٨٨ عام.. يا وطن من التوحيد واللحمة
بقلم - حمود بن فلاح العتيبي
داعية وباحث في قضايا الأمن الفكري والجماعات المعاصر
توحيد هذه البلاد على يد قائدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عمل متميز وأحد النماذج الناجحة في تاريخ الأمم وإبراز ذلك النهج الذي تبنته المملكة في سياستها الداخلية القائمة على مبادىء الإسلام الحنيف، وكذلك في علاقاتها الدولية المستمدة من تراثنا وحضارتنا واحترام مبادىء حقوق الإنسان في اسمى معانيها، كما أنها فرصة أن نغرس في نفوس النشء معاني الوفاء لأولئك الأبطال الذين صنعوا هذا المجد لهذه الأمة فيشعروا بالفخر والعزة لهذه البلاد منذ أن أرسى قواعدها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ونعمّق في روح الشباب معاني الحس الوطني والانتماء حتى يستمر عطاء ذلك الغرس المبارك وفق الله الجميع في رسم تلك الصورة المشرقة لما يزيد على قرن من الزمان خرجت فيه الجزيرة من أمم جاهلة متناحرة إلى أمة موحدة قوية في إيمانها وعقيدتها، غنية برجالها وعطائها وإسهامها الحضاري.. فخورة بأمجادها وتاريخها.
اليوم الوطني ذكرى ملحمة بطولية وتوحيد وطن، سطرها الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -طيب الله ثراه- وفرسانه الأوفياء؛ فقد عرف أجدادنا صدق إيمانه بهذه الوحدة الوطنية، فقدموا أرواحهم فداء، ومن هنا تولدت لدينا المسؤولية الوطنية تجاه وطننا والإخلاص في العمل والمحبة والولاء لقيادتنا الرشيدة.
وضع موحد هده البلاد أساساً راسخًا قويًّا لهذا الوطن، قائمًا على القرآن والسنة، ثم وحد صفوف الشعب على ذلك ليقوم بنيان المملكة العربية السعودية، واستطاع -بفضل الله ثم بفضل ما وهبه الله من حكمة- القضاء على ما كان يسود البلاد من فرقة وظلم، وتشتت وتناحر، وجهل ونهب، وسلب وفوضى، ليشرق عهد جديد زاخر بالتنمية والعطاء، شمل جميع المجالات، واستمرت بعده في عهود أبنائه البررة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله أجمعين- وصولاً إلى العهد الذهبي للمملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وما يبذله من جهد من لهذا الوطن المعطاء.
فنحن الآن أحوج من أي وقت مضى إلى تأصيل حب الوطن والولاء والسمع والطاعة في نفوس أبنائنا، صغارًا وكبارًا؛ فكل منا مسؤول وكلنا راع.
فالولاء وحب الوطن مكتسب ينتقل إلى أطفالنا بالتعلُّم والتقليد من المحيطين بهم، وخاصةً الوالدين والعائلة؛ فعندما ينظرون إلينا ونحن نتابع وسائل الإعلام من أحداث مهمة بأمن وطننا وكل ما يمسه، ويجدوننا بفاعلية إيجابية مشاركين في هذه الأحداث، فذلك يعتبر وسيلة لتربيتهم وتعليمهم؛ فيجب أن ينظروا إلينا ونحن نتأثر بما يحدث من أحداث، سواء بالفرح أو الحزن؛ فكل هذه المشاعر الصادقة تنقل إلى أبنائنا -بتلقائية وعفوية- حب الوطن والولاء؛ لأننا القدوة لهم.
وعلى الوالدين أيضًا تعويد الطفل منذ الصغر على حبه وانتماءه للوطن وأهله بكل فئاته، وأبناؤنا هم مستقبل الأمة والوطن، وبهذا نكون قدمنا أعظم هديه للوطن.
رحل المؤسس والوطن في أيدٍ أمينة وقيادة رجال أوفياء حتى أصبح لأرض الحرمين الشريفين في كل مجال ريادة والمحافل العالمية حضور وتأثير ومكانة وشموخ، وهذا بفضل من الله ثم المضي على وصية ونهج الملك الصالح عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، بعدما كانت الجزيرة العربية تعيش ظروفاً سيئة، تصبح على القتل وتمسي على السلب والنهب وتتحكم بها الطائفية والعنصرية والعادات والتقاليد السيئة ولكنها بمجرد حضوره واستعانته بالله ثم برجاله الأوفياء زالت كل المخاطر وتوحدت صفوف الوطن وبدأت شمس الأمن وعيشة الإنسان بكرامة تشرق على كل شبر من هذه الأرض الطاهرة، وسار على ذلك أبناؤه الملوك رحم الله الأموات وحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
فإن تذكير الأجيال لتعزيز الولاء لقيادة هذا الوطن والتأكيد على وحدة الصف واللُحمة الوطنية، ومايقوم به الأعداء والحاسدين من تنظيم الحمدين وخيال المآته وخلايا عزمي من دعم دعاة الفتنة والشر من جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية وتنظيماتها لمحاولة التفرقة وشق الصف بين قيادة المملكة العربية السعودية والشعب السعودي، ولكن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، ووقف الشعب السعودي خلف قيادته ضد كل محاولات التشكيك ودعم كل خطط التنمية وبرامج التطوير ومبادرات التقدم والازدهارِ، وتحقيق رؤية المملكة 2030 التي تمثل مرحلة جديدة لمستقبل مشرق لوحدة وطنية تحت راية خالدة لتحقيق مزيدِ من الإنجازات في كافة المجالات والمضي به في طريق النمو والتطور والبناء، ولتحفيز جيل الحاضر والمستقبل للمحافظة على الثروات ومتابعة النهضة العملاقة والتي عرفها الوطن حتى غدت المملكة وفي زمن قياسي في مصاف الدول المتقدمة، بل إنها تميزت عليهم بما لديها في إطار التمسك بثوابت دينِنا الحنيف والقيم الدينية ومن خلال رعايتها وعنايتها بالحرمين الشريفين قبلة المسلمين واهتمامهابالحجاج والمعتمرين والزوار .
عندما نتحدث عن أهم مرتكز في أي دولة بالعالم فهو الأمن، فالمملكة العربية السعودية أيامها طمأنينة وهدوء ورخاء، وعندما نفتح صفحات علاقة الحاكم بالمواطن فالتلاحم والفخر والثقة تعم الجميع، وعندما نصل إلى النهضة الشاملة فإشراقة كل يوم تبشرنا بأن الوطن يمضي قدماً بلا عراقيل ومنغصات نحو تنمية ينعم بها شعبه. المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لم يترك لنا وطناً تحفه المخاطر والعنصرية والطائفية، إنما ترك لنا واحة من الأمن والاستقرار والتماسك والنمو والالتفاف بأيدٍ أمينة منذ عهد الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله رحمهم الله والآن عهد سلمان الحزم، وعلينا أن نكون أوفياء للعبقري والقائد العالمي الكبير الملك عبدالعزيز بالحفاظ على أرضنا وطاعة ولي أمرنا سلمان الحزم وفقه الله، فالوطن كلمة واحدة ولكنه مساحة كبيرة وحدها المؤسس على الحق والحكم العادل سائلين الله للوطن دوام الرخاء والأمن والازدهار.
نسأل الله أن يبقي حكامنا عزا للإسلام والمسلمين ما بقي الليل والنهار فالواجب محبتهم في الله والدعاء لهم بالتوفيق والسداد.
اللهم احفظ بلادنا وولاة أمورنا ورجال أمننا.. اللهم ادم علينا أمننا واجتماع كلمتنا.
اقرأ المزيد
إن الجهود التي قام بها علماء الإسلام ودعاة السنة لنصرة دين الله عزوجل كثيرة لا يكاد يحصيها بشر
الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد
لم تعد الحرب في الوقت الراهن حرب تقليدية واضحة المعالم والأدوات كما كانت من قبل
يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،
فإن كل ملاحظ للأحداث في الساحة الدينية في العالم الإسلامي عمومًا وفي السعودية العظمى
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الأخيار الطيبين رضي الله عنهم أجمعين