أقوال أهل العلم في حكم "العادة السرية" أو "الاستنماء"


أجمع أهل العلم على حرمة العادة السرية، وهي ما تُعرف عند الفقهاء بـ(الاستمناء)، أي: طلب خروج المني، سواء كان ذلك باليد، أو بمتابعة نظر لمحرَّم، أو سماع ما يؤثِّر لتحريك الشهوة، أو بمجرد التفكير بقصد خروج المني.

 

والاستمناء حرام بجميع أشكاله، وبأي طريقة كان، كما هو مذهب جمهور أهل العلم؛ لأن الاستمناء يخالف قوله - جل وعلا- : (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ) [سورة المؤمنون (5 - 7)].

 

وفي السطور المقبلة نستعرض أقوال أهل العلم عن العادة السرية التي أصبحت من الأمراض الشائعة لدى كثير من الشباب والفتيات:

 

فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله

 

سُئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، عن حكم العادة السرية، فأجاب: "لا شك أن الاستمناء باليد ، لا شك أنه من المحرمات؛ لأن الاستمناء يخالف قوله - جل وعلا- : وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ [سورة المؤمنون (5 - 7)]".

 

وأضاف "بن باز" في فتواه: "هذا ابتغاء أمر آخر غير الاستمتاع بالزوجة والسرية، فيكون عادياً ظالماً، ولأن الأطباء قد قرروا أن الاستمناء باليد فيه مضار كثيرة، فالواجب ترك ذلك، والحذر من ذلك، وأن يستعين على تخفيف حدة الشهوة بالأشياء الأخرى؛ كالصوم الشرعي، فإن الله شرع الصوم لمن عجز عن النكاح؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم-: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه غض للبصر، وأحصن للفرج فمن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء)".

 

وتابع: "فجعل الصوم وجاءً، أي قاطعاً للشهوة كالخصاء لمن لم يجد القدرة على النكاح، وبهذا يُعلم أن الواجب على الشباب المبالغة في النكاح والإسراع إليه لما فيه من المصالح الكثيرة التي من جملتها العفة عن المحرمات، وتحصيل الأولاد، وإعفاف النساء، وتحقيق مكاثرة النبي - صلى الله عليه وسلم- الأمم يوم القيامة بأمته - عليه الصلاة والسلام-، فينبغي في هذا التعاون على البر والتقوى، والتخفيف من المهور، وهكذا التخفيف من الولائم ، حتى يتسنى للشباب حصول المطلوب من النكاح".

 

وواستطرد: "لا شك أن المغالاة في المهور من أعظم الأسباب في تعويق النكاح، وهكذا المغالاة في الولائم، وكثرة ما يذبح من البهائم، وما يصنع من الطعام، كل هذا مما ينبغي تخفيفه وتقليله حتى لا يتكلف المتزوج، وهكذا الفتاة ينبغي لها أن تسارع إلى ذلك، وأن ترضى بما يسر الله من المهر، وأن لا تشدد في المهور، ولا في الولائم، وهكذا أمها وأخواتها وأولياؤها ينبغي في هذا التخفيف والتيسر، حتى يحصل التعاون على البر والتقوى، وإذا اجتمع رأي الجميع على مهرٍ قليل وعلى وليمة قليلة فهذا أحسن تحقيقاً للمصلحة العامة، وليكونوا بذلك قدوةً لغيرهم في التخفيف والتيسير".

 

واختتم: "من ذلك أيضًا يتعاطى بعض الأدوية التي تخفف شر الشهوة ولا تقطعها؛ لأن هذا يعينه على ترك الاستمناء والعافية من شر هذه العادة السرية".

 

الشيخ ابن عثيمين رحمه الله

 

وسُئِلَ فضيلة شيخنـا العلامة محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى عن حكم العادة السرية، وكان نص السؤال كالآتي :كيف يبتعد الشاب عن العادة السرية ؟، فأجاب رحمه الله : يبتعد إذا علم أنها حرام ، ودليل ذلك قول الله عز وجل: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُون) هذا من القرآن .

 

وأضاف "بن عثيمين" في فتواه: "أما من السنة، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم :"يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم ؛ فإنه له وجاء "،وجه الدلالة على تحريم العادة السرية ، التي هي الإستمناء باليد أو بوسائل أو بغيره، أنه لو كانت العادة هذه جائزة لأرشد إليها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم! ، لأنها أخفُّ من الصوم ، ولأن فيها متعة ، فلما عدل عنها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى الصوم عُلِمَ بأنها ليست بجائزة ".

 

واختتم: "ليتصبر الإنسان، فقد قال تعالى: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ)".

 

العلامة صالح بن فوزان حفظه الله

 

أما العلامة صالح بن فوزان حفظه الله، عندما سُئل عن استعمال العادة السرية، قال: "حرام لأنه استمتاع في غير ما أحل الله سبحانه وتعالى والله لم يبح الاستمتاع وإخراج اللذة الجنسية إلا في الزوجة أو ملك اليمين قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ، إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ‏} [سورة المؤمنون: الآيتين 5، 6]".

 

وأضاف "فوزان" في فتواه: "فأي استمتاع بغير الزوجة وملك اليمين فإنه يعتبر من العدوان المحرم والنبي صلى الله عليه وسلم قد أرشد الشباب إلى العلاج الذي يزيل عنهم غليان الشهوة وخطر الشهوة بقوله عليه الصلاة والسلام: "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" [رواه الإمام البخاري في صحيحه]".

 

وتابع: "فالرسول صلى الله عليه وسلم أرشد إلى كسر الشهوة والابتعاد عن أخطارها بأحد أمرين: إما بالصيام لغير المستطيع أو بالزواج للمستطيع، فدل أنه ليس هناك شيء ثالث يسمح للشاب بمزاولته".

 

واختتم: "فالعادة السرية محرمة ولا تجوز بحالٍ من الأحوال عند جماهير أهل العلم".

اقرأ المزيد

نحو شراكة زوجية ناجحة مدى الحياة

العلاقة الزوجية قائمة على عقد شراكة بين شريكين لا ثالث لهما تنتهي في الأصل بموت أحدهما

من المخالفات في شهر رجب

إنّ سلفَ الأمَّةِ رضي الله عنهم كانوا يتحاكمون إلي الكتاب والسنّةِ عند التنازع حتى فشا الجهلُ والهوى في المسلمين، اخترعوا لهم نحلاً وفرقاً

احذر مُفْسِدَاتِ الْقَلْبِ الْخَمْسَةِ.. أبرزها التعلق بغير الله!

من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه

إمام المسجد الكبير بالكويت: نشر الشائعات وأسرار البيوت من إشاعة الفاحشة

وجه الشيخ فهد واصل المطيري، إمام وخطيب المسجد الكبير في الكويت، رسالة إلى أصحاب الحسابات الإخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي

خاطرة مع كورونا...

مع ما نسمعه في وسائل التواصل من تضخيم عن انتشار فايروس - كورونا - فإن الواجب علينا أن نسلم بأن ما أصابنا إنما هو من قضاء الله وقدره الذي كتبه على عباده

أصبحنا..!

بشرٌ بوجوه وملامح ممسوخة، نسكُب اللُطف والظُرف فقط في بؤرة المصلحة، ولا نكترث بالإنسانية فضلًا عن الدين والأخلاق والعرف.

تعليقات


آخر الأخبار