"عيد الحب".. عندما يحتفل المسلمون بالأعياد الوثنية تكن "الكارثة"!
لم نكد ننتهي من تحذير المسلمين من الاحتفال بأعياد ما تسمى الكريسماس (Christmas) حتي تطل علينا كارثة أخرى يشارك فيها شباب المسلمين منتصف شهر فبراير من كل عام، تحت مسمى "عيد الحب"، وفي هذا المقال أرودنا كافة الروايات التاريخية التي ذكرت حول حقيقة هذا العيد، وذكرنا موقف الإسلام من الاحتفال به إلى الفقرة الأخيرة بعد بيان حقيقته.
احتفالٌ وثنيٌّ رومانيٌّ
يؤكد بعض المُؤرخين أن عيد الحب ما هو إلا احتفالٌ وثنيٌّ رومانيٌّ مُرتبطٌ بالخصوبة، وما قامت به الكنيسة هو مُحاولة لتنصير احتفال لوبريكاليا (Lupercalia) الوثني، لأنها لم تستطع أن تمحوَ هذا الاحتفال شديد الرسوخ من وجدان الناس آنذاك!، حيث كان الاحتفال يمتد من 13 وحتى 15 فبراير بذكرى مؤسسي الدولة رومولوس وريموس (Romulus and Remus) حسب الميثولوجية الرومانية !
ففي عام 800 قبل الميلاد تقريبًا، وحسب الأسطورة الرومانية، فإن الأخوين (رومولوس) و(ريموس) ابنيّ آلهة الحرب (مارس) تُركِا على ضفة نهر التيبر حيث وجدتهما ذئبة وأرضعتهما!، وهذا ما قد يوضح معنى اسم المهرجان فالاشتقاق المحتمل لاسم (Lupercalia) من (lupus) وتعني باللاتينية الذئبة، بالإضافة إلى ذلك فهو احتفال بآلهة الخصب عند الرومان وآلهة الزراعة: فاونس (Faunus).
واستمر الاحتفال بهذا العيد حتى نهاية القرن الخامس الميلادي، حيث اعتُبِر أنه “غير مسيحي”، وعندئذٍ أعلن البابا جلاسيوس (Gelasius) يوم 14 فبراير هو يوم القديس فالنتين بدلًا من عيد لوبريكاليا عام 496 ميلادي!!
حقيقة القديس فالنتين وعلاقته بهذا العيد
تعددت الروايات حول القديس فالنتين وعلاقته بهذا العيد، وتتلخص تلك الأساطير في الآتي:
الأسطورة الأولى
(القديس فالنتين) اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل: انهما اثنان، وقيل: بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالي عام 296م. وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكره.
ولما اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بعيد الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلا في القديس فالنتين الداعية إلى الحب والسلام الذي استشهد في سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي أيضا (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتين) شفيع العشاق وراعيهم.
وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا العيد أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرة في العام التالي يوم العيد أيضا.
وقد ثار رجال الدين النصراني على هذا التقليد، واعتبروه مفسدا لأخلاق الشباب والشابات فتم إبطاله في إيطاليا التي كان مشهورا فيها، لأنها مدينة الرومان المقدسة ثم صارت معقلا من معاقل النصارى.
ولا يعلم على وجه التحديد متى تم إحياؤه من جديد. فالروايات النصرانية في ذلك مختلفة، لكن تذكر بعض المصادر أن الإنجليز كانوا يحتفلون به منذ القرن الخامس عشر الميلادي. وفي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين انتشرت في بعض البلاد الغربية محلات تبيع كتبا صغيرة تسمى(كتاب الفالنتين) فيها بعض الأشعار الغرامية ليختار منها من أراد أن يرسل إلى محبوبته بطاقة تهنئة وفيها مقترحات حول كيفية كتابة الرسائل الغرامية والعاطفية.
الأسطورة الثانية
تتلخص هذه الأسطورة في أن الإمبراطور المذكور سابقًا كان وثنيًا وكان (فالنتين) من دعاة النصرانية وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا).
فلما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني (لوبركيليا) لكنهم ربطوه بيوم إعدام (فالنتين) إحياء لذكراه، لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية كما في هذه الأسطورة، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تقتضيه الأسطورة الثانية.
أبرز شعائرهم الوثنية في هذا اليوم!
من أبرز شعائرهم فيه إظهار البهجة والسرور فيه كحالهم في الأعياد المهمة الأخرى، وتبادل الورود الحمراء، وذلك تعبيرًا عن الحب الذي كان عند الرومان حبا إلهيا وثنيا لمعبوداتهم من دون الله تعالى.. وعند النصارى عشقا بين الحبيب ومحبوبته، ولذلك سمي عندهم بعيد العشاق.
كذلك توزيع بطاقات التهنئة به، وفي بعضها صورة (كيوبيد) وهو طفل له جناحان يحمل قوسا ونشابا.. وهو "إله الحب" عند الأمة الرومانية الوثنية تعالى الله عن إفكهم وشركهم علوا كبيرا.
أيضًا يتبادلون كلمات الحب والعشق والغرام في بطاقات التهنئة المتبادلة بينهم -عن طريق الشعر أو النثر أو الجمل القصيرة، وفي بعض بطاقات التهنئة صور ضاحكة وأقوال هزلية، وكثيرا ما كان يكتب فيها عبارة (كن فالنتينيا) وهذا يمثل المفهوم النصراني له بعد انتقاله من المفهوم الوثني.
كما تقام في كثير من الأقطار النصرانية حفلات نهارية وسهرات وحفلات مختلطة راقصة، ويرسل كثير منهم هدايا منها: الورود وصناديق الشوكولاته إلى أزواجهم وأصدقائهم ومن يحبونهم.
مهرجان "لوبريكاليا" والسر وراء اختيار اللون الأحمر
كان مهرجان "لوبريكاليا" غريبًا للغاية، وربما أشد طقوسه غرابةً أن الفتيات المُحتفِلات يأتيْنَ بأكلٍ مُقدسٍ إلى شجرة تين بصحبة شابين عاريين تمامًا، ثم يذبحون كلباً وعنزةً كرمز للبقاء والخصوبة، ثم يدهن الشابان جسديهما بالدماء الحيوانية المُختلَطة، وهذا هو المصدر المُرجح لغلبة اللون الأحمر على رمزية يوم الفالنتين، ثم يتقدم هذان الشابان الموكبَ الاحتفالي في جولة بمدينة روما ومعهما قطعتين من الجلد مُلطختين بالدماء، ثم يُلطخان بها كل من صادفهما كعلاج وزيادةً للخُصُوبة، وكانت النساء يُقبِلنَ على هذين الشابين!
فتوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله
سُئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، عن انتشار الاحتفال بعيد الحب ــ خاصة بين الطالبات ــ وهو عيد من أعياد النصارى، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء ..فما حكم الاحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور.
فأجاب: "الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه، أولًا: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة، ثانيًا: أنه يدعو إلى العشق والغرام، ثالثًا: أنه يدعو إلي اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم .
فــلا يــحـل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيز بدينه ولا يكون إمَّــعَــةً يتبع كل ناعق . أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه.
فتوى اللجنة الدائمة في عيد الحب
وننقل رد اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من المستفتي/ عبد الله آل ربيعة، والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (5324) وتاريخ 3/11/1420 هـ.
وقد سأل المستفتي سؤالاً هذا نصه: "يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (فالنتين داي (day valentine، ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم :
أولاً: الاحتفال بهذا اليوم؟
ثانياً: الشراء من المحلات في هذا اليوم؟
ثالثاً: بيع أصحاب المحلات (غير المحتفلة) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم؟
وجزاكم الله خيرًا..
وجاء في الرد: بعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأنه دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة – وعلى ذلك أجمع سلف الأمة – أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه ، وإذا انضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من تشبه بقوم فهو منهم).
وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب).
ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطنًا حذرًا من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأسًا، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق.. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اقرأ المزيد
إن الصحابة أبر هذه الأمة قلوبًا، وأعمقها علمًا، وأقلها تكلفًا، وأقومها هديًا، وأحسنها حالا اختارهم الله لصحبة نبيه -صلى الله عليه وسلم
أولاً: قال صلى الله عليه وسلم "ما العمل في أيام أفضل منها في هذه" قالوا: ولا الجهاد؟!
كشف الشيخ سعود الحمادي، الداعية الإماراتي، عن أسرع الطرق لعلاج الوسواس القهري
انتقد الشيخ فهد واصل المطيري، إمام وخطيب مسجد الدولة الكبير، الأسلوب الذي يتبعه أنصار تنظيم "الإخوان"
أجمع أهل العلم على حرمة العادة السرية، وهي ما تُعرف عند الفقهاء بـ(الاستمناء)