تعرف على حال "السلف الصالح" عند الاحتضار!
سجلت كتب التاريخ والتراث أحوال الصحابة رضوان الله عليهم، وسلف الأمة عندما جاءتهم سكرات الموت، لتكون عبرة وعظة، فرغم جدهم واجتهادهم في العبادة إلا أن خوفهم من لقاء الله كان السمة التي جمعت بينهم جميعًا.
وقد كان لسلف الأمة في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، فقد روي عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: "استحيوا من اللّه حقّ الحياء"، فقلنا: يا نبي الله، إنّا لنستحيي. قال: "ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حقّ الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حقّ الحياء"، رواه الترمذي.
وعَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِير الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ: "يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا"، رواه ابن ماجة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا. هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ"، رواه الترمذي.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَمنْكِبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري.
وجاء في شعب الإيمان، أن الإمـام الحسـن الـبصري رحمه الله تعالى، قال: "لـمـا حضـرت معـاذاً الـوفـاة فجعـل يبْكي فقيـل لـه: أتبـكي وأنت صـاحب رسـول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟!".
فقـال: "مـا أبكي جزعـًاً منَ الـموت أن حـلّ بي ولا دنيـا تركتهـا بعـدي، ولـكن إنمـا همـا الـقبضتان قبضـة في الـنار وقبضة في الـجنة فـلا أدري في أي الـقبضتين أنـا".
ولـمـا احـتضـر نـافـع - رحمه الله - بـكى ،فقـيل مـا يُبكيـك؟، قـال ذكـرت سعـدًا وضغـطة الـقبر أي حـديث عائشة رضي الله عنهـا أن الـنبي صلى الله عليه وسلم قـال :"إنْ للـقـبر ضغْـطة لـو كان أحـدٌ نـاجيـًا منهـا نجـا سعـدُ بن معـاذ "، بحسب ما جاء في الـسـيـر (٩٩/٥).
أما محمـد بن واسـع - رحمه الله – لما حضره الـموت، قال :"يـا إخـْوتـاه: تـدْرون أينَ تـذهـب بي؟ والله الـذي لا إلـه إلا هـو إلى الـنار أو يعـفـو عـني!"، وفق ما جاء في محـاسبة الـنفس (صـ ٣٨).
وذكر في حلـية الأولـياء (٢٢٤/٤)، أن زكـريـا الـعـبـدي رحمه الله تعـالى: "بكى إبراهـيم الـنخعي في مرضـه، فقالوا لـه: يـا أبـا عمـران، مـا يبكيـك؟، قـال: وكـيف لا أبـكي وأنـا أنتظـر رسـولا من ربي يبـشرني، إمـا بهـذه، و إمّـا بهـذه ".
ونقل عن حـمّـاد بن سـعـيد رحمه الله تعـالى في تاريخ دمشق (٣٥١/٣٥) : "لـما حـضر أبـا عطـيّة "الـمذبوح" الـموت جـزع منه، فـقالـوا لـه: أتجـزع من الـموت؟، قـال: مـا لي لا أجـزع، وإنمـا هي سـاعة ثم لا أدري أين يسـلك بي".
اقرأ المزيد
أيها الإخوة الأخوات ونحن على إطلالة خير أيام الدنيا - عشر ذي الحجة - وسائلا الله لنا ولكم القبول
أجمع أهل العلم على حرمة العادة السرية، وهي ما تُعرف عند الفقهاء بـ(الاستمناء)
"يا عباد الله ابكوا!"؛ فإن دمع العين يخفف حرارة المعاصي، ويسهل طريق التوبة، فمن علامات قبول التوبة أن تجد التائب منكسر القلب غزير الدمعة
إنّ سلفَ الأمَّةِ رضي الله عنهم كانوا يتحاكمون إلي الكتاب والسنّةِ عند التنازع حتى فشا الجهلُ والهوى في المسلمين، اخترعوا لهم نحلاً وفرقاً
في الصحيحين عن أبي بكرة -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الزمان قد استدار كهيئتهِ يوم خلق الله السماوات والأرض
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن سورة ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له وهي " تبارك الذي بيده الملك "رواه مسلم