النقاب وأحفاد "نابليون" وصناعة الإرهاب


بقلم – محمد مصطفى الفقي

 

عندما سقطت العاصمة الفرنسية باريس في يد النازيين عام 1940، زار هتلر قبر نابليون بونابرت وانحنى له بكل احترام قائلاً له: "عزيزي نابليون سامحني لأني هزمت بلدك؟؛ لكن يجب أن تعرف؛ شعبك كان مشغولاً بقياس أزياء النساء! بينما شعبي كان مشغولاً بقياس فوهات المدافع والبنادق؟".

 

هكذا حال بعض مجلس النواب المصري الذين اختارهم الشعب ليكونوا ممثليين لهم تحت قبة البرلمان لتشريع وسن القوانيين من أجل طرح التشريعات التي تكفل التقدم والنهوض في كافة المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية، وتحسين مستوى الخدمات المقدمة في المستشفيات والمدارس والجامعات وغيرها.. لكنهم ساروا على نهج أحفاد نابليون شرعوا في سن القوانين والتشريعات لمحاربة المرأة الفاضلة التي اختارت (النقاب) اقتداءً بأمهات المؤمنين.. وعلي الرغم من تدني مستوى الخدمة في الأماكن العامة وسوء حالتها لم يهتموا بتقديم طلب واحد لتطويرها؛ لكنهم انشغلوا بمحاربة الفضيلة.

 

تلك الأفعال تدفعنا إلى طرح عدة تساؤلات.. أبرزها: هل يمثل النقاب عائقًا أمام تطوير متوى الخدمات المقدمة في المستشفيات التي إذا مر بها الصحيح خرج مريضًا؟!، هل النقاب العائق أمام تطوير العملية التعليمية في المدارس والجامعات؟!، أين هؤلاء من انتشار الملاهي الليلية ودور السينما والبارات والمقاهي والكافيهات المكتظة بالعاطلين؟!؛ لكن أحفاد "نابليون" اختاروا (النقاب) الفضيلة وتركوا الرزيلة؛ عليهم أن يعوا جيدًا آن المبالغة في محاربة انحراف –إذا أجزمنا بأكاذيبهم حول النقاب- قد يولد انحرافًا آخر؛ هؤلاء يزرعون بذور الإرهاب في مصر؛ ولا يحاربوه كما يدعون.

 

إن الحرب علي النقاب والتحريض على حظره والتضييق علي الحريات الدينية لن يأتي بالثمر الطيب؛ بل لا ينتج إلا مزيدًا من الإرهاب.. ومن العجب العجاب إذا تم تسليط الضوء علي التي ترتدي البنطلون المقطع والميني جيب والحمالات التي تظهر المفاتن والعوارات في الأماكن العامة قالوا حرية شخصية!، ألا يشكل هؤلاء أيضًا خطرًا على الأماكن العامة؟ والقريب من هؤلاء الذين ينادون بالحريات، ألا يعلموا أن ارتداء النقاب جزء من الحرية الدينية.. هؤلاء لا يريدون إلا إسقاط مصر كما فعل أحفاد نابليون من قبل؟!؛ فرض قانون يحظر النقاب هو بحد ذاته انتهاك للحرية الفردية تناقض غريب!.

 

أميركا راعية الإرهاب الدولي والتي تحاول أن تربط المسلمين بالإرهاب دائمًا، ألا تكون هي أولى أن تحارب (النقاب) ومع ذلك لم تفرض هذا القانون؛ بل عارضت فرنسا في قرارها بحظر النقاب وأعلنت وزاره الخارجية الأميركية أن واشنطن تعتبر ارتداء اللباس الديني جزء مما اسمته الحريه الدينية وحريه التعبير لهذا فإنها اعتبرت قرار حظره مناقضًا لحرية التعبير.

 

وللأسف.. هؤلاء المنهزمين نفسيًا تركوا الإصلاح والتطوير في الأماكن العامة في الدولة وحاربوا الفضيلة، ليتهم فعلوا كما فعلت أميركا؛ لكن هؤلاء هم حقًا من يضعون البذور للتفجير والقتل والتخريب.. حفظ الله مصر جيشًا وشعبًا وحكومة من كل مكروه وسوء.

اقرأ المزيد

"آل الشيخ" جهوده إلى الشيشان.. والإعلام الساقط إلى الخسران

الأمة الإسلامية شرفها الله بأعظم رسالة، ورسالتها قائمة على العبادة، وأشرف أماكن العبادة المساجد

المسرحية السرورية والهجرة البريطانية

رأينا في الأيام الماضية مروقًا خراجيًّا لعماد المبيض ودعواه "كذبًا" وهو جالس على "كنبة" سعيد الغامدي في لندن أن الدولة السعودية

"إرهاب الأحباب".. نشأت في تركيا وترعرعت بالهند ومولتها بريطانيا

تبذل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة في المملكة العربية السعودية بقيادة معالي الوزير الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، جهودًا كبيرة لنشر العقيدة الصحيحة والمنهج السلفي الأصيل

احذر يا معتز مطر!

أنصحك نصيحة لله أن تتقي الله في نفسك وتخاف عليها، فقد تجاوزت حدك

الاعتصام بالله وبذل الأسباب.. أسس شرعية وأصول مرعية لمواجهة "كورونا"

يتردَّد كثيرًا في مجالس النّاس هذه الأيام حديثٌ عن مرض يتخوَّفون منه ويخشون من انتشاره والإصابة به ، بين حديث رجلٍ مُتَنَدِّرٍ مازح، أو رجلٍ مبيِّنٍ ناصح،

حفيد المجدد

الحمدلله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين...

تعليقات


آخر الأخبار