حقائق تاريخية يجهلها المسلمون عن "البابا نويل" و"الكريسماس"!


في مطلع كل عام ميلادي، تتزين عدد من منازل المسلمين بأشجار الكريسماس، وتماثيل "البابا النويل" احتفالاً بما يسمى رأس السنة الميلادية أو عيد الكريسماس، متجاهلين عن عمد أو جهل تحذير النبي صلى الله عليه وسلم: "لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ، قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، قَالَ: فَمَنْ".

 

وفي مشهد صارخ يكشف عن تبعية عمياء إلى الغرب، وضعت شجرة "عيد ميلاد" عملاقة أمام مسجد محمد الأمين في العاصمة اللبنانية بيروت، وفي الحقيقة إن أكثر هؤلاء يجهلون حقيقة هذه الأعياد، ولا يدركون خطورتها، وأصولها العقدية، التاريخية، وخلال السطور المقبلة سنحاول كشف حقائق تاريخية يجهلها كثير من المسلمين عن تلك الأعياد، وما يسمى بـ"البابا نويل".

 

الكريسماس (Christmas)

 

بداية.. الكريسماس (Christmas) هو عيد يحتفل فيه النصارى بعيد ميلاد يسوع، أي: بعيد (ميلاد الرب)، أو(ميلاد ابن الرب)، حسب زعمهم، وكلمة Christmas مكونة من مقطعين: المقطع الأول   Christ ومعناها: (المخلِّص) وهو لقب للمسيح، والمقطع الثاني mas وهو مشتق من كلمة فرعونية معناها (ميلاد)، جاءت هذه التسمية بسبب التأثير الديني للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في القرون الأولى .

 

رغم أن الأناجيل المختلفة - لم تتفق علي التاريخ الصحيح لميلاد الرب أو ميلاد يسوع علي حسب اعتقادهم.. لكن اختار بعضهم يوم الخامس والعشرين من ديسمبر للاحتفال بولادته وإظهار الفرح بذلك، وهذا اليوم كان عيد ميلاد لبعض الآلهة الوثنية، وسنثبت أن ذلك تاريخيًا.

 

ومما يلفت الانتباه والعجب، أنه في يوم 26 من ديسمبر عام 2013م، تناقلت وكالات الأنباء تصريحًا لـ"فرانسيس بابا الفاتيكان"، وصف فيه الاحتفال بعيد الميلاد بـ"الجاهلية" وأنه صورة زائفة تصور حكاية خرافية مائعة، لا وجود لها فى الإنجيل، على حد تعبيره.

 

بابا نويل (Santa Claus)

 

أما بابا نويل (Papa Noel والذي يسمى عند البعض سانتا كلوز(Santa Clausفقد قيل إنه قسيس حقيقي كان يقوم بأعمال تنصيرية.. وقيل هو شخصية خرافية ترتبط بعيد الميلاد عند النصارى .

 

والذي استطعنا إثباته أن البابا نويل شخصية حقيقية وهو راهب وأسقف نصراني من أصل تركي (قبل الفتح الإسلامي) كان يدعى بـ (القديس نقولا أو نيكولاس (St. Nicholas)، ثم تطور الاسم تدريجيا ليصبح سانتا كلوز، وفي العربية (بابا نويل).

 

وبحسب الروايات النصرانية فإن "نيقولا أو نيقولاس" كان راهبًا نشطًا يسعى سعيًا حثيثًا لنشر النصرانية في نفوس أطفال الرومان وغيرهم بتوزيع الهدايا والحلويات عليهم، وكانت له جهود في تضليل الفقراء عن طريق تقديم المساعدات المادية لهم بسخاء رغبة في حملهم على اعتناق النصرانية ثم التفت إليه الرومان وسجنوه حتى أطلق سراحه الإمبراطور الروماني "قسطنطين" الذي اعتنق النصرانية لاحقاً.

 

ومما يحاول النصارى إخفاؤه، أن "نيقولاس أو نيقولا" كان من جمهرة الرهبان النصارى الذي كافحوا تعاليم المسيح الحقيقة الداعية إلى التوحيد، والرافضة لفكرة التثليث التي هي أساس النصرانية، فقد شارك في مجمع "نيقية" الشهير عام 325 ميلادية وهو المجمع الذي قرر بحد السيف وبقرار إمبراطوري “ألوهية المسيح “عليه السلام وأنه ابن الله مساو له في الجوهر (الذات)، والعياذ بالله من قولهم، وما إلى ذلك من بدع وأباطيل فندها وردها القرآن الكريم والهدي النبوي الشريف.

 

وكان لـ"مجمع نيقية" تبعات خطيرة حيث اتخذوا فيه قرارًا بمطاردة الموحدين من أتباع المسيح حتى نال من دمائهم وأعراضهم فارتكبت بحق المخالفين لقرارت المجمع التعسفية كل صنوف جرائم الإبادة الجماعية والتعذيب الوحشي والتحريق.

 

ويعزى إلى نصارى هولندا إحياء ذكرى "نيقولاس" بعدما انتشرت مظاهر عبادة الرهبان والقديسين بطول وعرض أوروبا حتى أصبح يستغاث به ويتوجه له بالدعاء من دون الله بل ويتبركون بذكر اسمه على أطفالهم فأصبح هو "القديس الحامي للأطفال" والعياذ بالله من شركهم وكفرهم.

 

ومن حيل الكنيسة في هولندا القرن السادس عشر أنها كانت تطلب من الأطفال خلع أحذيتهم المصنوعة من الخشب في مكان معلوم ثم يرجعون ليجدوها وقد امتلأت بالحلوى فيقول لهم القساوسة أن (سانتا كلوز) هو من أحضرها من الجنة من فوق مملكة السماء من عند (يسوع ابن الله)، عياذًا بالله من قولهم.

 

وكذلك كان نصارى اليونان والروس وصقلية يتبركون بذكر اسم هذا القديس ويحملون صوره ويتوجهون له بالدعاء من دون الله (وهذا كله من الشرك بالله) معتقدين أنه القديس الذي يحمي البحارة في عرض البحار والمحيطات.

 

لكن توثيق عرى ارتباط ذكرى هذا المجرم باحتفالات النصارى لم يتعزز إلا بعد صدور رواية كتبت في مطلع القرن التاسع عشر تدور حول ظهور هذا القديس للأطفال عشية الكريسماس وتسلله لبيوتهم خلسة حيث يترك لهم من الهدايا ما تمنوه وما تشتيه أنفسهم؛ ثم تحولت هذا الرواية بالأغنية التي تضمنتها إلى عادة تجري بين الغربيين سرعان ما انتشرت انتشار النار في الهشيم بكل أرجاء المعمورة بآلة الاستعمار والدعاية التنصيرية والإعلامية.



 

شجرة الكريسماس

 

أمَّا "شجرة الكريسمس" فإنَّها تُعَدُّ رمزًا دينيًا عندهم؛ فمذ أن يأتي الصباح وتطلع الشمس يجد أولئك القوم هدايا تحت هذه الشجرة؛ وحين يسأل الطفل والده عن هذه الهدايا ومن الذي أتى بها؟ يقول الأب لابنه: أنها منحة من الرب يسوع، أرسلها عن طريق "بابا نويل".

 

ونذكر نصًا ما دون على موقع الأنبا تكلا تحت عنوان: "لماذا نزين شجرة عيد الميلاد وما هي قصتها؟، فكانت الإجابة: بالرجوع إلى إحدى الموسوعات العلمية، نلاحظ بأن الفكرة ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات Oak of Thor والرعد أن تزين الأشجار ويقدم على إحداها ضحية بشرية".

 

وتابع: "تقول إحدى التحليلات أنه في عام 727 أو 722م أوفد إليهم القديس بونيفاسيوس لكي يبشرهم، وحصل أن شاهدهم وهم يقيمون حفلهم تحت إحدى أشجار البلوط، وقد ربطوا طفلًا وهموا بذبحه ضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وخلص الطفل من أيديهم ووقف فيهم خطيبًا مبينًا لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك. وقام بقطع تلك الشجرة، وقد رأى نبتة شجرة التنوب fir تبع من الشجرة (شجرة الكريسماس الحالية)، فقال لهم أنها تمثل الطفل يسوع".

 

واستطرد الموقع: "كان كمن يقول لهم: تستخدمون أخشاب هذه الشجرة البسيطة لبناء بيوتكم..  فلتجعلون المسيح هو حجر الزاوية في منازلكم..  فهو يهِب حياتكم الإخضرار الذي لا يذبل، لتجعلوا المسيح هو نوركم الدائم..  أغصانها تمتد في كل الاتجاهات لتعانِق الناس، وأعلى الشجرة يشير إلى السماء..  فليكن المسيح هو راحتكم ونوركم، وهناك عدة تحليلات أخرى لنشأة شجرة الميلاد..  ولكن أكثر ما نلاحظه أن بداية وضعها رسميًا هكذا بدأ في القرن السادس عشر في ألمانيا أيضًا في كاتدرائية ستراسبورج عام 1539م".

 

وأضاف: "فقصة ميلاد المسيح الفعلية ليس بها ذِكر لأي شجر، ولكن كما أرسل لنا أحد زوار موقع الأنبا تكلاهيمانوت، وقال أن الصلة واضحة تمامًا؛ فما شجرة الميلاد بمصابيحها المتلألئة (أو قديما بشمعاتها المتوهجة) إلا العليقة التي رآها موسى النبي في البرية وهي مشتعلة نارًا ولا تحترق..  والعليقة (خروج 3) كانت ترمز للعذراء مريم التي حملت في بطنها الأقنوم الثاني بناسوته المتحد بلاهوته الناري ولم تحترق، لذلك فالعُلِّيقة حملت سر التجسد الإلهي. ولاحظ أن الله ظهر وسط شجرة ضعيفة وليست شجرة أرز فالله يسكن عند المتواضعين (اش15:57)" بحسب زعمه.

 

ومما تقدم فإن الاحتفال بأعياد الميلاد عند النصارى من البدع الوثنية –عندهم-، وكان من جملة ما حرف عند النصارى، فلماذا إذًا يحرص المسلمون على مشاركتهم تلك الأعياد التي هي محرفة في دينهم، ولماذا يحتفلون بالرجل الذي تسبب في تحريف الديانة النصرانية.

 

حكم الشرع في الاحتفال بأعياد "الكريسماس"

 

وعندما سًئل الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالي في مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (3/ 44-46)، عن تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية، أفتى بأنها "حرام باتفاق العلماء".

 

وقال في نص الفتوى: "كما نقل ذلك ابن القيم -رحمه الله- في كتابه "أحكام أهل الذمة"، حيث قال: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق"، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر، فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثما عند الله، وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه".

 

وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرامًا، وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم؛ لأن فيها إقرارًا لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضا به لهم وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر، أو يهنئ بها غيره؛ لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى: "إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ" ،وقال تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا".  

 

وإذا هنئونا بأعيادهم، فإننا لا نجيبهم على ذلك؛ لأنها ليست بأعياد لنا، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى؛ لأنها إما مبتدعة في دينهم، وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمدا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى جميع الخلق

 

وقال فيه: "وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَوإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام؛ لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها، لما في ذلك من مشاركتهم فيها.

 

وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى، أو أطباق الطعام، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك، لقول النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "من تشبه بقوم فهو منهم".

 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه: اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم: "مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم، بما هم عليه من الباطل، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء".

 

ومن فعل شيئا من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة، أو توددا، أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب؛ لأنه من المداهنة في دين الله ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم.

اقرأ المزيد

خاطرة مع كورونا...

مع ما نسمعه في وسائل التواصل من تضخيم عن انتشار فايروس - كورونا - فإن الواجب علينا أن نسلم بأن ما أصابنا إنما هو من قضاء الله وقدره الذي كتبه على عباده

ما ينبغي فعله وقت الكسوف والخسوف؟

الكسوف والخسوف بمعنى واحد لغة، وقيل الكسوف للشمس والخسوف للقمر

احذر مُفْسِدَاتِ الْقَلْبِ الْخَمْسَةِ.. أبرزها التعلق بغير الله!

من راقب الله في خطرات قلبه عصمه الله في حركات جوارحه

شاهد.. داعية كويتي: كلما حورب الحجاب زادت قناعة المسلمات به

أكد الشيخ سالم الطويل، الداعية الكويتي، أن الحق إذا قاومه أهل الباطل قوي

شاهد.. أكاديمي إماراتي يوضح خطورة وحقيقة مصطلح الفكر التنويري

كشف الدكتور صالح عبدالكريم، أكاديمي وكاتب إماراتي، عن حقيقة وخطورة مصطلح الفكر التنويري، مؤكدًا أن التنوير مصطلح أوروبي محض نشأ في القرون الوسطى

خبير تربوي يحذر من النصائح المتداولة بشأن المشكلات الأسرية على "فيسبوك"

حذر إسلام مصطفى عبد المجيد، الخبير التربوي، من النصائح المتداولة بشأن المشكلات الأسرية من غير المتخصصين، على مواقع التواصل الاجتماعي.

تعليقات


آخر الأخبار