نحو شراكة زوجية ناجحة مدى الحياة


بقلم – الدكتور إبراهيم المطلق

 

العلاقة الزوجية قائمة على عقد شراكة بين شريكين لا ثالث لهما تنتهي في الأصل بموت أحدهما؛ ليس ثمة شركة في هذه الدنيا أعظم وأجل من الشراكة الزوجية الشراكة الزوجية في نظري تستحق الحب والتقدير والإحترام المتبادل والوفاء والمودة والرحمة كيف لا وكل منهما استقرار الآخر وأمينه على سره.

 

العلاقة بين الزوجين تختلف تمامًا عن أصناف العلاقات الأسرية تختلف في كل شئ؛ العلاقة بين الزوجين حقيقتها علاقة جسدين في جسد واحد وقلبين في قلب واحد وروحين في روح واحدة لحاف واحد ووساد واحد ناهيك عن همس الوساد وضم الفؤاد؛ أفلا تستحق هكذا علاقة التضحية والإيثار والتنازل والرحمة.

 

أفلا تستحق هكذا علاقة المودة والرحمة والتنازل بل التغاضي تمامًا عن الأخطاء الطبيعية؟ كيف لا والزوجة الكريمة أم الأولاد وملكة المنزل وزعيمة الأسرة ومربية الأجيال وسيدة ورئيسة شؤون التغذية والمطبخ؛ كيف لا والزوج أب الأولاد وشريك العمر وأمضى ليله ونهاره بالعمل والكدح لتأمين لقمة العيش.

 

أتعجب زوجين أمضيا ما يزيد على ٣٠-٤٠ سنة في حياة زوجية وقد تفانت الزوجة في الوفاء لزوجها وخدمته خدمة ملكية خمس نجوم في مطعمه وفي ملبسه وفي فراشه ومع ضيوفه وفي إقامته وفي سفره وحرمت نفسها أنواع الملاذ والمتعة والسعادة دون أن يكون شريكًا لها في ذلك ثم يتنكر لهذا كله ويوليها ظهره.

 

وأتعجب لزوجة وجدت كل ما تحلم به من سعادة وحب وأنس وتفاهم وإيثار وحسن خلق وعشرة في حضن زوجها؛ ثم تتنكر له في آخر عمرها إما بسوء خلق وإظهار ملل وإما بمزيد من رفع فاتورة الاستهلاك ليس إلا للإحراج والتنفير وإما بإساءة العلاقة مع والديه أو أسرته؛ هل يعقل شركة ناجحة ٤٠ سنة تخسر؟!!!

 

تعرف كل من شريكي هذه الشركة العظيمة الفريدة من نوعها طويلة الأمد على أحدهما في بداية الطريق في غاية الأهمية للإستمرار أو عدمه علاقة قبل الزواج واللقاءات ليس من شريعتنا التي نعتز بها ولا من قيمنا ولا أعرافنا ؛ إذا مالحل؟؛ كثيرون اعتادوا والإكتفاء بالسؤال عن الزوج أو الزوجة.

 

كثيرون يكتفون بسؤال إمام المسجد عن الزوج وبعض أصدقائه ويسألون بعض صديقات الزوجة عن الزوجة ويتم عقد القرآن غالبا ليلة الدخلة أو قبلها بأيام؛وفي الدخلة والعشرة أشهر أو سنوات قليلة يكتشف أحد الشريكين أن شريكه لا يناسبه لأي سبب وتنفض الشراكة وقد خسرا جميعًا نعم مبكرًا لكن الخسارة جسيمة.

في نظري أننا بمزيد حاجة لآليات تعرف كل من شريكي العمر على أحدهما قبل الزواج لا بأس بعد عقد القرآن لكن قبل الدخلة وهذا مهم جدا جدا جدا في نظري؛ من هذه الآليات إطالة الفترة ما بين عقد القران والدخلة لعدة أشهر والسماح بتكثيف اللقاءات بين الزوجين في حدود معينة وتحت الإشراف عن بعد.

 

خلال هذه الفترة سوف تتضح لكل منهما الكثير من أخلاقيات الشريك الآخر قبل الدخول الحقيقي في الشراكة فالخلق التي تحتاجها الزوجة الحب والكرم والصدق والوفاء وحسن الخلق وحسن العشرة ولطف العبارة والرحمة؛ والخلق التي يحتاجها الزوج الحب والوفاء وحسن الخلق وحسن العشرة والسمع والطاعة.

 

من أهم الآليات لتحقيق أعلى نسبة نجاح في الشراكة الزوجية دور الوالدين في التربية والتوجيه والنصائح فلا أحد ينصح لأحد أكثر من نصح الوالدين لفلذات الأكباد؛ ومن الآليات كذلك تكثيف القراءة في العلاقات الزوجية والحقوق الزوجية من قبل الشريكين قبل الدخلة بل حتى قبل عقد القران.

 

بعد الزواج والإنجاب وعلاقةعقود يفترض على كل من الشريكين مراعاة شريك العمر وتقدير ما يستجد بسبب ظروف معينة أو التقدم في السن ونبذ أسلوب العنف أو العبارات النابية أو التأفف أو إظهار الملل بالصبر والتغاضي ولطف الكلمة ومن ذلك سم أو سمي وأبشر أو أبشري فالحياة قصيرة وجزاء الصبر عظيم.

 

اقرأ المزيد

تنبيه الصُّوام بأنَّ إخراج زكاة الفطر نقودًا لا يُجزئ ولا يجوز

فلقد شاع عند جُموع عديدة مِن عوام المسلمين ــ سدَّدهم الله وسلَّمهم: إخراج زكاة الفطر نقودًا.

أصبحنا..!

بشرٌ بوجوه وملامح ممسوخة، نسكُب اللُطف والظُرف فقط في بؤرة المصلحة، ولا نكترث بالإنسانية فضلًا عن الدين والأخلاق والعرف.

احذر مُفْسِدَاتِ الْقَلْبِ الْخَمْسَةِ.. أبرزها التعلق بغير الله!

من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه

أقوال أهل العلم في حكم "العادة السرية" أو "الاستنماء"

أجمع أهل العلم على حرمة العادة السرية، وهي ما تُعرف عند الفقهاء بـ(الاستمناء)

من المخالفات في شهر رجب

إنّ سلفَ الأمَّةِ رضي الله عنهم كانوا يتحاكمون إلي الكتاب والسنّةِ عند التنازع حتى فشا الجهلُ والهوى في المسلمين، اخترعوا لهم نحلاً وفرقاً

شهر الله المحرم بين السنّة والبدعة

في الصحيحين عن أبي بكرة -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الزمان قد استدار كهيئتهِ يوم خلق الله السماوات والأرض

تعليقات


آخر الأخبار