استمروا في تجفيف منابع الإرهاب


بقلم -  يوسف بن محمد السباعي

 

الإرهاب طريق اختاره أهل الضلال لسلب أرواح الناس وأموالهم وانتهاك أعراضهم، ذم الله عز وجل سالكي هذا الطريق ومقتهم على ذلك؛ لما فيه من التعدي ومجاوزة العدل والوقوع في بؤرة الظلم.

 

ومسلك التحذير من الإرهاب ودعمه وتمويله هو النهج الذي يسير عليه علماؤنا المتمسكون بالهدي النبوي البعيد عن الفكر الدخيل المخالف لشريعة الله في خلق، فلا يزال هؤلاء العلماء يبينون الحق ويحذرون من الباطل لا يكلّون ولا يملّون؛ لأنهم في دفاع عن الحق يرجون رضى الرحمن، وكلما ازداد دفاعهم عنه كلما شنع عليهم أهل الباطل والضلال بالتهم والألقاب المنفرة كـ (الجواسيس، وعبدة السلطان، والوهابية، والجامية).

 

كل هذا التشنيع لأنهم يحثون على التمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وفهم الصحابة – رضي الله عنهم-، ويحذرون من الفرقة والأحزاب الدخيلة التي نشأت على مبدء السمع والطاعة لمؤسسيها ومشايخها والخروج عمن تجب لهم السمع والطاعة حقيقة وهم حكام المسلمين، وعادة -أي أهل الباطل- يظهرون ما لا يبطنون تقية ولمصلحة الدعوة زعموا.

 

ووصية النبي صلى الله عليه وسلم واصحة العيان في الالتفاف حول ولي أمر المسلمين وجماعتهم، والسمع والطاعة في غير المعصية، وعدم شق عصا الطاعة له، والمقصود بولي الأمر الحاكم المستتب له الحكم عليها الذي له البيعة في أعناقنا، وولي أمر مملكتنا هو الملك حمد بن عيسى آل خليفة –حفظه الله-، فمن لم يذعن بالسمع والطاعة له فهو من الخوارج ولا ريب في ذلك.

وإن الخطوة المباركة التي اتخذت لتجفيف منابع الإرهاب المادية لتشفي صدور المؤمنين وتضيق الخناق على أهل الفساد والمجرمين.

وننتظر المزيد من وزارة شئون الإعلام لتجفيف منابع فكر الإرهاب بحظر الكتب التي تروج له بين الشباب وتغذيه، ككتب سيد قطب القائل: (أن المسلمين اليوم لا يوجدون) و(فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان)، وكتب حسن البنا القائل: (نريد أن ينضم إلينا كل جزء من وطننا الإسلامي، فمصر وسوريا والعراق والحجاز وكل شبر أرض فيه مسلم يقول لا إله إلا الله كل ذلك وطننا الكبير الذي نسعى إلى تحريره وإنقاذه، وضم أجزائه بعضها إلى بعض).

 

 وكتب أبي الأعلى المودودي القائل: (دعوتنا لجميع أهل الأرض أن يحدثوا انقلابا عاما في أصول الحكم الحاضر الذي استبد به الطواغيت والفجرة ... حتى يأخذها رجال يؤمنون بالله واليوم الآخر ويدينون دين الحق)، وكتب ومقالات يوسف القرضاوي القائل: (والواجب على الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة أن نقف أبدا في وجه الحكم الفردي الديكتاتوري والاستبداد السياسي والطغيان على الشعوب) وغيرهم من قيادات الإخوان منبع التشدد والغلو وأفرادها ومن تشربوا بفكرها، ومن خدعوا بنحو عباراتهم ومقالاتهم الرنانة في زخرفة الباطل واقتياد الشباب إلى الانضمام للإرهاب والخروج والبغض لولاة الأمور وما خفي كان أعظم.

 

ولا ننسى في ظل العولمة والتطور التكنولوجي المواقع الإلكترونية التي تنشر فكر الإخوان المسلمين يجب أن تحجب، وهم أحق بمسمى (الخوان المفلسين) كما كان يطلق عليهم بعض مشايخنا.

 

وإن مما ينبغي العناية به المراقبة الحثيثة للمناهج الدراسية وأن تُخلى مادة التربية الإسلامية من تمجيد رؤوس الإخوان سواءً بالثناء عليهم أو الرجوع لكتبهم والنقل عنها؛ فيغتر بهم الشباب وترتفع منزلتهم ويرونهم أهل الحق بحجة أن كتبهم أصبحت مراجعا لمناهج مملكتنا. وقد سبق أن نصح فيه بعض الاخوة الأفاضل فلم يلتفت إليه.

 

و"من غش فليس منا" كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وإن أعظم الغش أن تظهر الدين والدعوة للإسلام وتلبسه بالباطل والتطرف والإرهاب أو معاونتهم ونشر فكرهم والفسح لهم في ذلك، فتصد عن سبيل الله والهدى والصراط المستقيم الذي ندعوا الله في صلواتنا أن يهدينا إليه "اهدنا الصراط المستقيم".

 

اسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يحفظ مملكتنا الغالية والخليج العربي وبلاد المسلمين عامة من أذى الفجار وكيد الأشرار، وأن يوفق ولاة أمرنا للخير ويصلح بهم البلاد والعباد.

اقرأ المزيد

الإجراءات السعودية الاحترازية.. وقائية حكيمة واستباقية مسددة

فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا

ثورة الجرابيع.. مؤامرة التفكيك من الداخل!

لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل

ملحد يقود قطيعًا !

الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا

لماذا عبد اللطيف آل الشيخ؟

فإن كل ملاحظ للأحداث في الساحة الدينية في العالم الإسلامي عمومًا وفي ‏السعودية العظمى

احذر يا معتز مطر!

أنصحك نصيحة لله أن تتقي الله في نفسك وتخاف عليها، فقد تجاوزت حدك

الإرهاب وطرق المواجهة

تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر

تعليقات


آخر الأخبار