صيانة الأبناء من فكر الدماء
بقلم - الدكتور صالح عبدالكريم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد :
فمع كثرة الحوادث الإرهابية، والفواجع الدموية؛ التي ترتكبها الجماعات الخارجية؛ كداعش وأخواتها من الطوائف التكفيرية، مع التركيز في التنفيذ على الفئات الشبابية، كان لزاما أن نبين طرق المحافظة على الشباب، وصيانتهم من أتون التطرف والإرهاب .
أولاً: ينبغي علينا أن نملأ أوقات الأبناء بالنشاطات النافعة، والممارسات الهادفة، ونقلل بقدر الاستطاعة من أوقات فراغهم؛ لأن الفراغ قد يولد بعض الأفكار السلبية، وقديما قال العلماء: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل!".
ثانيًا: يجب علينا متابعة الألعاب الإلكترونية عند الأبناء، وبالأخص التي فيها خاصية المحادثات، فإن الجماعات الإرهابية قد عمدت إلى بعض الألعاب القتالية فطورتها بما يتناسب مع أهدافها الدموية؛ كلعبة صليل الصوارم 1 - 2، وغيرها من الألعاب، وتشير الإحصائيات إلى أنهم استطاعوا من خلال هذه الألعاب استقطاب عدد كبير من الأطفال والمراهقين خلال السنوات الأخيرة .
ثالثًا: برامج المحادثات والتواصل الاجتماعي فضاء مفتوح لتبادل الأفكار، وعدد الحسابات الإرهابية والدموية في برامج التواصل الاجتماعي تبلغ مئات الألوف ، ويسعون بأساليب خطيرة لاقناع الشباب والبنات بفكرهم المنحرف ، وكسبهم وتجنيدهم ، وعليه لا بد من مراقبة حسابات الأبناء بحكمة .
رابعًا: ضبط مصادر التلقي والفتوى باب مهم للحفاظ على الأبناء، فيُرشد الأبناء إلى الجهات الرسمية المخولة من الدولة، والعلماء الربانيين الثقات؛ حتى لا يذهبوا لدعاة الفتن، ورموز الخوارج، ويقعوا في شراك الفتاوى المغلوطة، والأفكار المسمومة، في باب الجهاد والحاكمية والموالاة وغيرها، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من دعاة الشر قائلاً: "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها".
خامسًا: كثير من الآباء يُغفل جانب الدعاء للأبناء، وما أنفع حرص الوالدين على الدعوات الصادقة لهم في ساعات الإجابة؛ أن يحفظهم المولى من الشرور والفتن والشبهات والشهوات؛ "وأصلح لي في ذريتي".
سادسًا: تحذير الأبناء من الأفكار الهدامة بين الحين والآخر بأسلوب علمي حواري إقناعي له أثر في وقايتهم وصيانتهم من هذه المناهج الخطيرة، وكم حذر النبي صلى الله عليه وسلم من فكر الخوارج .
سابعًا: المرء على دين خليله، والرجل يعرف بأقرانه، والصاحب ساحب، فلنحرص على معرفة أخلاء الأبناء وعقلياتهم؛ ماذا يطرحون؟، من يتابعون؟، ماذا يسمعون؟، أين يجتمعون؟.
ثامنًا: يحتاج الأبناء لتعزيز الأصول الشرعية في ضوء الكتاب والسنة في أبواب :
- طاعة ولاة الأمر وحقوقهم
- الجهاد وضوابطه
- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وشروطه
- أحكام المخالفين
- الواجب تجاه الوطن
- الأحكام المتعلقة بالإيمان والكفر
تاسعًا: لا بد من كسر الحواجز بين الآباء والأبناء في باب المصارحة والبوح؛ والقرب منهم، ومعرفة ما يخفون؛ فالتيارات الدموية لها أساليب في التجنيد والتهديد والتخويف .
عاشرًا: حينما نلاحظ تغير بعض التصرفات وظهور بعض المؤشرات لا بد أن نبادر ونهتم ونعالج، فربما تكون بدايات الانجراف والانحراف، ومن هذه العلامات :
- محاكاة الجماعات الإرهابية في اللباس والشعور .
- كثرة نقد الدولة والمؤسسات الرسمية والأجهزة .
- الطعن في العلماء الكبار ووصفم بالعمالة والنفاق .
- نظرة التشاؤم للمجتمع والحكم عليه بالهلاك .
- الرغبة في العزلة والشرود الذهني المتكرر .
- متابعة الحسابات المشبوهة والشخصيات المنحرفة .
- محاولة معرفة الأسلحة وأنواعها وصناعاتها .
- طرح الأسئلة الغريبة حول الجهاد ونواقض الإسلام والكفر.
- الإنكار بطريقة عشوائية مع الجهل بالأدلة .
- حب المقاطع الجهادية والأناشيد الحماسية .
هذه بعض الطرق لحماية الأبناء من الأفكار الدموية، والمناهج الإرهابية، حفظ الله الأبناء من شرورهم ومكرهم وفتنهم.
اقرأ المزيد
استعرض الدكتور عبدالسلام بن سالم السحيمي، رئيس الهيئة الاستشارية بالجامعة الإسلامية، أسباب الانحراف في الفكر وسبل الوقاية من ذلك
عملت التنظيمات المتطرفة عبر العصور، على استغلال الإعلام وأدواته المتاحة في كل زمان، للترويج لأجنداتها داخل المجتمعات، فاستغل الإرهابيون
فقد منّ الله سبحانه وتعالى عليّ بجرد كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب، أحد أشهر رموز الإخوان المفلسين بعد حسن البنا،
إنّ احتضان قطر لمجموعة الإتجاه الإخواني وخصوصًا الاتجاه القطبي السروري الثوري يدل على أنّها تعيش في حالة ضياع وطني ودولي ناتج عن ضياع الهوية
استعرض الشيخ محمد بن حسن الشهري، مدير إدارة الدعوة بفرع الوزارة بمنطقة عسير، استراتيجيات الجماعات الضالة في التغرير بالشباب
تكلمت في مقالات سابقة عن أساليب هذه الجماعات المتطرفة والإرهابية في استخدام القوة الناعمة