واتسابيات الإخونج.. بلطجة!
بقلم - عبدالله أحمد المعلم
الإخوان المسلمين في شقاء دائم؛ عندما تجد نفسك في مجموعة (قروب) واتساب للتواصل الإجماعي يغلب عليها تجمع لعدد من شباب الإخوان المسلمين (إخونج) معهم مجموعة رديفة من مؤيديهم واُخرى ممن تتقاطع مصالحهم الشخصية معهم ..
تكون الرسائل مصنفة كالتالي:
إيمانيات مبتورة: بلا أسانيد ولا مرجعية وغالبًا ما تختم بحكمة إخونجية "أصيلة" ثم بدعاء استعطافي يغلب عليه الأسى لحال عموم المسلمين!
قصص وروايات: منقولات مبهمة الأصل، وغالبا ما تكون "مكيفة" حسب الأحداث وكما يريد الكاتب أن يوصل لجمهوره من أثر كـ(سجن يوسف وإسقاط القصة على مظلومية السجن! وأيوب والصبر، وموسى وفرعون وإسقاطها على مقاومة الطغاة والانتصار عليهم .. لخ)، وكأن القصاص الكاتب في نفسه مفهوم او فكرة فيحبك حولها قصة ثم يقوم بالإسقاط على الواقع المعاصر مثل قول ذلك البائس عن علو محمد مرسي على الرئيس المخلوع مبارك حين حرف الآية بقوله (فوكزه مرسي بعصاه!).
تفخيم رموزهم: إعادة وتكرار لمقولات رموز الجماعة من جميع الفترات سواء أحياء كانوا او أموات، ومع المبالغة بتمجيد ونقد لكل ما من شأنه أن يضفي هالة القدسية كالتي يحضى لها الصحابة بقلوب المؤمنين، ناهيك عن الألقاب المفخمة حتى التخمة لمن لا يستحق، مثل المقتول قصاصا صار لقبه "شهيدا"، والطوّاف بالقبور صار "إمامًا"، والكذاب المثبت عليه الكذب صار "عالمًا"، والإرهابي الخارجي المتفيقه صار "علّامة"، والخبيث زارع الفتن من فوق المنابر صار.. "الداعية"!.
استمرار الإغراق لإعلامي الإخونجي المؤدلج لكل ما يصلهم من أمرائهم ونقبائهم أو من مصادر إعلامهم المعتمدة، كمواقع التواصل الاجتماعي (سناب، انستغرام، تويتر، تليغرام، فيسبوك، وكذلك الواتساب من قروبات تخصصية لهم) ذلك بخلاف صفحات النت والصحافة الالكترونية التابعة وكذلك المدونات، فجُل ما ينشر هناك لا تطوف عليه ساعة من الزمن حتى تضج كافة قروبات الواتس بها، بالأخص التي يتواجد فيها إخونج وان كانوا قلة!
فأقرب مثال لهذا الصخب هو كحال القردة المنتشرة في الغابة وأطرافها، ما أن يصيح كبيرها إلا وصاح كل القردة تباعًا، حتى تضج الغابة بجلبتها وترتجف، فتخيف بصوتها الصاخب كل من لا يعرف سلوكها، أما من يعلمهم وما هم عليه، فلن يرف له جفن لأنه متيقن أنه صياح جماعي أهوج إتباعا لا اقتناعًا برأي زعيمهم المفوه! ثم فجأة تختفي الجلبة وتختفي معها النقاشات العقيمة والمفتعلة، ذلك لأن الدور وصل للصرخة التالية، لتعود الكرة مرة اخري بلغط آخر لزوم "المرحلة" وكلها بلا فقه!
مشكلة الإخونج في المجموعات الواتسابية
المشكلة الحقيقية هي الكيل بمكيالين.. فكل شي مباح إلا الكلام عن الجماعة! واذا تكلم اَي فرد من المجموعة (قروب) عن الإخونج أو نقل من أي طرف ما لا يتوافق مع معهم او مع "يستهويهم" تقوم قائمة كوادرهم بالاستنفار دفاعا! فتترك كافة الامور النقاشية لتتحول الأمور إلى سب وقذف وافتراضات كاذبة وتحويل الأنظار كلها على شخص المتكلم، وإسقاطات لغوية بلا أدني رادع او تحفظ على مفردات التجريح والقذف البذيئة!
ولذلك فإن جل الأشكال واقع عند النقل للقروب، فكل ما ينقله الإخونج عن جماعة الأخونج صار مفروضًا علينا قبوله وبلا نقاش! وعليه تكون الأسماء المذكورة من رموزهم لها من القدسية ما يعتقد به الأتباع أنه من "الكلام المحكم" الذي وان غاب المعنى عنهم، حتما لا بد أن له معنى هم دون أن فقهوه! ذلك لقدسيته يتبع ولا يناقش بما يقول!
وكأن كل من القروب مثبت بقاع بئر، فُرض عليه تلقى كل ما يلقى من أعلى بلا أي اعتراض أو نقاش أو حتى تحقق!
إفتعال الخصومة وزوابع الخصام (بلطجة)
وفي حالة الرد أو إبداء الرأي من أي عضو في القروب من غير "الشلة إياها" ، بدأ مسيرة "تبادل الأدوار" ..
الأول: يُغرق القروب بالصور والرسائل كمحاولة للتشتيت!
الثاني: يلعب دور الحبيب الذي يحاول ان يهدي الامور!
الثالث: يتصدي لك بالارهاب اللفظي و الاقوال الجارحة بشراسة وفظاظة اللسان!
الرابع: يبدأ بحوار جانبي مع الخامس بالقروب وكأن لا موضوع قيد التداول!
السادس: يبعث لك على الخاص "علشاني خلاص"!
السابع: يبحث بثغرة في الكلام او الردود بهدوء ليرسلها
الثامن: الذي يريد أن يبدوا كعقلاني بالحوار!
وكذا فرد منهم صامتون ولكنهم متابعين ومتأهبين، كأنهم إحتياط لاعبي مباراة او جمهور لزوم التصفيق والتطبيل لبقية "الأرقام" [الإخونجية] وما يتم إرساله للقروب!
العمل فعلا منظم ومنهجي!
وأي تنظيم هو؟ تنظيم شبه عسكري [ميليشا حركيّة وإسناد] تدربوا عليه سنوات (طبعا) خلف الكواليس المجتمعية وبسرية تامة، كالمعسكرات الصيفية والدورات التدريبية والرحلات الاجتماعية والمخيمات الربيعية والدواوين الانتخابية والاتحادات الطلابية وغيرها من كواليس العمل السري في تجنيد وتاهيل الكوادر المستقبلية للجماعة !
ثم المداهنون!
يأتينا المداهنون الحريصون وبحذر على كل ما يبدر منهم لكي لا يخسروا "شيئ" من أحد! وهم الذين يعلم الجميع انهم ليسوا من الإخونج لكن تقاطع المصالح معهم او مع بعضهم تجبرهم على عدم نصرة الحق، بسبب النداء المباشر عليهم كي يأخذوا موقفا غير حيادي فموقفهم يكون دائما بمحل نقد لمن انتقد بحجة "المناصحة" اولى من الإنتقاد و"إنك تحتاج لمهارات افضل للتواصل!".
فيبدأ هذا الرقم الصعب في المعادلة بتأييد التهم الملقاة على "خصم" الإخونج والتي لا تم تحويرها لتبدوا "اتهامات شخصانية" لا "موضوعية" وهو يعلم بوجود خلل إلا انه آثر المداهنة على نصرة الحق، وصفّ مع الظلمة [طواغيت] القروب لقهر المظلوم الحقيقي الذي ... صار وحيدا منفردا كشاة منعزلة بالفلا يحيط بها قطيع من الكلاب الضالة!
وبالطبع التنظيم!
فلابد في المجموعة أمير لزوم التناغم الحركي!
وهذا هو الالتزام الجهادي عند الإخونج بالقروب:
- السمع والطاعة لأمير الجماعة "فقط".
- الجميع أعداء.. فلنخرسهم.
- تطبيل للأتباع ومديح.
- تشبيح للأعداء ونعوت.
- ولنكمم افواه من ليس منا.
- ولنحذر إخواننا منه (غيبة وبهتان وافتراء).
- ولتنشر المحبة في الله بيننا.
- ولنتجنب المشككين الظلمة البغاة.
ثم تبدأ مسيرة النميمة خلف كواليس القروب وفي القروبات الخاصة (الكيانات الموازية)، ناهيك عن "تكليف" فرد "بمهمة" الرباط بالقروب (لزوم حبكة الدراما الجهادية)، لرصد ما يقوله ذلك "العدو" لله والمعادي للجماعة !
سبحان الله ...
ليضيع بعدها اَي موضوع ممكن ان يناقش، ليحل مكانه قناعة مزيفة بان الحوار مع هذا "الفرد" المتمرد بلا فائدة ! ولتبدأ بعدها مرحلة السباب والتسفيه لكل من لم يستسلم في المراحل السابقة، وهنا تبدأ مرحلة الكذب والافتراء على هذا الفرد [العدو] لتتعدى كل الأخلاقيات الحميدة لتصل مرحلة "الاستباحة" التامة له!
بدءا بإشاعة البغضاء له بين الجماعة من خلال تعمد ذكره بالسوء غيبة ثم الإفتراء عليه ثم الحجر عليه (جبر الجماعة على عزله وإقصائه عبر حجب التواصل معه) وفرض الكراهية له مع ربطه ارتباطا شرطيا بالمنافقين ، والمتخاذلين، والمتصهينين، واعداء الأمة والدين ..
ولن يقف الأمر حتى يتم إسقاط التكفير البواح عليه سرا ومنافقته علانية بابتسامتهم الصفراء والكلام المنمق المفضوح ذو الرائحة المشبوهة !
تحقيق الرسالة :
وهنا تتحقق وصية حسن البنّا كما جائت برسائله للشباب:
"من لم يكن على نهج جماعتنا، فليس له نصيب من الإسلام بشيئ"
انتصار الحق على التنظيم!
إنه لمن العجب العجاب أن يتمكن فرد ليس بشيخ دين ولا حتى بطويلب علم، ولكنه إما على فطرتة السليمة أو فهم المعني الحقيقي لكلمة التوحيد، أن يكون شخص واحد مسببا لأرق جماعة منظمة عند طرح اَي موضوع ينسف أصول اعتقادهم!
سبحان الله ..وهكذا يكون الوضع في قروبات الواتساب؛ فالمفرح حقا هو أن البسيط ذو المعتقد السليم .. قادر على طحن مجموعة (فيلق) متسلطة تابع للاخونج!؛ كما نعتهم الإمام الألباني رحمه الله).
ختامًا ..
لكن لا أرى خطرهم بقدر عظم خطر من أراه يداهنونهم!؛ فهم الخطر الحقيقي، ببساطة لأنهم (المداهنون)، هم أنصار الباطل على الحق!، فلا هم إخونج "قاعدون" ولا هم مع حق صافون!
فما قولنا إلا الحمد لله الذي عافانا.. وأكرمنا وفضلنا على كثير من خلقه تفضيلا كثيرا ...!
اقرأ المزيد
كشفت دراسة حديثة عن أسباب حرص الجماعات الإرهابية المتطرفة على استخدام العملات الافتراضية، أهمها إخفاء هوية مستخدمي هذه العملات.
إنّ احتضان قطر لمجموعة الإتجاه الإخواني وخصوصًا الاتجاه القطبي السروري الثوري يدل على أنّها تعيش في حالة ضياع وطني ودولي ناتج عن ضياع الهوية
تكلمت في مقالات سابقة عن أساليب هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في استخدام القوة الناعمة، والتي منها: القدرة السياسية والمعنوية والتقنية والاقتصادية
فقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بجرد كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب، أحد أشهر رموز الإخوان المفلسين بعد حسن البنا،
تكلمت في مقالٍ سابق عن أساليب هذه الجماعات المُتطرفة في استخدام القوة الناعمة
جلسَ الحمارُ حزيناً منكساً بالذلِّ ويكأنَّـه يعاتبُ نفسه عَلَى أمرٍ ما، وكانَ قريباً من أحد الأنهارِ، فاقْـتربَ من شاطئ النَّهْـرِ