كيف تغلغل الإخوان في الجزائر واستطاعوا إحداث الفوضى؟


كتبه - عبد الصمد بن أحمد السلمي

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (قد يذنب الرجل أو الطائفة ويسكت آخرون عن الأمر والنهي؛ فيكون ذلك من ذنوبهم؛ فيحصل التفرق والاختلاف والشر، وهذا من أعظم الفتن والشرور قديما وحديثا، إذا الإنسان ظلوم جهول، والظلم والجهل أنواع، فيكون ظلم الأول وجهله من نوع، وظلم كل من الثاني والثالث وجهلهما من نوع آخر وآخر، ومن تدبر الفتن الواقعة رأى سببها ذلك)، مجموع الفتاوى ( 28/ 82 ).

 

بعد فتنة التسعينات في الجزائر صار الإرهاب والتفجير والتكفير مرتبطًا بالسلفية والتدين والمظهر الخارجي= السرورية؛ فكل من أعفى لحيته وقصّر ثوبه تستدعيه قوات الأمن للتحقيق معه، وتيقن الإخونجية في الجزائر أن الوصول إلى السلطة عن طريق هذا النوع من الناس صار صعبًا؛ بل مستحيلا، وفشا لدى المنتسبين للسنة والسلفية الحقيقيين - لا السروريين الإخونجية - بسبب ذلك في الجزائر - إلا من رحم الله - الشعور بمركّب نقص تجاه دعوتهم من ذلك، حتى صار كثير منهم لا يستطيع مواجهة أي إخونجي أو صوفي أو ليبرالي؛ لأن مركّب النقص ذلك أورثه الاكتفاء بالدفاع الهزيل فقط دون الهجوم الذي يدلّ على اليقين بالحقّ!!

 

فاستغل الإخوان المفلسون هذا التوجه ولبسوا ثوب الليبرالية وأجازوا وفعلوا المنكرات ومنها أعظمها: الشركيات عند القبور، واستغلّوا حبّ المسؤولين - كما هي عادة أغلبهم - لمن يسهّل لهم الدين ويجيز لهم المحرمات؛ ليتسللوا في مرافق الدولة بكل سهولة؛ بل أخذوا وظائف في الدولة هي من أبعد الوظائف عن الدين كالسياحة، والتي ترأسها الإخونجي العالمي الشهير محفوظ نحناح في سنة ( 1418 هـ - 1998 م ).

 

وفي زمن بوتفليقة استغلوا دعمه للتصوف أحسن استغلال؛ فقد ارتدوا لباس المرجعية المالكية الصوفية الأشعرية كستار لتنفيذ خططهم الدنيئة، وإذا أحسّوا أن أمرهم سينكشف خرجوا قائلين: الوهابية السلفية سبب التكفير والإرهاب؛ فيسكت الجميع من ليبرالين وطرقيين وإباضيين وغيرهم وقبل ذلك السلطات عنهم؛ فيعودون للعمل في الخفاء.. وخاصة في زمن الوزير السابق محمد عيسى، وهو إخونجي قطرتركي خطير؛ حتى أنه في قناة " دزاير نيوز " وهي قناة إخونجية ماسونية تدعم انفصال منطقة القبائل خرج ليهاجم من يسمون بـ "المداخلة " في الجزائر، وأنهم ينادون بالجهاد مع الجيش الليبي، وهاته كذبة صلعاء؛ كي يقتنع المشاهدون المشوّه فكرهم تجاه السلفية أصلا أن المدخلية، وإن زعموا أنهم مع ولاة أمورهم ولا يرون الخروج عليهم، إلا أنهم هم التكفيريون الجهاديون كداعش والقاعدة، وأن نسبة هؤلاء الإرهابيين إلى الإخوان المفلسين المعتدلين - زعموا - مجرد كذب! فإن شكّك أي شخص في صدق هذا الوزير قال لهم: ها نحن ندعم الطرقية القبورية ونفتح الكنائس النصرانية، ونجيز القروض الربوية " أونساج "، فأي اعتدال وتسامح وبعد عن التطرف والإرهاب فوق هذا تريدون؟؟

 

وفي زمن هذا الوزير جاء إلى الجزائر بدعوة من الشؤون الدينية إخونجية خطيرون كعبد الوهاب الطريري، وسعد الشهراني، وعمر عبد الكافي وغيرهم كثير جدّا، وقبل زمنه جاء عايض القرني وطارق السوديان، والكلب العاوي يوسف القرضاوي، واستطاع أن يجلس مع الرئيس بوتفليقة كأنه شخصية حكومية!

 

ويكفي أن تعلم أن الإخونجية لما كتب الشيخ فركوس مقاله الشهير " تسليط الأضواء " وذكر فيه الطوائف المبتدعة ومنهم الإخوان المفلسين سارع هذا الوزير وجمعية الديناريين المسماة: جمعية العلماء المسلمين، والتي هو منها إلى تجريم تبديع الشيخ فركوس للصوفية والإباضية، وهم يقصدون تجريم تبديع الإخونجية، حتى يخدعوا السلطة المخدوعة بهم مرة أخرى.

 

بل بعضهم، وهو الجناح المحلي للإخوان " الجزأرة " استطاع أن يترأس أكبر حزب ديمقراطي في البلاد، وهو حزب جبهة التحرير الوطني، وذلك حينما وصل الجزأري الطرقي الإنقاذي سابقا " عبد العزيز بلخادم " إلى مرتبة الأمين العام للحزب!!

 

وقد تجلّت هاته الحقائق في هذا الحراك 22 فيفري 2019 أحسن تجلٍّ؛ إذ غالب المتظاهرين فساق من أصحاب المعاصي والذنوب، وهم شباب الشطيح والرديح والاختلاط والمعاكسات والألبومات، وهم الذين يعول عليهم الإخونجية حاليا في الجزائر للوصول إلى الكرسي بعد فشل التعويل على الشباب المتدين = السروري في التسعينات.. وهذا من تغيير الاستراتيجيات المعروفة عند تنظيم الإخوان المفلسين.

 

ولما صنفت السعودية والإمارات ومن معهما الإخوان المسلمين جماعة إرهابية تحركت الآلة الإخونجية المتغلغلة في الدولة لرفض هذا القرار، خاصة مع العلاقة القوية للنظام السابق مع إيران وقضية الصحراء الغربية، ومعلوم توافق السعودية والإمارات مع المغرب وعداوتهما لإيران..

 

كما استغل هاته النقطة بعض السرورية الحاقدين على الجزائر كالحقوقي الماسوني أنور مالك والصحفي العامل بقناة صفا نور الدين ختال المالكي ومن معه للوقوف مع السعودية في الظاهر لضرب الجزائر بها؛ لا حبا في السعودية، بل بغضا في الجزائر.

 

واستغلّ النظام القطري الإخونجي تساهل النظام السابق مع الإخونجية ودفاعه عنهم وعن إيران لإحداث شرخ في العلاقات مع الجارة الشقيقة ليبيا وذلك في جانب الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، لا فرق بين الاتجاه العالمي وآلته الإعلامية " الشروق " والاتجاه المحلّي الجزأري وآلته الإعلامية " النهار".

 

فعلينا نحن السلفيين أن نسعى بكلّ ما منحنا الله من قوة لبيان نزاهة وطهارة أهل السنة عن الفوضى والتخريب، وذلك يتمّ بأسلوب وحيد، وهو تسمية الأشياء بمسمياتها؛ فإذا تكلمت في أي منبر إعلامي أو أيّ وسيلة من وسائل التواصل - أيها السلفي - عن الذين يحرّضون على الفوضى فاحرص على وصفهم بالإخوان المسلمين - وهم كذلك طبعا - حتى تترسخ فكرة أن الإرهاب والفوضى مرتبط بهاته الجماعة الخارجية..

اقرأ المزيد

توزيع 12 ألف مظلة و3 آلاف سجادة على قاصدي المسجد الحرام

وزعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، ممثلة في وكالة المسجد الحرام المساعدة للشؤون الاجتماعية، 12 ألف مظلة و3 آلاف سجادة على الزوار والقاصدين لبيت الله الحرام، ضمن حملة الرئاسة "خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا" في عامها الـ 11، وذلك تحت شعار "من الوصول إلى الحصول".

الإمارات تسد الطريق أمام "متاجرة الإخوان" بوفاة المعتقلة علياء عبد النور

سد بيان النيابة العامة الإماراتية حول وفاة المعتقلة علياء عبد النور، بسرطان الثدي صبيحة السبت، الطريق أمام متاجرة تنظيم الإخوان الإرهابي

"ثالوث الخراب" يتبادلون الغزل في "دوحة الإرهاب"

تبادل "ثالوث الإرهاب" تنظيم الحمدين ونظام الملالي وتنظيم الإخوان الإرهابي "الغزل" في أروقة مؤتمر تستضيفه الدوحة

"المتحولون الخمسة".. كيف طوعوا الفتاوى لخدمة تنظيم الإخوان والحفاظ على الكرسي؟

ينتهج تنظيم الإخوان الإرهابي استراتيجية قائمة في المقام الأول على المراوغة والبراجماتية؛ فحيثما توجد مصلحة الجماعة

ملابس شتوية وإشارة مرور تفضح فيديوهات المتظاهرين على الجزيرة "المضروبة"

كشف اللواء محمود الرشيدي، مساعد وزير الداخلية الأسبق لتكنولوجيا المعلومات في القاهرة، حقيقة الفيديوهات التي تنشرها قناة الجزيرة

كمال الخطيب.. دجال إخواني وسمسار صهيوني يقبع في تل أبيب

كمال الخطيب عضو تنظيم الإخوان القابع في تل أبيب، يمتهن ويحترف الكذب والتزوير منذ أمد طويل متخفيًا تحت ستار التدين مثله مثل سائر تجار الدين

تعليقات


آخر الأخبار