الخوارج.. لوثوا عقولهم صغار دعاة الفتنة
بقلم – حمود العتيبي
باحث في قضايا الأمن الفكري والجماعات المعاصرة
العقيدة الصحيحة والتمسك بالسنة لها ثمرات ومنها حفظ دماء المسلمين وأموالهم، و من آثار البدع ومخالفة السنة والأفكار المنحرفة الجرأة على سفك الدماء والاعتداء على الأنفس والأموال.
فمجالسة العلماء الربانين لها ثمار؛ منها أنهم جعلوا الشباب يسلك طريق الهدى والحق والمنهج الوسطي بعيدًا عن التطرّف والغُلو والخروج على ولاة الأمور وعلى جماعة المسلمين.
أما دعاة الفتنة؛ فهيجوا الشباب ولوثوا فطرته وفكره على ولاة أمرهم ، وقالوا له: "الوطن هو الوثن"، وإذا كبر الشباب وأصبح رجل تجرأ على ولاة أمره ووطنه؛ وأصبح خارجي إرهابي.
فما حدث قبل أشهر بمنطقة القصيم بالطرفية بمدينة بريدة من الإرهابين الخوارج من الاعتداء على نقطة الضبط الأمني مما تسبب بقتل رجل أمن ومقيم – رحمهم الله – مما جعل رجال أمننا يتصدون لهم وقتلهم.
وما حدث بالأمس من الخارجي الإرهابي بمحافظة البكيرية من محاولة الاعتداء على رجال الأمن؛ ولكن رجال أمننا الأشاوس كانوا له بالمرصاد ورد الله كيده في نحره.
الخوارج أخبر رسول الله ﷺ عنهم أنهم أقوام ينشئون في هذه الأمة يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية تحقرون صلاتكم عند صلاتهم، وقرائتكم عند قرائتهم و من سيماهم التكفير واستباحة الدماء، وقد وقع هذا من الخوارج كما أخبر به النبي ﷺ و بشر من يقتلهم وقال عليه الصلاة والسلام {حيث ما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم}.
قال رسول الله ﷺ: {لئن لقيتهم لأقتلنهم قتل ثمود أو قتل عاد}، و قال النبي ﷺ فيهم: {شر قتلى تحت أديم السماء طوبى لمن قتلهم أو قتلوه طوبى لمن قتلهم أو قتلوه}، وفي السنن أن رسول الله ﷺ وصفهم بأنهم كلاب النار وأخبر أن فتنتهم باقية إلى قيام الساعة ، وروى ابن ماجه في سننه وغيره أنه قال ﷺ: {ينشأ قوم يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج قرن قطع كلما خرج قرن قطع}، قال عبد الله ابن عمر: {حتى عد النبي ﷺ وعشرين مرة أو قال أكثر من ذلك حتى يخرج في أعراضهم الدجال}، ولهذا كان السلف رضي الله عنه ينهون عن فتنتهم لأن هذه الفتنة متلبسة بشيء من أمور الإسلام فهم يدعون إنكار المنكر والنصح .
فمن قرأ كتب الإخوان المسلمين ومنها كتب سيد قطب وجد فيها فكر الخوارج الذي يكفر فيها المجتمعات الإسلامية والنظرة السوداوية لها، والتحريض على القيام بالثورات والانقلابات والاغتيالات، وتفجير محطات الكهرباء، ونسف الجسور.
يقول سيد قطب في كتابه الظلال (2122/4): "إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي".
وقال أيضًا في كتاب الظلال (1057/2): "البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الارض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول، ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثمًا وأشد عذابًا يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله".
واعترف سيد قطب في كتابه لماذا أعدموني (٥٠-٦١) بالتخطيط للاغتيالات، وتفجير محطة الكهرباء، ونسف الجسور، والتآمر لقتل رئيس جمهورية مصر، ورئيس الوزراء والمسؤولين.
وقال علي عشماوي في كتابه التاريخ السري للإخوان المسلمين (1/80): "جاءني أحد الإخوان وقال لي بأنه سوف يرفض أكل ذبيحة المسلمين الموجودة حاليًا، فذهبت إلى سيد قطب وسألته عن ذلك فقال: دعهم يأكلونها فيعتبرونها ذبيحة أهل الكتاب فعلى الأقل المسلمون الآن هم أهل كتاب؟!".
فمن العجب أن دعاة الفتنة يستنكرون على هؤلاء الخوارج إذا وقع تفجير واعتداء وقتل بعد أن أفسدوا عقولهم وفطرتهم ولوثوا فطرتهم وحرضوهم وهيجوهم على ولاة أمرهم ووطنهم .
فنتسأل بعد ذلك من الذي لوث عقول أبنائنا وفكرهم وأفسدوا فطرهم، ودعاة الفتنة في ساحة الدعوة يعبثون، ويشوهون صورة الإسلام الوسطي، ويوصوهم بقراءة الكتب السابقة التي يسهل الوصول لها .
الإرهابيون الخوارج يستهدفون المملكة العربية السعودية بلاد الإسلام والحرمين الشريفين، ومهبط الوحي، ومنبع الإسلام، ومأرز الإيمان، التي دستورها كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وقامت طيلة تاريخها بكثير من الجهود لخدمة الإسلام والمسلمين وهي مسؤولية الدولة الأساسية التي شرفت بها منذ تأسيسها لجهود شتى في مجالات نشر الإسلام وخدمته من خلال خدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، وخدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما والعناية بها، وخدمة ضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، ونصر الدعوة إلى الله، وبناء المساجد وخدمتها في داخل المملكة وخارجها ، ومنهجها الوسطي يرفض الانحلال والتطرف والغلو ويحارب الذين لا يمثلون الإسلام، ويحاولون جاهدين أخذ الإسلام ذريعة لمخططاتهم الدنيئة، والاعتداء والتفجير وتحويل.
اقرأ المزيد
بكل صراحة... أنا رجل كثير الشك، دائم التفكير، شديد الفضول، مستمر التحليل والتركيب والربط والمقارنة
فإن كل ملاحظ للأحداث في الساحة الدينية في العالم الإسلامي عمومًا وفي السعودية العظمى
فإن صدور القرارات المتتالية والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها المملكة العربية السعودية في تصدي مرض كورونا
تسعى كل دول العالم إلى الحفاظ على أمنها الوطني والإقليمي والدولي، وقد أصبح العالم، لا سيما في وقتنا الحاضر
إن الجهود التي قام بها علماء الإسلام ودعاة السنة لنصرة دين الله عزوجل كثيرة لا يكاد يحصيها بشر
لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل