ثورات الجحيم العربي والحزب السروري (1)


بقلم _ محمد بن حسن الشهري

مدير إدارة الدعوة والإرشاد بفرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة عسير

 

اندلعت الثورات العربية المشؤومة نهاية ٢٠١٠م فكان للتنظيم السروري مواقفه المشهودة والتي لم تكن صدفة عشوائية، بل كانت محاولة ترتيب الأوراق وتوزيع الأدوار باستغلال الحدث القائم، والاستعداد لأي تغيير يحدث. ففتحت الأفعى فكيها وكشفت عن نابيها!

قام عمل التنظيم السروري على عِدَّةِ مرتكزات:

- التأييد الصريح للثورات.

- صبغ الثورات بالصبغة الشرعية.

- التشكيك في كل من أنكر هذه الثورات. فانقلبت لغة السرورية إلى لغة الاستعلاء! حتى صار خطاب بعضهم أشبه بخطاب دكتاتور يهدد حكومات العالم!

توقَّع الطابور الخامس (الأتباع) أن كُبراء الحزب السروري سيبقى مثالًا للثبات على المبادئ والقيم الإسلامية! فظهرت المصالحة السرورية الليبرالية، وقاموا بتبادل الزيارات، وتخفيف صوت الحدة بين الفريقين، حتى بلغ الغزل!

وأما تحكيم الشريعة الإسلامية والبراءة من المشركين فسرعان ما تغيرت الفتوى السرورية فيه، وظهر الدفاع المرير عن جماعة الإخوان المسلمين في مصر بعد فوزهم (الأوبامي) بالرئاسة المصرية! فهرع السروريون يباركون ويسعون دعمًا بكل صوت وخطبة وفتوى!

تأثَّر بعض أتباع السرورية (الطابور الخامس) بما جرى في صفوف كُبراء الحزب، كيف وهم الذين كانوا في سراديبهم يكفِّرون الحكومات بحجة عدم تحكيم الشريعة، وإذ بفتاوى جواز تحكيم الدستور الوضعي تتطاير تطاير الصحف بمجرد أن حكم الإخوان المسلمون في مصر!

ومن أدبيات الحزب السروري أن هؤلاء المنكرين ما هم إلا سذج لا يفقهون الواقع، بل هم عالة نكراء على مشروع كبير حَسِبَهُ السروريون شيئًا، حتى إذا جاؤوه لم يجدوه شيئًا.. فاستمر العزف السروري على وتر القوة الوهمية، والتي لم تزدهم إلا خبالًا!

لسذاجة فِكْرِ كُبراء الحزب السروري (فقهاء الواقع) أنهم ظنوا أن الدولة السعودية ستقف موقف مكتوف اليدين أمام هذا العبث الحزبي، والاستهانة بدماء المساكين المنادين بالحريات المزعومة! فظن السرورية أن تغريدات تويتر سوف تنفعهم وتغني عنهم!

اعتلت نبرة الحزب السروري حتى رأينا من يوجه النصح علنًا لولاة الأمر وبلهجة التهديد عبر تويتر أو الفضائيات، بل استطال الأمر إلى مسيرات الإنكار العلني الجماعي! وما زالت سذاجتهم تسري في عروق أدمغتهم! ظنًا منهم أنهم قادرون على مواجهة دولة بأسرها!

بعد حكم الإخوان المسلمين في مصر أخذ الحزب السروري العمل على جهتين: 1: المناداة بمبدأ السمع والطاعة لولي الأمر. والذيب كان وما زال غائبًا في الخطاب السروري مع حكام الدولة السعودية. 2: تشويه صورة كل حاكم دولة لا يقف مع جماعة الإخوان المسلمين.

بعد فشل أيام ثورات الجحيم العربي ومشروع الفوضى الخلاقة (مشروع أوباما) أخذوا الحزب السروري يتواصون فيما بينهم بالتراجع عن الساحة وحفظ رأس المال، حيث الشعوب والمجتمعات قد لفظتهم..

يتبع إن شاء الله..

اقرأ المزيد

كلمة الملك "سلمان" بين "الرحمة" و"الشفافية"

الكلمة التي ألقاها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله

المملكة العربية السعودية.. عَمِيْلَةٌ لمن؟

بكل صراحة... أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة

احذر هذا المنزلق

قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ

علماء حاربوا الإرهاب منذ زمن

إن الجهود التي قام بها علماء الإسلام ودعاة السنة لنصرة دين الله عزوجل كثيرة لا يكاد يحصيها بشر

خاطرة.. حينما تتحول المحن إلى منح

رسالة ود ومحبة وإخاء لمن يستشعر هذه الأيام بشيئ من الملل ويشعر بالضيق من الجلوس في منزله بسبب فيروس "كورونا" .

ما الموقف السليم تجاه انتشار المنكرات..؟

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين رضي الله عنهم أجمعين

تعليقات


آخر الأخبار