العلامة "السحيمي": الإسلام جماعة لا جماعات وتنظيم "الإخوان" محضن الفرق التكفيرية
أكد فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن سعد السحيمي، المدرس بالمسجد النبوي، أن الواجب على المسلمين جميعًا لزوم جماعة المسلمين؛ محذرًا من التفرق لقوله تعالى: "وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ ۚ وَأُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، وقوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ).
وأوضح العلامة "السحيمي" في محاضرة له تحت عنوان (خطورة الانتماء إلى الإخوان المسلمين) في جامع قباء، أن النصوص في وجوب لزوم الجماعة كثيرة، من ذلك قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا"، وقوله تعالى: "وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وكذلك قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ".
ولفت إلى أن ما جاء في السنة النبوية في هذا الباب كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: " إِنَّ اللَّهَ تعالى يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا, وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، فَيَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ, وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ, وَإِضَاعَةِ الْمَالَ"، قوله صلى الله عليه وسلم: "نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم، فإن الدعوة تحيط من ورائهم".
وتابع: "صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال (عَلَيْكُمْ بِالجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالفُرْقَةَ)، وصح عنه صلى الله عليه وسلم (ألا إنَّ مَن قبلَكم من أهلِ الكتابِ افتَرقوا على ثِنتين وسبعين مِلَّةً، وإنَّ هذهِ المِلَّةَ – أي أمة الإسلام - ستَفترِقُ على ثلاثٍ وسبعين : ثِنتانِ وسبعونَ في النَّارِ، وواحدةٌ في الجنَّةِ، وهيَ الجماعةُ وإنَّهُ سيخرجُ من أُمَّتي أقوامٌ تَجارى بِهم تلكَ الأهواءُ كما يَتَجارى الكَلبُ لصاحِبِه - كما يَسْري داءُ الكَلْبِ بالجسدِ الَّذي يُصيبُه، وداءُ الكلبِ: هو عَضَّتُه الَّتي تَصِلُ إلى جميعِ الجسدِ-، لا يَبقى منه عِرْقٌ ولا مِفصلٌ إلَّا دخلَه).
وشدد على أن الإسلام جماعة لا جماعات وفرقة لا فرق وطائفة لا طوائف وحزب لا أحزاب، مستشهدًا بقوله تعالى: (أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي قَائِمَةً بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ أَوْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ عَلَى النَّاسِ).
وعن تنظيم الإخوان المسلمين، أوضح أن الاسم رنان ينطلي على البعض ولهم من وراء ذلك هدف بارز استقطاب جميع الطوائف الضالة وعلى رأسهم الرافضة والصوفية والباطنية حتى قال حسن البنا مؤسس التنظيم في بيان ما يرمي إليه مسمى جماعته: (دعوة الإخوان دعوة سلفية وحقيقة صوفية وهيئة سياسية وجماعة رياضية ورابطة اجتماعية ثقافية وفرقة اقتصادية وفكرة اجتماعية)، مؤكدًا أنه يكفي من ضلالهم تسمية الإسلام بـ"الفكرة".
ولفت إلى أن الاغتيالات السياسية من أبرز مبادئ تنظيم "الإخوان" حتى وصل الأمر إلى اغتيال من اختلف معهم من داخل التنظيم على طريقة الماسونية، مؤكدًا أن القوم يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة على مبدأ ميكافيلي.
واستشهد بواقعة اغتيال التنظيم لعبد الرحمن السندي؛ فحينما اختلفوا معه أرسلوا صندوقًا مفخخًا بالديناميت ليرضوه قتيلًا برفقة أخيه الصغير البالغ من العمر تسع سنين وبعض المارة، مؤكدًا أن أعضاء تنظيم الإخوان مستعدون أن يصلوا إلى غاياتهم ولو على الأشلاء والجماجم.
ولفت إلى أن محضن الفرق التكفيرية الأول جماعة التبليغ، والثاني جماعة الإخوان المسلمين ثم يتشعبون وينشطرون كعادة الأحزاب والطوائف المنحرفة عن هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأكد أن من مبادئ تنظيم الإخوان الاشتغال والانهماك بالسياسة، واستقطاب الأموال تحت ستار العمل الخيري وخاصة قضية فلسطين من أجل الوصول إلى مآربهم.
شاهد المزيد:
اقرأ المزيد
من شر المذاهب وأخبثها مذهب الخوارج، وهم الذين يكفرون المسلمين بالكبائر، ويستحلون دماءهم، والذين ينكرون على ولاة الأمر بالسلاح
عملت التنظيمات المتطرفة عبر العصور، على استغلال الإعلام وأدواته المتاحة في كل زمان، للترويج لأجنداتها داخل المجتمعات، فاستغل الإرهابيون
حذر عمرو فاروق، الباحث في شؤون التطرف، من خطورة تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن، مؤكدًا أنهم يلعبون على كل الأطراف من أجل تحقيق مصالحهم.
سرد الشيخ محمد بن حسن الشهري، مدير إدارة الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير، عن واقعة حقيقية تكشف أساليب التنظيم السروري
تكلمت في مقالٍ سابق عن أساليب هذه الجماعات المُتطرفة في استخدام القوة الناعمة
في أزمنة الفتن ينشط خفافيش الظلام من خوارج العصر، ومن تشبه بهم من دعاة الافتراق، في الدعوة إلى باطلهم