أبرز 8 شخصيات نشروا الفكر الغربي في العالم الإسلامي! (1)
عمد الاستعمار الغربي إبان الاحتلال الإنجليزي إلى تربية رجال من المسلمين على الفكر الأوروبي الغربي، ثم مكنهم من تبوأ مواقع التأثير والتوجيه والإرشاد، فصاروا أداة للغرب في حمل الأجيال المسلمة على اعتناق هذا الفكر ومبادئه.
صنعهم الاستعمار الغربي على عينه وعرفوا بولائهم إليه، ومن أمثلتهم طه حسين وقاسم أمين وأحمد لطفي السيد وعلي عبد الرازق وغيرهم، ويعتبر هؤلاء الأركان التي يستند عليها رواد التغريب والعلمانية في وقتنا الحالي من أمثال إسلام البحيري وغيره.
وسنحاول في الجزء الأول من سلسلة كشف الوجه الحقيقي لرواد التغريب في مصر، تسليط الضوء على أفكار "عبد الرحمن الكواكبي، محمد عبده، قاسم امين، أحمد لطفي السيد وعلي عبد الرازق ".
عبد الرحمن الكواكبي
عاش "الكواكبي" في الشام مهد القلاقل، اتصفت كتاباته الأدبية بالجانب السياسي، وقد حضر إلى مصر عام 1898م، ويعتبر من أسبق الداعين إلى التفريق بين السلطة الدينية والسلطة السياسية، أي إبعاد الدين عن الحكم بالمفهوم العلماني.
وأصدر "الكواكبي" كتابه أم القرى عام 1899م وأورد فيه آراء لم تخلُ من إشارات مريبة إلى موالاة الدول الأوروبية حيث قال: "وكفتح أبواب حسن الطاعة للحكومات العادلة والاستفادة من إرشاداتها وإن كانت غير مسلمة وسد أبواب الانقياد المطلق ولو لمثل عمر بن الخطاب".
ويعد "الكواكبي" أول من نادى بفكرة العلمانية حسب مفهومها الأوروبي الصريح، وقال في كتابه طبائع الاستبداد: "يا قوم وأعني بكم الناطقين بالضاد من غير المسلمين أدعوكم إلى تناسي الإساءات والأحقاد، وما جناه الآباء والأجداد، فقد كفى ما فعل ذلك على أيدي المثيرين، وأجلّكم من أن لا تهتدوا لوسائل الاتحاد وأنتم المتنورون السابقون.. فهذه أمم أوستريا وأميركا قد هداها العلم لطرائق الاتحاد دون الديني، والوفاق الجنسي دون المذهبي، والارتباط السياسي دون الإداري..".
ويضيف: "دعونا ندبر حياتنا الدنيا ونجعل الأديان تحكم الآخرة فقط (!)، دعونا نجتمع على كلمات سواء، ألا وهي فلتحيا الأمة، فليحيا الوطن، فلنحيا طلقاء أعزاء".
محمد عبده
ولد محمد عبده عام 1849م وتوفي عام 1905م تأثر كثيرًا بقراءاته عن الفكر الغربي، وترجم كتاب التبشير لـ" سبنسر ترمنجهام" المستشرق البريطاني، وتبنى الدعوة إلى الاجتهاد في الدين باسم التجديد للالتقاء مع الحضارة الغربية المعاصرة المتطورة.
وصدرت عن محمد عبده فتاوى فقهية جريئة أحدثت ردود فعل قوية وانتقادات كثيرة، لكنها لاقت قبولًا عند كثير من المتأثرين بالفكر الغربي، وسقط في براثن الحركة الماسونية لفترة حتى انفصل عنها بعد أن تبين له حقيقة أمرها.
وممن تأثروا بمدرسته واشتهروا بولائهم وتأثرهم بالفكر الغربي (قاسم أمين، سعد زغلول، وزكي مبارك)، وجمعته صداقة كبيرة مع اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر، والمستر بلنت أحد النبلاء الإنجليز وعضو مجلس العموم.
وكان محمد عبده أمل المخطط الغربي في تنفيذ أجندتهم – كما أوضح "كرومر" و"جب" وغيرهما – أن تكون حركته مماثلة تمامًا لحركة (سير أحمد خان) مؤسس جامعة "علي قره" بالهند التي تسمت (المعتزلة الجدد) وكانوا مفتونين بحضارة الغرب منبهرين بها إلى أقصى حد.
وكانت بريطانيا عازمة على إلغاء الشريعة الإسلامية – وقتئذ – فور تمكنها من البلاد، غير أن "كرومر" رأى أن أفضل وسيلة لذلك هو تفريغ المحاكم الشرعية من محتواها بأن يتولاها علماء "ذوو طابع تحرري" تتم تربيتهم بإشرافه هو ومحمد عبده في معهد خاص لقضاة الشرع، وقوّى عزمه على ذلك المعلومات التي حصل عليها من الكلية التي أنشأتها في سراجيفو حكومة النمسا والمجر لتخريج قضاة الشرع المسلمين والتي يقول عنها في تقريره السنوي لحكومته عام 1905م أنها كلية أثبتت نجاحها من كل الوجوه:
"... وقد وضعت تلك المعلومات تحت تصرف لجنة ذات كفاية ممتازة يرأسها المفتي الأكبر السابق محمد عبده بقصد وضع خطة مشابهة تلائم ظروف مصر وحاجاتها، وقد أتممت اللجنة عملها في شهر يونيه السابق ووضعت النظم المقترحة تحت تصرف الحكومة، وهذه النظم تزود الطالب ببرامج ثقافية ذات طابع تحرري لا تحصر الطالب في الدراسات الدينية الخاصة".
ولم يرى محمد عبده حرجًا من اقتباس القوانين التشريعية الغربية، ما دام ذلك يحقق "الإصلاح في نظره" وعندما رأى أن المراجع العربية لهذه القوانين لا تعطيه الإحاطة الواجبة بتلك المبادئ في أصولها المأثورة عند فلاسفة التشريع الغربيين شرع في تعلم اللغة الفرنسية.
وكان من أعظم خطط الإنجليز للقضاء على الشريعة الإسلامية إنشاء "مجلس شورى القوانين" الذي كانوا يحكمون مصر من خلاله، والذي قدم محمد عبده له خدمات جليلة مما دفع المستشار القضائي الإنجليزي إلى رثائه في تقريره عن المحاكم لعام 1905م، قائلًا:
"ولا يسعني ختم ملاحظاتي على سير المحاكم الشرعية في العام الماضي بغير أن أتكلم عن وفاة مفتي الديار المصرية الجليل المرحوم الشيخ محمد عبده في شهر يوليه الفائت وأن أبدي أسفي الشديد على الخسارة التي أصابت هذه النظارة بفقده...".
إلى أن يقول: "وفوق ذلك فقد قام لنا بخدمة جزيلة لا تقدر في مجلس شورى القوانين في معظم ما أحدثناه أخيرًا من الإصلاحات المتعلقة بالمواد الجنائية وغيرها من الإصلاحات القضائية، إذ كان يشرح للمجلس آراء النظارة ونياتها ويناضل عنها ويبحث عن حل يرضي الفريقين كلما اقتضى الأمر (!) وإنه ليصعب تعويض ما خسرناه بموته نظرًا لسمو مدراكه وسعة اطلاعه وميله لكل ضروب الإصلاح والخبرة الخصوصية التي اكتسبها أثناء توظفه في محكمة الاستئناف وسياحاته إلى مدن أوروبا (!) ومعاهد العلم...".
وقد يكون أخطر آثار محمد عبده التي تعد ركيزة من ركائز العلمانية في العالم الإسلامي إضعاف مفهوم "الولاء والبراء، ودار الحرب ودار الإسلام"، إذ كان من اعظم من اجترأ عليه من المنتسبين للعلماء، لا بتعاونه مع الحكومة الإنجليزية فحسب، ولكن بدعوته الصريحة إلى موالاة الإنجليز وغيرهم بحجة أن التعاون مع الكفار ليس محرمًا من كل وجه.
وقد ألف محمد عبده جمعية دينية سرية في بيروت للتقريب بين الأديان السماوية الثلاثة، وقد انتسب إليها بعض المسلمين والإنجليز واليهود.
وأخيرًا.. فإن محمد عبده أوجد القاعدة التي ارتكز عليها من يسمون دعاة الإصلاح للتعلق بأذيال الغرب وإقصاء الإسلام عن توجيه الحياة، إذ ظلوا ينقضون عرى الإسلام عروة عروة حتى أن المعركة أصبحت تدور ضد قانون الأحوال الشخصية وهو البقية الضئيلة من آثار الشريعة الإسلامية.
قاسم أمين
قاسم أمين أحد تلاميذ محمد عبده، من رواد الجيل الذي تأثر بالفكر الغربي ودعا إلى اتباعه كوسيلة للرقي، تخرج من مدرسة الحقوق المصرية ذات المناهج الفرنسية عام 1881م، وذهب إلى فرنسا لاستكمال تعليمه العالي.
وكتب قاسم أمين عن متحف اللوفر يقول: (لعل أكبر الأسباب في انحطاط الأمة المصرية تأخرها في الفنون الجميلة "التمثيل والموسيقى"، هذه الفنون ترمي جميعًا على اختلاف موضوعها إلى غاية واحدة وهي تربية النفس على حب الكمال والجمال فإهمالها هو نقص في تهذيب الحواس والشعور).
وبداهة لم يكن سبب تدهور الأمة هو تأخرها في التمثيل والموسيقى، خاصة بعد أن أغرقها الخديوي إسماعيل في ديونه الربوية وخرب اقتصادها وأدخل فيها القوانين الوضعية، ولكنه مثال من أمثلة تأثير الغزو الفكري على عقول أبناء المسلمين والذي جعل عواطفهم ومشاعرهم تبتعد عن احوال أمتهم ومشاكلها الحقيقية ليندفعوا وراء مظاهر فارغة تقتل أصحابها في الرخاء فكيف بها في البلاء؟!
ركز جهده في النواحي الاجتماعية عن المرأة وتغيير نظرة المجتمع لها لتتوافق مع نظرة الغرب للمرأة ودورها في المجتمع، فتبنى الدعوة إلى السفور ومعاداة الحجاب.
ومما يستغرب له أن قاسم أمين نفسه ألف كتابًا عام 1893م اسمه (المصريون) للرد على افتراءات دوق دراكور وتهجماته على الإسلام فدافع عن الحجاب وامتدح منع الاختلاط، وهاجم ما عليه المرأة الأوروبية من الإباحية والتحرر، واتهم الغرب بالافتقار إلى العفة والحياء وصيانة الأعراض، وقرر كذلك أن للإسلام نظامه السياسي إلى جانب تعاليمه وأن فقد المسلمين لازدهارهم إنما سببه إهمال تعاليم دينهم.
ولكن قاسم أمين ناقض نفسه تمامًا وعكس رأيه لما أصدر كتابه (تحرير المرأة) في عام 1899م فزعم أن الحجاب الشرقي عادة لا ارتباط لها بتعاليم الإسلام ودعا المرأة المصرية إلى السفور، كما هاجم فصل المرأة عن الرجل في الحياة الاجتماعية، داعيًا إلى الاختلاط، كما طالب بتقييد حق الرجل في الطلاق، وطالب بمنع تعدد الزوجات إلا للضرورة.
وقد تجلت أفكار قاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة"، والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
1 - إن المرأة مساوية للرجل في كل شيئ، وإن تفوقه البدني سببه استعمال الأعضاء، ويتضح من هذا تعريضه بالقرآن الكريم وتأثره بالدارونية.
2 – إن الانتقاب والتبرقع ليسا من المشروعات الإسلامية لا للتعبد ولا للأدب بل هما من العادات القديمة السابقة على الإسلام والباقية بعده، وهي عادة عرضت على المسلمين من مخالطة بعض الأمم فاستحسنوها وأخذوا بها وبالغوا فيها وألبسوها لباس الدين كسائر العادات الضارة التي تمكنت في الناس باسم الدين والدين منها براء، لكن بالنسبة إلى الأمم الأخرى فإن هذه العادة تلاشت طوعًا لمقتضيات الاجتماع وجريًا على سنة التقدم والترقي.
3 – إن الحجاب ليس عائقًا عن التقدم فحسب بل هو مدعاة للرذيلة وغطاء للفاحشة في حين أن الاختلاط يهذب النفس ويميت دوافع الشهوة.
وفي العام التالي 1900م أصدر قاسم أمين كتابه الثاني باسم (المرأة الجديدة) ليواجه به من اعترض عليه كما ذكر فيه آراء أخرى في بعض القضايا المتعلقة بالموضوع.
ذكر بعض الباحثين أن أكثر آراء قاسم أمين إنما هي من آخرين لهم قدرة على النظر في الشرع وادعاء الاجتهاد فيه خاصة أستاذه محمد عبده، بل قيل إن فصولًا مما كتبه هي للشيخ محمد عبده.
وتراجع قاسم أمين عن أفكاره قبل وفاته في تصريح له نشر في جريدة الظاهر في أكتوبر عام 1906م، وربما كان لبعض التجارب أثرها في نفسه... حيث يروي أن صديقًا عزيزًا زاره ذات مرة فلما فتح له الباب، قال: جئت هذه المرة من أجل التحدث مع زوجك!!، فدهش قاسم.. كيف يطلب مقابلة زوجته، فقال له صديقه: ألست تدعو إلى ذلك.. إذن لماذا لا تقبل التجربة مع نفسك.. فأطرق قاسم أمين صامتًا.
ومما يذكر أن السيدة زوجة قاسم أمين كتبت أن دعوة زوجها كانت خطيرة وأنها لم تكن قائمة على أساس صحيح، لكن تبقى تبعية ما أحدثته هذه الآراء وتبنى الكثيرين لها على عاتقه.
أحمد لطفي السيد
ولد عام 1872م وتوفي عام 1963م، يعد أحد أبرز الموالين للنفوذ الاجنبي في مصر أيام الاحتلال البريطاني لمصر.
عرف بعدائه للخلافة والدعوة إلى الجامعة الإسلامية، ورفض المناداة بالتضامن الاجتماعي داعيًا إلى القومية تحت شعار (مصر للمصريين)، ومن مظاهر ذلك كتابته لعدة مقالات تحت عنوان (سياسة المنافع لا سياسة العواطف) أثناء الغزو الإيطالي لليبيا سنة 1911م طالب فيها بالتزام الحياد تجاه ليبيا وإيطاليا وعارض مساعدة الشعب الليبي.
وهذه هي السياسة عند هؤلاء العلمانيين، لا تعرف الإخوة الدينية ولا تقف إلى جانب الضعيف المظلوم ولا تنصر الحق، وتسكت عن الباطل.. فأين هم من مبادئ الإسلام وأخلاقياته؟!
رأس جريدة (الجريدة) لسان حزب الأمة الموالي لإنجلترا ويضم الباشوات وأصحاب النفوذ أداة الاستعمار لتحقيق التبعية له، وخلال عمله في الجريدة من سنة 1907م إلى 1914م رسم منهجًا للحياة الاجتماعية والسياسية والتربوية والاقتصادية يقوم على التبعية للفكر الغربي ويهدف غلى مقاومة أصحاب الاتجاهات الإسلامية والوطنية.
وكفى حزب الأمة خزيًا وهوانًا وذلًا أن كان من زعمائه الهلباوي "جلاد دنشواي" وفتحي زغلول شقيق سعد زغلول وعضو المحكمة المخصوصة التي حكمت بما حكمت به في دنشواي.
مجد اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر عام 1883م إلى عام 1907م رغم كل ما قام به من إذلال المصريين والسخرية من الإسلام والافتراء عليه، ووصفه بأنه من عظماء الرجال.
وكانت حملة لطفي السيد على اللغة العربية الفصحى هي أخطر الأعمال التي قام بها والتي دفعته بالتبعية؛ لأن يواصل الخطة التي بدأها الاستعمار البريطاني بقيادة "ولكوكس" وقد كانت محاولته خبيثة بدأها في عام 1899م في مجلة الموسوعات حيث ادعى أن اللغة العربية أصبح تعلمها أبعد منالًا من تعلم اللغات الأجنبية.
ودعا إلى تسكين حروف الهجاء وفك الإدغام وإهمال الشكل وسخر من هذه الضوابط كلها، ثم وسع نطاق الدعوة عام 1913م في جريدة الجريدة فكتب أكثر من سبع مقالات (إبريل – مايو 1913م)، وخلال حملته المسمومة لم يدع في البداية إلى ترك الكتابة بالفصحى إلى العامية بل تسلل إلى ذلك بطريقة فيها من المكر والمداورة وكانت دعوته إلى إدخال الكلمات الأجنبية (الأتومبيل، الجاكته، البنطلون.. وغيرها)، إلى اللغة العربية، وقال: "أنها دخلت اللغة فعلاً، وأننا لا نستطيع أن نضع لها ولا لغيرها من المسميات الجديدة أسماء جديدة.
وهذه المؤامرة التي حمل لواءها لطفي السيد جعلته مؤهلًا إلى أن يكون رئيسًا لمجمع اللغة العربية، وعاشت هذه الأفكار قائمة في حياته وفكره بل وعمل المجمع إلى تحقيقها بعد أن ضم إليه عدد من خصوم اللغة العربية أمثال طه حسين وعبد العزيز فهمي الذي دعا إلى كتابة اللغة العربية بالحروف اللاتينية ومن بعد ذلك عدد كبير من هؤلاء السطويين التغريبيين.
أيد الاهتمام بالفلسفة اليونانية كمنطلق لنهضة المسلمين في وقتنا الحاضر، وترجم كتاب الأخلاق لأرسطو عن الفرنسية مع ان أوروبا نفسها هجرت كتب أرسطو وأقامت حضارتها على المنهج التجريبي الذي اخذته عن المسلمين.
ولا نستطيع ان نتجاوز عرض حياة "لطفي السيد" دون أن نذكر زيارته إلى الجامعة العبرية في القدس عام 1924م واشتراكه في استقبال الوفد الصهيوني إلى مصر بزعامة الدكتور "وايزمان" حيث أقيم له حفل شاي بفندق الكونتيال عام 1926م.
وبالجملة فقد كان تعظيم أحمد لطفي السيد للفكر الغربي ورغبته فيه وراء مواقفه الداعية إلى الإقليمية ومناهضة الخلافة الإسلامية والتوجه إلى الغرب لتحقيق التقدم والرخاء بزعمه.
علي عبد الرازق
من مواليد عام 1881م تعلم في الأزهر ونال درجة العالمية، درس الاقتصاد والعلوم السياسة في لندن ثم اشتغل بالقضاء الشرعي بمصر حتى عام 1925م حيث أصدر كتابه (الإسلام وأصول الحكم) وكان صدور الكتاب في أعقاب إلغاء مصطفى أتاتورك الخلافة وتطبيق النظم الأوروبية العلمانية فيها.
ادعى علي عبد الرازق في كتابه أن الشريعة الإسلامية روحية محضة لا علاقة لها بالحكم وأمور الدنيا وأنكر وجوب نصب خليفة للمسلمين وزعم أن حكومة أبي بكر ومن بعده من الخلفاء لم تكن دينية.
قوبل الكتاب بمعارضة شديدة، وقرر الأزهر في أغسطس 1925م تجريد علي عبد الرازق من شهادة العالمية الممنوحة له بسبب إفتائه بأمور تخالف القرآن والسنة النبوية وغجماع الأمة.
لم يعرف عن علي عبد الرازق أي كتاب أو تأليف قبل كتابه هذا إلا كتيبات قليلة في اللغة والبيان، كما لم يكتب بعد هذا أي كتاب ولمدة حوالي أربعين سنة ولا حتى في الدفاع عن كتابه.
لم يكن علي عبد الرازق من الأئمة المجتهدين، بل كان من القضاة الشرعيين فتلقفته قوى التغريب ليروج لأفكارها وتشير بعض القرائن إلى أن كتابه هذا إنما هو من وضع المستشرق اليهودي مرجليوث أهداه لعبد الرازق في لندن فترجمه إلى العربية واضافه لنفسه بعد إضافة بعض النصوص التي رآها تؤيد الكتاب لذا أطلق عليه البعض اسم (حاشية علي عبد الرازق على متن مرجليوث).
كان للكتاب أثره في دعوة العديد من قادة وزعماء العلمانية لما فيه وترك العمل بالشريعة الإسلامية، كما استغله المستشرقون زاعمين أن عند المسلمين في هذه المسألة رأيين: أحدهما: أن الإسلام دين ودولة، والثاني: أن الإسلام دين روحي فقط، ووضعوا علي عبد الرازق على رأس القائلين بالرأي الثاني.
من مظاهر ارتباط علي عبد الرازق بالمستشرقين قيامه بعمل حفل تكريم في الجامعة المصرية للمستشرق أرنست رينان الذي عرف بمهاجمته للعرب والمسلمين بمناسبة مرور مائة عام على وفاته.
يتبع بإذن الله...
اقرأ المزيد
ليست الحملة الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة التي تستهدف حسابات وطنية وقفت في عنفوان الأزمات تغرد بالحق وتدافع عن أهله
كشف موقع تحقيقات استقصائية بريطاني عن تمويل قطري ضخم لأنشطة الإخوان في هولندا
كشف إبراهيم بهزاد، المدون الإماراتي الشهير، خفايا الحملة الإلكترونية القذرة التي تديرها حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي
ألقى الشيخ إبراهيم المحيميد، العالم السعودي البارز، الضوء على مسؤولية العالم وطالب العلم في وقت الفتن وشيوع شبه الخوارج
استهدفت الأجهزة الأمنية المصرية 19 شركة وكيانًا اقتصاديًا، تديره بعض القيادات الإخوانية بطرق سرية، حيث تقدر حجم الاستثمارات فيه ربع مليار جني
أثبت النظام الإيراني أنه مستمر في عدائه لدول المنطقة، باستهدافه عن طريق وكلائه ميليشيات الحوثي الإرهابية، مطار أبها السعودي، بقذائف صاروخية