شيوخ الثورات.. أين أنتم الآن!
بقلم – حسين مطاوع
هناك شيخ ظل يداهن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ويمدحه ومع قيام مؤامرة يناير 2011؛ كان أول الخارجين عليه بل كان ينام في الميدان ومعه زوجته وابنته حسب ما قال بنفسه، هذا الشيخ هو نفسه الذي قال أن السنة والشيعة عاشوا معًا أكثر من ألف عام دون أي مشاكل بينهما، وهو نفسه الذي قال ملبسًا ومدلسًا: أن الخلاف إذا وضع في بوتقة الخلاف وظلل بأدب الخلاف فلا خلاف !
بل هو نفسه الذي هدد الدولة علانية بأن في استطاعته إخراج عشرات الملايين من الشباب في الشوارع والميادين لو تم عزل الرئيس الإخوانجي الأسبق محمد مرسي ، وهو الذي حرض على قناته السوريين للفوضى في بلادهم دون النظر إلى مآلات الأمور حتى إذا ما تشرد الشعب السوري وتفرقوا لاجئين في كل بلدان العالم كان أول المتخاذلين عنهم ، وهو الذي كتم شهادة عند الحاجة لصالح الدولة تفضح جرائم الإخوان وكذبهم في اعتصامهم الإجرامي برابعة العدوية ثم إذا به عند انقلاب الإخوان عليه وحربهم الكبيرة عليه يدلي بهذه الشهادة ولكن بعد ثلاث سنوات انتصارا لنفسه فقط.!!
هذا الشيخ الذي جعل قناته مرتعًا لأهل البدع باختلاف صنوفهم حتى تعدي الأمر إلى أن تستضيف قناته من ينكرون سنة النبي صلى الله عليه وسلم بل من ينكرون وجود الخالق أصلاً من الملحدين لبث أفكارهم وشبهاتهم في صورة مناظرة !!
هذا الشيخ الذي لم نسمع له رأيًا أو نرى له دعوة للوقوف خلف الدولة وجيشها في حربه على الإرهاب، أو محاضرة أو حتى كلمة تبين أن الدولة تمر بظروف صعبة مهدئا الناس ومذكرا لهم بأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم التي تدعوا للصبر في مثل هذه الأحوال !
هذا الشيخ الذي ظل يمدح في أردوغان الذي يبيح الدعارة في بلده والشذوذ ويقننهما في الوقت الذي لم ينل منه حكام الدولة السعودية التي يطبق فيها شرع الله ربع معشار ما ناله أردوغان من مدح !!
وهناك شيخ ظل يردد أنه ضد الخروج على الحكام وضد الديمقراطية حتى إذا ما حدث الخروج فعلا خرج بقوله : لا أجد مندوحة لأحد في عدم انتخاب حازم صلاح أبو إسماعيل وصال ابنه وجال يكفر حكام المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهر شماتته علانية في موت الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله، ومازال إلى الآن يحرض بطرق خبيثة على الدولة المصرية عبر صفحاته على مواقع التواصل.
هذا الشيخ الذي يوصف بالعلامة سكت عن التحذير من الفتن ودعوة الناس لعدم المشاركة فيها في وقت لا يجوز فيه السكوت لا سيما ممن يملكون علما وطلاب بمئات الآلاف مثله!!
وهناك شيخ اتخذ لنفسه طريق الدعوة للرقائق والمواعظ حتى لقبه طلابه بمربي القلوب، ظل في دعوته مثاليا لا ينشغل بالسياسة ولا بأهلها حتى حدث ما حدث في يناير فإذا به يتحول لشخص آخر لا سيما عندما أصبحت مصر يحكمها الإخوان قائلا قولته المشهورة لطلابه في إحدى خطبه :
رئيسكم يصلي ويصوم ويحج ويطلق لحيته وكأن من كانوا قبله لا يصلون ولا يصومون ولا يحجون !!
هذا الشيخ هو الذي أطلق اللفظة الشهيرة (غزوة الصناديق) على أحد الاقتراعات لتغيير الدستور المصري ، وهو القائل أيضا قولته المشهورة ( وقالت الصناديق للإسلام نعم).
هؤلاء المشايخ لا يتسع الوقت لذكر ما فعلوه ضد هذا البلد لصالح جماعة تعلن العداء لها علانية؛ لكننا فقط في ظل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا نسألهم وحق لنا أن نسأل:
- أين دوركم الآن في توعية المصريين من المخاطر والمؤامرات التي تحاك لبلادهم؟
- أين دوركم الدعوى في دعوة الناس للصبر على شطف العيش بدلا من تهييجكم لهم أو حتى سكوتكم ؟
- أليست مصر التي دعوتم المصريين للوقوف خلفها وخلف قيادتها وقت حكم الإخوان لها هي نفسها مصر الآن؟!
- متى يكون لهذا الوطن مساحة من دعوتكم؟
مصر الآن تمر بمرحلة من أصعب مراحلها على الإطلاق فهلا أثبتم حسن نياتكم ودعوتم طلابكم ومحبيكم للوقوف معها؟
هذا أقل ما يجب عليكم فعله لصالح هذا البلد صاحبة الفضل عليكم بعد الله وإن كنت لا أظن أنكم ستفعلون ذلك !
حفظ الله مصر وكفاها شر الأشرار وكيد الفجار وتدبير الخوارج كلاب أهل النار .
اقرأ المزيد
الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين
العنصرية داء خبيث عانت منه الكثير من المجتمعات ففتك ببعضها و أدخل بعضها في دوامات من الصراع والنزاعات، والعنصرية أمر بغيض أساسه الكبر والتعالي والنظر
رسالة ود ومحبة وإخاء لمن يستشعر هذه الأيام بشيئ من الملل ويشعر بالضيق من الجلوس في منزله بسبب فيروس "كورونا" .
الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد
إن ما يشهد به ويشاهده شعب المملكة العربية السعودية والعالم أجمع من جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز