خطر الشائعات ووسائل دفعها لإحباط مخططات الأعداء


إعداد - هيثم الفارس

 

يعاني العالم الإسلامي عمومًا ودولنا الخليجية خصوصا، من موجات الحرب المعنوية أو الحرب النفسية (الشائعات)، فحرب الشائعات تستهدف شيئًا معنويًّا وتستغل وسائل الإعلام الجديدة وشبكات التواصل، وتتخذ أشكال متعددة، كالمقاطع والأخبار المفبركة، والنكات، والتوقعات والتحليلات الموجهة!

 

يستخدمون حدثا مهما لشخصية أو دولة مقصودة، والغموض الذي يحيط بالموضوع مما يصعب في الوصول لدقائقه وحقيقته، فيحرفون الخبر ويثيرون الشائعات حوله لهز الثقة والروح المعنوية، إمعانًا في حربهم النفسية ضد شعوبنا وأوطاننا.

 

لذا لابد من مواجهة هذه الحرب المعنوية و الشائعات عبر توعية المجتمع بحرمة نقل ما يمس شئون الدولة دون تثبت يقول تعالى: {إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15) وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ}.

 

كذلك يجب أن يشارك أكبر عدد من الناس في حملة التصدي لحملة الشائعات، وبيان كذبها، فكل فرد يستطيع أن يقوم بجهد يكمل غيره؛ فتتضافر الجهود يساهم في بناء الروح المعنوية لدى عامة الشعب، ويرافق ذلك الثقة بالأخبار الرسمية التي تصدرها الدولة والعمل على نشرها.

 

من الأمور الهامة في مواجهة الحرب المعنوية التي نخوضها ودفع الشائعات قيام مؤسسات المجتمع المدني عبر الندوات والمنشورات بإرشاد فئات المجتمع المختلفة من خطر الانحرافات العقدية والفكرية، وكشف مخططات الأعداء، مع غرس القيم الدينية والخلقية والمبادئ والمثل العليا في نفوس الشعب.

 

من الخطر بمكان تسرب المبادئ الخطرة والمناهج الهدامة إلى عقول المواطنين وإفسادها بإستغلال عواطفهم وحاجاتهم الحياتية لأن ذلك يؤدي إلى خلخلة المجتمع وانعدام الثقة بين الحاكم وشعبه فتنجح الحملات المعادية والشائعات في هز أركان الدولة وتقويضها.

 

إن أفضل وسيلة فعّالة لمحاصرة الشائعات وإحباط مخططات الأعداء هو تكذيب الشائعة، وعدم نشرها، والصبر حتى إصدار البيانات السليمة الرسمية ونشر الحقائق المتعلقة بموضوعها، فيظهر حينها الحق من الباطل والصدق من الكذب.

 

نحن في أشد الحاجة في هذا الزمان، حيث تكاثرت الفتن وتكالب الأعداء علينا من كل صوب وحدب بإستخدام أسلحة غير تقليدية في محاربتنا إلى العذر لولي الأمر مع إحسان الظن به، فحتى لو راجت الشائعات بين المجتمع نحسن الظن بولاة الأمر.

 

العلماء ورثة الأنبياء، وفضل العالم عظيم وجليل، ودورهم في دحض الشائعات ورفع الروح المعنوية لدى عموم الشعب فعّال ومهم جدًا، لذا فإن مراجعة العلماء وأهل الحل والعقد في جميع المسائل المثارة على الساحة وإظهارهم في وسائل الإعلام وشبكات التواصل ضرورة ملحة لإفشال مخططات الأعداء.

 

ومنه دور المشايخ وطلبة العلم عبر الاستفادة من خطب الجمعة والمواعظ في نشر الوعي الصحيح لدى أفراد المجتمع وبيان الأخطار المترتبة على الشائعات المغرضة مما يهذب الغرائز والطباع، وتعويد النفس الغضب لله لا الانتصار للنفس والشهوة ومصالح الدنيا حينها لن يلتفت الشعب لتلك الشائعات.

 

الخلاصة.. الشائعة ضد دولنا وولاة أمورنا بضاعة يهودية، استخدامها اليهود عبر الزمان لإرعاب الشعوب وتخويفهم، ومن ثم بذر الشقاق والفتن بينهم، والشائعات ليس لها مكان ولا زمان بين المسلمين، وذلك عبر التوجيه والتوعية منها ودفع أخطارها.

اقرأ المزيد

كبار علماء الدعوة السلفية يصدرون بيانًا هامًا إلى الأمة الجزائرية

أصدر عدد من كبار علماء الدعوة السلفية بيانًا إلى الأمة الجزائرية حكومة وشعبًا تحت عنوان: "نصيــحةٌ وتحذير"

بالصور.. مدون إماراتي يكشف خفايا الحملة الإلكترونية القذرة ضد مصر

كشف إبراهيم بهزاد، المدون الإماراتي الشهير، خفايا الحملة الإلكترونية القذرة التي تديرها حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي

صيحات الأتراك في الحرم.. شعائر صوفية وشعارات سياسية خبيثة ونهج خميني

في مشهد يكشف النوايا الخبيثة من جديد، ويفضح المتاجرة بالدين، واستغلال المقدسات الإسلامية، والتي أصبحت صفة ملاصقة لـ"الأتراك"

صور تنشر لأول مرة.. هذا ما فعله الإخوان عقب فض رابعة

تنشر بوابة "مرصد اليوم" الإلكترونية صورًا لما افتعله أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابي من أحداث دامية

التحذير من الخطر الحوثي والحث على قوة الالتفاف حول القيادة الرشيدة

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له

"المتحولون الخمسة".. كيف طوعوا الفتاوى لخدمة تنظيم الإخوان والحفاظ على الكرسي؟

ينتهج تنظيم الإخوان الإرهابي استراتيجية قائمة في المقام الأول على المراوغة والبراجماتية؛ فحيثما توجد مصلحة الجماعة

تعليقات


آخر الأخبار