بالمعروف تزال المنكرات.. عن واقعة "الطائف" أتحدث!


بقلم - عبدالمحسن باقيس

فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالرياض

 

أحبتي الكرام ..هذه كلمات كتبتها بعد ما سمعنا كثرة الكلام والخوض فيما حدث في محافظة الطائف؛ ولابد لنا أن نقف معها وقفات مهمة نسال الله أن ينفع بها.

 

أولًا: علينا بالتأني والرفق والعمل وفق الهدي النبوي وما كان عليه نبينا صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام من بعده، وأن نزن الأمور بميزان الشرع بحكمة وروية وفقه في كيفية إنكار المنكرات وفق ما جاءت به الشريعة.

 

ثانيًا: فإنه من المفترض منا الحرص على الستر لمن وقع منه خطأ أو منكر وعدم نشر ذلك؛ والتشهير به في مثل هذه المقاطع التي تعرض في وسائل التواصل وغيرها ونشرها للأمة، ويبقى لهذه المرأة ولجميع النساء حقوقهن وكرامتهن وأنها مسلمة وأخت للجميع والمسلم ينصح ويستر .

 

والحمدلله الجهات المختصة اتخذت الإجراءات اللازمة معها حيال ما قامت به والواجب علينا الدعاء لها بالهداية ولكل من وقع منه تقصير أو خطأ؛ وكم نتمتى عدم  نشر ما حدث ولا  نساعد في نشر السلبيات والنفخ فيها وتأجيج المجتمع عليها، وتبقى القاعدة الشرعية بأن يعالج المنكر بالمعروف وفق الشرع كما هو متقرر في نصوص الكتاب والسنة وما عليه علماء الأمة ويحفظ لها كرامتها.

 

ثالثًا: لا نعلم عن حالها والحالة التي كانت فيها وقت هذا العرض فقد تكون مريضة أو أحد أرسلها لغرض الإثارة والشغب وإغراءها أو أشياء أخرى خلف هذا الأمر من أناس لهم أغراض سيئة فلا نعلم خلفيات الأمور..

 

ويمكن شاهد الجميع  قبل أيام الاعتداء الإرهابي الآثم في القصيم والذي ذهب ضحيته أحد جنودنا جنود التوحيد وعسكر الإيمان - غفر الله له ورحمه- ومعه أحد إخواننا من بنجلاديش، وغيرها من الاعتداءات وسفك للدماء وقتل للأنفس المعصومة بل وصل الحال بهذه الفئة المفسدة إلى تفجير بيوت الله ومساجد العبادة والصلوات؛ ومع ذلك ما رأينا ربع ما رأينا لهذا المقطع من استنكار مع ما يقوم به جنودنا من جهود وتضحيات في إقامة الأمن وراحتنا والدفاع عنا؛ فلم نر التحذير من هذا العمل الشنيع وإدانته مثل ما حدث في مسرح سوق عكاظوهذا ما يجعلنا نتساءل لماذا هذا؟، ولماذا هذه الإثارة التي نراها وتأجيج نارها؟.

 

إذًا.. فالواجب علينا النظر في أنفسنا أولا والعمل بمقتضى الشرع ومحاسبة أنفسنا والتوبة والاستغفار، وبذل الخير للناس وحثهم عليه والبعد عن ما يسعى له أصحاب الشر والتوجهات المظلمة الذين يصورون مجتمعنا بصورة سودادية وظلامية لأتفه سبب؛ والكل يعلم بأننا ولله الحمد في مجتمع موحد وخير ومحافظ يحب الخير والصلاح والبذل والإحسان، فلا تجعلوا من الحبة كما يقال قبة، ويبقى الأمر بأننا نعالج الشر بالمعروف والخير والكلمة الطيبة صدقة وعلينا أن نستر على من أخطأ من غير إثارة وشحن ونشر للشر وتأليب المجتمع وتذكروا قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ)، وعلى كل واحد منا أن ينشر الخير والإيجابيات ويسأل نفسه لو كانت هذه المرأة أخته أو بنته أو زوجته أو قريبة له؛ فهل يرضى أن يفعل بها هذا؟، وما موقفك سيكون؟ والمؤمن ينصح ويستر .

 

وختامًا ..أقولها بكل صراحة أخشى أن يكون هذا العمل مدبر بليل وخلفه خلايا عزمي وتنظيم الحمدين - الإخوان المسلمين- وستبدي لنا الأيام ما كان خافيًا.. لأنهم زرعوا من خلال رسائلهم وأطروحاتهم بأننا في جاهلية القرن 20 ومجتمعاتنا جاهلية؟، وهل نحن مسلمون؟

 

فالصبر الصبر.. والتأني وعدم العجلة والتسرع في هذه الأحداث والفتن وعلينا بإمساك ألسنتنا وكثرة الدعاء والاستغفار وذكر الله والصدقة ولزوم ولاة أمورنا وعلماءنا والالتفاف حولهم  في مثل هذه الفتن والحرص على من هم في ذممنا من أبناءنا وبناتنا وإخواننا وتوجيههم التوجيه السليم و تعليمهم الأخلاق النبوية والسيرة الطيبة الحميدة، وما كان الرفق في شيء إلا زانه.

 

ونسأل الله التوفيق والسداد والهداية والرشاد والفقه في دينه والعمل بسنته وأن يوفق ولاة  أمورنا وعلماءنا وجنودنا، وصل الله على نبينا محمد.

اقرأ المزيد

الإرهاب وطرق المواجهة

تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر

ثورة الجرابيع.. مؤامرة التفكيك من الداخل!

لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل

التعامل مع أهل الكتاب

الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين

احذر يا معتز مطر!

أنصحك نصيحة لله أن تتقي الله في نفسك وتخاف عليها، فقد تجاوزت حدك

الاعتصام بالله وبذل الأسباب.. أسس شرعية وأصول مرعية لمواجهة "كورونا"

يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،

المملكة العربية السعودية.. عَمِيْلَةٌ لمن؟

بكل صراحة... أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة

تعليقات


آخر الأخبار