الأَغـْـــبـــِـيــَاءُ!
بقلم - عبد الصمد بن أحمد السلمي
المؤمن كيّسٌ فَطِنٌ، يلهمهُ ربّه بتقواه فراسة يُدرك بها ما يضرّه وما ينفعهُ؛ ذٰلك أنّ الله سبحانه جازَى المتّقين المؤمنين بنور في الدنيا والآخرة، نور دنيوي: [وجعلنا له نورا يمشي به في الناس]، ونور أخروي: [نورهم يسعى بين أيديهم وبإيمانهم].
لكنّ هذه النّعمة الجليلة وهذا النور الرّبّاني حُرِمها الإخوان المفلسون أيّما حرمانٍ، فهم أغبياءُ ويَحسبُون أنّهم أذكى خلق الله! فهم يتخبّطون في ظلمات بعضها فوق بعضٍ...
كلّ من وصف الإخوان المفلسين أشار إلى أنّهم يخدمون أعداء الله شعروا أو لم يشعروا.. وإنّ هذه الإشارة نتوقّفُ عندها لنقول :
إنّ معظم الإخوان من الدَّهماء الذين يُدَغدغون بالعواطف ويُلْهبون بالمواقف .
ومن كان كذٰلك سَهُل جَرُّهُ من رقبته كالشاة إلى القصّاب ..وعَرْكُهُ كخيوط الرّباب .
وليس الأمر خاصّا بدهمائهم ، بل قادتهم أغبياء في صورة خبثاء..
ونفس الكأس التي ذاقوا مرارتها يُعيدون تذوّقها ، والحجر الذي لدغوا منه سرعانَ ما يُدخلون أصابعهم إليه ثانية..
فلا يتوبون ولا هم يذّكّرون ..!!
فشلوا في أفغانستان، وفشلوا في السودان، وفشلوا في الجزائر، وفشلوا في العراق، وفشلوا في تونس، وفشلوا في مصر، وفشلوا في اليمن، وفشلوا في المغرب، وفشلوا في تركيا، وهم الآن فاشلون في سوريا التي تحترق ولا عزاء لمُطْفئيها...
كلّ خبثهم ومكرهم وشدّة تلاعبهم بالدّين وتحريفهم له لم يشفع لهم في إقامة دولة إسلامية تطبّق الشريعة حقيقة لا أورّيدي..
قال بعض السلف: «إنّ الفتنة إذا أقبلت عرفها العالم ، وإذا أدبرت عرفها كلّ جاهل » ، لكنّ الإخواني لا هو عالم ولا هو جاهل ، فهو يبقى جاهلا بها حتى يموتَ ...! بحزام ناسفٍ أو على السّرير...
كثير من العوامّ في جزائرنا الحبيبة أدركوا بطلان ما عليه جبهة الإنقاذ الإخوانية، وعرفوا فشلها قبل أن تفوز في الانتخابات .. وكثير من الجهلة كانوا أتباعها أو مغترّين بظاهرها ندموا لمّا اطّلعوا على حقيقتها بعد زوالها...
لكنّ من ارتوى من أتباعها من فكرها وأثّر فيه مازال يُشكّكُ ويُشكّكُ في أسباب الفشل والخذلان..
فقبل سنواتٍ حادَثْتُ أَحَدهم ؛ فقال : كانت نِيّتُنا خالصةً في تطبيق الشريعة ! فقلت له :لماذا حَلَقت لحيتكَ إذن ؟! لو كنت صادقاً لاستَمْرَرْتَ بإعفائِها !! فَبُهِتَ..!!
وإلى الآن المخذولون ممّن عَمِيت بصائرُهم يقولون: إنّ ليبيا وسوريا أحسن الدّول الإسلامية حاليا !!...
والكارثةُ أنّه لم يُفكّر أحدٌ منهم في منهج الإخوان المفلسين وأنّه هو سبب فشلهم وتَساقُطِهم ورجوعهم القهقرى في كلّ عام عن العام الذي قبله..
وجميع ما يُعلّقون به فشلهم يقولون للمخدوعين بهم : هي مؤامرةُ الحكّام برعاية أمريكية ! هي خيانة السلطة بدعم يهودي! هو تزوير الأحزاب الأخرى للانتخابات بتوجّهٍ علماني ! كدنا أن نَّصِلَ لولا الانقلابُ الإجرامي للجنرالات ! كدنا أن نستمرّ في الحكم لولا غدر المشير "القاتل" بنُصْرةِ أصحاب الريالات !
وهم الفاشلون فلا يتوبون ولاهم يذّكّرون ..
وهذا مصداقُ ما قاله الإمام الألباني عن دعوة الإخوان المفلسين: «مَكانك رَاوح»، وكان الإمام الوادعي يقول: «هم مُفلسون في الدّين والسياسة معاً ..!".
قال تعالى: [ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّة ونذرهم في طغيانهم يعمهون].
وقال تعالى: [أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون ..].
اقرأ المزيد
كشفت دراسة حديثة عن أسباب حرص الجماعات الإرهابية المتطرفة على استخدام العملات الافتراضية، أهمها إخفاء هوية مستخدمي هذه العملات.
استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك
تكلمت في مقالٍ سابق عن أساليب هذه الجماعات المُتطرفة في استخدام القوة الناعمة
استعرض الشيخ محمد بن حسن الشهري، مدير إدارة الدعوة بفرع الوزارة بمنطقة عسير، استراتيجيات الجماعات الضالة في التغرير بالشباب
كشف الشيخ نايف العساكر، مستشار في شؤون الجماعات والأحزاب المتطرفة، عن خقيقة توبة القيادات الإخوانية
فقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بجرد كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب، أحد أشهر رموز الإخوان المفلسين بعد حسن البنا،