كشف فيلم "الجزيرة" الوثائقي المفبرك بعنوان "سيناء.. حروب التيه" عن حجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر وجيشها، فاختيار توقيت بث الفيلم ليس عشوائيا، خاصة مع قرب إعلان سيناء خالية من الإرهاب، ونجاح العملية العسكرية سيناء 2018، وتجفيف منابع الإرهاب.

ظهر خلال الفيلم شخصيات عدة؛ بعضها معلوم تاريخه، وآخرون ظهروا ملثمين ليسردوا أحداثًا نسجت مسبقًا في محاولة لتوصيل عدد من الرسائل على المستوى السياسي والأمني التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدولة المصرية، وهز ثقة الشعب المصري في المؤسسة العسكرية.

اتضح ذلك جليًا حينما حاول الفيلم إظهار الجيش المصري مخترقًا من قبل التنظيمات التكفيرية، وليس محصنا من مخاطر الاختراق سواء من الكيانات التنظيمية، أو أجهزة الاستخبارات الدولية، وأن أبناءه لا يحملون ولاءً لجيشهم ووطنهم، مستشهدًا بحالة ضباط الجيش المفصولين كهشام عشماوي ووليد بدر وعماد عبد الحميد، وهي في مضمونها حالات فردية لا يمكن اعتبارها ظاهرة يمكن قياس ابعادها.

"أبو بكر خلاف".. النصاب الكبير الذي تاجر بأحلام شباب الصحفيين

من بين الشخصيات التي ظهرت خلال الفيلم المفبرك، وينبغي كشف حقيقتها أمام الرأي العام؛ الإخواني أبو بكر خلاف، مؤسس نقابة الإعلاميين الألكترونية الوهمية، التي نصب من خلالها على عدد كبير من الصحفيين وتحصل على مبالغ مالية ضخمة.

تخرج خلاف في كلية الآداب جامعة عين شمس، قسم عبري، وعمل فور تخرجه فى المعهد الأكاديمى الإسرائيلى بالقاهرة، لمدة ثلاث سنوات، وتم فصله في واقعة نصب .

استأجر خلاف غرفة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة لتكون مقرا لنقابته الوهمية، بمبلغ 12 ألف دولار شهريًا، وكانت مقرًا لأجهزة تصوير ومونتاج خاصة بقناة الجزيرة، وشركة (O2) القطرية للتدريب الإعلامي، وتلقى تمويلات قطرية على حساب رقم 20060/ 92783، بأحد البنوك.

اتجه أبو بكر خلاف لعمل دراسات عن الأدب الإسرائيلى، واختار بحثا عن البعد الاجتماعى فى رواية الأديبة الإسرائيلية، سارة إنجل، وطلب من السفارة الاسرائيلية في أغسطس 2015 السفر إلى تل أبيب، لمعايشة أدب الكاتبة الروائية وبالفعل وصلت إليه دعوة للسفر إلى إسرائيل، من ميخائيل جلوزمان بكلية الآداب بجامعة تل أبيب، لكن تم إلقاء القبض عليه من قبل السلطات المصرية، في واقعة تخص تصوير أماكن سيادية في الدولة، وتمت إحالته للتحقيق في القضيتين 4449 و4748 لسنة 2015، وفي يناير 2016 تم الإفراج عنه بكفالة على ذمة القضية، ليتمكن بعدها من الهرب عن طريق السودان ومنها إلى تركيا.

"تنظيم الحمدين" الداعم لكافة التنظيمات الإرهابية حاول من خلال فيلمه المزيف، دعم تنظيم داعش، باعتبارها ممولا رئيسيًا لليكانات الإرهابية في المنطقة، وإظهار قوته في مقابل إظهار ضعف الجيش المصري، من كونه غير مسيطر على الوضع في سيناء، وأن جميع الانتصارات التي حققها مجرد إدعاءات، كنوع من التأكيد على أن الوضع الأمني مذبذب في جميع محافظات مصر بالكامل، وهي محاولة لتوجيه رسائل خارجية أكثر منها داخليًا.

يقظة الجيش المصري أفشلت سيناريوهات الإرهاب في سيناء

وقال عمرو فاروق، الخبير في شئون الحركات المتطرفة، إن الفيلم اعتمد على توثيق حالة فردية وحيدة حاول تنظيم "ولاية سيناء"، فيها إحكام سيطرته على مدينة الشيخ زويد في يوليو 2015، من خلال هجوم متزامن على غالبية الأكمنة المتواجد في تلك المنطقة، والطرق المؤدية اليها، وكان المخطط يهدف لإيجاد مساحة جغرافية يتمركز فيها التنظيم بشكل حقيقي، ويتم تصدير ذلك للعالم، ما يستدعي تدخل دولي عسكري في سيناء، لكن يقظة الجيش المصري حاولت دون تحقيق هذا السيناريو الفاشل.

وقال "فاروق" في تصريحات صحفية، أن الفيلم ادعى أن تنظيم داعش نفذ أكثر من 1000 هجوم مسلح على أكمنة الجيش المصري، سقط خلالها 2000 ضابط ومجند، مستخدما لفظ قتيل وليس شهيد، في حين استخدم لفظ "مجاهدي سيناء"، على مجرمي التنظيم الإرهابي، كما تجاهل الفيلم عدد العمليات المسلحة التي نفذها الجيش المصري، أو عدد قتلى التنظيم التكفيري، أو مدى تأثير تلك العمليات العسكرية على تجفيف منابع الإرهاب في سيناء بشكل ملحوظ.

وأكد الخبير في شئون الحركات المتطرفة، أن الفيلم حمل مشاهد مزيفة لعناصر زعم أنها لضباط في الخدمة العسكرية، وهي عادة تلجأ إليها قناة الجزيرة دوما في تزييف الحقائق وفبركة المشاهد، وهذا أمر معلوم لغالبية الزملاء الذين التحقوا بالعمل في قناة الجزيرة أو في أي من مكاتبها، خاصة أن المشاهد حملت أصواتا مركبة لعناصر تم إخفاء وجوههم، يتحدثون بما يتوافق مع توجهات المكون الدرامي نفسه.

"الجزيرة" تمتلك شركة أفلام في اسطنبول تخدم تنظيم "ولاية سيناء" إعلاميًا

وحول اختراق فريق عمل قناة الجزيرة سيناء، وكيف تمكنوا من التصوير داخل مصر، قال "فاروق": "الحقيقية التي لا يعلمها الجميع، وقد تحصلت عليها من زملاء يعملون في حقل الميديا بتركيا، وعلى قرب من الإخوان وأعوانهم، أن قناة الجزيرة لديها شركة أفلام وثائقية بمدينة اسطنبول، وتعتبر المركز الرئيسي لصناعة الأفلام التي يبثها تنظيم "ولاية سيناء".

وأوضح: "هذه الشركة يديرها إخواني هارب ومحكوم عليه في قضية إرهاب، ويٌرسل إليها بشكل دوري مختلف الفيديوهات والصور التي يتم التقاطها من خلال عناصر "ولاية سيناء"، اثناء تنفيذ العمليات المسلحة والإرهابية، ضد الأجهزة الأمنية المصرية، ويتم تجهزها فنيا، وإعادتها مرة أخرى للتنظيم في شكل أفلام جاهرة للبث الإعلامي على شبكة الإنترنت".

وأضاف: "هذه الشركة هي المسؤولة عن الدعم المالي واللوجيستي لدواعش سيناء، وعلى علاقة وثيقة بالمخابرات التركية والقطرية، ويتردد عليها عناصر من التنظيم الدولي، مايعني أن هذه الشركة هي حلقة الوصل الفعلية بين تنظيم الإخوان وقطر وتركيا في إدارة وتمويل ودعم العمليات الإرهابية المسلحة التي يقوم بها العناصر التكفيرية المتشددة داخل سيناء والقاهرة".

وتابع "فاروق": "وفقًا لمصادر أمنية، شركة أخرى في اليونان كانت بمثابة مركزا للدعم المالي واللوجيستي للتنظيمات التكفيرية المسلحة، ويديرها عناصر إخوانية، لكن تم إغلاقها عبر التنسيق بين الأجهزة الأمنية المصرية واليونانية" .

واختتم: "سيناء .. حروب التيه، لم يكن مجرد عنوان، لكنه يحمل دلالات دينية، ويرسخ لمعاني ومفاهيم تجلت في تفسر قصة قوم موسى، ويكأنه يؤكد أن الله كتب على المصريين أن يعيشوا في سنوات من التيه، مثلما كتب على بني إسرائيل، بعدما أطاحوا بحكم الإخوان وأعاقوا تنفيذ مشروع تطبيق الشريعة".

اقرأ المزيد

بالصور.. مدون إماراتي يكشف خفايا الحملة الإلكترونية القذرة ضد مصر

كشف إبراهيم بهزاد، المدون الإماراتي الشهير، خفايا الحملة الإلكترونية القذرة التي تديرها حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي

ملابس شتوية وإشارة مرور تفضح فيديوهات المتظاهرين على الجزيرة "المضروبة"

كشف اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لتكنولوجيا المعلومات في القاهرة، حقيقة الفيديوهات التي تنشرها قناة الجزيرة

كبار علماء الدعوة السلفية يصدرون بيانًا هامًا إلى الأمة الجزائرية

أصدر عدد من كبار علماء الدعوة السلفية بيانًا إلى الأمة الجزائرية حكومة وشعبًا تحت عنوان: "نصيــحةٌ وتحذير"

متحدث "الشؤون الإسلامية" يوضح حقيقة إغلاق المعاهد القرآنية في السعودية

نفي عبدالعزيز بن سعود العسكر، المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في السعودية، ما أشيع حول إغلاق المعاهد القرآنية في السعودية.

"المتحولون الخمسة".. كيف طوعوا الفتاوى لخدمة تنظيم الإخوان والحفاظ على الكرسي؟

ينتهج تنظيم الإخوان الإرهابي استراتيجية قائمة في المقام الأول على المراوغة والبراجماتية؛ فحيثما توجد مصلحة الجماعة

الإمارات تسد الطريق أمام "متاجرة الإخوان" بوفاة المعتقلة علياء عبد النور

سد بيان النيابة العامة الإماراتية حول وفاة المعتقلة علياء عبد النور، بسرطان الثدي صبيحة السبت، الطريق أمام متاجرة تنظيم الإخوان الإرهابي