مع كتاب "في ظلال القرآن" لسيد قطب


بقلم - عبد الصمد بن أحمد السلمي

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعدُ:

 

فقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بجرد كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب، أحد أشهر رموز الإخوان المفلسين بعد حسن البنا، وهذا الجرد كان من أجل تتبع فواقره العقدية التي ملأ بها كتابه هذا، والتي فاقت 440 موضعا، وكثير من المواضع تركتها عمدا، وقد يجد المتعقب أيضا كثيرا غيرها سقطت سهوا.

 

وهي عبارة عن تغريدات في حسابي على برنامج التواصل الاجتماعي "تويتر"، بدأت فيها من 15/ 11/ 1440 هـ، وأنهيتها في 19/ 4 / 1441 هـ؛ وتقييد أخطائه العقدية وغيرها التي وقفت عليها قدر المستطاع. وقد خلصت منها إلى نتائج؛ بعضها لم يكن لديّ شخصيا معرفة بها، وإن كنت لم أستبعد وقوع سيد قطب فيها، وبعض هاته النتائج لم يسبق لأحد أن نبّه عليها، بعضها من عظائم الفواقر العقدية..

 

وسألخّصها فيما يلي:

 

- عدم التفريق بين الأمر الكوني والأمر الشرعي، وجعل الإيمان هو موافقة الأمر الكوني، وهذا هو سبب وقوع سيد قطب في كثير من هاته الفواقر، والتي منها: وحدة الوجود، والجبر.

 

- وحدة الوجود ملأ بها كتابه، وكلامه فيها كلام خبير ماكر، وليس كلام مقلّد جاهل.

 

- عقيدة الجبر، وهاته ملأ بها كتابه، بل جعل الجبر حتى في الحاكمية، وهو ما يتوافق مع دعوته للتناسق مع الكون على مذهب الثيوصوفيا.

 

- الدعوة إلى الفلسفة الإشراقية الغنوصية على طريقة الباطنية والإسماعيلية، وهي التي تأتي عن طريق الرياضات والمجاهدات، بل وصف النبي صلى الله عليه وسلم بها.

 

- الدعوة إلى التناسق الثيوصوفي على طريقة بلافاتسكي وألس بيلي وغيرها من دعاة حركة العصر الجديد الماسون، والزعم بأن القرآن أنزل لتقرير ذلك.

 

- الدعوة إلى التخلق بأسماء الإله عند سيد قطب، وهي دعوى الفلاسفة الإشراقيين، والقصد بذلك التخلص من العبودية التي خلق لأجلها الإنسان.

 

- إنكار حقيقة النبوة، وأنها مكتسبة على طريقة الباطنية والفلاسفة.

 

- القول بتطور العقائد عبر التاريخ، أو ما يسمّيه "الرشد العقلي"، وهذا ناشئ عن الفلسفة الإشراقية التي من نتائجها وضوح التصورات مرة بعد أخرى كما يزعمون.

 

- إنكار كثير من الغيبيات عن طريق التصوير الفني، والذي حقيقته هو "التخييل" عند الفلاسفة كابن سينا والفارابي وغيرهم من الملاحدة.

 

- إنكار كثير من صفات الله سبحانه بالتعطيل على طريقة الزمخشري البلاغية والتخييل الفلسفي الذي يسمّيه "التصوير الفني".

 

- وصف الله سبحانه بعدد من الصفات القبيحة كالتدخّل والحضور والمشاهدة كما يتفرج الإنسان على المسرحيات، والتصور الذي هو مسبوق بالجهل البسيط، وتسميتة الله سبحانه بالعقل المدبر وغيرها.

 

- إنكار حقائق الآخرة من نعيم وعذاب، وتأويله على طريقة ابن عربي الصوفي الحاتمي، أي: على طريقة (سمّي عذابا من عذوبة طعمه)، ونعيم الجنة عنده مجرد (حالة من الرفعة والمتعة..).

 

- إنكار الحقائق الشرعية كتأويله للقِبْلة بأنها رمز للمنهج الإلهي، وهذا تأويل على طريقة القرامطة والإسماعيلية، وهو إنكار لحقيقتها الواقعية.

 

- جعل نعيم الآخرة مجرّد تكميل لنعيم الدنيا، وأن نعيم الدنيا = التمكين، أي: وصول الإخوان للكرسي هو النعيم الحقيقي، وجعل مجرد الوصول إلى الكرسي فيه أجر وثواب.

 

- القول بالتناسخ، وهذا فرع عن عقيدة الجزاء الدنيوي السابق ذكرها.

 

-الزعم بأن الله خلقنا لنحكم، وهذه ملأ بها كتابه، والله سبحانه خلقنا لعبادته؛ قال تعالى: {وما خلق الجن والإنس إلا ليعبدون}.


- القول بأن القرآن أنزل ليقيم دولة، وأن الله سبحانه -تعالى الله عن قوله- قائد علوي، وهذا منطلق من معتقد الحركات السرّيّة في الإله أنه هو الذي يضمن {الخلد وملك لا يبلى}، ووصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالقائد على طريقة الباطنية بأن الرسل جاؤوا لإصلاح الدنيا فقط.

 

- الدعوة الصريحة إلى إنشاء دولة الغنوصية المثالية المدنية = مدينة الفارابي الفاضلة = جمهورية أفلاطون = النظام العالمي الجديد الذي ترعاه الماسونية ويعبد فيه لوسيفر.

 

- جعل الإخوان المفلسين هم شعب الله المختار، وحصر فهم القرآن الكريم فيهم على طريقة الحركات السرّية الباطنية، وهذا في الحقيقة تطبيق لقاعدة الخوارج في فهم القرآن [انطلقوا إلى آيات نزلت في الكفار فجعلوها في المسلمين].

 

- ومن إساءاته للأنبياء التي لم يشر إليها أحد فيما أعلم: وصف نبي الله زكريا -عليه السلام- بأنه نذر نفسه للعبادة كالرهبان، والطعن في آدم -عليه السلام- بأنه اتبع شهوته، والطعن فيهم جميعا -عليهم السلام- بأن الوحي خلّصهم من العصبية.

 

- وأما باقي الضلالات العقدية؛ فقد سبقني إليها العلماء السابقون كالشيخ العلامة ربيع المدخلي وغيره.

 

ومن أراد الاطلاع على مواضع كل ضلالة مذكورة فلينظرها موثقة بتصوير كلامه من كتابه في حسابي على تويتر.

لمتابعة حساب الكاتب:

@ABOAHMAD198627

@assolami198627

اقرأ المزيد

مكافحة التطرف على شبكات التواصل

عملت التنظيمات المتطرفة عبر العصور، على استغلال الإعلام وأدواته المتاحة في كل زمان، للترويج لأجنداتها داخل المجتمعات، فاستغل الإرهابيون

"داعش".. من "أرض التمكين" إلى "غياهب الشتات"

أعلنت خلال الأيام الماضية الولايات المتحدة الأمريكية، القضاء نهائيا على تنظيم داعش في آخر معاقله بمدينة الباغوز شرق سوريا

باحث محذرًا من خطورة "إخوان اليمن": يلعبون على كل الأطراف

حذر عمرو فاروق، الباحث في شؤون التطرف، من خطورة تنظيم الإخوان الإرهابي في اليمن، مؤكدًا أنهم يلعبون على كل الأطراف من أجل تحقيق مصالحهم.

الدكتور عبدالسلام السحيمي يوضح أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية

استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك

داعية يحذر من أساليب الخوارج في تجنيد الشباب خلال شهر رمضان

حذر الشيخ عبدالمحسن باقيس، الداعية البارز، من الأساليب التي تنتهجها التنظيمات الخارجية وعلى رأسها تنظيم "الإخوان" الإرهابي لتجنيد الشباب في رمضان.

المخاطر المترتبة على استخدام الجماعات المتطرفة لـ"القوة الناعمة"

تكلمت في مقالات سابقة عن أساليب هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في استخدام القوة الناعمة

تعليقات


آخر الأخبار