كلمة وفاء في أختنا الشيخة سلوى السبكي رحمها الله
بقلم – فضيلة الشيخ الدكتور عاصم القريوتي
الأستاذة سلوى بنت حسن السبكية الخزرجية الأنصارية امرأة من فرائد العصر، عالمة وداعية سلفية كانت تسكن المدينة النبوية وكانت باذلة وقتها للعلم ونشر الدعوة السلفية، ولها طالبات عديدات من دول عديدة، وتشرف على مدارس خارج المملكة.
وكانت شديدة العناية بالتوحيد والسنة، والتربية وتهذيب الأخلاق، ولا أعلم امرأة فيها بذل وعطاء حتى في المرض مثلها إذ دأبها العلم والنصح طوال سنين حتى مع شدة مرضها وقبيل وفاتها، وبيتها العامر بالمدينة كان يعج بالحاضرات في دروسها الأسبوعية ولها دروس كانت تُبث خارج المدينة عبر الغرف الصوتية.
ولها رحمها الله دروس في كتب عديدة منها: "شرح كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد، كتاب الكبائر، شرح العقيدة الواسطية، كشف الشبهات، الأربعون النووية، القواعد الأربع، وكشف الشبهات، والأصول الثلاثة"، وكان بيتها مفتوحًا كل جمعة لتدارس صحيح البخاري، ومن مزاياها رحمها الله ربط النساء بالعلماء الكبار وإجلالهم.
ومما قيل في الثناء عليها:
"معلمتي سلوى السبكي تعامل طالباتها وكأنها أمهن تُوجه، وتنصح، وتتفقد أحوالهن وتعينهن بما استطاعت. تحب السلفيين وتهتم لأحوالهم وتتفقدها داخل المملكة وخارجها".
"معلمتي وقائدة المرحلة الثانوية الرابعة والثلاثون سلوى السُبكي القائدة المُختلفة كَانت تمشي بيننا لتُعلمنا المناهي في الجلسة والأكل والشرب والصوت وماقيل فيها بأصولها الثابتة، لم تكن يوماً عادية. سلام الله عليكِ أينما كُنتِ".
وتقول إحدى الأستاذات: "كانت تعاني من المرض، فتتغلب وتحضر مبتسمة وتلقي إذاعة المدرسة".
وتقول الأخت أم خالد فيما سطرته عنها: "وكانت تمد يد العون للمحتاجين في بلاد شتى، ولها في السودان مكتبة وقفية لطلاب العلم، ومركز لتحفيظ القرآن الكريم والدراسات الشرعية، وكانت تقول أريد هذا زادًا لآخرتي ...
لا يكاد يخلو مجلس لها من التذكير بأهمية الدعوة إلى العقيدة الصحيحة حتى رسخت في أذهاننا عبارتها : (الله الله في الدعوة إلى التوحيد، الله الله في التحذير من الشرك، إياك يا طالبة العلم أن تتكاسلي وأنت ترين انتشار الشرك وظهورالبدع والخرافات).. وكنا إذا طلبنا منها أن ترتاح لأجل شدة مرضها ترفض وتقول أريد أن أموت على هذا.
وكانت لا تكل ولا تمل من النصح والإرشاد والدعم ومتابعة جهود طالباتها داخل المملكة وخارجها جزاها الله خيرا على ما قدمت.. انتهى.
وكان للشيخة سلوى السبكية رحمها الله خلال مرضها محاضرة بمدينة العلا قبل نحو 7 سنوات، وكتبت ابنتي الأستاذة أم مالك كلمة تلقيها بالتعريف بها.
ثم لما جاءت الأستاذة سلوى قالت لابنتي: أرني ما كتبت، ثم قالت: احذفي كل الثناء الفاضلة وغير ذلك.. فاللهم ارحم أَمَتَك سلوى السبكية وارفع درجاتها ونزلها في جنتك يا رحمن يا رحيم.
وأختم بما سطرته ابنتي الأستاذة الفاضلة أم عبدالله مليكة القريوتية:
الحمد لله رب العالمين أن يسر لي زيارة أستاذتنا أ. سلوى قبل وفاتها.. فاللهم اغفر لها وارحمها وارزقها الفردوس الأعلى، بالرغم من تعبها الشديد وتتألم أمامنا ألمًا شديدًا، كانت تصلي، وحفظ الله لها عقلها، وذاكرتها ممتازة حتى في استحضار الفتاوى والأدلة .
وتردد بالدعاء: (ربنا أفرغ علينا صبرًا)، وكما جاء في الحديث الصحيح: (احفظ الله يحفظك)، (تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ).
سألتها عن لبس الخرزة الزرقاء إذا لم تكن على صورة العين؟، فردت لا الشيخ الفوزان يقول لا يدخل في النهي.
واستحضارها لنصوص الصبر على المصيبة عجيب، ووصيتها لنا بدراسة التوحيد، وسؤالها عن بعض الأخوات، وكرم ضيافتها وعطائها وحتى طلبت نجلس على العشاء، فكانت زيارتها طيبة ونافعة وزيادة في الإيمان والتثبيت لنا.
فاللهم أحينا وأمتنا على التوحيد والسنة.
اللهم ارزقنا وإياها القول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة.
إن العين لتحزن وإن القلب ليدمع ولا نقول إلا ما يرضى الرب.
اقرأ المزيد
الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين
الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا
فمع تداول صور المطاف وهو خال من الطائفين بسبب عمليات التعقيم والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا
تبذل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة في المملكة العربية السعودية بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، جهودًا كبيرة لنشر العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي الأصيل
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين رضي الله عنهم أجمعين