تساؤلات حول أي دستور!


بقلم - الشيخ حمد عيسي أبودويرة

 

الدستور يكتبه مجموعة قليلة جدًا بالنسبة لبقية الشعب..

 

الدستور يكتبه أقلية أصحاب توجهات مختلفة يكيد بعضها لبعض..

 

الدستور يكتبه أقلية من طبقات مختلفة يحتقر بعضها بعضًا..

 

الدستور يكتبه أقلية من أجناس مختلفة يخطأ بعضهم في تقدير حقوق وواجبات بعض..

 

الدستور يكتبه من لا يعرف الشريعة الإسلامية فيفسد وهو يظن أنه فتح الأندلس..

 

بل قد يكتبه من هو ضد الشريعة الإسلامية زاعمًا أنها سبب تخلف المسلمين، وفي نفس الوقت هو موقر للكفار.. ثم بعد ذلك يصوت عليه أقلية مختلفة.. ثم بعد ذلك يطرح ليصوت عليه الشعب؛ يستثنى من التصويت من هو دون الـ 18 سنة؛ أي بعد سنتين سيجد نفسه تحت دستور لم يصوت عليه ولم يرتضيه.

 

لا يصوت على الدستور العمال الأجانب الذين يعملون في البلد وقد يكون عددهم مقارب لعدد أهل البلد الأصليين مع أنهم لا بد لهم من أن يكونوا تحت الدستور، وقديمًا كانت طبقة العمال والكادحين ممنوعة من التصويت والاستفتاء؛ وقديمًا كانت النساء ممنوعة من التصويت؛ وفي بلدان يصوت للدستور فيها البيض دون السود.

 

بعد مدة قد تبلغ 50 عامًا سيكون الجيل الجديد كلهم يفكرون بعقول الجيل القديم، أي أنه لا يوجد في هذا الجيل أحد شارك في كتابة الدستور ولا صوت عليه ولا ارتضاه، وأنت أيها العلماني ستخالف ديمقراطيتك التي جاءت بهذا الدستور غير الديمقراطي هو نفسه.

 

هذا الجيل الجديد سيطالب بتغيير الدستور الذي لم يعجبه ولم يكتبه ولم يصوت عليه، وسيقول لك: نحن نفكر بعقول الأجداد.

 

سيقال لك: نحن سلمنا عقولنا ومصيرنا للأجداد الذين لم يكن في عصرهم كذا وكذا وكذا مما هو موجود ومفروض في عصرنا.

 

بعد هذه المقدمة أقول:

 

إن دساتير البشر مهما بلغت من أهمية ومكانة فهي عرضة للتغيير والتحوير: (حذفا وزيادة وتعديلا)؛ ذلك لأن البشر لا يعلمون الغيب، ولا يعلمون ما هو صالح ومصلح لكل زمان ومكان.

 

فلو أنكم وفرتم على أنفسكم هذه الأموال والأوقات والثروات المهدرة، ورجعتم إلى شريعة الله الذي خلقكم ويعلم ما ينفعكم وما يضركم وما يزجركم ويردعكم، ويعلم غيب السماوات والأرض، ويعلم ما تسرون وما تكتمون.

 

شريعة ربكم التي جعلها الله صالحة ومصلحة لكل زمان ومكان.

 

شريعة ربكم السمحة التي هي عدل في جميع أحكامها مع المسلم والكافر.

 

شريعة ربكم التي اعتز بها الأولون فأعزهم الله ومكن لهم في الأرض.

 

أيها المسلمون:

 

إن الغرب لن يأتيكم أبدا بما يصلح معاشكم ومعادكم، بل لن يأتيكم إلا بما يفسد أخلاقكم وينزع عنكم هويتكم.

 

أتظنون أن الكفار يصرفون آلاف المليارات على تمكين الديمقراطية بحثا عن سعادتكم؟

 

أتظنون أنكم من أولويات الغرب الكافر ليبحث عن راحتكم وأمنكم واستقراركم؟

 

أليس من الدكتاتورية فرض الغرب لأطروحاته وزبالات أفكاره من ديمقراطية ونحوها فتذهب بسببها الأرواح والدول؟

 

ألستم في ربيعهم العبري تقولون: نريد الديمقراطية؟

 

هذا الذي أصابكم من خراب ودمار وقتل وسفك وتسلط السفهاء عليكم هو حقيقة الديمقراطية؛ فلا تطلبوها، ولا تظنوا أنكم ابتعدتم عنها،عليكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم، ففيهما سعادتكم وعزتكم؛ قال تعالى: (وما فرطنا في الكتاب من شيءوقال تعالى: (وإن من شيء إلا عندنا خزائنهوإنا لله وإنا إليه راجعون.

اقرأ المزيد

الأبعاد الفكرية للحركة المثلية ومستقبل المجتمعات

قبل أن نتعرف على الأبعاد الفكرية لهذه الحركة التي تنشط مؤخرًا بشكل ملفت عالميًا على جميع الأصعدة سياسيًا وإعلاميًا وسينمائيًا

حفيد المجدد

الحمدلله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

التعامل مع أهل الكتاب

الحمد لله الذي خلق الخلق أجمعين ورفع منهم من استقام على صراطه المستقيم، وأشهد أن لا إله إلا الله القوي المتين

التعامل مع الطلاب في أول يوم دراسي .. كيف يكون؟

يشد بنا الحديث عن أهم يوم من ايام التعليم عند جميع الطلاب والطالبات ..

المسرحية السرورية والهجرة البريطانية

رأينا في الأيام الماضية مروقًا خراجيًّا لعماد المبيض ودعواه "كذبًا" وهو جالس على "كنبة" سعيد الغامدي في لندن أن الدولة السعودية

ملحد يقود قطيعًا !

الباشا الثوري محمد علي مفجر ثورة التصحيح وحامل هم الغلابة على عاتقه، الذي لا يؤمن بوجود إله لهذا الكون أصلا

تعليقات


آخر الأخبار