الإخوان المسلمون وشهر رمضان
بقلم – نايف العساكر
قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) سورة البقرة :١٨٥
هذا الشهر العظيم ما مر على المسلمين أخف منه على أنفسهم، وما مر على المنافقين شر منه.
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره، وكان ينزل عليه جبريل فيدارسه القران فهو شهر عبادة وقرآن وشهر جود وغفران.
وإنه منذ أن ابتليت أمتنا في عصرها هذا بجماعة الإخوان المسلمين فإنها لم تجد منهم خيرًا، فقد شوهوا صور العبادات، وحذروا منها بأساليب جعلوها منفرة، حيث أدخلوا فيها ما ليس منها، وصار الواحد منا يحذر على نفسه وعلى ذريته في هذا الشهر المبارك، ما جعله يشتغل عن الطاعة و العبادة، فلا نقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل.
وفي هذا المقال لعلي أبين لكم أساليب الجماعة في استغلال هذا الشهر الكريم :
أولًا: يسبقون لهذا الشهر بجمع التبرعات، وكلنا يذكر تفطير الصائم التي كانت تفرض وتوزع علينا وعلى أبناءنا من قبل بعض معلميهم، وتوزع علينا في مساجدنا وجوامعنا وجامعاتنا ومدارسنا ،وكأن البلد كله يحتاج إلى من يقوم بتفطيره، وكأن البلد في مسغبة !!
أين نهبت أموالنا؟
كلنا يعرف ما مصيرها…
وكيف استخدمت ضدنا وضد أمننا…
وآخرون صار الشهر عندهم كالشهر عند المتسولين، فبعد كل صلاة عصر في الجوامع الكبرى والتراويح يأتينا مناديب الجمعيات الخيرية الذين يأخذون نسبا على جمع الأموال !!
ثانيًا: يتبع هذا زكاة الفطر، فقد جعلوا أنفسهم وكأنهم عمال ولاة الأمر، فصاروا هم من يجمعها، وهم من يقوم بتوزيعها، وهم من يقوم ببيعها!!
فلا ندري بأي صفة جمعوا !!
ولا ندري بأي فتوى أجازوا بيعها!
ثالثًا: الاعتكاف، وهو سنة مشروعة بإجماع المسلمين، فقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم واعتكف ازواجه وأصحابه من بعده، ولا يزال سنة ماضية، إلا أن الإخوان المسلمين استغلوا هذه العبادة وأحدثوا ما سموه الاعتكاف الجماعي، الذي يختار المشرف فيه عددا من الطلاب صغار السن حدثاء الأعمار، ويضع لهم البرامج المناسبة حسب رؤية التنظيم الإخواني .
والبرنامج المناسب هو ما بينه الله تعالى في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وهو الاعتكاف للعبادة، وليس للمسابقات والمنافسات، وجمع التبرعات لموائد الإفطار والسحور والعشاء.
والإخوانيون يستغلون الاعتكاف استغالاً تربويًا بتعويد الشاب على الانقطاع عن أهله مع رفقته، فقديمًا كان المعتكف إذا خرج من معتكفه فرح لرؤيته أهله، أما هؤلاء فيجعلونه إذا انتهى معتكفه حزن لفقده صحبه!!
وانتظر رحلة ما بعد العيد!!
وإذا كان هذا الاعتكاف بهذه الصورة مبتدعًا، فلماذا يمكنون؟
والواجب على الأهل أن يتفطنوا لهذه الخطة الماكرة.
رابعًا: إمامة المساجد والأصوات، فإنه لا يكاد يمضي شهر من الشهور وإلا نجد التنظيم الإخواني وقد فرض على الناس بعضا من ذوي الأصوات التي يجعلون العقل الباطن يعتقد جمال أصواتهم ، مع أنها مكروهة عند العلماء المحققين كالذين يستخدمون المقامات الموسيقية وغيرها.
وتجد التنظيم الإخواني يقوم بجمع الشباب في الباصات للصلاة خلف الإمام الذي يريدون إشهاره، ويربطون الشباب به، ويختارون له بعد ذلك مسجدا واسعا في حي من الاحياء الراقية، وينشرون له صوتياته في الأشرطة وعبر القنوات المؤدلجة ، ويطالبون بإمامته في المسجد الحرام والمسجد النبوي!!
خامسًا: القنوت وهو سنة، فقد قنت النبي صلى الله عليه وسلم وقنت أصحابه بكلمات جامعات ، لكن القنوت عند الاخوان المسلمين صار للتعريف بقضايا الأمة الكبرى – حسب رؤيتهم – ونشرة أخبار مختصرة للعالم الإسلامي والجماعات والحركات، فنجد الأئمة الإخوانيين، يصنفون أئمة المسلمين وولاة أمورهم عن طريق الدعاء عليهم، وتجدهم يبينون الجماعات والحركات التي تتبع تنظيماتهم، كالدعاء لحماس وغيرها من الجماعات المنحرفة، وترك الدعاء لباقي المسلمين في فلسطين، وهكذا!!
سادسًا: المسابقات: هذا اخترعها الإخوانيون في المساجد ، فمن أجل أن يحكموا على المستهدفين سيطرتهم ، يقومون بإعلان مسابقة تعلن جوائزها في آخر ليلة من رمضان، والمسابقة إما أن تكون أسئلة في الكلمات التي تلقى بين التراويح، أو في كتاب من كتب معظميهم ورموزهم!!
سابعًا: رحلات العمرة، والعمرة في رمضان تعدل حجة مع النبي صلى الله عليه وسلم ولاشك في هذا، لكنهم يستغلون الشباب في هذه الرحلات بفرض كتب وزيارة شخصيات وآراء بحيث لا يرجع الشاب إلا ولديه وفر هائل ومخزون كبير من العلوم الإخوانية الخطيرة.
ثامنًا: وما أدراك ما ثامنا، هذه تجتمع عليها الأسر الإخوانية ، وهي إذكاء روح الجهاد في الأيام التي توافق أيام الجهاد الصحيح، في عهد النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وقواد الإسلام الذين يجاهدون الجهاد الذي أمر الله به، فتجد الإخوانيين يستغلون هذه الأيام بإلهاب حماس الشباب نحو القتال في مواطن الفتن، ومن تابع الأحداث التي مرت بها بلادنا ودول الخليج والعربية، عرف كيف استغل الإخوان المسلمون أيام رمضان في التفجيرات التي وقعت في عدد من المناطق والبلدان، ومحاولة اغتيال كبار رجال الدولة عن طريق جناحهم المسلح تنظيم القاعدة.
تاسعًا: شهر رمضان من أخصب الشهور التي تستغل للتجنيد الإخواني عن طريق القنوات المتأسلمة المشبوهة، وبرامجها وضيوفها لا يكاد يختارون لها إلا من كان معروفا بتاريخه الإخواني، والرمضانات الماضية كانت حافلة باستضافة المشبوهين الإخوانيين، وكلنا عرف ماجرى من بعض القنوات حين جعلت ضيوفها أعيرة نارية تستهدف بها المملكة العربية السعودية ودول الخليج كالإمارات والكويت وغيرها وسياستها ومحاولة التفريق بين الحكومة نفسها من جهة وبين الحكومة والشعب من جهة أخرى.
وقناة أخرى تأتي ببرنامج لأحد قادة الأخوان في السعودية ممن فصلوا من وظائفهم لفكرهم السيء، وهذا البرنامج يمجد رؤوس الإخوان كسيد قطب ومحمد قطب وحسن البنا، ويتباكى المقدم للبرنامج للتأثير على الناس.
ومع إطلالة هذا الشهر أعلنت إحدى أذرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين إعلاميا عن استضافة من يكفر المملكة وحكامها ويلعنهم لعنًا صريحًا، وهو الإرهابي المصري وجدي غنيم!!
والإرهابي موقد الثورات يوسف القرضاوي، وعدنان إبراهيم، وطارق السويدان وغيرهم من كبار قادة الفكر الثوري الإخواني!! وهذه إلماحة عن شيء من نشاط جماعة الإخواني الباطنية في شهر رمضان، وهي تحتاج إلى شرح وتفصيل مطول، لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله …
وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى.
اقرأ المزيد
رسالة ود ومحبة وإخاء لمن يستشعر هذه الأيام بشيئ من الملل ويشعر بالضيق من الجلوس في منزله بسبب فيروس "كورونا" .
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين رضي الله عنهم أجمعين
فإن كل ملاحظ للأحداث في الساحة الدينية في العالم الإسلامي عمومًا وفي السعودية العظمى
فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا
لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل