لماذا تحالف الإخوان مع الليبراليين في الدعوة إلى الثورات وتدمير الأوطان؟


بقلم -  أبي عمرو محمد بن علي الكريمي

 

بلادنا المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - أُسست على التوحيد والتقوى والدين الذي شرعه الله، بلا غلو ولا جفاء أو انحلال، وإنما على الوسطية والعدل والاعتدال  .

 

وقد ظهر التشدد والغلو والانحلال والأحقاد والأهواء والتحزبات؛ حين ابتلينا بتيارات إسلامية حزبية ومذهبية متطرفة على رأسها تنظيم "الإخوان" وأفرعه، وتيار آخر موازي لهذه التيارات في هدف الوصول للحكم وإسقاط الانظمة، ومخالف لها في الإتجاه الديني؛ وهو التيار الليبرالي، الذي تجرأ على أحكام الشريعة، وتطاول على أصول العقيدة، وثوابت الدين؛ بناءً على أصوله ومرتكزاته الفكرية .

 

لذا كان على كل  مسلم الحذر والتحذير من تلك الأفكار والتيارات الوافدة، التي تناوبت على أذيتنا في ديننا وأمننا ووحدتنا، وسعت إلى التفريق بيننا وبين ولاة أمرنا، وضرب اللحمة الوطنية، وتفريق المجتمعات للوصول إلى مآربهم .

 

قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا ۖ كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} (الروم : ٣١-٣٢).

 

وقبل أن أبدأ مبحثي هذا، أجده لزامًا عليَّ التعريف بمنشأ هذين الفكريين الوافدين على بلادنا، وبلاد المسلمين؛ وكيف تحالفا حتى استطاع الغرب توظيفهما لتحقيق مخططاته، وأهدافه، ومصالحة في الدول العربية خاصة، والإسلامية عامة.

 

أولهما: الفكر الانحلالي الليبرالي:

الليبرالية عادة ما تُنسب إلى الفيلسوف الإنجليزي (جون لوك 1632- 1704)، حيث كان يهدف في الأساس من أفكاره، إلى التحرر من سلطات الكنيسة السياسية، وما رسخته من أفكار حول نظرية التفويض الإلهي للملوك والتسلط الكنسي على مفاصل الدولة.

 

وقد أسسها على مبدأي الحرية والمساواة؛ وشدد على الحرية كمبدأ أساسي في حين أن المبدأ الثاني وهو المساواة تجلى في التعاملات الاجتماعية.

 

وقد بُني فكرها على فلسفة التطور الاجتماعي في المجتمعات الغربية؛ الخليط من الموروثات المسيحية الرومانية، و التراث اليهودي المسيحي .

 

ثم تبنى الليبراليون الغرب مجموعة واسعة من الآراء تبعًا لفهمهم لهذين المبدأين، وكان مما دعم فكرهم، وساعد على تقبله في مجتمعاتهم بصفة عامة، الأفكار والآراء التي تبنوها ممثلة في حرية التعبير، وحرية الصحافة، والحرية الدينية، والسوق الحر، والحقوق المدنية، والمجتمعات الديمقراطية، والحكومات العلمانية ومبدأ الأممية .

 

وهي بهذه المبادئ تتضمن القول الإلحادي بنسبية الحقيقة والقيم والأخلاق، وتدعو إلى فصل الدين عن الحياة السياسية والاقتصادية، وعن ساحة القرارت، والمواقف الحياتية، كما حرصت على الابتعاد التام عن تحليلات وتفسيرات علماء الدين في شؤون الحياة، بجانب ما تقرره من المساواة بين الأديان، وحرية التنقل بينها، وحرية مزاولة المحرمات القطعية في الشريعة، وتقطع الأخلاق والمبادئ عن الأساسات المرجعية لها سواء الدينية أو غيرها، وتعتقد أن الحرية المطلقة هي المبدأ والمنتهى والباعث والهدف والأصل والنتيجة في حياة الإنسان .

 

فتعاليمهم [كما يقول مؤلف قصة الفلسفة اليونانية - ص 69]: "تعاليم هدامة لكل نظام اجتماعي؛ للدين، للأخلاق، لكل نظم الدولة".

 

وكان من نتاجها الثورة التي وضعت أسس الملكية الدستورية في إنجلترا، ومقتضاها يملك الملك ولا يحكمكما أصبحت تشكل النظام السياسي في الغرب حتى يومنا هذا، وجعلت السيطرة للبرلمان.

 

وقد قسمت  إلى عدة أنواع تجتمع معًا في ثقافة شعب ما، وتنفصل في شعب آخر؛ حسب المصالح، والفلسفات الاجتماعية، ومنها:

 

1. الليبرالية الفكرية: وهي التي تهتم في مبدئها بالنواحي الفكرية، وبقناعتها  ومذاهبها، وتسعى للتحرر من القيود، والثوابت، والآداب الشرعية، والأعراف الإجتماعية؛ بإنكار وجود حقائق ثابتة إما تأييداً للآراء المتناقضة؛ أو تشكيكاً في الجميع، أو للتخلص من جهد طلب الحقيقة .

 

2. الليبرالية البنيوية: تهتم بالأساس بالأنثى وجدلها حول قضاياها، والسعي إلى انسلاخها من القيم الدينية، والضوابط الشرعية، والفطرية.

 

3. الليبرالية العلمانية: تَدَّعي الاهتمام بالحداثة، والتطور في كل مناحي الحياة، وأنها عامة وشاملة لكل القضايا بعيدًا عن الدين .

 

4. الليبرالية العضوية: وهي التي تتقيد بحزب معين، وتنضم لحركة أو مذهب، وتصبح عضو منهم؛ سواء أكان هذا الانتساب سرّي أم علني: كحركة الماسونية، وحركة الاستنارة، وحركة الفرنكفونية.. وبعضها لها أندية مشبوهة كالوجودية، والماركسية وغيرها .

 

وقد وَجَد هذا الفكر الليبرالي من يتلقفه من (بعض) مثقفي العالم العربي، الذين لم يأخذوا من مبادئها إلا أسوأ ما فيها، فكانوا كالمتطفلين الضائعين المرتزقة؛ نتيجة تخلفهم العلمي والأدبي، والانفصال الشعوري عن مجتمعاتهم، وانعزالهم وجهلهم بتاريخهم وتراثهم، وضيق افقهم، ومحدودية فكرهم، وتناقض منهجيتهم وآرائهم، وضياع هويتهم؛ مما سهل للغرب استغلالهم في هدم المبادئ والثوابت لعقيدتهم وأوطانهم .

 

وهناك جملة من المفاهيم والقناعات، والمعتقدات الفكرية؛ التي تبناها الليبراليون العرب، وأشدهم تطرفًا كان في مصر ودول المغرب العربي، حيث سعوا إلى ترسيخها وترويجها في مجتمعاتنا؛ من خلال رواياتهم أو اللقاءات والمؤتمرات والمحاضرات والأمسيات التي كانوا يعقدونها، ومن هذه المعتقدات:

 

مناداتهم وتخطيطهم لانتفاضة الشعوب، وثورة الجماهير، وبخاصة الطبقة الوسطى للوصول إلى الكراسي عن طريق نشر الفوضى الخلاقة، والانتقاص من أحاديث الطاعة والبيعة لولاة الأمور، وانظمة الحكم في الإسلام والاستهزاء بها  .

محاربتهم المواقف الإسلامية، ووجوب عدم إشراكها في الأحكام السياسية ؛ لتكوين الدولة المدنية التي تتقبل أفكارهم وتستجيب لشهواتهم .

تقريرهم أن الماضي والحاضر منفصلان، وأن الحاضر لا يمكن له أن يُبنى على تاريخ الماضي.

نفيهم أن يكون هناك قدوة أو مثل أعلى يحتذى به، بل يجب التخلي عن هذه الأفكار التي يرونها رجعية ، لتقييدها حرية تفكيرهم ومعتقداتهم وكبتها لشهواتهم ونزواتهم .

إيجابهم التخلص من كافة المعتقدات والأحكام الشرعية، ووجهات النظر والآراء لأسلافنا بحجة أنها وضعت لزمانها ومكانها، وليست عابرة للتاريخ، وأن لا نتحاكم لمن هم في القبور؛ بل نحكم ذواتنا بأنفسنا بلا مرجعية.

مناداتهم بالتخلص من اللغة العربية باعتبارها لغة مضى عليها وقت طويل، وأنها عائق عن المنافسة في التقدم والتطور.

تقديسهم العقل - وهم بلا عقل -، وتقديمه على النقل، والتشكيك في الغيب، وأنه لا وجود لعلم مطلق، ولا مرجعية للمقدس؛ إلا ما يتوافق مع العقل.

سعيهم لنشر الإلحاد باسم الحداثة وبطرقٍ  ملتوية؛ تبدأ بزرع الشك، وبذر الشبهات، ونفض الغبار عن كتب الفلسفة الماركسية، وترجمة وتأليف روايات الضلال والزندقة، وبث سمومها بين الشباب .

عدم تورعهم عن إحياء المذاهب الحلولية والباطنية، سعيًا لخلخلة عقيدة المجتمع المسلم، وحقنه بالفكر الغربي الذي لا يرى خلاصا ورُقيَّاً إلا في اقتفاء آثاره .

تقديسهم لدول العالم الغربي، وأنه ليس بظالم؛ بل يجب الافتخار به، وتقليده في خيره وشره، والدفاع عن مواقفه في القضايا المختلفة، وتبرير المنطلقات والمقاصد له، ونفي نظريات المؤامرة عنه .

لا حرج لديهم في أن يأتي الإصلاح الذي يعتقدونه من الخارج؛ سواء أتى على ظهر جمل عربي، أو على دبابة بريطانية، أو بارجة أمريكية، أو غواصة فرنسية .

مطالبتهم بحقوق الشواذ والمثليين في ممارسة أهواءهم، والسماح لهم بالانخراط في الجيش، وتسلم المناصب؛ ليتحولوا إلى لوبي خطير له شأن، و قوة انتخابية يحسب لها ألف حساب.

 

هذه بعض القناعات الفكرية التي يسعون لترويجها في مجتمعاتنا العربية والإسلامية للانسلاخ من الدين والقيم والأعراف .

 

أما الفكر الوافد الثاني: الفكر المتطرف الإخواني:

جماعة الإخوان المسلمين بدأت كجماعة تجمعية، تجمع السني مع الشيعي والصوفي مع الأباضي؛ لتحقيق مصالحها هي، وليس لتحقيق التعايش أو بناء الاوطان، ومن أمثلة تقاربها مع الرافضة  قول المودودي [ مجلة الدعوة في– القاهرة – عدد 29 أغسطس ( آب ) 1979]: «وثورة الخميني ثورة إسلامية، والقائمون عليها هم جماعة إسلامية، وشباب تلقوا التربية في الحركات الإسلامية، وعلى جميع المسلمين عامة، والحركات الإسلامية خاصة، أن تؤيد هذه الثورة، وتتعاون معها في جميع المجالات».  

 

وكذلك ما قاله أحد قادة الإخوان الأمين العام للجماعة في لبنان فتحي يكن في كتابه [المتغيرات الدولية والدور الإسلامي المطلوب صـ 67]: «تنحصر المدارس التي تتلقى منها الصحوة الاسلامية عقيدتها وعلمها ومفاهيمها في ثلاث مدارس: مدرسة حسن البنا، ومدرسة سيد قطب، ومدرسة الامام الخميني».

 

وكذلك كان الشعور المقابل للرافضة الصفوية فقد صرح علي ولايتي حول موقف نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية من الإخوان المسلمين، في مؤتمر بمشهد عن الحوزات والصحوة الإسلامية، نقل في موقع العربية 4 أبريل 2013م حيث قال: «نحن والإخوان أصدقاء، ونقوم بدعمهم، وهم الأقرب إلينا عقائديًا بين كافة الجماعات الإسلامية».

 

كما أن الجماعة تشربت التصوف والتمشعر بل أن معظم قادتها وقادة الجماعات التكفيرية من الصوفية والأشاعرة، فقد قال كبير منظري الإخوان المسلمين سعيد حوى [جولات في الفقهين الكبير و الأكبر: 22]: «إن للمسلمين خلال العصور أئمتهم في الاعتقاد وأئمتهم في الفقه وأئمتهم في التصوف والسلوك إلى الله عز وجل، فأئمتهم في الاعتقاد كأبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي».

 

كما قال [جولات : الجولة الأولى: صـ 17] : «ولقد كتبت كتاب (تربيتنا الروحية) لتوضيح أحد مواضيع الفقهين الكبير والأكبر وهو موضوع (التصوف المحرر) لأضع الأمور في مواضعها في قضية الحقيقة الصوفية التي هي إحدى السمات الرئيسية لدعوة الأستاذ البنا رحمه الله ».

 

كما كانت الجماعة تضم مجموعة من الأباضية فقد ذكر عامر الرَّاشدي  في بحث له بعنوان [محاولات تنظيم إسلامي في عُمان' نشر ضمن كتاب المسبار الخامس والأربعين (2010) 'الإسلاميون في الخليج- القضايا'، الصادر عن مركز المسبار للدراسات والبحوث- دبي.]: لم يكن الانتماء إلى تنظيم الإخوان المسلمين حكراً على أبناء مذهب معين، إذ لوحظ أن من بين معتنقي فكر هذا التنظيم هم ممن ينتمون إلى المذهب الاباضي .

 

ولذلك لا تستغرب تلك الزيارات التي يقوم بها بعض الرموز الإخوانية، أو تلك العبارات التي تحمل الثناء لبعض كبار المتصوفة، أو الرافضة أو الخوارج الأباضية ، وإنما هي لمقصد حركي ثوري، وتوافق فكري من أبرز أهدافه سعيهم لتوحيد كلمتهم في إسقاط الحكومات العربية عامة والخليجية خاصة، لإقامة مشروعهم السياسي، ويتضح تعاونهم وتآزرهم ونشاطهم  عند الأزمات والفتن .

 

وتتبع الجماعة قواعد خاصة في التحرك والتصاريح حسب مصالحها؛ فقد كتب منظر الجماعة صلاح الصاوي في كتابه الثوابت والمتغيرات ص 263 ـ 265: «ولا يبعد القول بأن مصلحة العمل الإسلامي قد تقتضي أن يقوم فريق من رجاله ببعض هذه الأعمال الجهادية [التفجيرات والاغتيالات]، ويظهر النكير عليها آخرون، ولا يبعد تحقيق ذلك عمليا إذا بلغ العمل الإسلامي مرحلة من الرشد، أمكنه معه أن يتفق على الترخص في شيء من ذلك، ترجيحًا لمصلحة استمرار رسالة الإسلاميين في هذه المجالس بغير تشويش ولا إثارة».

 

ومن قواعده التي ذكرها أيضًا في نفس الكتاب لتبرير الأعمال الإرهابية وعدم إدانتها حيث يقول: «عدم التورط في إدانة الفصائل الأخرى العاملة للإسلام إدانة علنية.. فإن كان لا بد من حديث للتعليق.. فليُبدأ أولاً بإدانة الإرهاب الحكومي في قمع الإسلام والتنكيل بدعاته.. والذي كان من نتائجه الطبيعية هذه الأعمال، التي تبدو غالية وحادة».

 

لذلك نشأت وترعرعت كحركة سرية باطنية سرطانية، تعتمد على التلون والتدليس والخيانة والغدر، كالعقارب تدس أذنابها ومتى تمكنت لدغت، ومتى انكشف أمر فصيل منها تبرأت منه بقية الفصائل الأخرى، واستنكرت عليه؛ لتحفظ  ديمومتها، وتتشكل من جديد في لبوس وشكل آخر .

 

وهذه الجماعة تأسست عقب الحرب العالمية الثانية، بدعم وتخطيط من القوى الغربية؛ لمواجهة الأنظمة العربية، والطعن في خاصرتها: كما صرح به أحمد شاكر، والأديب عباس العقاد، وبعض كبار الجماعة كمحمد الغزالي، وعلي عشماوي وكمال الهلباوي، وثروت الخرباوي ، وغيرهم .

 

ولما قوبلت بالاضطهاد والطرد في مجتمعاتها، لجأت لدول الخليج، التي تعاطفت مع  رموزها وأفرادها، وأتاحت لهم بعض هذه الدول الحرية في تشكيل أحزاب وتيارات، والبعض الآخر حاول الاستفادة من خبراتهم العلمية والعملية في تطوير التعليم وغيره من النظم .

 

ولكن في الحقيقة وعلى مر العقود كان لدى هذا الحزب مشروع سري وخفي، وتمكن بتؤدة وصبر ومكر من استقطاب ونشر أفكار متطرفة لتيارات وافدة، متنوعة الاساليب والطرق، متحدة الهدف للوصول إلى الحكم، وإقامة مشروع الخلافة المنتظرة بأي طريقة؛ والتي ستقود العالم في نظرهم إلى العودة إلى الإسلام، وقد نَظَّروا وحَاضروا لها؛ حتى جعلوها مُسلَّمة سيحين وقتها على ايديهم، وسيسهل قطاف ثمراتها .

 

وقد بنت الجماعة فكرها على النظريات التي وضعها قادتها كسيد قطب، والصوفييَّن حسن البنا وأبي الأعلى المودودي، وغيرهم، وتبعهم من تسموا بمشايخ الصحوة، ومجدوهم وجعلوهم مرجعية المسلمين في العلم والفقه والجهاد، وألفوا القصص والاكاذيب في جهادهم ومنها الأسطورة الشهيرة عن رفع سيد قطب سبابته عند إعدامه وقوله إن يدًا.. وغيرها من الأكاذيب التي صاحبت جهادهم في أفغانستان، وغيرها من بلاد المسلمين؛ والتي جرت على الأمة الويلات والهوان والضعف .

 

وبعد تشكل الجماعة وتغلغلها في المجتمعات، انقسمت إلى فكرين مختلفة الوسائل والأساليب ومتحدة الهدف :

الأول: الفكر البنائي (البنائية): الذي يُظهر المسالمة، وينتهج فكر حسن البنا على نهج وطريقة الهرم الماسوني (البناؤون الأحرار) في التجميع والتحزب، والتقرب من السلطة، بالاستنكار لبعض الأعمال الإرهابية ، حتى يتمكن حزبهم أكثر، ثم يقوم بمهامه اللوجستية؛ من نشر الفكر الإخواني التكفيري بطرق غير مباشرة منها: إحالة الأتباع والمعجبين إلى التلقي عن كتب ومراجع الإخوان، ونشرها، وتزكية الشخصيات التي وضعت فكرهم، وذكر محاسنهم وجهادهم، وتضخيم مظلوميتهم، وإثارة الحماس والغيرة لدى العامة والغوغاء لنصرتهم، وابتداع مصطلحات موهمة منها: هموم الأمة، وفقه الواقع، ومصلحة الدعوة... وترسيخها بأساليب حديثة ومبتكرة وتقنيات إعلامية عالية ؛ تحقق لهم مكاسب تجارية وجماهيرية وفكرية .

 

الثاني: الفكر القطبي (القطبية): ينتهج الفكر الثوري التهييجي والمصادمة المباشرة؛ وبالرغم من وحدة مصادر التلقي إلا أنها انقسمت إلى فرقتين متلاعنتين مختلفتين في الأساليب والتوجهات ومتحدتين في الهدف وهما:

 

1. السلفية الجهادية (القاعدة): وهي التي تشربت الفكر القطبي، ونشرته تحت عباءة السلفية كذباً وعدوانًا، وذهبت لأفغانستان وتلاقحت مع جماعة التكفير والهجرة، وانتجت حصادها المر من التكفير والتفجير والتدمير في بلدانها، ثم أنجبت التوأم التكفيري الدموي داعش والنصرة، المتحاقتين، والمكفرتين لبعضهما حتى تقاتلا، مما سهل اختراقهما من الماسونية، والمجوس الصفوية، والصهيونية العالمية، وذلك منذ نشأت الأم (القاعدة) في أفغانستان؛ ودعمتهم هذه الجهات ووفرت لهم الإمكانات؛ لتسخيرهم لأقسى المهمات والعمليات الإرهابية، وجلب الشباب لمواقع الفتن، وتحقيق أهدافهم في تشويه الإسلام، وجعلهم أهداف لضرب أي بلد إسلامي يرغبون تدميره أو استغلاله، ثم يقضون عليهم، وينبزونهم (بالإسلام الراديكالي)، ويعممون هذا الوصف على المسلمين عامة ويشيعونه في إعلامهم على أنه حقيقة الإسلام .

 

شهد القرضاوي في كتابه أولويات الحركة الإسلامية صـ 110 على إمام الجماعة ومنظر فكرها سيد قطب واصفًا إياه في آخر مرحلة من حياته: (في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب، التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره، والتي تنضح بتكفير المجتمع، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره، وإحياء الاجتهاد، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع، وقطع العلاقة مع الآخرين، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة).

 

2. السرورية: نسبة للإخواني محمد سرور الذي تنقل بين معاهدنا ومنابرنا حتى تمكن من تجميل فكر سيد قطب ، وقولبته في صورة ودعوى كاذبة اسموها السلفية الحركية؛ التي تأولت القرآن والسنة وأقوال السلف بغير حقيقتها، وجعلوها على غير مقاصدها، وبتروا واقتطعوا منها ما يؤيد فكرهم ، تحت مسمى وهمي جديد وهو الصحوة الإسلامية، حتى قيل: إن محمد سرور زين العابدين جمع بين عباءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبين بنطال سيد ومحمد قطب؛ إلى أن أصبح أهم وأبرز مرجع حركي للشباب الصحوي السعودي؛ من خلال إمساكه بكتاب التوحيد تضليلاً وكذباً باليد اليمنى، وكتب سيد قطب واشباهه باليد اليسرى؛ ليسهل تقبل فكره واعتناقه .

 

ثم اتخذت السرورية مؤخرًا "القرضاوي" وجمعيته التي اسمتها اتحاد علماء المسلمين مرجعًا لها، واتخذت من نظام الحمدين داعمًا لها، وكانت تنادي بالجهاد ولا تذهب إليه، وتغرر الشباب المتحمس للسفر إلى مواطن الفتن، أما ابنائهم واقاربهم وزعاماتهم فبعثات إلى أمريكا والغرب للدراسة، وانتشرت في العالم العربي، وسعت للتغلغل في مفاصل كل دولة بعد حصولهم على أعلى الشهادات في شتى التخصصات: الشرعية والادبية والعلمية والإدارية، والتنافس في مجالات الاقتصاد، والتعليم والإعلام، وكان ندائها للجهاد من السفوح الخضراء في تركيا وأوروبا، والاستراحات والبساتين الغناء وقاعات أكبر الفنادق؛ بطريقة التنظير والتخطيط لضرب المجتمعات من داخلها، وتجويز المظاهرات والثورات والانقلابات، وتهييج الغوغاء للفتن والخروج، ثم التسلق على ظهورهم، وتحقيق المكاسب على أشلائهم، ودمائهم؛ مع ما جمعوه من مكاسب من تآليفهم ودوراتهم وملتقياتهم ومحاضراتهم .

 

واختلفت السرورية عن الجهادية كونها جمعت بين الحركية والتمييع، وكان لديها رؤية دينية مختلفة عن الفروع الحزبية الأخرى للجماعة؛ حيث قَبِلت  الكثير من الأمور والقضايا والمباديء المعاصرة كالديمقراطية، ودخول البرلمانات، وتقرير سيادة الشعب، والتواصل مع جمعيات حقوق الإنسان في الغرب، وتمييع قضايا الحجاب والاختلاط، والتعاون والتطبيع مع الليبراليين، والرافضة والصوفية في المصالح المشتركة، وغيرها من الأمور التي تظهر انفتاحها، وتحررها من القيود التي كانت في السابق تعدها كفرًا .

 

وبسبب هذا الانفتاح  كُفرت من شريكتها في التلقي السلفية الجهادية، وانتقدت على استحياء وخجل وحسن ظن وعذر من قسيمتها البنائية، في وقت استطاعت رسم صورة انفتاحية تحت غطاء الحوار لإختراق قادة الدول والجماهير، وكسب إعجابهم؛ للوصول لأعلى المناصب؛ ثم تحقيق هدفهم الأسمى وفق مسمى الإسلام البراجماتي .

 

كل ذلك تم تحت متابعة وتخطيط، ودعم من الدول الغربية؛ لتطبيق مشروعهم في الشرق الأوسط، الذي يرتكز على تقسيم الشرق الأوسط، وإعادة صياغة الإسلام بما يناسب طموحاتهم ومصالحهم، وحماية الكيان الصهيوني، ونشر الديموقراطية الغربية، والقضاء على السلفية المعتدلة التقليدية؛ التي يرونها خطرًا مستقبليًا على انتشار وتمدد وهيمنة الغرب؛ كما في تصوراتهم ودراساتهم وأدبياتهم  .

 

كما نجحت في دعم التيارات الإسلامية والليبرالية ماديًا وثقافيًا وسياسيًا، لمساعدتها في الوصول إلى السلطة في البلدان العربية، وإسقاط الانظمة او إضعافها واستغلالها، عن طريق دعم الثورات والوقوف مع المعارضين السياسيين ودعمهم، وتبني نظريات الدستورية الملكية، والديموقراطية الغربية، والحرية الفكرية المطلقة، والتعددية السياسية والدينية؛ عن طريقهم .

 

وقد اعتمدت في ذلك إما بطرق مباشرة أو غير مباشرة (اختراقات استخباراتية) على الذراعين السابقين :

أحدهما: الليبراليين الذين تشكلوا كما ذكرنا سابقاً من مجموعة من بعض المثقفين العرب، الذين لم يكن معظمهم في الحقيقة إلا مرتزقة أو أصحاب تجارب جهادية متطرفة سابقة مع الفكر الإخواني، أو من مخلفات الفكر الشيوعي القدامى من دعاة الاشتراكية .

 

والذراع الآخر: التيارات السياسية الإسلامية: متمثلة في الإخوان المسلمين وخاصة السرورية، وأنصارها وأتباعها السياسيين من رؤوس الصوفية والشيعة .

 

ومع أن كلاً من فكر التيارات السياسية الإسلامية وفكر الليبراليين كان حزبي سياسي متطرف وافد على الوطن؛ أحدهما تلبس بالدين والآخر بالوطنية إلا أن كلاهما وضع مبادئه تتمحور حول العدل والمساواة والحرية والكرامة.. لجذب العامة والدهماء والغوغاء والجهلة .

 

وسعى كل حزب إلى وضع اسس تناسب طموحه، وغايته للوصول إلى الكراسي، وبناء الدول حسب تصوراتهم؛ لذا اتحدوا في المباديء و الهدف، واختلفوا في الوسائل والأساليب.

 

وقد قامت بينهم مساجلات ومصادمات عديدة لفترة طويلة، نتيجة هيمنة وحضور الإخوان في المجتمع، ويرجع ذلك للأساليب التي يمتلكها الإخوان في جذب العامة والشباب إلى تياره المتلبس بالغيرة على الإسلام والأعمال الخيرية والنشاط والجهود المبذولة في الدعوة إعلاميًا وثقافيًا وحركيًا، كذلك ما يمتلكه دعاتها من بلاغة وفصاحة، وقوة تأثير، وتفوق في المجالات العلمية والأدبية والسياسية والاقتصادية .

 

بينما واجه التيار الليبرالي صعوبة ونقد ونفور من المجتمع؛ لضعف الثقافة العلمية والأكاديمية لدى أنصاره، وتعرضهم لثوابت الدين في الكثير من ادبياتهم بحماقة وتقليد وجهل، حتى أصبحت اطروحاتهم منبوذة مهما كانت تحمل من دعاوى إصلاح أو تطوير.

 

لذا سعى الغرب  لتشكيل خليط وتحالف بينهم نقطة التقائه الهدف المشترك، يمكن أن نطلق عليه فكريا (ليبروإسلامي)؛ يجمع بين من يتسمون بالمثقفين من السنة والشيعة، والدعاة من السرورية والصوفية والشيعة، لتمكينهم من الحكم المشروط في الشرق الأوسط، وعقد المعاهدات معهم لتطبيق النموذج التركي، والولاء له وللداعمين من الفرس والعرب عند الوصول للسلطة، ونشر الإسلام البراجماتي الذي يتركز في تصدير التجربة التركية لنظام الحكم لدى حزب التنمية والعدالة التركي المنبطح لهم، والقائم على الليبرالية المنسلخة من القيم الإسلامية، مع دعواه وترويجه التمسك بها، وهو الإسلام الذي يريده الغرب والصهيونية، والذي يخلط بين الإسلام والليبرالية والتعددية والانحلال  .

 

وذلك بعد أن فشلوا في ضرب الإسلام عن طريق الأنظمة الليبرالية منفردة  .

 

وقد مهدوا لذلك من عقود؛ بطرح نظريات فكرية تدعو لليبرالية إسلامية تنادي للفصل بين رجال الدين والإسلام نفسه، و دعوة لتفسير النصوص الدينية مرة أخرى، وعدم الإقتداء بتفسيرات الشيوخ القدامى الأثرية للقرآن والسنة، كما صوروا أنه بعد تخليص الإسلام من هذه التفسيرات والآراء فإنه سوف تتحقق الحرية للاشخاص؛ خاصة حرية الرأي والاعتقاد والتعبير، وهذا التفكير  له سابقة في التقاليد الصوفية والتصوف الإسلامي... كما جاء في كتاب "الصوفية ومعاداة الصوفية" نسخة محفوظة 06 يوليو 2014 على موقع واي باك مشين.

 

ومن أشهر الإسلاميين الليبراليين كما ظهر في مؤلفاتهم وأقوالهم: إياد جمال الدين، سيد القمني، أحمد القابنجي، فرج فودة، جمال الدين الأفغاني، طه حسين، محمد عبده، طارق حجي وعبد الرحمن الكواكبي وغيرهم .

 

أما في العقد الأخير فقد نفذ المخطط الشيطاني بعد لقاءات عامة وخاصة، ومؤتمرات مشتركة، وزيارات متبادلة بين رموز التيارين؛ لإنجاح مشروعهم التوافقي للوصول للسلطة عبر مسارين متكاملين إعلامي وعملي :

 

الإعلامي: تم من خلال برامج دينية و ثقافية ومناظرات سياسية، ودعوات للخروج وتجويز للمظاهرات والثورات؛ على قنوات مدعومة، ومتخصصة؛ على رأسها قناة الجزيرة؛ لنشر الفكر الثوري، والحاجة إلى إسقاط الأنظمة، لتحقيق الفوضى الخلاقة التي تسهل إنجاح المؤامرة.

 

وأما المسار العملي فكان عبر خطوات متتابعة منها  :

 

1. إصدار البيانات المشتركة من التيارين حول تبني الدستورية الملكية وحقوق الأنسان ودعاوى الإصلاح .

 

2. اشتراك التيارين في عقد آلاف دورات التغيير وتطوير الذات، ومؤتمرات النهضة، والملتقيات الموسمية، والتنافس على الظهور في القنوات الفضائية، لنشر الفكر السياسي والحماسي .

 

3. تخطيط التيارين لثورات الربيع العربي، والتنظير لها، والتوقعات بشمولها للعالم العربي، وأن نتائجها ستكون عظيمة .

 

4. السعي الجاد من رموز التيارين  لتبني ما أسموه الإسلام المعتدل (البراجماتي)؛ وإقناع الجماهير بالتجربة التركية، وتعظيم النظام القائم فيها، والإشادة بإنجازاته دون النظر إلى التجاوزات الدينية لديهم  .

 

 

مما سبق لا تستغرب من تغيير المفاهيم لدى الحزبيين، وظهور رموز السرورية في لبوس جديد، وقدرتهم على  تسخير اتباعهم، وابواقهم الإعلامية، وتغريداتهم؛ لإشعال الثورات، وتمجيد أنظمة كانوا يكفرونها؛ حتى فوجئنا بإطلاق لقب خليفة المؤمنين على أردوغان، ورأينا سفيههم  يسميه الرجل الصالح مغمضًا عينيه عن المخالفات العقدية الكبيرة لنظامه من بناء الأضرحة، ونشر التصوف، والدعوة القبورية ومحاربة دعوة التوحيد، وإباحته لكثير من الموبقات: كالسماح بتغير الجنس، والسماح بالدعارة لمن هم في سن الخامسة عشرة عامًا، وإصدار قانون لا يجرم الزنا، وتطبيعه الكامل للعلاقات مع الكيان الصهيوني، ودعمها عسكريًا واقتصاديًا إلى غير ذلك من الطوام .

 

كما فاجأنا الداعية التكفيري المتطرف وجدي غنيم، ومجموعة من أتباعه الذين كفروا الانظمة العربية، والجيوش، والمواطنين عند بعض المخالفات والتجاوزات؛ بثنائهم على الحكومة التركية خيرًا، بل وتكفير من ينتقدها، وتقسيم  الموالين والمعادين لها إلى فسطاطي كفر وإيمان .

 

كما ظهر الداعية السروري سلمان العودة في مجلة سويدية يفتي ويهون من المثلية الجنسية ويرى أنها لا تستلزم عقوبة في الدنيا، ولا تقصي الناس من الإسلام، وأن الإسلام لا يشجع على إظهارها للعلن، أو التباهي بها .

 

كما ظهر منهم من  ينهق في تويتر ليهون من العلمانية التركية ومن ذلك :

وصفها بالعلمانية المسالمة (محمد البراك)، والعلمانية الناعمة المتصالحة مع الدين (أحمد بن راشد المفك)، والعلمانية المُخفِفَة (سعود الفنيسان)، والعلمانية الإضطرارية (محمد الوشيلي)، والعلمانية الواجبة (ناصر الدويلة)، والعلمانية المقبولة (القرضاوي) وغيرها من الأوصاف المخزية والمميعة لتلميع صورة خليفتهم والتقارب مع الليبراليين .

 

كل ذلك الانفتاح والتمييع لم يكن إلا محاولة لاختراق القيادات السياسية، وتملقاً للوصول للمناصب؛ عندما ينخدع بهم القادة ويظنون أن ذلك توجهًا وتطورًا جديدًا لدى الجماعة؛ وما هو إلا وسيلة من وسائل الاختراق والغدر والتلون؛ وفق النظرية الميكافيلية: مصلحة الدعوة أو الغاية تبرر الوسيلة.

 

وبالرغم مما خلفته تلك المؤامرة من دمار وخسائر لمعظم بلدان الشرق الأوسط، وانتهاك للأرواح والأعراض والأنفس، ونجاحها جزئيًا في تأمين الكيان الصهيوني؛ إلا أنها فشلت في مشروعها الخبيث، وكشفت لنا خطر هذين الفكرين الشاذين على الدين وعلى مقدرات الأوطان، والنتائج الضارة من التهاون مع الخونة والانخداع بالمظاهر والأقوال، وضرورة الحفاظ على قوة وصلابة وتماسك الجبهة الداخلية التي كان لها الدور المشرف في إفشال هذا المشروع .

 

كما أنها زادتنا قناعة بأن قوتنا ونصرنا لن يستمر إلا بالتمسك بالتوحيد، والحكم بالشريعة الإسلامية، وتطبيق النظام الإسلامي في شتى المجالات، لمواجهة المؤامرات الغربية والشرقية والداخلية؛ لتبقى لبلادنا هويتها وعزتها، وألا تكون صيداً سهلاً للأعداء في الداخل والخارج .

 

ولدينا ولله الحمد في السعودية خاصة من الإيمان والإمكانات والوسائل والآليات السياسية والإقتصادية والجماهيريّة ما هو مصدر قوة لنا  لقيادة العالم الإسلامي إلى بر الأمان، بإذن الله تعالى فهو سبحانه حسبنا ونعم الوكيل .

اقرأ المزيد

حفيد المجدد

الحمدلله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

توجيهات ووصايا حول حادثة الهجوم على معامل النفط في بقيق وخريص

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

الأبعاد الفكرية للحركة المثلية ومستقبل المجتمعات

قبل أن نتعرف على الأبعاد الفكرية لهذه الحركة التي تنشط مؤخرًا بشكل ملفت عالميًا على جميع الأصعدة سياسيًا وإعلاميًا وسينمائيًا

الإرهاب وطرق المواجهة

تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر

تطوير"التشريعات".. ترسيخ لمبادئ العدالة وحماية للحقوق ورفع للكفاءة

إن ما يشهد به ويشاهده شعب المملكة العربية السعودية والعالم أجمع من جهود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز

التعامل مع أهل الكتاب

الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين

تعليقات


آخر الأخبار