"ولاية الفقيه".. نتاج ألف عام من التخبط الشيعي في أروقة الخرافة
"الخميني".. غمسَ الشيعةَ في تيه الخرافة حتى أفسد دينهم ودنياهم
أعطى الفقهاء التوقيع المروي عن "المهدي".. ونصبهم أوصياء بعد الأئمة
أعلى من سلطة "نواب الإمام" حتى أصبحوا فوق المحاسبة
اعتبر ولاية الفقهاء من قبل الله كولاية الرسول والأئمة من أهل البيت
اشترط لقبول الأعمال معرفة ولاية أهل البيت.. والإيمان لا يحصل إلا بها
نكّلَ بأنصار ثورته في أحر أيامها المعارضين لنظريته وعلى رأسهم "شريعتمداري"
على مدار أكثر من ألف عام ظلت المراجع الشيعية متخبطة فيما بينها منذ وفاة الإمام الحسن العسكري، لإيجاد من ينوب عن (الإمام المهدي) المسردب، فانغمسوا في تيه الخرافة دينيًا وسياسيًا، فألفوا الروايات والقواعد الفقهية، حتى خلصوا إلى نظرية الإمامة التي تولد عنها في النهاية ولاية الفقيه.
نظرية "ولاية الفقيه" تعد نتاجًا لتطور عقائد الشيعة منذ اختفاء الأئمة المعصومين وحتى ظهور النظرية التي لم تخلق على يد الخميني من العدم، حيث استلزم الأمر مئات السنين حتى وصل التراكم إلى ما أمكن الخميني الاستناد إليه ليخرج بنظريته تلك إلى الدنيا.
تمخضت نظرية "ولاية الفقيه" من رحم ما يذهب إليه الشيعة الإمامية بأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد عيّنَ عليًا للإمامة بالاسم والنص المباشر، وأن هذه الإمامة تستمر كذلك في ابنيه الحسن والحسين وتتسلسل بشكل وراثي عمودي في ذرية الحسين، وكل إمام يوصي لمن بعده إلى أن تبلغ الإمام الثاني عشر المهدي الغائب المنتظر.
ولكن بعد وفاة الإمام الحادي عشر الحسن العسكري في سامراء سنة 260هـ دون إعلانه عن وجود خلف له، أحدث حيرة بشأن مصير الإمامة؛ فافترق الشيعة إلى أربع عشرة فرقة؛ واحدة منها فقط قالت بوجود خلف للإمام العسكري، وأن اسمه محمد، وقد أخفاه والده خوفًا من السلطة فستر أمره.
ولولادة المهدي قصة عجيبة رواها الطوسي في "الغيبة" (ص 141 وما بعدها)، حيث نقل حديثًا للحسن العسكري يجيب به عمته عن مكان ولده: "هو يا عمة في كنف الله وحرزه وستره وغيبه حتى يأذن الله له، فإذا غيب الله شخصي وتوفاني ورأيت شيعتي قد اختلفوا فأخبري الثقات منهم، وليكن عندك وعندهم مكتوبًا، فإن ولي الله يغيبه الله عن خلقه ويحجبه عن عباده، فلا يراه أحد حتى يقدم له جبرائيل فرسه (ليقضي الله أمرًا كان مفعولًا)". فكانت هذه الغيبة الأولى وتتصل بإخفاء ولادته وسميت الغيبة الصغرى.
واستمرت هذه الغيبة من سنة 260هـ إلى سنة 329هـ وهي المدة التي كان يتصل فيها بالناس عبر نوابه (ويسمون السفراء والأبواب) ولم يوثق الاثنى عشرية إلا أربعة نواب مع أخذ ورد؛ ويعتبر علي بن محمد السمري خاتم النواب، وتوفي سنة 329هـ.
وبانقضاء الغيبة الصغرى وبدء الغيبة الكبرى وستالة ظهور الإمام المهدي دخل فقهاء الشيعة في سجال فانقسموا فقهيًا إلى خطين:
الأول إخباري: اكتفوا بجمع الأخبار وتدوينها بناء على الاعتقاد السائد بكفاية النص الديني في غياب المعصوم؛ يرون بانتظار الإمام.
الثاني الأصولي: متحرر من شروط الإمامة المتصلبة كالعصمة والنص، والمتحرر من نظرية (الانتظار)، وفتح باب الاجتهاد.
وفي ظل هذا التمايز بين الفريقين، ظهر المحقق علي الكركي (939هـ) ليضع أول أساس لنظرية ولاية الفقيه؛ بتجربته في الحكم مع الشاه طهماسب الصفوي الذي استدعاه لمواجهة تمرد ضد حكمه؛ وشاركه معه في الحكم ولقبه بنائب الإمام المهدي.
وبهذا ظهر لأول مرة مصطلح نائب الإمام الفقيه العادل؛ ليتدخل فقهاء الشيعة في السلطة والحكم، وليفتح الباب فيما بعد لنظرية الخميني (ولاية الفقيه).
ويمكن تعريف نظرية ولاية الفقيه بأنها: ولاية وحاكمية الفقيه الجامع للشرائط في عصر غيبة الإمام الحجة حيث ينوب الولي الفقيه عن الإمام المنتظر في قيادة الأمة وإقامة حكم اللّه على الأرض.
وهذا التعريف يعني أن الفقيه الجامع للشرائط تنقل له كل صلاحيات الإمام الغائب بما فيها منصب الحكم السياسي إلى حين ظهور المهدي.
ومن هنا أصبح "الخميني" أو "الولي الفقيه" الآمر الناهي الذي يمتلك زمام الأمور كلها، فمن يعارضه يعارض الإمام المهدي؛ وهو ما أدى إلى تفجر أزمة كبيرة في إيران؛ فقد أصبح الولي الفقيه فوق الدستور والقانون؛ كما أعلى من سلطة "نواب الإمام" حتى أصبحوا فوق المحاسبة.
فقد أعطى "الخميني" الفقهاء التوقيع المروي عن (الإمام المهدي)، حيث اعتبرهم أكثر من نواب للإمام المهدي الغائب؛ وإنما أيضا: أوصياء للرسول -صلى الله عليه وسلم- من بعد الأئمة، وفي حال غيابهم، وقد كلفوا بجميع ما كلف به الأئمة بالقيام به.
كما اعتبر "الخميني" ولاية الفقهاء على الناس مجعولة من قبل الله كولاية الرسول والأئمة من أهل البيت، وإنها ولاية دينية إلهية.
وهنا لا يمكن التغافل عن ذكر ما فعله "الخميني" بمعارضي نظرية "ولاية الفقيه" وعلى رأسهم آية الله شريعتمداري، والذي ساهم في الثورة الإيرانية مساهمة عظيمة في أحر أيامها.
وعندما أصر "شريعتمداري" على موقفه المعارض أرسل الخميني عشرة آلاف شخص من جلاوزته يحملون العصي والهراوات إلى داره، يريدون قتله وقتل أتباعه وهم ينادون بصوت واحد ويشيرون إلى داره (وكر التجسس هذا لابد من حرقه)؛ ما أدى إلى حدوث مقتله مع حراسه؛ ومقتل رجلين من أتباعه.
وبهذا أعطى "الخميني" درسًا بليغًا للأئمة الشيعة الآخرين الذين أرادوا الوقوف ضد ولايته ليعملوا أن مصير الإمام الشريعتمداري سيكون مصيرهم إذا ما أرادوا الوقوف ضد رغبته.
اقرأ المزيد
أشار مسح حكومي إيراني أن أكثر من 58% من السكان لا يستطيعون شراء جميع السلع الأساسية والمواد الغذائية التي يحتاجونها
أكدت صحيفة "جهان صنعت" أن أسعار الدواجن سجلت ارتفاعًا غير مسبوق في الأسواق الإيرانية
سخر الشيخ أحمد موسى، الداعية الإماراتي، من عجز نظام الملالي في إيران عن تنظيم جنازة قاسم سليماني
اندلع حريق بطائرة في مطار مهر أباد في طهران، وما زال الركاب على متنها، حسبما ذكرت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية
ذكرت صحيفة "أرمان أمروز"، أن إيران شهدت ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية بشكل مطرد على مدار العام
شهدت أسعار تذاكر الحافلات والنقل الجوي في إيران ارتفاعًا كبيرًا قبيل ما يسمى عيد النيروز