"متحدث الصحوة".. اعتذار "أستاذ المداهنة" الباهت في مدرسة المكر والخديعة


منذ الوهلة الأولى لم أتردد أبدًا في التعليق على حلقة الصحوي الإخواني عائض القرني معلنًا اعتذاره الباهت، أستاذ المداهنة الذي لم يتخل وهو يعتذر عن صحوته فقال بالنص: "باسم الصحوة اعتذر"، تعتذر عن ماذا يا خريج مدرسة الصوفي الحصافي حسن البنا.. مدرسة المكر والخديعة.

في الحقيقة حاولت أن أحسن الظن وأصدقه؛ لكنني لم أجد في أحاديثه نبرة حزن أو دمعة ندم على الفتاوى التي أذهقت آلاف الشباب عبر الأشرطة التي كانت تضج في مساجدنا مشعلة نيران في الصدور، تلقتها أيادي التطرف وزجت بها إلى مواطن الفتن، كم من صديق وأخ سلك طريق الهداية قاصدًا المولى عز وجل كانت نهاية على أيديكم في مواطن الفتن، وكم من حافظ للقرآن افتقدناه بسبب تهييجكم، والآن وبكل بساطة تعتذر، كم من بيت أقيمت فيه المآتم بسبب فتاوى ليس لها أساس في الشرع؟، وخطب عنترية مدفوعة الأجر!.

تعتذرون عن ماذا وماذا وألف ماذا؟!

كنزتم الأموال وشيدتم القصور وتضاعفت تجارتكم بأموال الفقراء والسذج؛ زيارات ورحلات هنا وهناك دون أن ترف لكم الأعين على ما ارتكبتم في سوريا ومن قبلها العراق وأفغانستان، صدرتم الشباب بالجملة إلى المحارق تحت مسمى الجهاد ولم نجد واحد منكم لا أقول قتل في مواطن الفتن، وإنما غبرت حتى قدماه، ولم نر أولادكم في تلك المواطن؛ بل وجدناكم فجأة تشيدون بإنجازاتهم بعد اجتازوا مراحلهم الجامعية في أفضل الجامعات خارج أوطانهم.

تعتذرون عن ماذا وماذا وألف ماذا؟!

أتعتذرون عن مئات الألوف من اللاجئين الذين تشردوا أم عن الآلاف من فاقدي الأطراف أم عن ملايين الأيتام أم الأرامل أم.. أم.. أم...كم من قلب أم مكلومة وأخت مصدومة وأب ممحون وطفل مسلوب الحياة.

اتعلم يا عائض القرني.. الشيئ الوحيد الذي نصدقه في حديثك أنك أردت أن تواكب المرحلة، فقواعد اللعبة تغيرت؛ وكما قيل لا تصدق الحزبي (الإخواني ومن شاكله) ولو تعلق بأستار الكعبة، فقد نشأ وترعرع هؤلاء على التلون في دين الله، وما يسمى لديهم بـ(فقه المرحلة) و(الأولويات)، فكل مرحلة من المراحل -حسب زعمهم- لها ثوب ولبوس! وكما قال بعض السلف: (صاحب البدعة لا تأمنه وإن قرر السنة فإن عاقبته لا تؤول الى خير)!

أيها العاطفيون..!

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين؛ كيف يمكن أن تثق الشعوب العربية والإسلامية من جديد في من لعب بأفكارهم وعواطفهم ومشاعرهم وقبل كل ذلك دينهم؟، كيف يمكن أن تثق شعوبنا مرة أخرى في من اتخذوا الفتوى حسب ما تقتضيه مصلحة الجماعة، أفيقوا يرحمكم الله.

لا تعيدوا زمن الصحوة بثوبها الليبرالي الجديد؛ اعزلوهم كما عزلوا الشباب عن مجتمعاتهم، ووالله إننا لنجد تحالف ليبروـإخوانجي جديد يلعب دورًا قذرًا هذه الأيام تتضح ملامحه يومًا بعد يوم.

اعترافات باهته وشو إعلامي لا يثمن ولا يغني من جوع

عائض القرني لم يأت بجديد؛ فما قال له؛ كان يحذر من السلفيون منذ سنوات بعيدة، وفي وقت كان لتنظيم الإخوان الإرهابي شوكة خلال الربيع العبري؛ فانتدب السلفيون أنفسهم وقاموا الفكر الإخواني والسروري في وقت كان من الصعب أن يتحدثوا فيه وأخص بالذكر الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، والدكتور عبدالعزيز الريس، والشيخ حمد العتيق، والشيخ سالم الطويل والشيخ محمد سعيد رسلان وغيرهم بالمئات، ودفعوا الضريبة غالية وقتها؛ فاتهموا بالجامية كما اتهم علماؤنا من قبل، واطلق عليهم "الأمنجية" وغيرها من الألفاظ وضيق عليهم وحرموا من اعتلاء المنابر.

والسؤال الأبرز الذي نختم به مقالنا اليوم.. لماذا الآن يا عائض القرني؟، انتظرت طيلة هذه السنوات والشهور لتكتشف أنك مخطيئ، ولماذا لم تتبرأ من تيار الصحوة، فما زلت متمسكًا به وقد وقعت زلات لسانك حينما قلت: "اعتذر باسم الصحوة".. أي أنك ما زلت على منهجك الثوري.

وللحديث بقية..!

اقرأ المزيد

عنصرية أم تمييز؟!

العنصرية داء خبيث عانت منه الكثير من المجتمعات ففتك ببعضها و أدخل بعضها في دوامات من الصراع والنزاعات، والعنصرية أمر بغيض أساسه الكبر والتعالي والنظر

حفيد المجدد

الحمدلله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

الإرهاب وطرق المواجهة

تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر

احذر هذا المنزلق

قال الله تعالى : {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ

"آل الشيخ" جهوده إلى الشيشان.. والإعلام الساقط إلى الخسران

الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد

كلمة عن نشر البكائيات بسبب الإغلاق المؤقت للمطاف

فمع تداول صور المطاف وهو خال من الطائفين بسبب عمليات التعقيم والحفاظ على حياة الناس وصحتهم من انتشار وباء كورونا

تعليقات


آخر الأخبار