وقلت له: أنت معذور؛ لأنّ بعضنا يُشيع عن البعض الآخر ما يحاول به هدمه وجرح كرامته، مثل ما يفعل الروس بالأمريكان والأمريكان بالروس!! كأننا أمم متعادية لا أمّة واحدة!!". (دفاع عن العقيدة ضدّ مطاعن المستشرقين!! ص: 256).
إنّا لله وإنّا إليه راجعون! ليتك تركت طعون المستشرقين وما دافعت عن العقيدة؛ فبئس المدافع أنت، أهكذا يكون الدفاع عن العقيدة؟! ألم تكتفِ بضلالة نفسك لتُضل غيرك؟! أهكذا تفعلون بمن يستنصحكم؟!
الشيعة لا يُصلّون بصلاة المسلمين، فهم يُصلّون إلى القبور ويصلّون على غير طهارة فهم لا يغسلون أرجلهم عند الوضوء، كما أنّهم في صلاتهم ودُبر صلاتهم يلعنون شيخي الإسلام أبابكرٍ وعمر - رضي الله عنهما – وهم أيضاً لا يصومون بصوم المسلمين فهم يتعمّدون مخالفة أهل السُنّة في الصيام والأعياد ويؤخرون الإفطار إلى الليل، وقد قال رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)، قال الإمام العثيمين – رحمه الله-: وهذا دليل على أنّ الروافض ليسوا على خير.
والشيعة حرّفوا القرآن وعندهم قرآن خاصٌ بهم زعموا أنه نزل على فاطمة ـ رضي الله عنها ـ بعد وفاة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – والقرآن الذي بين أيدينا نحن أهل السُنّة ناقص – زعموا – لا يعدل حتى ربع القرآن عندهم!!
والشيعة لا يُعظّمون رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – كما قال الغزالي، بل منهم مَن يصفه بأنه متلاعب – قبّحهم الله – ويقولون: ضحِك على (عليّ) ـ رضي الله عنه ـ وأخذ منه الرسالة بعدما أنزلت عليه، ومنهم مَن يقول: جبريل – الأمين – خان الأمانة، فقد أُرسل إلى (عليّ) ـ رضي الله عنه ـ فنزل بها على محمد صلّى الله عليه وسلّم!.
وهم أيضاً لا يوقرون الكعبة ولا شأن لها عندهم، بل من صُلب عقيدتهم وقد قال بها إمامهم وإمام الإخوان المسلمين الخميني الكافر الطاغوت: بأنّه لا بُدّ من هدم الكعبة وتغيير القبلة إلى النجف وكربلاء. (لله ثمّ للتاريخ لحسين الموسوي).
لذلك هم يضعون حجراً طاهراً!! من النجف وكربلاء يسجدون عليه حتى وهم في المسجد الحرام، والله جلّ جلاله يقول: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّمَآءِ فَلَنُوَلِيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ اَلْمَسْجِدِ الحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُهَكُمْ شَطْرَهُ).
فهل بعد هذا الكفر من كُفر؟، والله إنّ الغزالي هو الذي يحتاج لمن ينظر إليه راثياً، وصدق رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – إذ قال: "إنّ أخوَفُ ما أخافُ عليكم الأئمة المضللونَ".
بل إنّ عمر التلمساني – مرشد الإخوان – كتب مقالً في مجلة المختار الإخوانية العدد 37 سنة 1985م، وكان عنوان هذا المقال: "لا سُنّة! ولا شيعة مسلمون أولاً!!".
هكذا هُم الإخوان يدمرون عقيدة الولاء والبراء ثمّ يرمون الأبرياء بالعمالة!!
وأخيراً قال عمر التلمساني الصوفي القبوري – مرشد الإخوان -: "لا أعرف أحداً من الإخوان المسلمين في العالم يُهاجم إيران". (مجلة الكرسنت الإسلامية كندا 16/12/1984).
أقول: صدق وهو كذوب
مما يُزهِّدني في أرضِ أندلسِ ألقاب مُعتمدٍ فيها ومعتضدِ
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضِعها كالهرِّ يحكي انتفاخاً صولةَ الأسدِ
أكتفي بهذا، وصدق الله: (إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلْبٌ أو ألقى السمع وهو شهيد).
لمطالعة الجزء الأول:
الإخوان وإيران (1)
اقرأ المزيد
كشفت نقابة المعلمين اليمنيين، عن اجتماعات مكثفة تجريها ميليشيات الحوثي الانقلابية
ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن حكومة النظام الإيراني، رفعت أسعار تذاكر القطارات، بنسبة بلغت 22 بالمئة
قال رئيس منظمة الإنقاذ، مرتضى سالمي، إن تساقط الثلوج وسوء الأحوال الجوية في إيران تسبب في مقتل وإصابة العديد من الإيرانيين بسبب الحوادث الجوية
ذكرت صحيفة "آرمان آمروز"، أن اللحوم والدواجن لن تكون حاضرة على موائد الطعام الخاصة بالشعب الإيراني، وذلك بسبب غلاء ثمنها
كشف موقع "The Intercept" الأميركي أن وثائق سرية مسربة للاستخبارات الإيرانية تضمنت معلومات عن استضافة تركيا لاجتماع بين الحرس الثوري الإيراني
فيما يعد دليلًا جديدًا على خيانة تنظيم الإخوان لـ"الأمة الإسلامية" وفي سبيل تحقيق أهداف التنظيم الخبيثة، كشف مسئول إيراني وأحد القيادات المقربة