مؤامرة ابن العلقمي الرافضي في إسقاط بغداد 656 هـ


تتواتر الوقائع التاريخية التي تثبت خيانة الرافضة لأهل السنة في كل زمان ومكان، وأبرز تلك الوقائع، التحالف مع التتار لإسقاط بغداد.

 

وتتلخص الواقعة في أن ابن العلقمي كان وزيرًا للخليفة العباسي المستعصم، وكان الخليفة على مذهب أهل السُّنًّة، كما كان أبوه وجده، ولكن كان فيه لين وعدم تيقظ، فكان هذا الوزير الرافضي يخطط للقضاء على دولة الخلافة، وإبادة أهل السُّنًّة، وإقامة دولة على مذهب الشيعة الرافضة، فاستغل منصبه، وغفل الخليفة لتنفيذ مؤامراته ضد الخلافة، وتمثلت خيوط المؤامرة في ثلاث مراحل:

 

المرحلة الأولى إضعاف الجيش

 

عمل ابن العلقمي على إضعاف الجيش، مضايقة الناس حيث سعى في قطع أرزاق عسكر المسلمين، وقال ابن كثير رحمه الله: "وكان الوزير ابن العلقمي يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبًا من مئة ألف مقاتل.. فلم يزل يجتهد في تقليلهم، إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف".

 

المرحلة الثانية مكاتبة التتار

 

يقول ابن كثير رحمه الله: "ثم كاتب التتار وأطعمهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال، وكشف لهم ضعف الرجال.

 

المرحلة الثالثة النهي عن قتال التتار وتثبيط الخليفة والناس

فقد نهى العامة عن قتالهم، وأوهم الخليفة وحاشيته أن ملك التتار يريد مصالحتهم، وأشار على الخليفة بالخروج إليه والمثول بين يديه لتقع المصالحة على أن يكون نصف خراج العراق لهم، ونصفه إلى الخليفة.

 

فخرج إليه في سبعمائة راكب من القضاة والفقهاء، والأمراء والأعيان، فتم بهذه الحيلة قتل الخليفة ومن معه من قواد الأمة وطلائعها بدون أي جهد من التتار.

 

وقد أشار أولئك الملأ من الشيعة الرافضة وغيرهم من المنافقين على هولاكو أن لا يصالح الخليفة، وقال له الوزير ابن العلقمي: متى وقع الصلح على المناصفة لا يستمر هذا إلا عامًا أو عامين، ثم يعود الأمر إلى ما كانت عليه قبل ذلك، وحسنوا له قتل الخليفة.

 

ويقال أن الذي أشار بقتله الوزير ابن العلقمي، ونصير الطوسي – كان النصير عند هولاكو قد استصحبه في خدمته لما فتح قلاع الألموت وانتزعها من أيدي الإسماعيلية -، ثم مالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشباب، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي.

 

وقد قتلوا من المسلمين ما يقال إنه بضعة عشر ألف ألف إنسان أو أكثر أو أقل، ولم ير الإسلام ملحمة مثل ملحمة الترك الكفار المسمين بالتتر، وقتلوا الهاشميين، وسبوا نساءهم من العباسيين وغير العباسيين، فهل يكون مواليًا لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم من يسلط الكفار على قتلهم وسبيهم وعلى سائر المسلمين.

 

وقتل الخطباء والأئمة، وحملة القرآن، وتعطلت المساجد، والجماعات مدة شهور في بغداد.

 

المصادر:

منهاج السنة لابن تيمية.

البداية والنهاية لابن كثير.

اقرأ المزيد

حفيدة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب في سطور

كان للمرأة نصيب كبير في دعوة الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب، فكان لبناته وأحفاده دور في نشر العلم بين النساء في الدرعية وخارجها

"قاضي زاده".. حركة سلفية إحيائية واجهت الصوفية في الدولة العثمانية (1)

كان الصوفية لكل طريقة من الطرق أتباع بأعداد ضخمة تتبع تعاليم شيخها وتتوجه بتوجهه، وكثيرًا ما امتزجت الحياة الدينية والاجتماعية

كيف فتح العرب بلاد فارس في عهد الفاروق عمر؟

ظل المسلمون يرون في فتح بلاد الفرس منالاً صعبًا مقارنة بالدولة البيزنطية، إلا أن أبو بكر الصديق رضي الله عنه وجه جيشًا إلى أطراف العراق بقيادة خالد بن الوليد والمثنى بن حارثة، لإخضاع القبائل العربية التي كانت تقيم جنوبي نهر الفرات حتى انتصر على الفرس واستولى على الحيرة والأنبار.

مؤرخ كويتي: سلاطين الدولة العثمانية تفننوا في أساليب القتل والإعدام

كشف الدكتور سلطان الأصقه، المؤرخ الكويتي، عن بشاعة سلاطين الدولة العثمانية في القتل والتعذيب، مؤكدًا أنهم تخلصوا من ضحاياهم عبر إغراقهم بالماء أحياء

"القصة كاملة".. السلطان عبد الحميد الثاني وشيوخ الصوفية (1)

مرت الدولة العثمانية منذ نشأتها سنة (699هـ - 1299م)، بعدة أطوار متعاقبة بين قوة وضعف وتوسع وانحصار، إلا أن الانحدار والضعف الذي عرفته تلك الدولة

"القصة كاملة".. السلطان عبد الحميد الثاني وشيوخ الصوفية (2)

في الجزء أول استعرضنا استغلال السلطان عبد الحميد الثاني النزعة الإسلامية وشعار الجامعة الإسلامية لتأمين عرشه

تعليقات


آخر الأخبار