عضو هيئة تدريس بجامعة "الإمام" يدحض الشبهات المثارة ضد الدعوة السلفية


دحض الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن ريس الريس، عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الشبهات العصرية المثارة لتشويه الدعوة السلفية، مؤكدًا أن كشف الشبهات عن دعوة الحق واجب على العلماء والدعاة وطلاب العلم وغيرهم.

وقال "الريس" خلال محاضرة له تحت عنوان "كشف الشبهات العصرية عن الدعوة السلفية"، إن أهل السنة اشتهروا بالردود على المخالفين، فما أكثر كتبهم في الرد على المخاف؛ من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وكذلك أئمة الدعوة النجدية السلفية التي إمامها ومجددها محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.

العصمة في السلفية لأنها دين الحق

وأوضح أنه كلما ظهرت دعوة حق من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ما بعد؛ والشيطان وحزبه يجلبون بخيلهم ورجلهم للصد عن دعوة الحق، قال تعالى: (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِّنَ الْمُجْرِمِينَ ۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا)، إن أعداء الله لهم كلمات يحسنون بها الباطل كما قال سبحانه وتعالى: (زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) فهم يجملون الباطل ويظهرونه في صورة يغتر بها من لا يدري.

وأكد الدكتور "الريس" أن العصمة في السلفية لأنها دين الحق دين محمد صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح وليست العصمة في أفراد السلفيين لأنهم يخطئون ويصيبون كما قال الإمام مالك رحمه الله تعالى: (كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر) يعني به النبي صلى الله عليه وسلم، إذًا لا يحتج على السلفية بخطأ فرد من أفرادها، كما لا يحتج على الإسلام بخطأ بعض من المسلمين.

وأضاف: "الانتساب إلى السلفية لا يعني تزكية بحال؛ بل هو من باب التمايز كما قال تعالى: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)، فهو ليعرف الحق أهله فيتبعه من أراده، وليعرف الباطل أهله ليجتنبه من أراد اجتنابه؛ لذا الانتساب إلى السلفية أو الأثرية أو أهل الحديث أو غير ذلك من الألفاظ التي تمايز بها أهل السنة ليست تزكية".

الشبهة الأولى: "إنكم رجعيون حرفيون وأصحاب أوراق صفراء"

وعن أول شبهة أطلقها الليبراليون والعلمانيون والبنائية، قال الدكتور "الريس": "إن كانوا يقصدون تمسكنا بكتاب قديم وبسنة قديمة على فهم سلف قدماء أي بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على فهم سلف الأمة.. نعم نحن متمسكون بهذا ولو قلتم أكثر من ذلك وإن رغمت أنوفكم، وتمسكنا بذلك لا يعني أننا ضد التطور والتقدم، فإن الأصل في كل المعاملات الحل ما لم تخالف شيئًا محرمًا من دين الله؛ لسنا مثل الأوروبيين في القرون الوسطى لما تسلطت عليهم الكنيسة وحاربت كل تقدم وتطور".

الشبهة الثانية: "أنتم أحاديو التوجه ما بين أسود وأبيض"

وعن الشبهة الثانية، قال الدكتور "الريس": "إن أردتم بهذا المساءل التي لا يسوغ الخلاف فيها والتي قد نص الكتاب والسنة بوضوح في حكمها وأجمع العلماء عليها؛ فنعم نحن أحاديو التوجه في مثل هذا؛ لا نقبل البدع ولا وسائل الشرك ولا الشركيات؛ ولا غير ذلك مما نص كتاب الله عز وجل أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم نصًا صريحًا أو أجمع عليه سلف هذه الأمة؛ فإن أمثال هذه المساءل لا يسوغ الخلاف فيها".

وتابع: "أما إذا أرادوا أننا أحاديو التوجه فيما يسوغ الخلاف فيه من المساءل الاجتهادية فكلا.. ودونك كتب أهل العلم؛ فما أكثر كلامهم لما يقولون أن المسألة فيها قولين أو ثلاثة".

الشبهة الثالثة: "تجهلون الواقع علماء حيض ونفاس"

أكد عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام أن هذه الكلمة كثرت من الحركيين والليبراليين إلا أنها قديمة؛ لافتًا إلى أن عمرو بن عبيد وصف علم الحسن البصري بالدم في خرقة فلليس بغريبًا أن أهل الباطل يرمون أهل الحق بمثل ذلك.

وأضاف: "ماذا تريدون بالواقع؟، إن كانوا يريدون هذه السياسة بتتبع الصحف والمجلات والقنوات؛ فنحن ولله الحمد من أبعد الناس عنها لأنها من حيث الجملة لا تخرج من أمرين: إما بنقل غير مصدق أو أنها ترجع إلى ظنون وتوقعات مذمومة، وقد أخرج البخاري مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ)، وثبت في مسلم من حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بالله من أربع منها (من علم لا ينفع)".

وأشار إلى أن السياسة لها رجالها وهو ولاة الأمر يعرفون طرقها ولمن أوكلوهم؛ فمهما عرفنا من السياسة وعرفنا وضبطنا؛ فإنه ليس في يدينا حل ولا عقد.

واستطرد "الريس" قائلًا: "إذا رأيتم الذين يتشدقون بفهم الواقع وينتقصون من علماء أهل السنة، فإنهم عمليًا أجهل الناس بالواقع؛ فما إن تقع فتنة إلا وهم وقودها، تأملوا حالهم ماذا قدموا إلى الإسلام؟، ويصدق فيهم قول شيخ الإسلام في المتكلمين حينما قال: (يبني أحدهم قصرًا ثم يهدم مصرًا)؛ لقد خلفوا الدمار والفتن والمظاهرات وسفك الدماء وإزهاق الأنفس وانتهاك الأعراض وغير ذلك".

الشبهة الرابعة: "أنتم أهل غلو في الحكام.. انبطاحيون"

وفي هذا الصدد، قال الدكتور "الريس": "نحن لم نسمع إلى الحاكم في معصية الله وانظروا إلى واقعنا؛ لكن أنتم كالحرباء تتقلبون تارة أقصى اليمين تناطحون الحكام ثم تارة أقصى الشمال قد انبطحتم انبطاحًا استخفكم به العقلاء؛ أما أهل السنة فيعتقدون السمع والطاعة إلى الحكام في غير معصية الله كما دلت الأدلة الشرعية المتواترة على ذلك، وتكاثرت كتب الاعتقاد في تقرير هذا الأمر".

وأضاف: "من الأدلة ما أخرج البخاري من حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ فِيمَا أَحَبَّ وَكَرِهَ، مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِمَعْصِيَةٍ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ)، وأخرج مسلم من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ ، وَلا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةِ اللَّهِ)، وأخرج مسلم من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ نَزَعَ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَتْ لَهُ حُجَّةٌ ، وَمَنْ مَاتَ مُفَارِقًا لِلْجَمَاعَةِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً)، وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا، فَمَاتَ، فَمِيتَةٌ جَاهِلِيَّةٌ)".

الشبهة الخامسة: "إنكم لا ترون الجهاد"

رد الدكتور "الريس" على الشبهة الخامسة، قائلًا: "إن من أنكر شرعية الجهاد فهو كافر، لأنه من المعلوم من الدين بالضرورة، ونسأل الله أن يميتنا شهداء في سبيله مقبلين غير مدبرين، وأخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِالْغَزْوِ مات على شعبة من النفاق)؛ إلا أن الجهاد عبادة شرعية لها شروطها وأركانها ووقتها".

وأكد أن الجهاد مناط بولاة الأمور وهم المخاطبون به؛ فإذا رفع ولي الأمر راية الجهاد؛ فهلم إلى ساحات القتال وميادين الجهاد حيث أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ).

الشبهة السادسة: "تجرحون الدعاة وتردون عليهم"

وفي هذا الشأن تساءل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام، قائلًا: "من تقصدون بالدعاة؟، أتريدون دعاة السنة الذين هم على غرس العلماء الماضين والحاضرين؛ فكلا والله ومن فعل ذلك فهو مخطئ، وإنما قام أهل السنة تبعًا لعلماءهم بالرد على دعاة الفتنة الذين طعنوا في ولاتنا تصريحًا وتلميحًا أو الذين ميعوا الدين وأفسدوه أو الذين انضموا إلى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان وما انبثق منها كالسرورية والقطبية وغير ذلك أو كانوا مع جماعة التبليغ".

وشدد على أن الرد على المخطئ حق، مؤكدًا أن الشيخ بن باز وبن عثيمين رحمهم الله والشيخ صالح الفوزان وجميع العلماء حفظهم الله، لهم مسجلات صوتية في التحذير من دعاة السوء نصًا بأسمائهم.

الشبهة السابعة: "في حال الرد تذكرون الأسماء"

قال "الريس": "أحاديث ما بال أقوام ترجع إلى حال لا يكون في تسمية المخالف مصلحة، اما تسمية المخالف أمر ديني درج عليه أئمة السنة، وأول من ذكر الخطأ في أقوام بأسمائهم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك في حديث مسلم عن فاطمة بنت قيس لما تقدم لها أبو جهم ومعاوية وأسامة بن زيد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أمَّا مُعَاوِيةُ، فَصُعْلُوكٌ لاَ مالَ لَهُ، وأمَّا أَبُو الجَهْمِ فَلاَ يضَعُ العَصا عنْ عاتِقِهِ، أنكحي أسامة).

وأوضح أن أئمة الإسلام قالوا في هذا أصل لتجريح من أخطأ في باب الرواية وفي باب الديانة، لافتًا إلى أن "ابن رجب" قد ألف رسالة وحكى إجماع العلماء على ذلك، وقد استدل ابن عبدالبر وشيخ الإسلام بن تيمية وابن القيم وغيرهم بحديث فاطمة بنت قيس في الرد على المخالفين وتسميتهم.

شاهد المزيد:


اقرأ المزيد

مركز تفسير الإسلام يرد على تصريحات "الهويريني" المغلوطة في الليوان

رد مركز تفسير الإسلام على التصريحات المغلوطة التي أدلى بها "علي الهويريني" خلال برنامج الليوان حول تفسير حقيقة العبادة.

من هو الحلاج؟

فهذه كتابة يسيرة حول شخصية غريبة تكلم عليها جمع من أهل العلم على اختلاف مذاهبهم العقدية والفقهية

الدراما الغربية وإعادة صياغة الأسرة!

الغزو الثقافي والفكري يُعيد صياغة الأسرة المسلمة العربية بوسائله الحديثة، فتقفز على الشاشات المسلسلات الدرامية التركية وغيرها

شاهد.. الدكتور "الحدادي" يرصد خطورة العلمانية على الإسلام والمسلمين وسبل الوقاية

رصد الشيخ الدكتور علي بن يحيى الحدادي، مخاطر العلمانية على الإسلام والمسلمين، مستعرضًا أهم السبل التي يمكن اتخاذها لمواجهتها ومنع انتشارها

الموقف الشرعي مما يجري في فلسطين

سألني أحد الأفاضل: يا شيخ محمد ..نريد حلا صريحا أمام هذه الأحداث يُخرج بعض السلفيين من الحيرة أمام هذا التهييج الإعلامي الإخواني!!

إعلامُ الأمة بحُرمةِ دماءِ المُستأمَنين

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّـه مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّـهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ

تعليقات


آخر الأخبار