لماذا الحملة الإعلامية المسعورة على السعودية؟


بقلم – فضيلة الشيخ منصور العضيلة

 

الحمد لله رب العالمين، مالك الملك مدبر الأمر، لا يقضي قضاء لمؤمن إلا كان خير له، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط؛ نحمده في السراء والضراء والعافية والبلاء.


وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، كريم النوال شديد المحال القائل: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ ۚ وَالَّذِي تَوَلَّىٰ كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ (11) لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ)، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وصحابته أجمعين، ثم أما بعد..


أيها القارئ الكريم.. بلد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومهد الرسالة المحمدية بيت الله الحرام وطيبة الطيبة منها شاع الإسلام إلى أرجاء المعمورة، أهلها أحفاد الصحابة أقاموا دين الله في أرض الله ووولاة أمرها اختارهم الله لحفظ بيته ونبيه صلى الله عليه وسلم وحفظ دينه وشريعته، قلب العالم الإسلامي وخط الدفاع الأخير عن الإسلام وأهله.

 


تتعرض المملكة لحملة إعلامية عنيفة شرسة وممنهجة ومسيسة ومكشوفة لزعزعة موقعها الإسلامي والدولي وقد اتخذت تلك الأطراف المشبوهة مشجبًا لها لتؤلف الإدعاءات والافتراءات الزائفة والمتناقضة والمتأمل في المشهد يرى أن معظم تلك الوسائل تصر على تشويه صورة المملكة قيادة وأرضًا وشعبًا؛ ولنا أن نسأل هنا عن الدوافع وراء إصرار الإعلام على نقل معلومات غير دقيقة ونشر مقالات وتقارير مغلوطة وغير منطقية وبعيدة كل البعد عن الواقع؛ كما نسأل عن تزامن هذه الحملات ووحدة هدفها على الرغم من تعدد مصادرها والتي تسعى لتشويه صور المملكة وهز قناعتها الدولية على مختلف الأصعدة.


لذا فمن واجبنا جميعًا كل مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وجوبًا حتميًا للدفاع عن قبلة المسلمين بلد التوحيد والسنة، واستنكار تلك الممارسات الإعلامية غير المهنية من تلك الوسائل الإعلامية ووقف نشر تلك الروايات والأكاذيب التي ظهر كذبها وتناقضها وعلى هذه الوسائل الإعلامية احترام مهنيتها وعدم تلوين الحقائق واحترام الدول.


لقد وصلنا إلى مرحلة من التشهير والتجريح والإدعاءات والأكاذيب وهذا مرفوض تمامًا، وليس من شيم العرب ولا القيم ولا الأعراف؛ والسؤال هنا أين نحن من هذا وكل من يحاول تشويه صورتنا، نحن لا ندافع عن بطولات وهمية ولا عن هوية هامشية، بل نحن ندافع عن وطن أرض حلم بها أجدادنا فقدموها لنا بعد نضال والكفاح والصراع.


 جغرافيًا نعتز بها ندافع عن هوية وطنية، ومنجز حضاري، وموروث تاريخي، ومنتج تنموي حارب من أجله المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وأهل التوحيد وكذلك أبناءه الكرام البررة من بعده إلى وقت خادم الرمين الشريفين اللك سلمان وسمو ولي عهده الأمين حفظهم الله وبارك في جهدهما وأيدهم الله بنصر من عنده وشعبهم الوفي.


ولنا كمواطنين الوقوف مع قيادتنا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بكل ما نملك من وسائل وعدم الانسياق وراء كل ما يبث ضد هذه البلاد والاعتماد في معلوماتنا على المصادر الوطنية وعدم الإنجرار لما تروجه تلك الوسائل المغرضة ضد بلدنا وقادتنا ومكتسباتنا الوطنية ومستقبل أجيالنا.


وأجزم أن المملكة بقدرة الله سبحانه وتعالى ثم بحنكة وحكمة قيادتها الرشيدة ومساندة شعبها ووقوف الأشقاء الأصدقاء معها ستدحر هذه الحملات المشبوهة وتفشلها كما أفشلت سابقتها وسيظهر الله المعدن الحقيقي لأصدقاء المملكة وشركاءها الذين أدركوا أبعاد هذه المؤامرة.


وأين هذا الإعلام المغرض عن قضايا الأمة المصيرية، أين هم عن حرائر صنعاء اللاتي اختطفن أمام شاشات التلفزة العالمية؟، أين هم عن محافظة المهرة والجسر الجوي للإغاثة؟، أين هم عن ذلك العسكري الذي يحمل غلامًا على كتفه وهو يخوض الماء برجليه؟، أين هذا الإعلام عن الأيادي البيضاء عن هذه الدولة المباركة في النكابات في قضاياهم بالمحافل الدولية؛ إن هذا والله الحسد لهذه البلاد على أمنها ودينها، وما أنعم الله به عليها.


مهلًا مهلًا.. إنها بلاد الحرمين، مهلًا مهلًا.. إنها قبلة المسملين.. وستظل هذه البلاد؛ بلاد الحرمين شامخة مرفوعة الرأس بحول الله وقوته، وهذا وعد الله (كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ).


الاستماع إلى الخطبة:

https://drive.google.com/file/d/16Y2FxoffObo4VJh9uFv8kd07866rhwYo/view

اقرأ المزيد

احذر هذا المنزلق

قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ

المملكة العربية السعودية.. عَمِيْلَةٌ لمن؟

بكل صراحة... أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة

الاعتصام بالله وبذل الأسباب.. أسس شرعية وأصول مرعية لمواجهة "كورونا"

يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،

كورونا بين الابتلاء والعقوبة مع الصبر واتخاذ أسباب العافية

الحمد للهِ العظيمِ القادر، الفعَّالِ لِمَا يُريد، الذي خلَق فقدَّر، ودبَّرَ فيسَّر، فكُلُّ عبدٍ إلى ما قَدَّرَه عليه وقضَاه صائر، لا يُسألُ عمَّا يَفعل وهُم يُسئَلون، وأشهد أنْ لا إله إلا الل

عنصرية أم تمييز؟!

العنصرية داء خبيث عانت منه الكثير من المجتمعات ففتك ببعضها و أدخل بعضها في دوامات من الصراع والنزاعات، والعنصرية أمر بغيض أساسه الكبر والتعالي والنظر

"آل الشيخ" جهوده إلى الشيشان.. والإعلام الساقط إلى الخسران

الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد

تعليقات


آخر الأخبار