وقفات مع وفاة الإخواني محمد مرسي
بقلم - الدكتور عبد العزيز بن ريس الريس
المشرف على موقع الإسلام العتيق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... أما بعد:
فإنه قد دلَّت سنة الله الكونية والشرعية أن الله سبحانه لا يُصلح عمل المفسدين، بل يجعل أمرهم في سفال قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} [يونس: 81]، وقال تعالى: {وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلً} [فاطر: 43].
وممن كان فيهم إفساد عظيم جماعةُ الإخوان المسلمين، وقد أفسدوا أديان المسلمين ودنياهم، ومن طالع تاريخهم وجده مليئًا بشواهد ذلك، لذا وصفهم العلامة أحمد شاكر -رحمه الله تعالى- قديمًا بأنهم خوارج؛ لِما قاموا به من اغتيالات [راجع جمهرة مقالاته (1 / 473)].
وهكذا توارد أهل السنة في الرد عليهم بل وأفردوا فيهم مؤلفات ومقالات، إلى أن وفَّق الله دولة التوحيد (السعودية) ومن معها من دول فصنفوا جماعة الإخوان المسلمين بجماعة إرهابية بعد عقود من الزمن من ردود أهل السنة عليهم.
فمن ظنَّ أن أهل السنة لم يردوا على الإخوان إلا بعد أن صُنِّفوا بجماعة إرهابية فقد أخطأ، ومن أراد التأكد فليُراجع ركنًا خاصًا بموقع الإسلام العتيق في الرد عليهم.
https://islamancient.com/play.php?catsmktba=4115
وبعد هذا؛ فإن ههنا وقفات مع حدث وفاة الإخواني محمد مرسي رئيس مصر سابقًا:
الوقفة الأولى:
قد تنازل مرسي عن أصول شرعية عظيمة، كزعمه أنه لا فرق بين عقيدة المسلمين والنصارى، وكتهوينه من حد رجم الزاني ... إلى غير ذلك من الموبقات قبل أن يكون حاكمًا لمص -حرسها الله-، فيا تُرى فما عسى حزبه نافعهُ إذا وقف بين يدي ربه وسأله عن هذه الموبقات الشنيعات، وهذه عبرة لكل إخواني أن يتوب قبل الموت والفوت.
الوقفة الثانية:
لما تولى مرسي رئاسة مصر تقارب مع الرافضة، وأرجع العلاقات مع دولتهم إيران بعد أن كانت مقطوعة أكثر من ثلاثين سنة، بل وأدخل رافضة إيران الأزهر، وحاول إفساد المقررات الدراسية.
فيا تُرى لو بقي ماذا سيكون حال مصر تجاه الرافضة؟
وهذا ليس غريبًا من مرسي، فقد كان حسن البنا داعية تقريب مع الرافضة، فيا عجبي ممن نشأ على التوحيد ويتعصَّب لجماعة الإخوان وهذا شيء من حالهم العقدي!
الوقفة الثالثة:
لما تولَّى مرسي رئاسة مصر ثبت أهل السنة على أصولهم وموقفهم الشرعي من السمع والطاعة للحاكم في غير معصية الله، وقرَّروا أن على المصرين السمع والطاعة لمرسي في غير معصية الله، وقد أصرَّ الإخوان أن يكذبوا على السلفيين ويزعموا أنهم لم يُقرِّروا ذلك بأن زوَّروا كلامًا للشيخ الفاضل: محمد سعيد رسلان -حفظه الله-، فجمع الإخوان في هذا بين الظلم والكذب والزور.
وقد كتبت مقالًا عند تولي مرسي للحكم بعنوان: "فوز مرسي لرئاسة مصر، واختراع فرية غلاة الطاعة":
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=101894
وذكرت فيه بأنه يجب السمع والطاعة له في غير معصية الله، بل يجب على المصريين السمع والطاعة له في غير معصية الله، ومما ذكرت في المقال أنه قد دنا أجل الإخوان بتولي مرسي رئاسة مصر، فلم تمض سنة إلا وقد زال حكمه وصار الإخوان في انحدار وسقوط.
الوقفة الرابعة:
قد غلا الإخوان في مرسي، فزعموا أنه راجعٌ وأقسم بعضهم على ذلك، وهددوا وأرعدوا وأزبدوا، فلما مات شبَّههُ أحدهم بعيسى -عليه السلام- وزعم أن الله قد رفعه إليه، إلى غير ذلك من غلوِّهم وترَّهاتهم، وهذا ليس غريبًا؛ فإن الحزبية رقٌّ بلا ثمن، وتنتج أشد من هذا.
الوقفة الخامسة:
لما تُوفي الملك عبد الله بن عبد العزيز -رحمه الله رحمة واسعة- شمت بذلك الإخوان تلميحًا وتصريحًا، مع أنه ملك لدولة التوحيد السعودية، فهو امتداد لحكم والده المصلح المجدد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله تعالى-، ثم إخوانه الملوك.
وهو في ملكه قد استمرَّ على نشر التوحيد وتمكينه في السعودية، بل في العالم كله، لكن الإخوان قومٌ بُهت، فيا ترى ما موقفهم عند شماتة بعضهم بموت مرسي لحزبيته الإخوانية، ولموبقاته العقدية؟
الوقفة السادسة والأخيرة:
ليعلم الإخوان المفلسون أن إصرارهم على إشعال الفتن في بلاد المسلمين لا يزيدهم من الله إلا بعدًا، ومن التشرَّد والتشرذم إلا قُربًا وزيادةً، فليفيقوا من سكرتهم وتلاعب دول الغرب وأمريكا والرافضة بهم.
ثم ليعلموا أن إصرارهم على تشويه صورة دولة التوحيد السعودية من علامة خسرانهم ومقت الله لهم، وأنهم مهزومون ولا محالة، فكيف يرجون نصرًا وهم يُعادون دولة التوحيد السعودية؟ ثم هم في عدائهم ممتطين الكذب والبهتان؟
ألم يأخذوا العبرة من مقت الله فيمن سبقهم كالدولة العثمانية وجمال عبد الناصر وصدام حسين والقذافي وآخرين كثيرين؟
لكن صدق الله {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46].
وختامًا أدعو أهل السنة أن يجتهدوا في نشر التوحيد والسنة، وألا يُصدقوا كل ما يتناقله الإخوانيون وأذنابهم والمتأثرون بهم عن الدولة السعودية -حرسها الله-، وذلك أن مما يُشاع ما هو كذب لا أصل له، ومنه ما هو حقٌ وصدقٌ لكن بُولغ فيه وزِيد، ومنه ما هو حقٌ وواقع لكن لا يصح أن تُهدر في مقابله حسنات عظيمة لدولة التوحيد والسنة، لاسيما حسنة التوحيد والدعوة إليها وحسنة السنة والذود عنها.
ويتأكد ذلك في حسنة التوحيد والسنة التي قامت بها هذه الدولة المباركة في هذه القرون المتأخرة، في وقت لا توجد دولة تحكم بشرع الله، ولا تنشر التوحيد والسنة وتُلزم من تحت يدها وحكمها به، إلى غير ذلك من المحاسن لهذه الدولة السعودية التي هي سدٌّ منيع -بعد الله- تجاه المد الأمريكي والغربي والرافضي على دول أهل السنة.
أسأل الله الذي لا إله إلا هو أن يُوفِّق الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان أن يُعزِّوا التوحيد والسنة في الدولة السعودية وفي العالم كله، وأسأله أن يكون لهم معينًا ونصيرًا على كل ما يُرضيه سبحانه، وأن يعز التوحيد والسنة في جميع بلاد المسلمين، وأن يكسر الإخوان وكل داعية فتنة وبدعة، إنه القوي العزيز.
اقرأ المزيد
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين رضي الله عنهم أجمعين
إن الجهود التي قام بها علماء الإسلام ودعاة السنة لنصرة دين الله عزوجل كثيرة لا يكاد يحصيها بشر
الكلمة التي ألقاها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد